تقرير «سبلانك»: هل أصبح «الرّصد» مفتاح مستقبل المؤسسات في السعودية والمنطقة؟

بيانات موحّدة وقرارات أسرع ونماذج ذكاء اصطناعي أكثر موثوقية

يتحوّل الرصد من أداة تقنية إلى ركيزة استراتيجية تعزز الإنتاجية والإيرادات وتجربة العملاء داخل المؤسسات (شاترستوك)
يتحوّل الرصد من أداة تقنية إلى ركيزة استراتيجية تعزز الإنتاجية والإيرادات وتجربة العملاء داخل المؤسسات (شاترستوك)
TT

تقرير «سبلانك»: هل أصبح «الرّصد» مفتاح مستقبل المؤسسات في السعودية والمنطقة؟

يتحوّل الرصد من أداة تقنية إلى ركيزة استراتيجية تعزز الإنتاجية والإيرادات وتجربة العملاء داخل المؤسسات (شاترستوك)
يتحوّل الرصد من أداة تقنية إلى ركيزة استراتيجية تعزز الإنتاجية والإيرادات وتجربة العملاء داخل المؤسسات (شاترستوك)

تجعل وتيرة التحوّل العالمي المتزايدة نحو العمليات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي القدرة على «الرصد» (Observability) أكثر من مجرد ممارسة هندسية، بل تحولها إلى ركيزة استراتيجية تؤثر في الإنتاجية والإيرادات وتجربة العملاء وموثوقية الخدمات. «الرصد» ببساطة هو قدرة المؤسسة على فهم ما يجري داخل أنظمتها الرقمية بشكل كامل ودقيق حتى عندما تكون هذه الأنظمة معقدة وموزعة أو مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ويقدّم تقرير «حالة القدرة على الرصد 2025» من شركة «سبلانك» (Splunk) صورة معمّقة لهذا التحوّل، مستنداً إلى آراء 1,855 متخصصاً في عمليات تقنية المعلومات والهندسة عبر عدد من القطاعات حول العالم.

وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، حيث تتسارع مشاريع التحول الرقمي بوتيرة غير مسبوقة، فإن نتائج التقرير تكشف عن فرص كبيرة، لكنها تضع أمام المؤسسات أيضاً تحديات متنامية في إدارة البنى الرقمية الحديثة، خصوصاً مع انتشار الذكاء الاصطناعي وتوسع البيئات متعددة السحابات.

تجاوزت القدرة على «الرصد» دورها التقليدي كأداة لحل المشكلات، لتصبح عنصراً مؤثراً في اتخاذ القرار داخل المؤسسات. ويكشف تقرير «سبلانك» أن 74 في المائة من المؤسسات ترى أن القدرة على الرصد تعزز إنتاجية الموظفين، بينما يؤكد 65 في المائة أنها تسهم مباشرة في زيادة الإيرادات. كما أصبحت تلعب دوراً في رسم خارطة الطريق للمنتجات، حيث قال 64 في المائة من المشاركين إن رؤى الرصد تساعد في تحديد أولويات التطوير واتجاهات الابتكار.

ممدوح علام نائب الرئيس الإقليمي في شركة «سبلانك» لدول السعودية والبحرين والكويت (سبلانك)

وفي أسواق مثل السعودية والإمارات، حيث تشهد الخدمات الحكومية الرقمية والتجارة الإلكترونية ومنصات التنقل والمدفوعات المتقدمة نمواً سريعاً، أصبحت القدرة على الرصد وسيلة أساسية لفهم أداء الخدمات، وتوقع سلوك المستخدمين، وبناء تجارب عالية الجودة. وحسب التقرير، تعتمد 74 في المائة من المؤسسات على الرصد لمتابعة العمليات الحيوية، بينما ترى 65 في المائة أنه ضروري لتحليل رحلة المستخدم بشكل دقيق.

