ماجدة زكي: أحكم على السيناريو من مشهد واحد

أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنها كانت محظوظة في بداياتها الفنية

الفنانة المصرية ماجدة زكي (الشرق الأوسط)
الفنانة المصرية ماجدة زكي (الشرق الأوسط)
TT

ماجدة زكي: أحكم على السيناريو من مشهد واحد

الفنانة المصرية ماجدة زكي (الشرق الأوسط)
الفنانة المصرية ماجدة زكي (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية ماجدة زكي إن حبها للتمثيل هو الذي يجعلها تملك قوة الرفض لأعمال لا تستفزها فنياً. وأضافت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أن لديها حاسة قوية تجعلها تدرك العمل الجيد من جملة حوار أو مشهد، مثلما حدث في مسلسل «عائلة الحاج متولي» أمام الفنان الراحل نور الشريف، مشيرة إلى أنها «أحبت أعمال الأطفال تأثراً بأمها الروحية الفنانة كريمة مختار».

وتسببت الفنانة الراحلة كريمة مختار في تعلّق ماجدة زكي بعالم الأطفال حسبما تؤكد: «ماما كريمة مختار كانت بمنزلة أمي، وكانت طوال الوقت على صلة بالأطفال، فهي إما ستصور عملاً معهم، وإما ذاهبة لحفل يجمعها بهم، أو يجري تكريمها في أعياد الطفولة، مما جعلني أتعلق بتقديم عمل للأطفال يكون أساسه التربية، وأن نقدم لهم القدوة التي تنفعهم، مثلما كنت أتطلع للعمل مع المخرج تامر مهدي؛ لأنني أحب أسلوبه ورؤيته في الإعلانات، وحينما عرضت عليَّ شركة (أروما) العمل، وجدت فيه كل ما كنت أتطلع إليه، كما وجدت نصاً رائعاً لمؤلفته هبة مشاري، وهي كاتبة دؤوبة وحساسة للغاية».

مع الفنان محمد ثروت من كواليس فيلم {سكر} (ماجدة زكي)

وتفسر ماجدة سر قسوة شخصية «رتيبة» التي تؤديها في فيلم «سكر»، بأن «حياتها كانت صعبة، وهي تعتقد أن الشدَّة مع الأولاد ضرورية؛ لذا تخفي ضعفها عن الجميع، وتأكل طعام الأطفال، وتعنفهم بقسوة».

لم تغنّ ماجدة زكي من قبل، كما لم تؤدّ استعراضات، وتتذكر أنها خلال فترة دراستها بمعهد الفنون المسرحية كان أساتذتها يختارونها لإلقاء الشعر. وأتاحت لها الدراسة الأكاديمية تدريبات صوتية، كما أدت مقاطع غنائية قصيرة في بعض الأعمال الدرامية، مثل «أنا وأنت وبابا في المشمش».

الفنانة المصرية ماجدة زكي (الشرق الأوسط)

ترى ماجدة زكي أنها محظوظة بلقاء الموسيقار إيهاب عبد الواحد، الذي وضع موسيقى وأغنيات العمل، مثلما تؤكد: «من حسن حظي أن أعمل مع موسيقار كبير مثله، فقد قال: (لا بديل عن غناء ماجدة، ولن نستعين بصوت آخر، حتى لو بذلنا جهداً أكبر، لكنني على ثقة من النتيجة، فهي صاحبة صوت مميز)، وحينما علم أن لديّ بيانو في البيت يلعب عليه أولادي منذ طفولتهم، طلب من ابني أحمد أن يقوم بتدريبي في البيت، وقد أعادني الفيلم لأكون تلميذة مثل الأطفال، وأستجيب لكل ملحوظة للمخرج دون مناقشة».

سر قسوة شخصية {رتيبة} التي تؤديها في فيلم {سكر} بأن حياتها كانت صعبة (ماجد زكي)

تصف الفنانة تجربتها في الفيلم بأنها «ممتعة ومهمة» قائلة: «في الأيام الأولى للتصوير كنت أشعر بقلق وتحدّ لنفسي، وحينما طمأنني مدرب الرقص والمخرج والموسيقار عبد الواحد، شعرت بقدر من الأمان».

