الذين عرفوا صبري الشريف (1922 - 1999) يؤكدون أن دوره كان محوريا، وفضله لا يمكن نكرانه على صعود نجم «الأخوين رحباني» ومجمل مسارهم الإبداعي. الرجل الذي أخرج غالبية أعمال «الأخوين رحباني»، وشريكهم في الإنتاج، وأدار لهم أعمالهم فنياً حتى عام 1973، بقي اسمه في الظل.
يؤكد منجد، نجل الراحل، أن والده «هو الذي رسم لفيروز شخصيتها على المسرح، أراد لها ألا تتحرك كثيراً، أن تبدو غير مألوفة، وهذا عن دراسة»، مضيفا: «جعلها تتحرك أكثر في مسرحية (ناطورة المفاتيح) لكن بشكل عام اختار لها هذا الحضور الخاص».
حملت فيروز في قلبها كل الامتنان للرجل الذي سخّر لها إمكانيات كبيرة، ولم يدّخر جهداً في إدارة أغنياتها الدينية المسيحية. يعترف منصور رحباني في مقابلة تلفزيونية «أن ما سخّر لفيروز من تدريبات وإمكانيات لم يوفر لأي مطربة في زمنها». لذلك طلبت من سعيد عقل أن يرد له الجميل، بأن يؤلّف قصيدة تغني ديانته. أجابها سعيد عقل، سأقول مباشرة: «غنيت مكة». وعقل لم يحب فلسطينياً كما صبري الشريف، يبدأ نهاره بزيارته عند التاسعة صباحاً ويجالسه حتى الظهر، فيما يشبه الدوام اليومي.
لكن صبري الشريف قرر بعد انتهاء عمله بمسرحية «ناطورة المفاتيح» عام 1973 أن ينفصل عن الأخوين رحباني، لكن علاقته بالرحابنة لم تنقطع بل بقي يكلفهم ببرامج للتلفزيون حيث يعمل.
وعن هذا الانفصال، يقول منجد إنه عندما سأل والده: «كيف لك أن تترك كل هذا التعب بهذه السهولة؟» أجاب «عندما أفاقت الأنا، ضعت أنا».