ريان حركي لـ«الشرق الأوسط»: عمري الفتي يحدد لي نوعية الأدوار التي ألعبها

جذبت انتباه المشاهد العربي في مسلسل «عرابة بيروت»

في فيلم {يانال} مع كاتبه ومخرجه وبطله جاد أبو علي (ريان حركي)
في فيلم {يانال} مع كاتبه ومخرجه وبطله جاد أبو علي (ريان حركي)
TT

ريان حركي لـ«الشرق الأوسط»: عمري الفتي يحدد لي نوعية الأدوار التي ألعبها

في فيلم {يانال} مع كاتبه ومخرجه وبطله جاد أبو علي (ريان حركي)
في فيلم {يانال} مع كاتبه ومخرجه وبطله جاد أبو علي (ريان حركي)

تجذب ريان حركي المشاهد العربي بشخصيتها (ريما) التي تجسدها في مسلسل «عرابة بيروت». وتتقمص خلاله دور فتاة في السابعة عشرة من عمرها تعاني من إعاقة جسدية ومن حالة نفسية متأزمة. فهي تعرضت لحادث تفجير عندما كانت برفقة والدتها (جوليا قصار). ولا تزال آثار ذلك الحادث بادية على محياها ولغة جسدها ومشيتها.

تتقن أدائها التمثيلي في {عرابة بيروت} بلغة جسد بارزة (ريان حركي)

تنخرط ريان منذ بداياتها بين مجموعات من الممثلين الرائدين في لبنان. في مسلسل «للموت» وبأجزائه الثلاثة جسدت شخصية لميس. وخاضت تجربة تمثيلية حلمت بها كثيرات من بنات جيلها على مدى ثلاثة مواسم. فوقفت إلى جانب ماغي بو غصن ودانييلا رحمة وكارول عبود وفادي أبي سمرا وأحمد الزين وغيرهم. وفي «عرابة بيروت» أيضاً تمثل إلى جانب جوليا قصار ومهيار خضور وتعود في ثنائيتها مع كارول عبود. وتعلق: «لا شك أني محظوظة كي أقف إلى جانب تلك الأسماء العريقة. لقد تعلمت منها الكثير وتزودت بخبرات لا يستهان بها. وهؤلاء الممثلون يحفزوني لاشعورياً على إخراج طاقتي التمثيلية من الأعماق. ويحملوني في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة كي أكون على المستوى المطلوب».

مع والدها الذي تسبب رحيله بصدمة نفسية لها (ريان حركي)

لفتت ريان المشاهد بدورها ريما المركب والصعب. ويرتكز بشكل رئيسي على لغة جسد محترفة. فكيف حضرت لهذه الشخصية؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «تم التحدث معي حول هذا المسلسل منذ نحو 7 أشهر. وعندما قرأت النص كان والدي لا يزال حياً. فحمسني كثيراً للدور وكان ينتظر بفارغ الصبر موعد تصويره ومن ثم عرضه. ولكن ومنذ 6 أشهر رحل والدي وهو ما تسبب عندي بصدمة نفسية. وبعدها بنحو 20 يوماً خرجت لأول مرة من البيت كي ألتقي بفريق عمل المسلسل. ومن ثم بدأنا التصوير تحت إدارة المخرج فيليب أسمر».

غياب والدها، كما تقول، أدخلها في حالة نفسية صعبة وهو ما انعكس إيجاباً على خطوط دورها. «تشاورت مع فيليب حول الشكل الذي يجب أن تتسم به ريما كي تبدو متعبة. فهي تعاني من إعاقة جسدية، ولكنها تعيش حالة نفسية متأزمة. وهو ما كنت في الواقع أعيشه أيضاً».

تشكل ثنائياً متناغماً مع كارول عبود منذ مسلسل {للموت} (ريان حركي)

وبالفعل تقمصت ريان المسلسل حتى الذوبان واستحدثت له رموزاً وعادات. ومن يتابع المسلسل لا بد أن تخطف ريما انتباهه فتأخذه إلى عالم آخر وتسرقه من الواقع بأدائها المتقن. «الشخصية تعاني من عقد نفسية كثيرة منذ صغرها، وابتعدنا تماماً عن إبراز الجمال بكل نواحيه. وعندما بدأنا التصوير كنت أتخيلها تمسك بأناملها كي تشعر بالأمان وكأنها سندها في الحياة. ولأني كنت أعاني في الواقع من أزمة نفسية انسجمت حالتي مع الدور».

تقول ريان إنها إثر انتهائها من تمثيل دورها اضطرت للخضوع إلى علاج نفسي. «لقد عانيت الكثير خلال التصوير وهو ما زاد من تأزم نفسيتي».

تقول إن في جميع مشاهدها كانت الدمعة رفيقتها. فلم تستطع أن تكون ريان على حقيقتها، تلك الفتاة المبتسمة، التي تحب الضحك. «ولا مشهد مر على ريما من دون أن تبكي. ولم أستطع أن أفصل بين حالتي الحقيقية والدور، حتى وأنا على الـ(set). فاختلطت الأمور ببعضها، لا سيما وأن التجربة كانت جديدة من نوعها علي. فلم يسبق أن أديت دوراً من هذا النوع. وكان صعباً ومركباً ويتطلب إبراز معاناة دائمة. وارتكز على الصمت أكثر من الحوار، وعلى لغة جسد عالية، وعلى نظرات معبرة».