تغيب ماجدة زكي، وترفض أعمالاً أكثر مما تقبل، ولها وجهة نظر في ذلك، توضحها: «أحب السيناريو الذي يستفزني؛ لذا أرفض أعمالاً عديدة لم أشعر بذلك تجاهها، ففي رمضان الماضي عُرض عليّ مسلسل اعتذرت عن العمل فيه، بعد أن قرأت مشاهد معدودة منه، وكنت على حق في رفضي، فلم يحظَ بأي نجاح، كما رفضت فيلماً للسبب نفسه»؛ منوهة: «لديّ حاسة تجعلني أحكم على السيناريو من مشهد أو جملة حوار. أتذكر أنني وافقت على مسلسل (عائلة الحاج متولي) بسبب أول مشهد قرأته (عروس بفستان الزفاف تحمل طفلاً -نجل زوجها- ليلة زفافها)، هذا المشهد أسرني، ووافقت على العمل قبل أن أقرأ أي تفاصيل تتعلق بالسيناريو؛ لأن الشخصية حكاية في حد ذاتها، ومعظم أعمالي أحكم عليها من أول سطر».

كنت أتمنى لعب شخصية شريرة... وفيلم «سكر» وجدت فيه ما أتطلع إليه

في مسلسل «قوت القلوب» بجزأيه أسالت ماجدة زكي دموع المشاهدين وهي تكافح لتربية أولادها، بوصفها سيدة مصرية أصيلة، وحقق العمل نجاحاً لافتاً رغم عرضه خارج الموسم الرمضاني؛ لكنها كانت تتطلع لتغيير جذري تحدثه في أدوارها: «كنت أتمنى لعب شخصية شريرة، وفي مسلسل (كيد الحموات) كنت شخصية شديدة؛ لكن ليست شريرة، أعني الشر الذي له مبرراته، وقد وجدته في فيلم (سكر)».

وقدمت ماجدة زكي أفلاماً مهمة منذ بدايتها، حازت بها جوائز عدة، من بينها «الإرهاب والكباب» أمام عادل إمام، و«عودة مواطن» مع يحيى الفخراني، و«كلام في الممنوع» مع نور الشريف، وقد «تعلمت الكثير من كل هؤلاء الأساتذة الكبار»، كما تقول: «تكررت مشاركتي في أعمال الأستاذ نور الشريف، مثل: (الرجل الآخر)، و(العطار والسبع بنات)، وهو يمثل من قلبه، ويعطي لمن بجواره الفرصة ثقة بنفسه».

تعيش الفنانة في قلق مع كل عمل جديد، وكأنه أول عمل تقدمه، وتتطلع لرأي الجمهور والنقاد، وتتحسب لآراء ثلاثة من أقسى النقاد، هم أولادها: أحمد الذي اتجه للتمثيل، وحبيبة التي تعمل مساعدة مخرج، وكمال الذي يعمل بعيداً عن الفن، لكن ثلاثتهم يعبرون عن آرائهم دون مجاملة؛ لذا يتضاعف قلقها مع كل عمل تقدمه، على حد قولها.


مقالات ذات صلة

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

يوميات الشرق شخصية (برّاك) التي يقدمها كاكولي في المسلسل مليئة بالعقد النفسية (إنستغرام الفنان)

علي كاكولي لـ«الشرق الأوسط»: دوري في «فعل ماضي» مستفز

المسلسل الذي بدأ عرضه الخميس الماضي على منصة «شاهد»، يُظهر أنه لا هروب من الماضي؛ إذ تحاول هند تجاوز الليالي الحمراء التي شكّلت ماضيها.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

يتساءل اللبناني عماد فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)

«عمر أفندي»... دراما مصرية تستدعي الماضي

حظيت الحلقة الأولى من المسلسل المصري «عمر أفندي» بتفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت «الترند» صباح الاثنين على «غوغل».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أطلقت علامة تجارية لتصميم الأزياء خاصة بها (صور باتريسيا داغر)

باتريسيا داغر لـ«الشرق الأوسط»: أرفضُ كوميديا لا تفي موضوعاتها بالمستوى

بالنسبة إلى الممثلة اللبنانية باتريسيا داغر، الأفضل أن تجتهد وتحفر في الصخر على أن تزحف وتقرع الأبواب من دون جدوى.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق هند وإياد في مشهد يؤكد تباعدهما (شاهد)

نهاية مفتوحة لـ«مفترق طرق» تُمهد لموسم ثانٍ

أثارت نهاية حلقات مسلسل «مفترق طرق» ردود أفعال متباينة من جمهور «السوشيال ميديا» في مصر، حيث وصفها البعض بأنها «صادمة».

انتصار دردير (القاهرة )

الألبومات الغنائية تنتعش بعد فترة من الركود بمصر

{بالمختصر المفيد} للفنان مدحت صالح عنوان أحدث ألبوماته ويضم 11 أغنية جديدة (حسابه على {فيسبوك})
{بالمختصر المفيد} للفنان مدحت صالح عنوان أحدث ألبوماته ويضم 11 أغنية جديدة (حسابه على {فيسبوك})
TT

الألبومات الغنائية تنتعش بعد فترة من الركود بمصر

{بالمختصر المفيد} للفنان مدحت صالح عنوان أحدث ألبوماته ويضم 11 أغنية جديدة (حسابه على {فيسبوك})
{بالمختصر المفيد} للفنان مدحت صالح عنوان أحدث ألبوماته ويضم 11 أغنية جديدة (حسابه على {فيسبوك})

بعد فترة من الركود، شهدت الألبومات الغنائية انتعاشة لافتة في مصر بموسم الصيف الجاري، فبعد أن كان يكتفي الكثير من المطربين بإصدار أغانٍ منفردة على فترات متقطعة عاد بعضهم إلى طرح الألبومات مجدداً.

ومن بين أحدث الألبومات التي طُرحت ألبوم «بالمختصر المفيد» للفنان مدحت صالح، ويضم الألبوم 11 أغنية جديدة.

كما عادت أنغام لإصدار ألبومات بعد غياب 5 سنوات بألبومها «تيجي نسيب»، الذي ضم 12 أغنية جديدة طرحتها دفعة واحدة، وحرصت على متابعة ردود فعل الجمهور من خلال حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي عبر إعادة نشر تدوينات الجمهور عن الألبوم.

كما طرحت الفنانة التونسية لطيفة ألبومها «مفيش ممنوع» بعد غياب عن إصدار الألبومات لسنوات، وضم الألبوم 9 أغنيات جديدة، فيما جرى تصوير أغنيات الألبوم بطريقة الفيديو كليب مع الإعلان عن صدور الألبوم الجديد.

ويصف الناقد الموسيقي مصطفى حمدي طرح الألبومات الجديدة بأنها «عودة للمسار الصحيح»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «فكرة الاكتفاء بأغانٍ منفردة لفترة أثبتت إخفاقها لعدة أسباب، من بينها أنها لا تعبر عن المشروع الموسيقي المتكامل للمطرب، بالإضافة إلى صعوبة إرضاء كل الأذواق من الجمهور بأغنية تحمل تيمة واحدة في الكلمات والألحان والتوزيع».

الفنانة أنغام تحرص على متابعة ردود فعل الجمهور حول ألبومها {تيجي نسيب} من خلال حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي (حسابها على {فيسبوك})

وشهدت أعداد الألبومات الغنائية الجديدة تراجعاً العام الماضي مع طرح عدد محدود من الألبومات، منها «مكانك» لعمرو دياب و«رياح الحياة» لحمزة نمرة، وهي ألبومات كانت أقل مقارنة بعام 2022 الذي شهد طرح عدد من الألبومات لمحمد حماقي وتامر عاشور.

