عُلا رامي لـ«الشرق الأوسط»: أفتقد شغف البدايات

عدّت «شفيقة المصرية» عودة قوية للمسرح الاستعراضي

علا رامي في لقطة من مسرحية {شفيقة المصرية} (الشرق الأوسط)
علا رامي في لقطة من مسرحية {شفيقة المصرية} (الشرق الأوسط)
TT

عُلا رامي لـ«الشرق الأوسط»: أفتقد شغف البدايات

علا رامي في لقطة من مسرحية {شفيقة المصرية} (الشرق الأوسط)
علا رامي في لقطة من مسرحية {شفيقة المصرية} (الشرق الأوسط)

عدت الفنانة المصرية علا رامي مسرحية «شفيقة المصرية» عودة «قوية للمسرح الاستعراضي الذي يحبه الكثيرون»، وأشارت إلى أن هذا العرض المسرحي الذي تشارك فيه يتضمن «عناصر متنوعة بين الاستعراض والغناء والتمثيل التراجيدي والكوميدي»، وذكرت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أنها «لم تبتعد عن الساحة الفنية، لكنها تفتقد شغف البدايات».

وتتناول مسرحية شفيقة المصرية قصة الراقصة شفيقة القبطية (1851 - 1926)، التي عُرفت بأنها «أبرع راقصات عصرها»، ويأتي العرض الذي يقدم حالياً على مسرح البالون بالجيزة (غرب القاهرة) ضمن فعاليات البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، من بطولة دعاء سلام، وعلا رامي، ومنة جلال، وفادي خفاجة، تأليف مصطفى سليم، وإخراج محمد صابر.

تؤدي عُلا شخصية {شوق} في مسرحية {شفيقة القبطية} (حسابها على انستغرام)

وذكرت رامي أنها تحمست للعرض بسبب «عشقها لخشبة المسرح، وتجسيد قصة حياة شخصية تعدها مادة درامية دسمة، بها عناصر جاذبة لجمهور المسرح».

وتقول علا إنها تقوم بدور «شوق» السيدة التي تبنت «شفيقة» فنياً وكان لها دور بارز في حياتها، «فهي التي دربتها وقدمتها للناس حتى صارت الراقصة المشهورة»، وفق قولها.

بينما تقدم شخصية «شفيقة» الفنانة دعاء سلام.

وقد سبق أن قدمت الفنانة المصرية هند رستم دور «شفيقة القبطية» في فيلم بالعنوان نفسه من إنتاج 1963.

نفت علا مشاركتها في أعمال درامية مع شقيقتها الفنانة سحر رامي (حسابها على انستغرام)

وخلال العرض المسرحي حرصت علا رامي على اختيار أزياء تناسب الحقبة الزمنية والشخصية، موضحة أن «الأزياء صممها محمود غالي بما يناسب دور (العالمة شوق)، لتكون قديمة وذات طابع استعراضي».

وتؤكد رامي أن «دورها لم يتطلب التدريب المتقن على الرقصات، بل اقتصر الأمر على تقديم الحركات الراقصة بالتمثيل»، وتضيف «لم يكن لدي مشاهد رقص منظمة، بعكس رقصات العرض ذاتها التي تتطلب الإتقان والنظام والتدريب».

ونفت رامي مشاركتها في أعمال فنية خلال الفترة الأخيرة بوصفه ضيفة شرف، قائلة: «ما قدمته كان ضمن فريق العمل الأساسي، على غرار مسلسلات (حكايات بنات)، (العيلة دي)، (البيت بيتي) وغير ذلك».

رامي تؤكد أن المسرح أقل انتشاراً من السينما والتلفزيون (حسابها على انستغرام)

وترى رامي أنها «لم تُظلم فنياً»، لافتة إلى أن «ابتعادها لفترة عن الساحة كان لأسباب تتعلق بالوضع العام، بجانب (تعليب) أعمالها»، وأوضحت أنها «قدمت الكثير من الأعمال الدرامية التي لم تعرض، وذلك أحد أسباب ابتعادها لفترة».

في السياق؛ أبدت رامي حزنها الشديد لعدم عرض مسلسلها «السر» الذي شاركت في بطولته منذ سنوات بسبب «مشاكل إنتاجية».

لم أُظلم فنياً وابتعادي عن الساحة بسبب «تعليب» أعمالي

وأشارت الفنانة المصرية إلى أن طموحها الفني لم يعد مثل السابق، «ولم تعد تنشغل بالتفكير في شخصيات لتقديمها كما كان يحدث من قبل»، وقالت: «حلمت بتقديم شخصية الملكة (حتشبسوت) درامياً، لكن المرحلة العمرية الحالية لم تعد مناسبة وتبدد الحلم، ولم يعد لدي شغف البدايات، بل لدي رضا بالمتاح، بعيداً عن أي تطلعات فنية».

واستبعدت رامي أن تكون ملامحها وراء «حصرها في أدوار البنت الطيبة في بعض أعمالها»، وتأثير ذلك على حضورها الفني، مؤكدة أنها «اتجهت للعمل في المسرح بكثافة خلال فترة في حياتها، لأنه كان المتاح فقط أمامها»، وتابعت: «اعتقد الناس أنني ابتعدت أو اعتزلت وهذا لم يحدث، لكن الانتشار من خلال المسرح أقل من السينما والتلفزيون».

حُلم تقديم شخصية الملكة «حتشبسوت» درامياً تبدد

ونفت علا مشاركتها في أعمال درامية مع شقيقتها الفنانة سحر رامي بالوقت الحالي، وأرجعت ذلك إلى «استقلالية كل منهما واختلاف توجهاتهما الفنية»، وقالت: «لكل منا كيان وثيمة خاصة، ونحن لم نقدم سوياً من قبل أعمالاً بارزة، فما الداعي للاتجاه لهذا الأمر حالياً».

واستعادت علا رامي ذكريات عملها مع نجوم شاركت بأعمالهم على غرار عادل إمام وفاروق الفيشاوي ومحمود ياسين، قائلة: «الوقوف أمامهم في حد ذاته دعمني كثيراً في بدايتي».

وتصور رامي حاليا فيلم «ميناتيل»، بينما لم تستقر بعد على مشاركاتها في الموسم الرمضاني المقبل، مشيرة إلى أن «مستوى الإنتاج الدرامي حالياً متنوع وممتع للمشاهد عبر الشاشات والمنصات».


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».