وفي حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» يشرح ممدوح علّام نائب الرئيس الإقليمي في شركة «سبلانك» لدول السعودية والبحرين والكويت على مستوى النضج الرقمي في المملكة قائلاً: «أشعر بأن المؤسسات السعودية حققت تقدماً مثيراً للإعجاب خلال فترة قصيرة. وبفضل (رؤية 2030) والدفع نحو اعتماد السحابة، أصبحت قطاعات مثل المالية والطاقة والحكومة تعمل بقدرات رصد تضاهي بعضاً من أكثر المؤسسات العالمية تقدماً».

يشير ذلك إلى أن «الرصد» لم يعد مجرد ممارسة تقنية، بل جزء أساسي من البنية المؤسسية التي تربط بين فرق الأعمال والهندسة والعمليات. ويؤكد باتريك لين، نائب الرئيس والمدير العام لحلول الرصد في «سبلانك»، هذه الفكرة بقوله إن «دورة الحياة الكاملة للرصد من جمع البيانات وحتى تحويلها إلى رؤى قابلة للتنفيذ أصبحت عنصراً أساسياً في تعزيز رضا العملاء، ودعم الابتكار، وحماية أنظمة الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع».

تسريع للعمليات... وتحديات جديدة

بات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من أنظمة الرصد الحديثة. ويُظهر التقرير أن 76 في المائة من المؤسسات تستخدم أدوات رصد مدعومة بالذكاء الاصطناعي في أعمالها اليومية، وترى 78 في المائة منها أن هذه الأدوات تقلل الوقت المُهدر على المهام اليدوية، مما يسمح بتوجيه الجهد نحو الابتكار. كما تتوقع 60 في المائة من المؤسسات أن يعزز الذكاء الاصطناعي عمليات حل المشكلات وتقصير زمن الوصول إلى السبب الجذري، فيما تقول 58 في المائة إنه سيحسّن قدرات اكتشاف الثغرات الأمنية. لكن هذا التقدم التقني يأتي مع تحديات واضحة. فقد قال 47 في المائة من المشاركين إن تتبّع أحمال عمل الذكاء الاصطناعي جعل وظائفهم أكثر تعقيداً، فيما ذكر 40 في المائة أن نقص الخبرة المتخصصة يشكّل عقبة أمام الجاهزية الكاملة لعصر الذكاء الاصطناعي.

وفي السياق السعودي، يؤكد علّام أن هذه التحديات باتت واقعاً ملموساً ويذكر أن «الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانات هائلة، لكنه يخلق أيضاً تحديات جديدة. تحتاج المؤسسات لمتابعة دقة النماذج، وضمان عدم إهدار الموارد الحاسوبية، وإدارة بيانات غالباً ما تكون موزعة عبر أنظمة مختلفة».

ويضيف أن أدوات الرصد المتقدمة تستطيع مواجهة هذه المعضلات عبر «توفير رؤى لحظية حول سلوك النماذج، والمساعدة في التحكم في التكاليف، وجمع البيانات في منصة واحدة، مما يجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر موثوقية وكفاءة وخاضعة للحكم». وتزداد أهمية هذه القدرات في الشرق الأوسط، حيث تتبنى الجهات الحكومية والمالية وشركات الطاقة نماذج ذكاء اصطناعي واسعة النطاق تتطلب مراقبة متقدمة لضمان الأداء والامتثال والموثوقية.

الذكاء الاصطناعي يسرّع عمليات الرصد لكنه يولد تحديات جديدة تشمل تعقيد تتبّع النماذج وتشتت البيانات (أدوبي)

التشتت التشغيلي بوصفه عقبة

على الرغم من نمو النضج الرقمي، لا تزال المؤسسات حول العالم تواجه عبئاً ناجماً عن تشتت أدوات «الرصد». ويشير التقرير إلى أن 59 في المائة من المؤسسات تعاني من وجود عدد كبير جداً من الأدوات التي تعمل بمعزل عن بعضها، بينما تقول 52 في المائة إن كثرة التنبيهات الخاطئة تُثقل كاهل فرق العمليات. هذا التحدي حاضر بقوة في الشرق الأوسط أيضاً، حيث تعتمد المؤسسات غالباً على بيئات متعددة السحابات وأدوات متنوعة.

