ريتا حرب لـ«الشرق الأوسط»: صرت أبتعد عن الأشخاص ذوي الطاقة السلبية

انتهت أخيراً من تصوير مسلسل «الخائن»

شريكها في {الخائن} قيس الشيخ نجيب الذي اجتمعت معه في {ستليتو} (ريتا حرب)
شريكها في {الخائن} قيس الشيخ نجيب الذي اجتمعت معه في {ستليتو} (ريتا حرب)
TT

ريتا حرب لـ«الشرق الأوسط»: صرت أبتعد عن الأشخاص ذوي الطاقة السلبية

شريكها في {الخائن} قيس الشيخ نجيب الذي اجتمعت معه في {ستليتو} (ريتا حرب)
شريكها في {الخائن} قيس الشيخ نجيب الذي اجتمعت معه في {ستليتو} (ريتا حرب)

نتذكرها بأكثر من مسلسل وعمل درامي، كما في «عشرة عبيد زغار» و«أدهم بيك» و«العشق المجنون» و«جمهورية نون» و«مراهقون» وغيرها. ولكنها في مسلسل «ستليتو» حُفرت في ذاكرة الناس حتى أذهان زملائها.

هُم أيضاً ورفقاؤها صاروا ينادونها في هذا العمل بـ«جماعة ستليتو». فهذا المسلسل الذي حقق نجاحاً باهراً على الصعيد العربي كله، لفت الناس بحبكته وقصته وكذلك بأبطاله. من بينهم ريتا حرب، التي جسّدت فيه شخصية «جويل» المرأة خفيفة الظل التي تلعب دوراً بارزاً في حبكة العمل. ومنذ عرضه حتى اليوم لا تزال ريتا حرب تعيش نجاح هذا العمل الذي كما تقول لـ«الشرق الأوسط» إنه محطة لن تنساها في مشوارها المهني.

في (ستليتو) اكتشفنا بأن الناس باتت تبحث عن البنية الدرامية القوية (ريتا حرب)

هذه الذكرى الحلوة تختلط عندها بأخرى مُرّة، علّمت عندها وتركت أثرها النفسي والجسدي. فأثناء تصويرها «ستليتو» تعرضت حرب لحادث سير مروع، أسفر عن إصابات بالغة في وجهها وأنحاء جسدها. وكم مرة رددت: «شفت الموت بعيوني ولكني تمسكت بالحياة وعدت». فعام 2021، كان صعباً عليها من نواحٍ عدة، من بينها خسارتها والدتها وتعرضها لهذا الحادث.

اليوم تنتصب ريتا حرب من جديد مكملة طريقها بصلابة الشجعان. وقد انتهت أخيراً من تصوير مسلسل جديد معرّب أيضاً لعمل تركي بعنوان «الخائن». تُشارك فيه مع مجموعة ممثلين من سوريا ولبنان، من بينهم سلافة معمار ومرام علي وقيس الشيخ نجيب وغيرهم.

تقول أن الدراما المحلية يلزمها الدعم الرسمي (ريتا حرب)

وتخبر «الشرق الأوسط» عن طبيعة دورها فيه: «الدور كناية عن شخصية امرأة صاحبة نفوذ كبير ومتسلطة بفعل الثراء الذي تتمتع فيه. هي بمثابة دينامو العمل ومرجعية لحل مشكلات المحيطين بها، لكنه من ناحية ثانية يحمل كثيراً من مزايا الأم المنتبهة لأمور أولادها. كما أن الحفاظ على أفراد عائلتها وحمايتهم من كل سوء يشكل واحداً من اهتماماتها الرئيسية».

يختلف إذاً دورها في «الخائن» عن الذي سبق أن قدمته في «ستليتو»، الذي وضعها هناك في إطارٍ مغايرٍ تماماً، وعن الأثر الذي تركته عندها هاتان التجربتان المتشابهتان من حيث إنتاجهما ونصهما المعرب ومساحة دورها الكبيرة فيهما. تقول: «العملان أضافا إليّ تجربتين غنيتين جداً، من ناحية تعاملي مع نفس شركة الإنتاج (إم بي سي)، ومن ناحية كشفهما عن طاقات دفينة عندي في مجال التمثيل، ويمكنني وصفهما بالأجمل في مشواري، وأتمنى أن أعيد الكرة وأقوم بتجارب مشابهة مرة جديدة».

