هاني عادل: كثرة الأفلام الكوميدية تضر بالسينما المصرية

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه حقق حلم حياته بالتمثيل مع جاكي شان

برأيه أن فرقة {وسط البلد} تقدم كل ما هو غير متوقع في الموسيقى (هاني عادل)
برأيه أن فرقة {وسط البلد} تقدم كل ما هو غير متوقع في الموسيقى (هاني عادل)
TT

هاني عادل: كثرة الأفلام الكوميدية تضر بالسينما المصرية

برأيه أن فرقة {وسط البلد} تقدم كل ما هو غير متوقع في الموسيقى (هاني عادل)
برأيه أن فرقة {وسط البلد} تقدم كل ما هو غير متوقع في الموسيقى (هاني عادل)

قال الفنان المصري هاني عادل إن حلم حياته قد تحقق بالتمثيل مع الفنان الصيني جاكي شان، بعد أن ظهر معه في بطولة الفيلم العالمي الجديد «Hidden Strike»، والذي من المقرر أن يطرح عبر منصة «نتفليكس» خلال الأسابيع المقبلة.

وكشف عادل في حواره مع «الشرق الأوسط» كواليس مقابلته للفنان الصيني، وتجربته في التمثيل خارج الوطن العربي، وحقيقة انفصال أعضاء فرقته الغنائية المصرية «وسط البلد»، وتفاصيل مشروعه الغنائي «الرجل الرمادي».

أرجع هاني عادل سبب تأخر مشاركته في عمل دولي لعامل اللغة، قائلاً: «حلم العالمية يراودني منذ سنوات عدة، ولكنني كنت متخوفاً للغاية من فكرة التمثيل بلغة أخرى غير العربية، فرغم إجادتي الغناء باللغة الإنجليزية والفرنسية، فإنني بسبب الخوف كنت أشعر أحياناً بأنني غير قادر على التمثيل بلغات مختلفة، إلى أن عرض علي فيلم (Hidden Strike)، والذي رأيت بسببه أن حلم حياتي سيتحقق بالوقوف أمام نجمي المفضل جاكي شان، الذي كنت أعلق صوره على حائط غرفتي في منزلي، وبسببه أصبحت أحب ممارسة رياضة الكونغ فو».

مع الفنان جاكي شان (هاني عادل)

وأشار عادل إلى أن «أغلبية الصعوبات التي واجهته خلال تصوير العمل تمثلت في الحصول على تأشيرة دخول الصين من القاهرة، بالإضافة إلى السفر 4 مرات إلى الصين لاستكمال مشاهدي».

وكشف عادل تفاصيل دوره قائلاً: «أجسد شخصية طيار عراقي، مسؤول عن الطائرة التي تقود مهمة جاكي شان والمصارع جون سينا من أجل إعادة شيء ما مفقود من دولة الصين».

وأشاد الفنان المصري باحترافية الفنان الصيني التمثيلية: «جاكي شان على درجة عالية من الاحترافية، بل فريق العمل بالكامل محترف لأبعد الحدود، أي جملة تقال في التصوير لا بد من أن تكون مدونة في السيناريو الذي نذاكر منه، لا يوجد لديهم مفهوم التلقائية وإضافة جمل أثناء التصوير، كما لا يوجد هناك مجال للخطأ، فرغم إجادة جاكي شان اللغة الإنجليزية، فإنه متوفر له مدرسو لغة لكي يساعدوه على لفظ الكلمات ومخارج الحروف بطريقة صحيحة».

يجسد في الفيلم شخصية طيار عراقي (هاني عادل)

وبسؤاله عن أمنيته التي يريد تحقيقها بعد الوقوف أمام جاكي شان، قال: «حلمي الأكبر أن أرى الفيلم المصري ينافس عالمياً، وينافس على كبرى الجوائز، وأرى أن أول خطوة للوصول لهذا الحلم هو التقليل من الأفلام الكوميدية، والتركيز على القوالب الأخرى، فقد أعادتنا كثرة الأفلام الكوميدية غير الهادفة إلى زمن أفلام المقاولات في الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، وكانت عبارة عن أفلام إيفيهات فقط، لا أنكر أن هناك أفلاماً وأعمالاً كوميدية رائعة وهادفة وراقية، لكن لكي ننافس على العالمية لا بد أن يكون هناك أعمال تراجيدية وأكشن على درجة كبيرة من الجودة ومستمدة من الواقع المصري والعربي الذي نعيش فيه».

ونفى عادل، قائد فرقة «وسط البلد» الغنائية، الأخبار التي تداولت أخيراً عن توقف نشاط الفرقة، قائلاً: «الفريق يحتفل هذا العام بعيد ميلاده السادس والعشرين، ومن فترة لأخرى نقرأ تلك الأخبار، ولكن هذه الأخبار ليس لها أي أساس من الصحة، نحن دوماً نغيب لفترات طويلة ونعود؛ لأن هدفنا من البداية هو تقديم فن مختلف ومغاير تماماً عما يقدم في السوق، نحن الفرقة الوحيدة التي تقدم كل ما هو غير متوقع في الموسيقى، كنا أول من قدم فن الراب مع موسيقانا حينما استقدمنا فرقة الرابر (شاهين) في فيلم (ميكرفون) منذ أكثر من عشر سنوات، ولكي نفعل ذلك لا بد من الاختفاء لدراسة السوق والعودة من جديد بأعمال مختلفة، نحن لا نقلد أحداً، ولكن نجعل الناس تقلدنا»، على حد تعبيره.