تؤكد ريان أن لغة الجسد عند الممثل لا تدرّس. فهي نتاج خبرات متراكمة؛ كونها تشكل 90 في المائة من أداء الممثل. «أحياناً لا يحتاج الممثل إلى التكلم بل الاكتفاء بنظرات معينة كي يوصل حالته للمشاهد. وعملت بجهد كي أتعرف عن كثب إلى لغة الجسد لدى الممثل. كنت أراقب بدقة ممثلين آخرين، وأتفرج على مسلسلات كثيرة. فاستخدمتها في (للموت) وكذلك في (عرابة بيروت)».

تدور وقائع «عرابة بيروت» في زمن الستينات، يومها لم تكن قد ولدت بعد ريان حركي. فماذا استنبطت عن تلك الفترة في هذه التجربة؟ ترد: «لطالما سمعنا من أهالينا عن بيروت الستينات، ولبنان الذهبي في تلك الحقبة. وكانوا يؤكدون أن بيروت لم تكن تنام في ذلك الوقت. ولمست هذه الأمور في حبكة المسلسل، لا سيما وأن كاتبته نور الشيشكلي عرفت كيف تحبك قصة ممتعة من تلك الحقبة. وجاء توقيع المخرج فيليب أسمر الرائع ليزيدها تألقاً. فهو دقيق جداً في إبراز التفاصيل، وتمنيت لو عشت في تلك الفترة في بيروت. لقد كان زمناً جميلاً، وكانت بيروت تنبض بالحياة كما دائماً ولكن بأجواء استقرار وأمان أكثر من اليوم».

شكلت ريان حركي مع الممثلة كارول عبود ثنائياً ناجحاً على مدى ثلاثة أجزاء من مسلسل «للموت». واليوم تكرر الأمر في «عرابة بيروت» فكيف تتلقف هذه الثنائية؟ تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تربطني وكارول صداقة وطيدة فنتبادل الزيارات ونخرج سوياً، فصرنا متناغمتين جداً. وكنا نستمتع بالتمثيل معاً في (للموت) خصوصاً أننا صرنا نعرف كيف نتعامل معاً أمام الكاميرا. وفي (عرابة بيروت) أكملنا هذا التناغم، لا سيما وأن أكثرية المشاهد نجتمع فيها سوياً. وعندما شاهدت الحلقة الثالثة من المسلسل لمست هذا الأمر عن كثب. واتصلت بها أخبرها عن مدى تأثري بالمشهد الذي نجتمع به وتدرك أني كنت أرغب في الانتحار. فهي من الممثلات اللاتي ترفع لهن القبعة من دون شك».

مع جوليا قصار التي تجسد دور والدتها في المسلسل المذكور شعرت بأنها محظوظة. «أدركت ذلك مع قصة المسلسل وحبكته وأسلوب كتابته. وكذلك في حضور هذه الأسماء الكبيرة، إضافة إلى إخراجه من قبل فيليب أسمر. لقد كانت تجربة جميلة بكل أبعادها وسعدت كثيراً بها».

طبيعة دوري في مسلسل «عا أمل» جريئة إلى حد قد يتسبب لي بانتقاد قاس

حالياً يعرض لريان الفيلم السينمائي «يانال» من إخراج جاد أبو علي ويشاركها في بطولته. «إنها التجربة السينمائية الأولى لي وعندما قرأت قصة الفيلم جذبتني لأنها تخرج عن المألوف. سبق وعملت مع جاد في مسلسل (عهد الدم)، وعندما اتصل بي لبطولة العمل وافقت بسرعة. جرى تصوير الفيلم منذ أكثر من سنة، وعندما شاهدته اليوم سعدت بردود فعل الناس. فكانت تجربة حلوة لا سيما وأن الدور لم يتعبني أبداً».

تقوم ريان اليوم بإكمال تصوير مسلسلها الرمضاني الجديد «عا أمل». مع ماغي بو غصن وبديع أبو شقرا ومهيار خضور. ومع كارول عبود تخوض علاقة رائعة في المسلسل حسب النص. «طبيعة دوري فيه جريئة إلى حد قد يتسبب لي بانتقاد قاس من الناس. وكذلك أتوقع أن تتعاطف معي شريحة أخرى. فهو يدور في إطار درامي اجتماعي حيث أنتمي إلى مجتمع معين. لا يمكنني الإفصاح عن خطوط الشخصية ولا عن العمل ككل».

وعما إذا تنتظر لعب البطولة المطلقة لدراما معينة تختم لـ«الشرق الأوسط»: «ولما لا؟ ومرات ينقلنا التمثيل إلى أماكن لا نتوقعها فتكون مفاجأة لنا. ولكن البطولة بشكل عام تتطلب الجهد والشطارة والذكاء. فأنا لا زلت فتية ويتحكم عمري وشكلي الخارجي بالأدوار التي ألعبها حتى اليوم. وهو ما يحدد نوعية الشخصيات التي أتقمصها، ولكن الأهم هو أني لا أكرر نفسي».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».