انتهت حرب من تصوير مسلسل {الخائن} (ريتا حرب)

لا شك أن مشوار ريتا حرب قبل «ستليتو» ليس كما بعده. فاسمها انتشر عربياً، فأظهرت حنكة تمثيل في دورها «جويل» ومن خلاله أثنى عليها الجميع. لكن على ماذا صارت تحرص اليوم أكثر من أي وقت مضى؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «اسمعي، دوري (جويل) أُغرمت به وتعلقت كثيراً بشخصيته، لكن في الوقت نفسه لم أتوقف عنده. لأن الحياة تكمل طريقها وصناعة المسلسلات أيضاً. (ستليتو) شكّل علامة فارقة في مشواري من دون شك، والنجاح الذي أحرزته معه كان مدوياً، والفرص يمكن أن تتوفر في أي وقت. لذلك أحرص اليوم على قراءة النصوص المعروضة عليّ بتأنٍ، وأتصور نفسي بالدور، وهل سيخدمني كممثلة وسيكون له مردوده الإيجابي على المشاهد، وبالمجمل أدرك أن مشواري وخياراتي أصبحا بمرحلة أصعب من قبل. فمسؤوليتي كبرت، ولا سيما أن هناك عامل شهرة واسعة لا يمكن الاستخفاف به. فصرت أبحث اليوم عن الدور الذي يستفزني».

في «ستليتو» كما في «الخائن» تشاركت ريتا حرب أدوار البطولة مع مجموعة ممثلين سوريين، كما كانت لها تجربة خليجية سابقة في «ضرب الرمل»، فوقفت إلى جانب نجوم خليجيين مع خالد عبد الرحمن وليلى السلمان. تقول: «هذه الأعمال الدرامية، في حال توظيف الممثلين بالمكان المناسب، حسب قصة محبوكة بما يتناغم مع تعدد الجنسيات العربية، تثري أعمال الدراما. كما أنها تولد بيننا الممثلين خلفية ثقافية حلوة، فنتعرف أكثر فأكثر على مجتمعاتنا العربية عن قرب. وعندما يتألف العمل من حلقات تصل إلى عدد 90 حلقة، يولد بين فريق العمل الواحد تناغم يتحول إلى أجواء عائلية».

في عملية اختيارها لأدوارها، تؤكد ريتا حرب أنها تركن إلى استشارة مقربين منها: «أُصغي وأستمع إلى الآراء وأُقيّم مدى تفاعلها مع هذا العرض أو ذاك. ومرات كثيرة كما (ستليتو) أحاول إلقاء نظرة سريعة على النسخة الأصلية للعمل. فأُكوّن فكرة أولية عن الشخصية التي ألعبها. وأُدرك بعدها كيف أتحكم بها على طريقتي، فلا أكون متجهة نحو المجهول. ومن بعدها يأتي قراري الذي آخذه عن تصميم واقتناع».

ردود الفعل حول مسلسل «ستليتو» اتخذت منحى إيجابياً بشكل لافت، حتى إن صناع العمل الأصليين اعترفوا بأنه تفوق بنسخته العربية على الأصلية منه: «نعم هذا صحيح، لقد كُتب كثير عن هذا الأمر. والأتراك أنفسهم تفاجأوا بأداء الممثلين واعترفوا علناً بذلك وأثنوا عليه. فهو في تركيا لم يحقق النجاح كما في نسخته المعرّبة التي عُرضت عبر منصة (شاهد) وتلفزيون (إم بي سي)».

وترى حرب أن هناك عناية إلهية كانت تبارك العمل كله، فعملية الكاستينغ لفريق الممثلين كانت مواتية جداً لقصة المسلسل: «كنا جميعنا نعمل يداً واحدة من أجل إنجاح العمل. فعندما لا يحضر التجانس بين الممثلين في عمل واحد لا بد أن يسقط. ومع كل العذاب الذي واجهته خلال تصوير القسم الأخير منه بسبب الحادث الذي تعرضت له نجحت. لكني كنت أتمتع بالصلابة والقوة وحب العمل حتى آخر لحظة».

أشتاق للعمل الإعلامي ولديّ فكرة برنامج أنفذها في الوقت المناسب

ومع أن المسلسل غلبت عليه وقائع ممزوجة بالخيال، تصلح فقط في الدراما، تقول حرب: «اكتشفنا من خلال (ستليتو) أن الناس باتت تبحث عن البنية الدرامية القوية التي تنقل الواقع، ولو تم تلوينه بالمبالغة. كما أنه تضمن أسماء تمثيلية كبيرة وعناصر فنية وبصرية أبهرت المشاهد، وجميعها أسهمت في نجاحه».

