ياسر جلال لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن السينما لانشغالي بالمسلسلات

عدّ «جودر» من أفضل أعماله الرمضانية

أوضح جلال أن مسلسل {جودر} يتكون من 30 حلقة لكن الشركة المنتجة قررت عرض 15 حلقة في شهر رمضان(الشركة المنتجة)
أوضح جلال أن مسلسل {جودر} يتكون من 30 حلقة لكن الشركة المنتجة قررت عرض 15 حلقة في شهر رمضان(الشركة المنتجة)
TT

ياسر جلال لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن السينما لانشغالي بالمسلسلات

أوضح جلال أن مسلسل {جودر} يتكون من 30 حلقة لكن الشركة المنتجة قررت عرض 15 حلقة في شهر رمضان(الشركة المنتجة)
أوضح جلال أن مسلسل {جودر} يتكون من 30 حلقة لكن الشركة المنتجة قررت عرض 15 حلقة في شهر رمضان(الشركة المنتجة)

قال الفنان ياسر جلال إنه «ابتعد عن السينما لانشغاله بالمسلسلات»، وكشف عن سر حماسه لتجسيد شخصيتي «شهريار» و«جودر المصري» في مسلسل «ألف ليلة وليلة»، الذي تغير اسمه لاحقاً ليصبح «جودر»، لافتاً إلى «عناصر جذب عدة في القصة الأكثر شهرة وجماهيرية عربياً».

وعدّ جلال تقديمه هذا العام دوراً من التراث «أمراً طبيعياً»، خصوصاً أنه «فنان يهوى التلوُّن في التمثيل، ولا يفضل السير على وتيرة واحدة»، كما كشف الفنان المصري، في حواره لـ«الشرق الأوسط»، عن «بعض الصعوبات التي واجهها خلال تصوير العمل».

ياسر جلال في لقطة من البرومو الدعائي لمسلسل {جودر} (الشركة المنتجة)

وذكر جلال أنه قام ببطولة مسلسل «جودر» في الدراما الرمضانية «لأنه ينتمي لنوعية الدراما الخيالية»، وأوضح: «هذا اللون له متعة خاصة لدى المشاهد، بالإضافة لجاذبيته للممثل، خصوصاً أنها فكرة نادرة، وقلما تُقدَّم درامياً، لأنها مكلفة إنتاجياً، وتنفيذها ليس هيناً».

ونوه جلال بأن «المسلسل أرهقه بشكل كبير، لما تتطلبه الشخصيتان من مجهود واهتمام بأدق التفاصيل»، مشيراً إلى أن ذلك لم يشعره بالضيق، بل بالعكس أحبهما كثيراً وتفاعل معهما فنياً»، وفق قوله.

وعن سبب تسمية العمل «جودر» بدلاً من الاسم الشائع: «ألف ليلة وليلة»، قال جلال: «جودر بن عمر المصري، إحدى قصص (ألف ليلة وليلة)، وهي حدوتة معروفة للجميع، لكننا تناولناها بشكل أكثر إثارة وتشويقاً».

وبحسب جلال، فإن «أحداث المسلسل تبدأ عندما تحكي شهرزاد حكاية جودر للملك شهريار الذي يتوحد مع شخصية جودر، حتى إنه تأثر بأخلاقه الطيبة وانعكست على تصرفاته بشكل إيجابي».

تحدث جلال عن صعوبات تصوير المسلسل في مواقع خطيرة (الشركة المنتجة)

وتدور حكاية «جودر» حول الحكيم «الشمردل»، الذي أفنى عمره في دراسة العلوم، وتوصل لأربعة كنوز، وعندما شعر بقرب رحيله عن الدنيا، انتابه الخوف والقلق من وقوع كنوزه بين أيدي قوى بغيضة تستخدمها في الشر، مما اضطره للتفكير في اختيار اسم عشوائي ليحمي كنوزه، وكان «جودر» هو الاسم النهائي، لكن لا بد أن يكون اسم والدته «فاطمة» ووالده «عمر» ومن مصر.

ولفت جلال إلى أنه «يحب التعمق في شخصياته، لكنه في الوقت نفسه لا يحب الدخول في معارك ومهاترات وركض وراء المنافسة وإثبات أنه الأفضل».