ويوضح علّام تأثير هذا التشتت بقوله: «تواجه المؤسسات تحديات كبيرة في الرؤية الشاملة لأن الفرق تعتمد على أدوات مراقبة وأمن منفصلة لا تتكامل بشكل طبيعي، حتى عندما تعمل ضمن سحابة واحدة».

ويزيد: «هذا التشتت يخلق نقاطاً عمياء ويبطئ التحقيقات، بينما يساعد (سبلانك) في جمع كل هذه البيانات في لوحة واحدة متكاملة تعزز الثقة وسرعة إدارة الحوادث».

معيار تقني أم ميزة تجارية؟

يُعد «إطار الرصد المفتوح» (OpenTelemetry) من أبرز الاتجاهات التي يرصدها تقرير 2025، حيث يشير إلى أن 72 في المائة من المؤسسات التي تعتمد هذا الإطار ترى تأثيراً إيجابياً على نمو الإيرادات، بينما ذكر 71 في المائة أنه ساعد في تحسين الهوامش التشغيلية وصورة العلامة التجارية. أما المؤسسات التي تُصنف كمستخدمين «مُكثّفين» لهذا الإطار، فهي تتفوّق بشكل واضح على غيرها؛ إذ تحقق تحسناً بثلاثة أضعاف في إنتاجية الموظفين، وتُظهر مستويات أعلى من الثقة أثناء الحوادث بفضل البيانات الموحدة. كما أن 57 في المائة من هذه المؤسسات تعتمد مبدأ «الرصد ككود»، مقارنة بـ10 في المائة فقط لدى المؤسسات التقليدية.

وينعكس هذا الاتجاه في السعودية أيضاً، حسب علام قائلاً: «أرى أن (إطار الرصد المفتوح) يكتسب زخماً قوياً في المملكة، خصوصاً بين المؤسسات المتجهة نحو بيئات سحابية أصلية. المؤسسات المالية والحكومية والطاقة بدأت بالفعل جني فوائد مثل تحسين التتبع الشامل ورفع موثوقية الأنظمة». ويشير إلى أن طبيعة الإطار المفتوحة تمنح المؤسسات مرونة أكبر حيث إن «(إطار الرصد المفتوح) يساعد الشركات على أن تكون أكثر رشاقة، وتطوير حلول الرصد بطريقة غير مرتبطة بمزوّد واحد. ومع دعم (سبلانك) الكامل له، يمكن اعتماده بسلاسة دون الحاجة لتغيير الأنظمة القائمة».

فجوة واضحة بين الشركات

يرسم التقرير فجوة متزايدة بين المؤسسات الرائدة والمتأخرة في تبنّي الرصد. فالمؤسسات المتقدمة تحقق عائداً على الاستثمار يبلغ 125 في المائة سنوياً وهو أعلى بنسبة 53 في المائة من المؤسسات الأخرى. كما أنها تُسرّع تحليل الأسباب الجذرية للمشكلات وتُظهر مستويات أعلى من التعاون بين فرق الهندسة والعمليات والأمن. ويؤكد علّام أن المؤسسات السعودية تتحرك نحو هذا الاتجاه ويرى أن «هناك بالفعل انخفاضاً في وقت التوقف وتحسناً في سرعة المعاملات البنكية وموثوقية الخدمات الحكومية، وهو ما ينعكس مباشرة على الإنتاجية والإيرادات. كما تلعب الموثوقية دوراً مهماً في الحفاظ على قيمة العلامة التجارية وتقليل فقد العملاء».

يسبب تشتت أدوات الرصد في البيئات متعددة السحابات نقاطاً عمياء ويبطئ التحقيق في الحوادث (شاترستوك)

الرصد بوصفه أداة للثقة والحوكمة الرقمية

مع توسع السُّحب الوطنية وتكامل أنظمة الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، تبرز الحاجة إلى أدوات رصد قادرة على تعزيز الثقة الرقمية.

ويصرح علّام في هذا السياق بأن «الرصد يلعب دوراً رئيسياً في بناء الثقة الرقمية. يمكن للجهات اكتشاف الأنشطة غير المعتادة مبكراً، والالتزام بالأنظمة المحلية، وضمان استمرارية الخدمات. وهذا ضروري لقطاعات مثل الطاقة والمال والحكومة». وتتوافق هذه الرؤية مع مسار التحول الرقمي في المملكة، حيث تشكل الموثوقية والاستجابة السريعة أساساً لنمو الخدمات الرقمية على نطاق واسع.

نحو مراقبة تنبؤية

بينما يركّز العديد من المؤسسات عالمياً على اكتشاف المشكلات بعد وقوعها، تتجه أكثر المؤسسات تقدماً نحو الرصد التنبؤي الذي يساهم في منع الأعطال قبل حدوثها. ويكشف علّام أن هذا التحوّل بدأ بالفعل في المملكة قائلاً: «أعتقد أن بعض الأهداف التي تضعها المؤسسات في السعودية لا يمكن تحقيقها دون الانتقال من الرصد التفاعلي إلى الرصد التنبؤي. وهذا التحول بدأ بالفعل».

وينوّه بوجود «مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي والتحليلات لتوقع المشكلات قبل أن يصل تأثيرها إلى المستخدمين. ورغم اختلاف مستويات الجاهزية، فإن العديد من القطاعات الحيوية بدأت بالفعل وضع الأسس لهذا التحول».

ومع ازدياد الاعتماد على المنصات الوطنية والسُّحُب المحلية والخدمات الرقمية الحيوية، تصبح القدرة على الرصد منصةً لتأسيس الثقة والشفافية داخل المؤسسات، وحماية عملياتها من التعقيد التقني المتزايد.

يُظهر تقرير «سبلانك 2025» أن القدرة على الرصد لم تعد ترفاً تقنياً، بل أداة استراتيجية تمكّن المؤسسات من النمو بثقة في عالم تتضاعف فيه المخاطر وتزداد فيه التوقعات. وفي منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً السعودية التي تُعد من أسرع الاقتصادات الرقمية نمواً عالمياً، ستحدد منظومات «الرصد» القوية أيّ المؤسسات ستستفيد من الثورة الرقمية، وأيّها سيتعثّر تحت ضغط التعقيد التشغيلي.


مقالات ذات صلة

تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في الإصابة بحالات الذهان

علوم مريضٌ أمام معالجٍ رقمي

تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في الإصابة بحالات الذهان

«تعزيز الأوهام» مفهوم علمي ينطبق على أشخاص يملكون استعداداً نفسياً مسبقاً

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)
الاقتصاد شعار «ميتا» (رويترز)

«ميتا» تستحوذ على «مانوس» الصينية لتعزيز الذكاء الاصطناعي المتقدم

أعلنت ميتا، يوم الاثنين، أنها ستستحوذ على شركة مانوس الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

«الشرق الأوسط» (نيويورك - بكين)
تكنولوجيا مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

يوفر مزايا كبيرة عند السفر إلى الخارج

الاقتصاد تُظهر شاشة مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون الكوري في قاعة تداول بنك هانا في سيول (أ.ب)

الأسهم الآسيوية تنخفض متأثرة بتراجع «وول ستريت» قبيل نهاية العام

تراجعت غالبية الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرةً بانخفاض الأسواق الأميركية في جلسة هادئة في «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
تكنولوجيا ريادة تقنية سعودية وعربية في العام 2025

أبرز المنجزات التقنية في عام 2025

تسارع سباق شبكات الجيل السادس وريادة تقنية عربية

خلدون غسان سعيد

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
TT

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

مسجل صوت... بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

يأتي مسجل الصوت «تيك نوت» TicNote AI من شركة «موبفوي» Mobvoi، في حجم الجيب، ويعمل بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهو جهاز مذهل. ما من شك في أن جهازاً مثل هذا سيعزز الإنتاجية، ويشكل ميزة كبيرة عند السفر إلى الخارج.

الأول من نوعه

ويروج الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة المنتجة لهذا الجهاز بعدّه أول جهاز تسجيل صوت يعمل بنظام ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية من التقليدي على مستوى العالم، ومصمماً لمساعدة أي شخص في زيادة إنتاجيته مع تعدد استخداماته وأغراضه.

* تسجيل الأحاديث وعرض النصوص. يستطيع الجهاز متعدد الاستخدامات، وضع خريطة ذهنية للاجتماعات، والمكالمات الهاتفية، والمحاضرات، وتسجيلها وتحويلها إلى نص مكتوب في الوقت الفعلي وترجمتها وتلخيصها.

* ذكاء اصطناعي. عندما طُلب مني للمرة الأولى إلقاء نظرة على «تيك نوت»، لفتت انتباهي ملحوظة في رسالة بالبريد الإلكتروني. ذكرت الملحوظة أنه مزود بتكنولوجيا تتيح ربطه بهاتفك، أو استخدامه بشكل منفرد لرصد أفكار لم تدرك حتى أنها موجودة داخل مكالمة هاتفية أو وردت في اجتماع ما، بفضل «شادو» Shadow، وكيل ذكاء اصطناعي مدمج، وهذا ينتقل بالأمور إلى مستوى آخر.

جهاز «لغوي»

* التعامل مع 100 لغة. وتشكل الـ«شادو» أداة تنظيم بمقدورها اختصار فعاليات اجتماع ما، بل وحتى تحويله أو تحويل أي تسجيل آخر إلى «بودكاست». في الواقع، إنها تنتقل بالإنتاجية إلى مستوى آخر من خلال تنظيم المقاطع، التي يجري تسجيلها على امتداد فترة زمنية، والربط بينها. وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، يحول المساعد «شادو» المدمج أي مقطع صوتي إلى نص مكتوب بمائة لغة في الوقت الفعلي.

* ميزات التصميم. أضف إلى ذلك، أنه مزود بميكروفونات تتميز بخاصية إلغاء الضوضاء، تجعل التسجيلات واضحة وخالية من أي ضوضاء توجد في الخلفية، حتى ولو على بعد بضعة أقدام فقط. يمكنك حمل «تيك نوت»، الذي يبلغ حجمه حجم 3 أو 4 بطاقات ائتمانية موضوعة إلى جانب بعضها، وحده، أو استخدام الصندوق المرفق الخاص بنظام «ماغ سيف» اللاسلكي لربطه بهاتف ذكي متوافق مع نظام «ماغ سيف»، وهو مثالي للتسجيل باستخدام الجوالات. كذلك تسجل وحدة استشعار اهتزازات طرفي المكالمات الهاتفية بوضوح وبشكل مباشر من جهازك.

هناك زر تشغيل يدير الجهاز ويغلقه، وشاشة تعرض عدداً من الخصائص. ويستخدم زر تبديل صغيراً موجوداً على الجهة الأمامية للاختيار بين تسجيل المكالمات الهاتفية والتسجيلات الصوتية الشخصية. وتعمل البطارية الداخلية طوال 22 ساعة، قبل الحاجة إلى شحنها باستخدام شاحن مزود ببوصلة الـ«يو إس بي» الخاصة به. ويمكن نقل الملفات بشكل لاسلكي من الـ«تيك نوت» للعمل باستخدام التطبيق المصاحب للجهاز.

ويخزن الجهاز ما يصل إلى 25 ساعة من التسجيلات داخل وحدة تخزين مدمجة سعتها 64 غيغا بايت.

حزمات اشتراك

هناك ثلاث حزمات شهرية متوفرة لزيادة سعة التخزين، وإضافة المزيد من الخصائص موضحة في مخطط بياني موجود على الموقع الإلكتروني لـ«تيك نوت».

من بين تلك الخطط، خطة «بلس» المجانية، التي تقدم 600 دقيقة شهرية لخاصية التحويل إلى نص مكتوب، وما يصل إلى عشر محادثات يومياً. أما خطة «برو» (12.99 دولار شهرياً/ 79 دولاراً سنوياً)، فتمنح 2100 دقيقة شهرياً لخاصية التحويل إلى نص مكتوب، ومحادثات يومية غير محدودة. وتشمل خطة الأعمال (29.99 دولار شهرياً/ 239 دولاراً سنوياً) 6.600 دقيقة شهرياً لخاصية التحويل إلى نص مكتوب، ومحادثات يومية غير محدودة.

ويبلغ سعر مسجل الصوت 159.99 دولار.

الموقع الإلكتروني:

https://ticnote.ai/products/ai-voice-recorder-us

* خدمات «تريبيون ميديا».


براتب 555 ألف دولار... أصعب وظيفة مطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

براتب 555 ألف دولار... أصعب وظيفة مطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» في مؤتمر سابق بالعاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت الشركة المطورة لبرنامج «تشات جي بي تي» عن وظيفة شاغرة براتب 555 ألف دولار سنوياً، مع وصف وظيفي بالغ الصعوبة لدرجة قد تُثير دهشة أي شخص.

في وظيفة قد تبدو شبه مستحيلة، سيكون «رئيس قسم التأهب» في «OpenAI» مسؤولاً بشكل مباشر عن الدفاع ضد مخاطر الذكاء الاصطناعي متزايدة القوة، والتي تُهدد الصحة النفسية البشرية، والأمن السيبراني، والأسلحة البيولوجية. وهذا قبل أن يبدأ المرشح الناجح بالقلق بشأن احتمال أن يبدأ الذكاء الاصطناعي قريباً بتدريب نفسه ذاتياً، وسط مخاوف بعض الخبراء من أنه قد «ينقلب ضدنا».

وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة التي تتخذ من سان فرنسيسكو مقراً لها، عند إطلاقه عملية البحث عن مرشح لشغل «دور حيوي» من أجل «مساعدة العالم»: «ستكون هذه وظيفة مرهقة، وستجد نفسك في قلب الحدث فوراً».

وسيتولى المرشح الناجح مسؤولية تقييم التهديدات الناشئة، والتخفيف من آثارها، و«تتبع القدرات المتطورة التي تُشكّل مخاطر جديدة ذات أضرار جسيمة، والاستعداد لها». وقد شغل بعض المديرين التنفيذيين السابقين هذا المنصب لفترات قصيرة فقط.

يأتي هذا الإعلان في ظلّ تحذيرات متواصلة من داخل قطاع الذكاء الاصطناعي بشأن مخاطر هذه التقنية المتطورة باستمرار. فقد صرّح مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في «مايكروسوفت» لبرنامج «توداي» على إذاعة «بي بي سي 4» أمس (الاثنين): «أعتقد بصراحة أن من لا يشعر ببعض الخوف في هذه اللحظة، فهو غافل عما يحدث».

كما حذّر ديميس هاسابيس، الحائز على جائزة نوبل والمؤسس المشارك لشركة «غوغل ديب مايند»، هذا الشهر من مخاطر تشمل خروج الذكاء الاصطناعي عن مساره بطريقة تُلحق الضرر بالبشرية.

وفي ظلّ معارضة البيت الأبيض في عهد دونالد ترمب، لا يوجد سوى القليل من التنظيم للذكاء الاصطناعي على المستويين الوطني والدولي. وقد صرّح يوشوا بنجيو، عالم الحاسوب المعروف بأحد «آباء الذكاء الاصطناعي»، مؤخراً: «حتى الشطيرة تخضع لتنظيم أكثر من الذكاء الاصطناعي». والنتيجة هي أن شركات الذكاء الاصطناعي تنظم نفسها إلى حد كبير.

