وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: العين تسرق جيل اليوم أكثر من أي وقت مضى

يحضّر لأغنية «شو بدي بالورد» من كلمات وألحان سليم سلامة

يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})
يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: العين تسرق جيل اليوم أكثر من أي وقت مضى

يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})
يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})

الحوار مع الفنان وليد توفيق يروي عطش المحاور لمحتوى غني ومميز. فمشواره الطويل الذي احتفل أخيراً بيوبيله الذهبي تنهل منه الدروس والعبر. إنه قامة فنية لبنانية تمسك المجد من أطرافه. وقد استطاع بإنجازاته واستمراريته على مدى نصف قرن أن يشكّل مدرسة فنية بحد ذاته.

أخيراً أطلق صاحب لقب «النجم العربي» أغنية بعنوان «ببعت السلام»، تشبه بكلامها ولحنها وصورتها حقبة جميلة نفتقدها بلبنان. يقول إنه كان في تركيا عندما استمع لكلامها من هاني عبد الكريم منذ نحو عام. حفرت في ذهنه كل هذا الوقت إلى أن قرر تسجيلها. ويتحدث عن أجواء الأغنية لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة الكليب أكملت جمالية الأغنية. رغبت في أن تحمل هذا الدفء بجلسة مع الأصدقاء كنا نسميها (سيران) في الماضي».

يقول رغبت بفكرة كليب {ببعت السلام} في أن تحمل هذا الدفء بجلسة مع الأصدقاء (حسابه على {انستغرام})

يقول إنه يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته. مرات تكون رومانسية، وفي مرات أخرى تحمل نمطاً إيقاعياً وكلاماً معبراً. فبرأيه أن الفنان عندما تطول مسيرته يلجأ إلى التغيير. وهنا نسأله عن رأيه بأغنية نجوى كرم الحديثة «تعا نقعد». وقد لاقت انتقادات واسعة؛ نظراً لكلامها البسيط الذي اعتبره كثيرون لا يليق بمشوارها. يرد: «نجوى ذكية بخياراتها وخرجت عن المألوف لأنها تدرك أنه حان الوقت لذلك. هناك تجارب عدة قامت بها قامات فنية مثل فيروز لاقت الانتقادات نفسها. فعندما لحّن لها نجلها «كيفك انت» قامت الدنيا ولم تقعد. وكانت النتيجة بأنها شكلت منعطفاً في مشوارها. كما أن كليب أغنية كرم زادها تألقاً لا سيما أن المشهدية البصرية تتفوق اليوم على السمعية».

يحضر لأغنية جديدة يهديها لزوجته جورجينا رزق (حسابه على {انستغرام})

يعتبر أن العين بدل الأذن باتت تسرق هذا الجيل أكثر من أي وقت مضى. «هناك أشخاص لا يتمتعون بالصوت المطلوب. ولكن الناس أحبتّهم عبر شاشة التلفزيون. فكان لحضورهم أمام الكاميرا تأثيرهم الكبير عليهم. فيما مضى كانت الإذاعات هي المنبر الأهم لأصوات عمالقة أمثال الراحلين نصري شمس الدين ووديع الصافي وزكي ناصيف. ومن ثم درجت عادة الإطلالات التلفزيونية لجيلنا. ولكن اليوم الأمر صار متاحاً للجميع. أي شخص بموهبة أو من دونها يغني على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الأمر أصفه بالفوضى العارمة وتسبب بفقدان المهنة لخصوصيتها».

لا يعتبر وليد توفيق ما يحصل اليوم من تراجع بمستوى الغناء أنه من صنع أحد ما أو مؤامرة مدبرة. «إنها بكل بساطة كانت مدفونة تحت الأرض ووجدت ثغرة تخرج منها. وعلينا مواجهة هذا الواقع من خلال تقديم أعمال على المستوى المطلوب».

لم يفكر بعد في وهب أرشيفه ويثني على مبادرة الفنان صلاح تيزاني (حسابه على {انستغرام})

أخيراً قام وليد توفيق خلال وجوده في مصر بزيارة منزل الراحل عبد الحليم حافظ. ونشر صوراً عبر حساباته الإلكترونية وعلى مراحل. ويعلّق: «لقد تأثرت كثيراً بزيارتي لمنزل فنان أسطورة قلب المقاييس. كان الناس يتهمونه بعدم إجادته الغناء ولكنه أحدث ثورة في المجال. تعلمت منه الكثير كما من محمد عبد الوهاب ووديع الصافي والمنشاوي. قطفت من كل منهم جوهرة أرصّع بها موهبتي. أخذت من عبد الحليم الذكاء. ومن محمد عبد الوهاب ووديع الصافي إتقان اللفظ والأداء. وفي زيارتي لمنزله استرجعت حقبة فنية أعتزّ بها».