الجمهور هو المنوط به تحديد الأفضل فلا تشغلني منافسة أحد

ويرى أن «الجمهور هو المنوط به تحديد ذلك؛ فلا تشغلني منافسة أحد، بل جميعنا نسعى للعمل على إسعاد الناس».

وشدد جلال على أن مسلسل «جودر» عمل تراثي فانتازي خيالي وليس تاريخياً، كما يعتقد البعض»، موضحاً: «المسلسل يعتمد على المؤثرات والإبهار الصوتي والغرافيكس، بعكس الأعمال التاريخية التي تسرد حكاية واقعية بشكل وحبكة درامية مشوقة».

ياسر جلال في لقطة من المسلسل مجسداً شخصية {شهريار} (الشركة المنتجة)

وعن صعوبات العمل، ذكر أنها «تنوعت ما بين الملابس الثقيلة والإكسسورات الشخصية والتصوير في مواقع خطيرة، بجانب الاستعانة ببعض المؤثرات، على غرار الدخان الكثيف لتقديم صورة مختلفة، لكنه أثر سلبياً على التنفس نوعاً ما، بالإضافة للتصوير في مواقع شديدة الحرارة بملابس ثقيلة جداً، والعكس في المناطق الباردة».

وعن استعداده للشخصيتين قال جلال: «منذ بدايتي في التمثيل، وأنا أحرص على قراءة النص جيداً، ورسم أبعاد الشخصية وسماتها وصفاتها، والبعد المادي والشكل الخارجي وملامح الوجه، بجانب البعد النفسي وانفعالاتها لتحديد متطلباتها».

يروق لي تغيير شكلي في أعمالي... وشخصية «جودر» تطلبت ذلك

وتابع: «يروق لي تغيير شكلي في أعمالي، وشخصية (جودر) تطلبت ذلك، وفعلتها بكل أريحية، مثل تغيير لون الشعر وحلاقة الذقن. أنا ممثل يغير شكله حسب متطلبات عمله».

ويشير جلال إلى أن المقارنة بين هذا المسلسل وأعماله السابقة في غير محلها: «حكاية (جودر) لم يتم تناولها من قبل، والمقارنة ليس لها مجال من الأساس؛ فالكاتب متمكن، والمسلسل مختلف تماماً عن القصة الأصلية، و (جودر) بالنسبة لي من أفضل ما قدمت، لكنه الأصعب أيضاً».

وعن كيفية الفصل بين الشخصيتين اللتين يقدمهما في وقت واحد، أوضح: «صوَّرتُ شخصية (شهريار) بالكامل في البداية بشعري وشكلي المعتاد والذقن الطبيعي. وعلى العكس تماماً، قدمت شخصية (جودر) التي تطلبت التغيير الجذري، حسب مراحل الشخصية العمرية، لذلك لم أشعر بفارق كبير بين الشخصيتين عند التصوير».

المسلسل تراثي فانتازي خيالي يعتمد على المؤثرات والإبهار الصوتي والغرافيكس

ويؤكد جلال أن «مسلسل (جودر) يتكون من 30 حلقة، لكن الشركة المنتجة قررت عرض 15 حلقة في شهر رمضان، ولم تستقر بعد على توقيت عرض الجزء الثاني المكوَّن من 15 حلقة أيضاً، بينما نعمل حالياً على الانتهاء من تصوير الـ30 حلقة بالكامل».

ويطمح جلال إلى العودة للسينما مجدداً، حيث يقول: «لديَّ عدة مشروعات سينمائية، لكن يعوق تنفيذها انشغالي بالدراما التلفزيونية، التي تستحوذ على وقتي بشكل كبير. ورغم أن الناس ترى الصورة النهائية وتعتقد أنها بسيطة، فإن التحضيرات تأخذ وقتاً طويلاً للخروج بالعمل في أبهى صورة، وحرصي على جميع التفاصيل يقف حائلاً أمام التحضير لعمل سينمائي».

ويشارك في بطولة مسلسل «جودر»، نور اللبنانية، وياسمين رئيس، وتارا عماد، ووفاء عامر، وأحمد بدير، وعبد العزيز مخيون، وأيتن عامر، ووليد فواز، ومحمود البزاوي، ومحمد التاجي، وسامي مغاوري، وعايدة رياض، وأحمد فتحي، ومجدي بدر، ومحمد علي رزق، وأحمد كشك، وأحمد ماجد، والمسلسل من تأليف أنور عبد المغيث، وإخراج إسلام خيري.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».