تجربة السفر التي عاشها فريق التمثيل بعيداً عن أوطانهم حفرت في أذهانهم: «لقد كانت جديدة لنا جميعاً لأنها استمرت أشهراً طويلة، ما عزز علاقتنا بعضنا ببعض، واستمرت حتى الساعة. وعندما نريد أن نستذكر محطة فيها نقول (أيام ستليتو)، وهي التسمية التي اتفقنا على إطلاقها على تلك الفترة».

«ستليتو» شكّل علامة فارقة في مشواري والنجاح الذي أحرزته معه كان مدوياً

اليوم، بعد كل هذه التجارب المُرّة والحلوة التي مرت بها ريتا منذ «ستليتو» ماذا تعلمت؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «أحاول دائماً أن أحيط نفسي بالإيجابية وأبتعد كل البعد عن عكسها. هناك من أدرك مشاعري هذه، وابتعد وحده. وهناك من بقي إلى جانبي لأني أشعر بالراحة معه. لقد عانيت لوقت طويل من الألم والعذابات والأوجاع الجسدية والنفسية، فلم أعد قادرة أن أضغط على نفسي وأساير من أجل إرضاء الغير. صحيح أني اجتزت المرحلة الأصعب في حياتي، لكني اتخذت قراري بعدها. وهو أن أرتاح من كل ما يمكن أن يزعجني أو يؤثر على مزاجي بشكل سيئ».

تشتاق ريتا إلى عملها كإعلامية خصوصاً أنها حققت نجاحات معروفة في هذا المجال: «كلٌ بوقته، إذ لا أحب أن أتقيد أو ألتزم بعمل معين كموظفة. ويمكن أن أسجل موسماً تلفزيونياً وأشارك في عمل درامي على السواء. فأخذ (بريك) من العمل الإعلامي أمر مُتبع عند كثيرين». وعما إذا كانت الدراما ولّدت عندها أفكار برامج تلفزيونية، ترد: «الأفكار يمكن أن تولد من حياتنا وإيقاعنا اليومي وليس من الدراما فقط. وفي الوقت الحالي، لدي فكرة برنامج أو بالأحرى خلطة منها في رأسي، ويمكن أن أنفذها في الوقت المناسب».

وتختم حرب متحدثة عن الدراما اللبنانية المحلية التي لا تزال تشدها للمتابعة حتى اليوم: «أنا ابنة هذه الدراما، ومنها انطلقت وأحبها كمشاهدة. لكن يلزمها التحسين مقارنة بالأعمال العربية، ويلزمها دعم الدولة لها. كما ألاحظ مواهب جديدة كثيرة تستحق الفرص. ومع الأسف هناك دائماً عامل المحسوبيات والشللية التي تؤثر عليها. فتصبح فرص إبرازها أقل مع أنها تتمتع بأداء جيد».


مقالات ذات صلة

عبد الله السدحان لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن الإنتاج لأنه أرهقني

يوميات الشرق السدحان يعرب عن سعادته الكبيرة بفيلم «ليل نهار» (إدارة مهرجان البحر الأحمر)

عبد الله السدحان لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن الإنتاج لأنه أرهقني

قال الفنان السعودي عبد الله السدحان إن مشاركته في السباق الدرامي الرمضاني لعام 2025 لم تحسم بعد لا سيما بعد ابتعاده عن الإنتاج وتركيزه على التمثيل فقط.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق مي عز الدين في لقطة من مسلسل «جزيرة غمام» (يوتيوب)

مي عز الدين تعود للظهور بمسلسل رمضاني

تعود الفنانة المصرية مي عز الدين للظهور والمنافسة بماراثون الدراما الرمضاني المقبل 2025 من خلال مسلسل «الحب كله».

داليا ماهر (القاهرة )
آسيا تشنغ هسين مي منتجة مسلسل «زيرو داي» تتحدث إلى مراسلي «رويترز» في تايبيه (رويترز)

مخاوف من مسلسل تايواني يحاكي الغزو الصيني للجزيرة

دراما تلفزيونية تايوانية جديدة تتصور وقوع غزو صيني للجزيرة تثير مخاوف من رد فعل بكين تجاه عرضها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
يوميات الشرق لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

تختتم «نتفليكس» عامها بمسلسل من الطراز الرفيع يليق باسم الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ورائعتِه «مائة عام من العزلة».

كريستين حبيب (بيروت)

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».