جان دكاش لـ«الشرق الأوسط»: أبحث عما يطور مشواري ولو كـ«ضيف شرف»

العلاج الدرامي مهنة يمارسها إلى جانب التمثيل

بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)
بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)
TT

جان دكاش لـ«الشرق الأوسط»: أبحث عما يطور مشواري ولو كـ«ضيف شرف»

بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)
بمسلسل {كريستال} يجسد شخصية {زياد} المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر (شاهد)

إطلالته في مسلسل «كريستال» ضمن حلقات محدودة، جعلت من الممثل جان دكاش «ضيف شرف» بامتياز. بشخصية «زياد» المتفاوتة تصرفاتها بين الخير والشر، لفت دكاش متابع «كريستال». ورغم صغر مساحة الدور فإن المشاهد تفاعل مع شخصيته. فهي تتصل اتصالاً مباشراً ببطلتي المسلسل باميلا الكيك وستيفاني عطا الله.

ويعلق: «سبق وتعاونت معهما في أعمال درامية أخرى، وجاء هذا المسلسل ليزيد علاقتنا متانة. فأجواء التصوير بمجملها كانت رائعة بحيث يشعر الممثل المشارك بالراحة. كما أن القصة بحد ذاتها تشد المشاهد، وهو ما أسهم في تصدّر (كريستال) النسب الأعلى من المشاهدة، عبر منصة (شاهد) في لبنان والعالم العربي».

ويصف دكاش تجربته في «كريستال» بالجديدة؛ كونه يقوم بهذا النوع من الأعمال المختلطة للمرة الأولى. «كل شيء لفتني فيها، بدءاً من تقنيات التصوير المستخدمة، وصولاً إلى التنفيذ على الأرض. صحيح أن عمر هذه التجربة لم يتعد الـ10 أيام، ولكنها كانت كافية لتترك عندي الأثر الطيب، لا سيما وأن شخصية (زياد) التي أديتها كانت محورية في قسم من العمل».

برأيه أن إعطاء الممثل اللبناني الفرص التي تليق بموهبته تزيده قوة وتحفزه لتقديم الأفضل (جان دكاش)

سبق ولعب جان دكاش أدواراً مركبة أو تميل إلى الشر، فهل يهوى هذا النوع من الشخصيات؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «لم أخطط للأمر، ولكن هذا النوع من الأدوار يحفزني لتقديم الأفضل. فهو يتطلب الجهد والتركيز والبحث، تماماً كما حصل معي في دور (مروان) في مسلسل (حادث قلب)».

عادة ما يردد الممثلون أن أدوار الشر تجذبهم لكنها تتطلب خبرات متراكمة قبل الإقدام عليها. ولكنْ لجان دكاش رأي آخر في هذا الخصوص: «لا أعتقد أن للخبرة علاقة بهذا الموضوع إلا لناحية توظيفها في الدور. ولكن عند كل منا يوجد الشر والخير في شخصيته وفي الحياة العادية. ومن هنا يأخذ الممثل على عاتقه كيفية تطويرها لإنجاح الدور مهما كانت طبيعته».

ما يهم دكاش هو تركيبة معينة للدور تولد عنده التحدي كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، وهو يرفض أن يلعب أدواراً متشابهة كي يعطي المشاهد فرصة اكتشاف مواهبه التمثيلية في شخصيات منوعة.

ويعود دكاش للحديث عن شخصية «زياد»: «عندما عرض الدور علي أعجبني لأنه يحمل مفاجآت في تصرفاته. فالمشاهد رسخت عنده فكرة أولية ما لبثت أن اختلفت تماماً عندما قرر قلب الطاولة على نفسه، وعلى أعدائه».

يرى أن صناعة الدراما تكتمل مع نص جيد (جان دكاش)

يحبذ دكاش فكرة مشاركة الممثل بأعمال درامية مختلطة «إنها من دون شك تصنع له الانتشار المطلوب عربياً وحتى عالمياً. أحببت (كريستال) لعناصره الفنية المتكاملة، ولأنه أيضاً ينطوي على هذه الفئة الدرامية نفسها التي نتحدث عنها». ويشير جان دكاش إلى سعادته بهذه المشاركة: «حتى لو أني أطللت فيها ضمن مساحة صغيرة. ولكنني أبحث دائماً عما يطور مشواري ويطبعه بشيء جديد من موهبتي التمثيلية».

يعترف جان دكاش بأنه لم يأخذ بعد الفرص الكبيرة التي يطمح إليها في التمثيل. «لا شك أني أتمنى الحصول على ما هو أفضل بعد. ولكنني راض بما قدمته، لأن الموضوع الأهم هو شغفي بالتمثيل. وكلما أخذ الممثل اللبناني الجيد الفرص التي تليق بموهبته زادته قوة وحفزته لتقديم الأفضل». وعما إذا شركات الإنتاج تغض النظر عنه وتنساه مرات، يرد: «لا أبداً، غالبية الشركات تستعين بي ولم تنسني، وأنا موجود على الساحة دائماً».

أرفض لعب أدوار متشابهة والدراما المختلطة تصنع للفنان الانتشار عربياً وعالمياً

يتحدث جان دكاش عن الساحة الدرامية ككل ويرى أنها تتطور بشكل سريع. ولكن عنده ملاحظة على النصوص الدرامية الحالية. «نملك كل مقومات وعناصر الدراما الناجحة. ولكن الحلقة لا تكتمل إلا بجميع عناصرها. لا يكفي أن يكون عندنا مخرجون وممثلون وشركات إنتاج على المستوى المطلوب إذا ما افتقدنا النص الجيد. لا شك أن هناك في المقابل نصوصاً درامية جيدة نلاحظها في غالبية الأحيان في موسم رمضان، ولكننا نتمنى أن تشهد تقدماً أكبر فتصبح أدوات اللعبة الدرامية متكاملة».

إلى جانب ممارسته مهنة التمثيل، لجأ جان دكاش إلى مهنة أخرى يحبها أيضاً. فالعلاج بالدراما الذي يحمل شهادة ماجستير جامعية فيه، لفته وقرر امتهانه إلى جانب التمثيل. «إنه بمثابة العلاج البديل للتخلص من القلق والغضب ومن مشاكل نفسية عديدة. ومن خلاله أمارس مختلف الفنون التي تساعد الشخص المعالج على تخطي مصاعبه. العلاج الدرامي يسهم في تطوير القدرات والمواهب لأشخاص من أعمار متفاوتة. وأحب الأساليب التي نتبعها وشريكتي نتاشا رزق في العلاج الدرامي. فمن خلال هذا المركز المعالج (wholistic drama therapists) الذي أسسناه معاً، استطعنا تقديم المساعدة لعدد كبير من الناس المتعبين أو المرضى النفسيين».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم