تستعد الفنانة المصرية هالة صدقي للوقوف على خشبة المسرح عبر عرض «صوابع زينب» في فعاليات «موسم الرياض»، وتعد المسرحية الجديدة بوابة لعودتها للمسرح مجدداً بعد غياب دام أكثر من 20 عاماً. وتقدم من خلالها شخصية «زينب» الأم التي يجمعها بفريق العرض الكثير من المفارقات الكوميدية.
وقالت، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن عودتها للمسرح تشعرها بالبهجة، خصوصاً أنها عاشقة له واشتاقت لخشبته ولجمهوره ورؤية رد فعلهم المباشر، مؤكدة أنها رغم الغياب الطويل «ستنجح»: «لا أتخوف من هذه الخطوة المهمة لأنني أحب المسرح فهو (أبو الفنون) الذي يعد علامة مهمة في مسيرة كل فنان، وابتعادي عنه لم يكن برغبتي فالمشروع الفني الجيد يفرض نفسه».
وتتطلع صدقي لتقديم أدوار أخرى تضاف لرصيدها الفني، خصوصاً بعد نجاح شخصية «الملكة صفصف» في مسلسل «جعفر العمدة» مع الفنان محمد رمضان في شهر رمضان الماضي: «بعد النجاح غير المسبوق للشخصية شعرت بخوف وتوتر ورهبة شديدة أثرت على أعصابي، بسبب عدم توقعي لنجاح الشخصية وتداول عباراتها وأزيائها وحركاتها وكل تفاصيلها داخل وخارج مصر».
وترى صدقي أن اختيار الأدوار بعد «صفصف» ليس أمراً هيناً، إذ تعتبره علامة ومرحلة مهمة في حياتها: «رفضت الكثير من الأدوار التي عرضت عليّ، من أجل التركيز على تفاصيل الشخصيات الجديدة التي سأقدمها خلال الفترة المقبلة، وتعمّدت ذلك لأنني لا أرضى بأنصاف الحلول مطلقاً، لذلك كان لا بد من حساب المقبل وعدم التسرع».
ولفتت: «تصالحت مع نفسي واعتبرت مشاركتي في (جعفر العمدة) مرحلة مهمة في حياتي ومشواري، ودافعاً لتقديم الأفضل».
وحصدت الفنانة المصرية جائزة أحسن ممثلة في محافل دولية عدة، عقب نجاح مسلسل «جعفر العمدة» على غرار مهرجانات (البحرين الدولي للسينما، والعراق الدولي الأول، وموركس دور اللبناني، والرباط السينمائي، ومهرجان المرأة بأميركا)، بجانب تكريمها في الكويت وتونس والإمارات، وكذلك بمهرجان الدراما بالعلمين الجديدة بمصر.
وأكدت صدقي أن تكريمها بالمهرجانات والفعاليات الفنية المختلفة بالداخل والخارج يعود لحب واحتفاء الجمهور بالشخصية بداية من المشاهدات المليونية للعمل: «أعتز بكل التكريمات من كل الدول بعد أن منحني الجمهور التكريم الأول منذ بداية العرض، عبر الرسائل والمكالمات الهاتفية والإشادات اليومية في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك جعلني أفكر جيداً في الخطوة والتجربة التالية التي لا بد أن تكون على نفس قدر صدى النجاح السابق».
وتشير صدقي إلى أن مشوارها حافل بنقاط مهمة أحدثها شخصيتها في مسلسل «جعفر العمدة»، التي تعدها الأكثر جماهيرية في مسيرتها، وكذلك فيلم «قلب الليل»، وفيلم «الهروب» مع الراحل أحمد زكي، ومسلسل «رحلة المليون» الذي ما زال باقياً ويتابعه الناس رغم مرور أكثر من 35 عاماً على عرضه، حسب قولها، وكذلك مسلسلات «لا يا ابنتي العزيزة»، و«زيزينيا»، وكذلك دور «توحيدة» في مسلسل «أرابيسك».
وتنتظر صدقي عرض فيلمها «كتف قانوني»، مع نخبة كبيرة من ضيوف الشرف، مشيرة إلى أنه عمل كوميدي سينال إعجاب الناس، وأن سبب حماسها لتقديمه هو اختلافه عن الأدوار التي عرضت عليها، وتشابهه مع دورها في «جعفر العمدة»: «شخصيتي في الفيلم محورية، حيث أقدّم دور سيدة تمتلك نادياً رياضياً وسط مفارقات كوميدية، وتعمّدت تقديم هذا الفيلم لاحتياج الناس للكوميديا ولأنهم أحبوني في هذا اللون، وأنا أعتبر أن الفنانين مقصرون فيه، رغم أنني أعتبره الأكثر طلباً».
شخصيتي في فيلم «كتف قانوني» محورية وسينال الإعجاب
وأعربت صدقي عن اشتياقها للسينما، خصوصاً أنها لم تشارك سينمائياً منذ تقديمها فيلم «آخر ديك في مصر»، مع الفنان محمد رمضان منذ 5 سنوات: «عُرضت عليّ سيناريوهات سينمائية لكنني لم أجد نفسي فيها، ولم أعتد عليها في السينما ولا تشبهني، لكن السوق حالياً لها حسابات مختلفة، ووسط هذه الحسابات أحاول انتقاء الأفضل والمطلوب في الوقت ذاته».
واستبعدت صدقي تحقيق حلمها بتجسيد شخصية الملكة حتشبسوت درامياً، قائلة إن التقدم في العمر يحول دون تجسيد حتشبسوت، وأضافت: «تقديم الشخصيات الشهيرة الراحلة ليس أمراً سهلاً كما يعتقد البعض، هذه النوعية من الأعمال عادة لا تنجح لأنها تحتاج إلى دراسة لأبعادها وكل التفاصيل والجوانب المتعلقة بها».