مشروع «الرجل الرمادي» أعمال غنائية وموسيقية غير ربحية

وتحدث هاني عادل عن تفاصيل مشروعه الفني «الرجل الرمادي»، قائلاً: «مشروع (الرجل الرمادي) عبارة عن أعمال غنائية وموسيقية غير ربحية، هدفها ترجمة كل المعاني والأفكار التي أمرّ بها، فأحياناً كثيرة يكون لدي أفكار وموضوعات مختلفة وغير تجارية، وأحب تقديمها، لذلك قررت إطلاق هذا المشروع من أجل إحياء تلك الأفكار، ونفذت منه حتى الآن عدداً من الحفلات، كان أولَها حفل غنائي كبير في محافظة الإسكندرية، وأتبعته بحفل جماهيري في (ساقية الصاوي) بالقاهرة، وأحياناً أطلب من فرقتي (وسط البلد) أن تشاركني في تلك الحفلات بوصفهم ضيوفاً على المسرح».

وعن تفاصيل ألبومه الجديد مع فرقة (وسط البلد)، قال: «نعمل جاهدين خلال تلك الفترة على تقديم أغنيات ألبومنا الغنائي الرابع، قدمنا منه أخيراً أغنية (عالوعد)، وحققت نجاحاً جيداً للغاية، وطُلبت منا أثناء مشاركتنا في (مهرجان القلعة للموسيقى والغناء)، وحالياً هناك أكثر من أغنية يتم الإعداد لها لكي يتم إطلاقها».


مقالات ذات صلة

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
سينما «بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

إيلي العليا لـ«الشرق الأوسط»: دورنا هو الحفاظ على هوية الأغنية اللبنانية

المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)
المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)
TT

إيلي العليا لـ«الشرق الأوسط»: دورنا هو الحفاظ على هوية الأغنية اللبنانية

المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)
المايسترو العليا عاصر حقبات فنية متعددة (ايلي العليا)

قد يكون المايسترو إيلي العليا من الموسيقيين القلائل الذين لا يزالون يمارسون مهنتهم بنجاح منذ نحو 40 سنة حتى اليوم. عاصر حقبات فنية عدة فشهد زمن الفن الجميل كما الحديث. يطلبه الفنانون بالاسم كي يرافقهم في حفلاتهم على المسرح.

وقف إلى جانب نجوم عرب ولبنانيين حتى صار حضوره تكملة للمشهد الفني في المنطقة. ومن النجوم الذين تعاون معهم واعتبر جزءاً لا يتجزأ من إطلالاتهم، الراحل ملحم بركات، وكذلك الفنان جورج وسوف. كما واكب محمد عبده وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل، وصولاً إلى هاني شاكر وأحمد عدوية. وهو ما جعل اسمه يلمع في عالم الأغنية العربية لنحو نصف قرن.

يقول إيلي: مع جورج وسوف تلقّنت دروساً في فن الغناء (إيلي العليا)

ويقول إنه كان لا يزال تلميذاً على مقاعد الدراسة عندما بدأ مشواره. بعدها تحول إلى دراسة الحقوق. ولكنه عاد واتخذ قراره بدراسة الموسيقى. وهو اليوم يعتب على موسيقيين كثر لا يعطون الدراسة الموسيقية حيزاً من اهتماماتهم. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «معظمهم لا وقت لديهم للدرس، ويفضلون ممارسة العمل وتأمين رزقهم». ويعتب على الجيل الجديد: «هذا الجيل ليس لديه أي استعداد ليسمع النصيحة. وبدل أن ينتظرها بحماس من والديه يفضّل عليها تلك التي يزوده بها موقع (غوغل)». ويتابع العليا في سياق حديثه: «إنهم يصفوننا بـ(المعزوفة القديمة)، وبأننا ما عدنا نستوفي شروط هذا العصر. ولكنني أقول لهم (من الجميل أن نتطور). ولكن لا يجب أن نفقد الإحساس البشري ونتحوّل إلى (روبوتات)».

في حفل الفنانة نجوى كرم في سوريا (ايلي العليا)

مشواره الطويل في الفن وفّر له تعلّم دروس جمّة لا يستطيع إيجازها بكلمتين: «الفنانون هم أيضاً بشر ولديهم ميزاتهم وعيوبهم. عشت تجارب كثيرة مع الجميع. وقطفت من كل منها ما يضيف إليّ وإلى مهنتي. ومهما بلغت إيجابياتهم أو سلبياتهم خزّنت منها الدروس كي أستفيد».