«نجوى» ذكية بخياراتها وخرجت عن المألوف والفنان عندما تطول مسيرته يلجأ إلى التغيير

يتذكر وليد توفيق واحداً من لقاءاته مع العندليب الأسمر. وفي أولى حفلاته في القاهرة في عام 1974 كان همّه الأساسي رؤيته والتحدث معه. «لقد كسر القاعدة في غنائه الممتع. وأذكر ما قاله لي: (أنا ما عملت حاجة، فقط بسّطت الأغنية كي يستطيع أي من العيال يغنيها)».

ويشير توفيق إلى أن عبد الحليم كان أستاذاً أكاديمياً ومتخصصاً بالصوت. واستمدّ قواعده في الغناء من بليغ حمدي ومنير مراد وكمال الطويل ومحمد عبد الوهاب. فاتّبع خطاً موسيقياً لا يملّ منه. ويعرّج بحديثه على عمرو دياب: «ذكاء عمرو دياب في اختياره موسيقى الشباب الجامعي لوناً له ميّزه عن غيره. فيما جيلنا يمثل الطرب والأصالة تحوّل هو إلى وجهة مختلفة».

خلال زيارته منزل الراحل عبد الحليم في مصر (حسابه على {انستغرام})

 

وسائل التواصل الاجتماعي سببت فوضى عارمة وفقدان مهنة الغناء لخصوصيتها

يسرد لـ«الشرق الأوسط» لائحة أسماء فنانين عرفوا كيف يمسكون العصا من منتصفها كي يثابروا على نجاحهم. كما أن جورج وسوف وكاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب يعتبرهم عرفوا مواكبة كل زمن. «علينا التأقلم مع كل عصر وعندما أصور كليباً غنائياً اليوم فإني أتوجه به لجمهور من جيل قديم. تعرّف إليّ من خلال الشاشة فأحافظ له على مكانته عندي من خلال الكليب. وأركن مرات إلى كلام وألحان أتجدد معها. فصحيح أن غالبية نجاحاتي ترتكز على مجموعة أغان من ألحاني. ولكني لا أستطيع الاكتفاء بألحاني وعلي أن أنوّع. وبرأيي على الفنان من ملحن ومغن أن يتمتع بشخصية فنية خاصة به. وإلا فمن الأفضل أن يترك هذا المجال من دون رجعة. ولدينا أمثلة كثيرة عن ملحنين برزوا بفضل شخصيتهم. وأذكر بينهم زياد برجي وزياد الرحباني وعائلة الرحابنة».

«العندليب الأسمر» كسر القاعدة في غنائه واتّبع خطاً موسيقياً لا يملّ منه

وتسأله «الشرق الأوسط» عن مبادرة الممثل صلاح تيزاني بوهب أرشيفه إلى جامعة الروح القدس في الكسليك. «لقد قام بخطوة ممتازة. وهو من الفنانين المميزين وقد تعاونت معه في أغنية (خدعتني وقلت بحبك)». وماذا عن أرشيفك؟ فهل تفكر بوهبه إلى جهة معينة؟ «لم أفكر بالأمر بعد وعندما يحضر الجواب سأقوله علناً».

يحيي وليد توفيق عدة حفلات غنائية في موسم الصيف. ومنها في بيروت والساحل الشمالي (مصر) وفي باريس. أما جديده فيتمثل بأغنية «شو بدي بالورد وعندي ياك». وهي من ألحان وكلمات سليم سلامة ويهديها لزوجته جورجينا رزق كما ختم لـ«الشرق الأوسط».



نسمة محجوب: الأغاني «السينغل» تضمن استمرار الحضور

نسمة محجوب على خشبة مسرح سيد درويش (حسابها على {فيسبوك})
نسمة محجوب على خشبة مسرح سيد درويش (حسابها على {فيسبوك})
TT

نسمة محجوب: الأغاني «السينغل» تضمن استمرار الحضور

نسمة محجوب على خشبة مسرح سيد درويش (حسابها على {فيسبوك})
نسمة محجوب على خشبة مسرح سيد درويش (حسابها على {فيسبوك})

قالت الفنانة المصرية نسمة محجوب إن الأغاني «السينغل» تضمن وجودها باستمرار مع الجمهور في ظل توليها مهمة إنتاج أغنياتها بنفسها وليس عبر شركات إنتاج، لافتة إلى أنها تحرص على اختيار الأغاني التي تؤديها، كما تعمل على تقديمها بشكل مختلف للجمهور.

وطرحت نسمة أخيراً أغنيتها «السينغل» الجديدة «مش شاغلين بالنا» التي لحّنتها، وكتب كلماتها بحر، وقام بتوزيعها معتز ماضي، وأتيحت عبر «يوتيوب» وأثير موجات الراديو منذ بداية الشهر الحالي، بعد الحفل الكبير الذي أحيته ضمن فعاليات مهرجان القلعة للموسيقى والغناء نهاية أغسطس (آب) الماضي.

