أحمد طارق لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل جعلني أعرف نفسي أكثر

اعتبر نفسه محظوظاً للعمل مع هند صبري ونيللي كريم في بداية مشواره

يتطلع طارق إلى تقديم أدوار الشر والكوميديا (الشرق الأوسط)
يتطلع طارق إلى تقديم أدوار الشر والكوميديا (الشرق الأوسط)
TT

أحمد طارق لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل جعلني أعرف نفسي أكثر

يتطلع طارق إلى تقديم أدوار الشر والكوميديا (الشرق الأوسط)
يتطلع طارق إلى تقديم أدوار الشر والكوميديا (الشرق الأوسط)

بعد سنوات من عمله خلف الكاميرا، مخرجاً في مجال الإعلانات، ومسؤولاً تنفيذياً وشريكاً لأكبر شركة إعلانات بمصر، انتقل أحمد طارق ليقف أمام الكاميرا مُمثلاً، وبعد دور واحد قدّمه مع الفنانة هند صبري في حلقات «البحث عن عُلا»، صار بطلاً لحلقات «ليه لأ» في جزئها الثالث أمام نيللي كريم، مجسداً شخصية «كريم»، الرجل الأربعينيّ الذي تجمعه بها قصة حب تُواجه عقبات عديدة، والتي عرضتها منصة «شاهد» أخيراً. وأشادت مخرجة المسلسل نادين خان بأداء أحمد طارق، كما تابعه جمهور كبير، رأى فيه ممثلاً يتمتع بحضور لافت. ووقع أحمد طارق في حب التمثيل بعد أن رفض طويلاً الظهور أمام الكاميرا.

7 دقائق في مقابلته الأولى بالمخرجة نادين خان، كانت كفيلة بأن يوافق على أداء الشخصية مثلما يقول في حواره مع «الشرق الأوسط»: «جاءني اتصال من الشركة المنتجة لألتقي المخرجة نادين خان، حدثتني عن فكرة المسلسل ودوري فيه، استغرقت المقابلة 7 دقائق فقط، أخبرتها بموافقتي حتى قبل أن أقرأ السيناريو، وقبل أن أعرف أن نيللي كريم هي بطلة العمل، استهوتني الفكرة. شخصياً أميل لطرح مشكلاتنا الاجتماعية، وبشكل خاص التي ترتبط بالمرأة، لأنها مهضوم حقها في مجتمعنا الشرقي، لذا أجدني قلباً وقالباً معها، وقدمت حملات إعلانية لها مثل (التاء المربوطة) مع (المجلس القومي للمرأة) لتقوية عزيمتها».

وبعدما قرأ السيناريو كانت هناك مفاجأة أذهلته: «لم أكن أعلم أنه دور البطولة إلا بعدما قرأت السيناريو، سارعت بالاتصال بالمخرجة، وقلت لها: هل أنتِ متأكدة أنني سأؤدي هذا الدور؟ قالت نعم. بدأت أشعر ببعض القلق، وأذاكر السيناريو، والحقيقة شجعني كثيراً أن مريم نعوم هي الكاتبة والمشرفة عليه، وأنا أتحمس لأعمالها، كما أن وجود المخرجة نادين ابنة المخرج محمد خان كان دافعاً آخر، فهي جميلة في أسلوب تعاملها، ولها طريقة هادئة في مواجهة المشكلات كلها، وكذلك الشركة المنتجة التي تقدم أعمالاً مميزة».

أحمد طارق يتوسط الفنانتين عايدة رياض ونيللي كريم (الشرق الأوسط)

استوقفه دور الطبيب البيطري الذي أداه قائلاً: «لم أشاهد شخصية طبيب بيطري في الدراما المصرية من قبل، وقد تلاقى حبي للحيوانات مع (الدكتور كريم)، خصوصاً أنني أعرف جيداً في تربية الكلاب، وقبل تصوير مشاهدي مع الكلب (براون) ذهبت لبيته وتصاحبت عليه، ولعبت معه، وأثناء التصوير أصبحنا صديقين، وكان يجري ناحيتي بمجرد دخولي موقع التصوير، واستعددت للشخصية بقراءة السيناريو والتركيز على مذاكرة دوري، وأبعاد الشخصية التي أؤديها، والفرق بينها وبين شخصيتي الأصلية».

وعن أول مشهد يصوره مع بطلة المسلسل، الفنانة نيللي كريم، يقول: «شعرت برهبة وقلق وأنا أقف أمام ممثلة كبيرة، وأخشى من وقوع أي خطأ مني قد يتسبب في تعطل التصوير. هي شعرت بقلقي وطمأنتني لأكتشف أنها شخصية متعاونة لأقصى حد، ويهمها أن الناس كلهم يظهرون في أفضل حالاتهم، وأن يكون العمل على الوجه الأكمل، مهما قلت لن أستطيع أن أوفيها حقها. هي ممثلة رائعة، وكانت تفاجئني بتغيير بعض جمل الحوار، وقالت لي المخرجة أنت فهمت تفاصيل شخصيتك، عليك أن تلعب معها (بينغ بونغ) في الأداء».

ردود الأفعال التي تلقاها عن دوره أسعدته: «وجدت الجمهور يستوقفني ويناديني باسم الشخصية. البعض يناقش معي مشهداً أو موقفاً درامياً، هذا الأمر أسعدني، ولم يكن مزعجاً لي، فكل الذين قابلتهم كانوا على وعي، إما قالوا تعليقاً إيجابياً، أو سلبياً لكن بشكل محترم جداً».

في ظهوره الأول ممثلاً بمسلسل «البحث عن عُلا» قدّم طارق شخصية (الدكتور مروان) الذي تنشأ بينه وبين عُلا (هند صبري) قصة حب، وهو يعدّ نفسه محظوظاً أن تكون بدايته الأولى مع نجمتين هما هند صبري ونيللي كريم. وبعد نجاح «ليه لأ 3» قرر أن يواصل عمله بالتمثيل، مؤكداً: «أتطلع إلى أن أواصل تقديم أدوار لها قيمتها، ولعلّ أكثر ما أحببته أن نقدم أعمالاً تحمل رسائل للمتلقي، والتمثيل على المستوى الشخصي جعلني أعرف نفسي وشخصيتي بعمق، وأتمنى تقديم أعمال سينمائية. أدرك تماماً أنه لا يزال أمامي كثير لأتعلمه».

لا يرغب طارق في أن يقدم أدوار الرجل الطيب على طول الخط: «أتطلع أيضاً لتقديم أدوار الشر، وأن أقدم أعمالاً كوميدية، وهي في رأيي أصعب أنواع التمثيل».

بعيداً عن التمثيل يعمل أحمد طارق رئيساً تنفيذياً لـ«مجموعة طارق نور»، تشابه الاسم والعلاقة الوثيقة بينهما جعل البعض يظن أنه نجل نور، لكنه يقول: «هو بمثابة أبي الروحي، بدأت العمل معه منذ أكثر من عشرين عاماً، وهو من علمني كل شيء، واكتشف بي موهبة الصوت وقام بتدريبي، وعملت (فويس أوفر) لإعلانات وبرامج عديدة، وقدمت إعلانات بصوتي ولم أظهر موديل، وأخرجت فيديو كليب وإعلانات، كما شاركت بالإشراف على برنامج (ستار ميكر)، وصوّرت فيديو كليب للمطربة شاهيناز وأغنية (سوري ماما) لمجموعة من الأطفال، الأمر الذي أكسبني خبرات عديدة».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».