يقول إن كل حقبة فنية عاشها تعلّم منها الدروس فزادته تقدماً ونضجاً. «لقد لاحظت بعد مرور الوقت أني صرت أفكر بنضج وبأسلوب آخر. واتجهت نحو موضوع الحفاظ على الأغنية اللبنانية. فقد لمست فوضى على الساحة بما يخص ثقافتنا الفنية. فرحت أركز على هذا الموضوع. وصرت داعماً قوياً لكل مطرب يتمسك بها. واكبت أحد أعمدة هذا الفن، وهو الراحل الموسيقار ملحم بركات. واليوم أطبّقه مع الفنانة نجوى كرم. (تمسكها بالأغنية اللبنانية لفتني، ولطالما بحثت بالتالي عن دور للحفاظ على مستوى الأغنية بشكل عام). ففي مهنتنا كلما ارتفع مستوى الموسيقى والغناء شعرنا بأننا بخير».

برأيه معظم الجيل الجديد من الموسيقيين لا يثقلون مهنتهم بالعلم (ايلي العليا)

مع الفنان جورج وسوف تلقّن دروساً في فن الغناء. ويقول: «إنه قمة في الأداء وسلطان بالطرب، مما يجعله مدرسة بحد ذاته. وعلينا الاجتهاد للحفاظ على هؤلاء الفنانين، وعلى التراث الفني الذي يمثّلونه».

في الماضي أيضاً كان يحضر الفن الهابط كما يذكر لـ«الشرق الأوسط». «ولكن كان هناك من يفلتر ويفصل بينه وبين الفن الحقيقي. هذا الدور كان يلعبه الإعلام من صحافيين كبار تركوا بصمتهم في هذا الموضوع. وكانوا يضيئون على الفن الأصيل ويعتّمون على عكسه. اليوم بات الفلتان هو السائد على الساحة. وأسهمت بتفشّيه وسائل التواصل الاجتماعي. فليس صحيحاً أن كل من خطر على باله أن يغني يمكنه القيام بهذه المهمة. هنا يجب أن تلعب الدولة اللبنانية دورها. فالدول التي تتمتع بقانون مهني ونقابي لا تزال تحافظ على مستواها الفني ككل، وأكبر مثال على ذلك مصر. الإذاعة المصرية لا تزال حتى اليوم تجري امتحانات لهواة الفن والغناء».

ردة فعلي في حادثة حفل نجوى كرم بسوريا طبيعية

بحماس كبير يتحدث إيلي العليا عن هذا الموضوع ويعرّج خلاله على «تريندات» خاطئة. ويوضح: «الفولكلور الساحلي مثلاً يشكل (تريند) بين المغنين وبينهم اللبنانيون. هذا الفن يعود إلى الساحل السوري ولا علاقة له بالفن اللبناني. نحن لدينا أيضاً الفولكلور الخاص بنا، ويتمثّل بالدبكة اللبنانية. فلماذا نستعير فنوناً من هنا وهناك بدل الحفاظ على هويتنا؟ الراحل زكي ناصيف أمضى عمره يعلّمنا تراثنا الفني اللبناني. وكذلك الرحابنة وروميو لحود وغيرهم. حملوا هذه الراية وساروا بها حتى النهاية. فهل يصح أن نهمل تعبهم وركائز الأغنية اللبنانية الأصيلة؟».

وتابع: «فظاهرة (ما حدا الو معي) ليست مسموحة. والأسوأ أنه عندما نكرر ذلك ينعتونا بمحاربة الحريات. وعلينا أن نقاتل ونحارب من أجل هدفنا هذا».

فكرة فنية جديدة أتعاون فيها مع الشاعر نزار فرنسيس

في حفل نجوى كرم الأخير في سوريا قفز أحد المعجبين على المسرح ليغمرها. فما كان من المايسترو إيلي العليا إلا أن ظهر فجأة أمامه ليحميها منه. «إنها ردة فعل طبيعية؛ لأني أعتبر نجوى كرم مثل أختي تماماً. ثم هناك علاقة وطيدة نشأت بيني وبينها بفضل عِشرة طويلة. وهي خارج الفن صديقة عزيزة، والأمر نفسه يطبق على جورج وسوف. ولذلك أبقى دائماً قريباً منهما من باب خوفي عليهما من الأذية».

قريباً في 28 سبتمبر (أيلول) المقبل، يحيي إيلي العليا حفلاً بعنوان «الجمهور يغني إيلي العليا» في كازينو لبنان. سبق وقدّم ما يشبهه في مايو (أيار) الفائت. ويختم: «إنه نوع من العلاج الذي يحب الناس تلقيه في حفل ما. فهم يشاركون فعلياً بالحفل غناء وطلبات وإصغاء. وهو أمر يحرّك غرور الموسيقي مكرّماً الفنانين بعزف أغانيهم. كما لدي حفلات أشارك في إحيائها في أميركا وكنكون وأخرى مع نجوى كرم. ولدي فكرة فنية جديدة أتعاون فيها مع الشاعر نزار فرنسيس وابنتي فانيسا».