وذكرت نسمة محجوب في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن تفكيرها في إنتاج ألبوم غنائي سيجعلها تغيب لفترة طويلة عن الساحة الفنية، لكن الأغاني «السينغل» تضمن لها الوجود باستمرار، خصوصاً في ظل محاولاتها الاستمرار بالوجود عبر طرح أغنية جديدة كل فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

نسمة محجوب خلال إحيائها أحد الحفلات (حسابها على {فيسبوك})

وأضافت: «أواجه صعوبة في هذا الأمر بسبب التكلفة الإنتاجية في المقام الأول، فأنا أنفق على إنتاج أغنياتي من عائدات عملي»، لافتة إلى أن «شركة الإنتاج التي أرغب في التعاون معها لم تظهر بعد، فأنا أريد شركة لديها رغبة في التجديد والمجازفة بتقديم أفكار مختلفة، بينما غالبية الشركات الموجودة اليوم تفضل الاهتمام بالفنانين المتعاونين معها بالفعل، أو تقديم أغنيات تناسب وتواكب (التريند)».

ورأت أن نوع الموسيقى المسيطر في الوقت الحالي لا يتناسب معها، وهو ما يجعلها تركز في اختياراتها، وتعمل على كل أغنية تقدمها بشكل يتناسب معها، ومنحها الوقت المناسب للعمل عليها؛ لتخرج بأفضل صورة ممكنة، حتى في ظل محدودية الميزانيات مقارنة بما يمكن تقديمه من شركات الإنتاج، وفق قولها.

تتطلع نسمة إلى إكمال مسارها الأكاديمي واستكمال دراساتها العليا للماجستير والدكتوراه (حسابها على {فيسبوك})

وتتحدث نجمة «ستار أكاديمي» عن أهمية «التريند» خلال اختيار أغانيها الجديدة، بوصفه من الأمور التي يكون لها دور في تطوير الألحان أو التوزيع الموسيقي الذي تعمل عليه مع فريق العمل.

وتؤكد نسمة أن «فهم مسارات الإنتاج وطريقة خروج الأغاني للنور سهّلا عليّ الكثير من الأمور بعدما أصبحت اعتيادية بالنسبة لي، لكن العبء الأكبر عادة يكون في توفير الميزانية لتنفيذ الإنتاج».

وأشارت إلى أن «الأرباح الحقيقية من وراء الأغنيات المنفردة التي تطرحها تكون من الحفلات وتفاعل الجمهور معها وترديدهم لها وطلب تقديمها؛ لذلك أركز على طرح موضوعات جذابة وألحان مختلفة أتوقع أن تترك بصمة لدى الجمهور».

تبدي نسمة عدم اهتمامها بمسألة الألقاب التي تُطلق على المطربين (حسابها على {فيسبوك})

وحول انخراطها في التدريس بالجامعة الأميركية في القاهرة، أكدت نسمة أنها كانت متوقفة في الفترة الماضية بسبب ارتباطاتها العائلية مع أسرتها، لكنها ستعود خلال العام الدراسي الجديد؛ لحبها فكرة التدريس وشعورها بأن لديها ما يمكن نقله للطلاب عبر إيصال ما لديها من معلومات وخبرة، بالإضافة إلى قيادتها لفريق الكورال وتقديم أشكال وألوان غنائية مختلفة.

وأضافت أنه «على الرغم من حلمي باستكمال دراساتي العليا للماجستير والدكتوراه، إلا أن لدي أولاداً في مرحلة مبكرة من حياتهم، وبالتالي أجد صعوبة في الأمر بالوقت الحالي، لكنني أضع المسار الأكاديمي بوصفه إحدى الأمنيات التي أرغب في تحقيقها بالمستقبل بسبب المجهود والوقت الكبير الذي تستغرقه الدراسة».

برامج المواهب لا تقوم بصناعة نجم ولكن تسعى لتحقيق مكاسب مادية من خلال المشتركين

نسمة محجوب

نسمة التي عرفها الجمهور العربي بعد فوزها بالنسخة الثامنة لبرنامج «ستار أكاديمي»، قالت إن «برامج اكتشاف المواهب تراجعت لارتفاع تكلفتها الإنتاجية بشكل كبير، بالإضافة إلى تركيز البرامج على تقديم المواهب من دون الاستفادة منها بعد انتهاء عرضها على الشاشة، الأمر الذي جعل كثيراً من خريجي هذه البرامج لا يستمرون على الساحة الفنية».

وأوضحت أن «المشكلة تحدث بعد انتهاء البرنامج؛ لأن كل شخص لديه ظروفه الخاصة، الأمر الذي يجعل البعض لا يظهر مجدداً»، لافتة إلى أن «برامج المواهب لا تقوم بصناعة نجم، ولكن تسعى لتحقيق مكاسب مادية من خلال المشتركين».

وترهن نسمة موافقتها على تقديم شارات الأعمال الدرامية بطبيعة الأغنية وكلماتها وألحانها، موضحة: «كلمات الأغنية تكون الأساس بالنسبة لها، وليست تفاصيل العمل».

وتبدي المطربة المصرية عدم اهتمامها بمسألة الألقاب التي تُطلق على المطربين بوصفها أمراً غير رسمي، ولكن بمنزلة «تسلية» للجمهور، مشيرة إلى أن «اللقب الواحد يمكن إطلاقه على أكثر من فنان؛ لأن هذه الألقاب تُمنح عبر استفتاءات من أماكن مختلفة».