ثمة أسباب دفعت لعودة الألبومات الموسيقية مجدداً، بحسب أستاذ الموسيقى بأكاديمية الفنون الدكتور أشرف عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن الانتعاش في الحفلات وتعدد المهرجانات الفنية عربياً والحفلات التي تُقام بين مصر والسعودية، بات يفرض على النجوم عدم تكرار أغانيهم نفسها في الحفلات، ومن ثم باتوا مطالبين بتقديم أغنيات جديدة بشكل مستمر.

وأضاف أن «فترة الهدوء التي صاحبت غياب الألبومات كانت بسبب الانشغال بالأحداث السياسية وجائحة كورونا، وغيرها من الأمور التي جعلت إصدار الأغاني يتراجع بشكل ملحوظ، مع اكتفاء الفنانين بأغنيات منفردة يطرحونها بين الحين والآخر».

الفنان رامي صبري طرح أخيراً ألبوم {أنا جامد كده كده} الذي ضم 6 أغنيات جديدة (حسابه على {فيسبوك})

ويشير مصطفى حمدي إلى «أن الزخم الذي يصاحب الألبومات الجديدة يستمر لفترة بعد طرحها، على عكس الأغاني المنفردة التي لا تعيش طويلاً. وهذا يعكس الاهتمام بالمنتج الموسيقي المقدم للجمهور، حيث سيكون أكثر إعجاباً ببعض الأغنيات عن غيرها، مما يزيد من القاعدة الجماهيرية التي يرضيها الفنان».

ولفت إلى أن «العدد المناسب لأغنيات الألبوم يكون بمتوسط 10 أغنيات، حتى لا يقع الفنان في فخ تكرار الأفكار أو الألحان الموسيقية».

يشير أستاذ الموسيقى إلى أن السوق أصبحت اليوم أكثر انفتاحاً من أي وقت مضى فيما يتعلق بطرح الأغنيات الجديدة، مع وجود حماس من المطربين لتقديم أغانٍ متنوعة ترضي مختلف الأذواق، سواء للمحافظة على ما سبق وقدموه فنياً أو للبقاء في المكانة التي اكتسبوها؛ لأن الماضي وحده لن يكون كافياً للحفاظ على مكانة أي مطرب.

ويؤكد عبد الرحمن أن «هذا الأمر يرتبط بشكل واضح بعودة مجموعة كبيرة من المطربين للساحة الفنية واشتداد التنافس ليس فقط على الحفلات والتواجد مع الجمهور، ولكن أيضاً على الألقاب، خصوصاً بين الفنانات». وأكد أن «احتدام التنافس سيكون في صالح الجمهور، الذي ستكون لديه فرصة للاستماع إلى أغانٍ جديدة ومتنوعة».

الانتعاش في الحفلات وتعدد المهرجانات الفنية عربياً باتا يفرضان على النجوم عدم تكرار أغانيهم وتقديم أعمال جديدة

واختار عدد من الفنانين طرح ألبوماتهم على دفعات ومن بينهم محمد حماقي، الذي يواصل طرح أغنيات ألبومه «هو الأساس» عبر قناته على «يوتيوب» والمنصات الموسيقية، فيما طرح رامي صبري ألبوم «أنا جامد كده كده»، الذي ضم 6 أغنيات جديدة خلال أيام قليلة.

ويعتبر عبد الرحمن أن التباين في التعامل مع طرح الألبومات دفعة واحدة أو بفاصل زمني بين الأغنيات يندرج ضمن بند الدعاية بشكل رئيسي، مشيراً إلى أن «الأهم هو القدرة على التنوع في تقديم الأغنيات».

لكن مصطفى حمدي يرى أن ذلك يقلل من التأثير الذي يحدثه الألبوم مع الجمهور لعدة أسباب، من بينها صعوبة تقييم الألبوم كاملاً وافتقاد الزخم المصاحب لطرح الأغنيات دفعة واحدة، وهو ما يؤكد حدوثه مع ألبوم الفنانة أنغام الأخير، الذي لا تزال أصداؤه مستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.