منى هلا لـ«الشرق الأوسط»: لا أحب مشاهدة أعمالي الفنية

الممثلة المصرية قالت إنها تتطلع لتقديم أعمال الـ«سوبر هيرو»

منى هلا في فيلم {ليل خارجي} (الشرق الأوسط)
منى هلا في فيلم {ليل خارجي} (الشرق الأوسط)
TT

منى هلا لـ«الشرق الأوسط»: لا أحب مشاهدة أعمالي الفنية

منى هلا في فيلم {ليل خارجي} (الشرق الأوسط)
منى هلا في فيلم {ليل خارجي} (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية منى هلا إنها لا تخشى غيابها عن الأعمال الفنية، بعدما اضطرّت للغياب 3 سنوات على أثر ظروف عائلية وصفتها بأنها «صعبة». وأوضحت، في حوارها، لـ«الشرق الأوسط» أنها ناقدة قاسية على نفسها، ولا تحب أن تشاهد أعمالها حتى لا تغترَّ بأي نجاح تحققه، وكشفت أنها تكتب عملاً كوميدياً، وتتمنى أن تقدم أعمال الـ«سوبر هيرو» في مصر.

وُلدت منى هلا لأمٍّ مصرية وأب نمساوي، وقضت حياتها بين مصر وأوروبا، وقدّمت أعمالاً فنية عدة بينهما.

تقول منى أنها ليست ممن يضغطون على أنفسهم لأجل الظهور والتواجد (الشرق الأوسط)

ورغم فوزها بجائزة أفضل ممثلة من «المهرجان القومي للسينما»، قبل عامين، عن فيلم «ليل خارجي»، فإنها غابت عن الأعمال الفنية في مصر، وتبرِّر أسباب هذا الغياب بقولها: «عشت ظروفاً عائلية قاسية جدّاً، وفقدت اثنتين من خالاتي، كما أن فترة (كوفيد 19) غيّرت فينا كثيراً وجعلتنا أكثر إحباطاً وعزلة».

وتوضح: «لستُ ممن يضغطون على أنفسهم لأجل الظهور والتواجد، فإذا كنت غير قادرة على الظهور أختفي تماماً؛ لأنني بدأت العمل الفني منذ أن كان عمري 12 عاماً». وتضيف هلا أن اختفاءها لعام أو عامين لن يكون مؤثراً، فالمهم أن تكون مستعدة للعمل وسعيدة بما تقوم به؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

برأيها تجد منى هلا في القراءة والكتابة ملاذاً لا تمل منهما (الشرق الأوسط)

تعبّر هلا عن شعورها بالفخر، لفوزها بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «ليل خارجي» للمخرج أحمد عبد الله السيد، الذي جسدت فيه شخصية فتاة ليل: «كانت من أكثر الجوائز التي شعرت بالفخر لفوزي بها، فقد فاز بها قبلي فنانات كبيرات، وقد أحببت شخصية (توتو) التي جسّدتها، وأرى أن الممثل لا بد أن يحب الشخصية التي يؤديها ويتعاطف معها إنسانياً ولا يحكم عليها بشكل أخلاقي».

وتكشف هلا أنها ابتعدت عن التمثيل، لكنها لم تبتعد عن مشاهداتها وقراءاتها، وقد وجدت في الكتابة ملاذاً، مثلما تقول: «شيئان لا أملُّ منهما؛ القراءة والكتابة، كان أبي رحمه الله نهماً بالقراءة، وكانت أمي تصطحبني منذ طفولتي خلال مهرجان (القراءة للجميع) لأشتري ما يروق لي من كتب، وقد كتبت قصصاً قصيرة سأصدرها في كتاب، كما كتبت سيناريو لمسلسل كوميدي قصير، واكتشفت أن الكتابة الكوميدية أصعب أنواع الكتابة». وترى هلا أن الجمهور المصري لا يضحكه أي شيء؛ لأنه تربى على أفلام فطين عبد الوهاب التي لم تتكرر، وأن ما يقدَّم حالياً من كوميديا لا يرقى أبداً إلى ما قدَّمه هذا الفنان العبقري.

تعترف منى هلا بأنها لا تحب نفسها ممثلة، وتكره مشاهدة أعمالها، وتتذكر، خلال عروض فيلم «ليل خارجي» التي حضرتها عند مشاركته بعدد من المهرجانات، وتقول إنه «بمجرد أن يُضاء نور الصالة بعد انتهاء الفيلم، أشعر بأن ألواحاً من الثلج سقطت على رأسي، ويعتريني الخجل من نفسي، وأنني كان بإمكاني أن أقدم أداءً أفضل، فأنا ناقدة لاذعة وقاسية على نفسي وأكره أن أشاهدني ممثلة، وأؤنب نفسي طول الوقت، ورغم ذلك أرى أنني يجب أن أظل في حالة شك بقدراتي كممثلة حتى لا أرتكن إلى منطقة الأمان بفعل الثقة».

الشهرة قد تصيب الفنان بـ«الهوس» إن كان غير متصالح مع نفسه

لكن أكثر ممثلة تحب أن تشاهدها منى هي السندريلّا سعاد حسني؛ فهي «أعظم ممثلة في العالم»، من وجهة نظر هلا: «عظمتها تأتي من تواضعها، وأنها لم تحكم على أي شخصية تؤديها حكماً أخلاقياً، وكان لديها نهم للمعرفة، وشغف التعلم وتطوير ذاتها، ولم تبهرها الشهرة ولا النجاح».

وترى منى أن «الشهرة قد تصيب الفنان بـ(الهوس)، لو أنه كان غير متصالح مع نفسه»، مؤكدة أن «الدائرة التي تحيط بأي فنان، لها تأثير كبير عليه سلباً وإيجاباً».

وعملت منى هلا كثيراً في المسرح الأوروبي، وبقيت في زيورخ لمدة عام ونصف العام تقدم عروضاً مسرحية ترى أنها أصقلتها فنياً وإنسانياً، إلى جانب خبرتها في مصر عبر أعمال تلفزيونية وسينمائية عدة؛ من بينها «الباشا تلميذ»، و«ألوان السما السبعة»، و«قلب ميت»، و«إذاعة حب»، وشاركت في بطولة عدد من مسلسلات «سيت كوم»، على غرار «بستان الشرق»، و«أحلى أيام»، وقدّمت برنامجاً كوميدياً بعنوان «ربع مشَكل».

وتشير إلى أن هذه الأعمال جعلتها تؤمن بأن الفنان الذي يعمل في مصر يستطيع أن يعمل بأي مكان في العالم، مبررة ذلك: «نواجه صعوبات كبيرة، لكن لدينا حِيلاً أكبر للتغلب عليها».

ترفض هلا فكرة احتراف التمثيل في أوروبا؛ لأنها لا تناسبها، حسبما تقول: «بطبيعتي أهوى الترحال، وأنا أقرب للغجر في ذلك، فلا أحب الارتباط بأماكن ولا بأشخاص، ففي أي وقت قد أحمل حقائبي وأرحل».

وتتطلع هلا لتقديم أعمال جديدة لم تعهدها من قبل، قائلة إنها تتمنى أن تقدم أعمالاً كوميدية، وأدوار رعب والأبطال الخارقين، وتؤكد تمسكها بالتمثيل: «لا أقبل عنه بديلاً، وقد درسته بـ(نيويورك إستديوز)، وحصلت على كورسات عدة في أوروبا، ولا أتوقف عن التعلم في كل وقت ومكان».


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».