وقال ألتمان على منصة «إكس» عند إطلاقه عملية البحث عن وظيفة: «لدينا أساس متين لقياس القدرات المتنامية، لكننا ندخل عالماً نحتاج فيه إلى فهم وقياس أكثر دقة لكيفية إساءة استخدام هذه القدرات، وكيف يمكننا الحد من هذه السلبيات في منتجاتنا، وفي العالم أجمع، بطريقة تُمكّننا جميعاً من التمتع بالفوائد الهائلة. هذه أسئلة صعبة، ولا توجد سوابق تُذكر لها»، وردّ أحد المستخدمين ساخراً: «يبدو الأمر مريحاً للغاية، هل يشمل إجازة؟».

وحسب ما أفادت صحيفة «الغارديان»، فإن الوظيفة تشمل حصة غير محددة من أسهم شركة «OpenAI» التي تُقدّر قيمتها بـ 500 مليار دولار.

في الشهر الماضي، أعلنت شركة «أنثروبيك» المنافسة عن أولى الهجمات الإلكترونية التي نفذها الذكاء الاصطناعي، حيث عمل الذكاء الاصطناعي بشكل شبه مستقل تحت إشراف جهات يُشتبه في كونها تابعة للدولة الصينية، ونجح في اختراق البيانات الداخلية للأهداف، والوصول إليها. وفي هذا الشهر صرّحت شركة «أوبن إيه آي» بأن أحدث نماذجها كان أكثر كفاءة في الاختراق بثلاثة أضعاف تقريباً مقارنةً بما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، وقالت: «نتوقع أن تستمر نماذج الذكاء الاصطناعي القادمة على هذا المنوال».

وتدافع«أوبن إيه آي» أيضاً عن نفسها في دعوى قضائية رفعتها عائلة آدم راين، الشاب البالغ من العمر 16 عاماً من كاليفورنيا، والذي انتحر بعد أن زُعم أنه تلقى تشجيعاً من برنامج «تشات جي بي تي». وتزعم الشركة أن راين أساء استخدام هذه التقنية. وفي قضية أخرى رُفعت هذا الشهر، يُزعم أن برنامج «تشات جي بي تي» شجع أوهاماً مرضية لدى شتاين-إريك سولبيرغ، البالغ من العمر 56 عاماً من ولاية كونيتيكت، والذي قتل والدته البالغة من العمر 83 عاماً ثم انتحر.

وقال متحدث باسم «OpenAI» إنها تراجع الملفات المقدمة في قضية سولبيرغ، والتي وصفتها بأنها «مفجعة بشكل لا يصدق»، وأنها تعمل على تحسين تدريب «تشات جي بي تي» «للتعرف على علامات الضيق العقلي أو العاطفي والاستجابة لها، وتهدئة المحادثات، وتوجيه الناس نحو الدعم الواقعي».


أبرز المنجزات التقنية في عام 2025

ريادة تقنية سعودية وعربية في العام 2025
ريادة تقنية سعودية وعربية في العام 2025
TT

أبرز المنجزات التقنية في عام 2025

ريادة تقنية سعودية وعربية في العام 2025
ريادة تقنية سعودية وعربية في العام 2025

لم يكن عام 2025 مجرد عام لتحديث الأجهزة والبرمجيات، بل كان نقطة تحول نوعية في المشهد التقني العالمي؛ فقد انتقل الذكاء الاصطناعي من مرحلة المساعد الذي يُجيب عن الأسئلة إلى مرحلة «الوكيل المستقل» القادر على التنسيق والتخطيط وتنفيذ مهام معقدة متعددة الخطوات بشكل ذاتي.

وقد فرض هذا التحول الوكيلي تغييرات جذرية، بدءاً من تطوير نماذج اللغة الصغيرة للتشغيل محلياً على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وصولاً إلى الحاجة الملحة لشبكات الجيل الخامس المعزز وشبكات الجيل السادس لضمان اتصال فائق السرعة.

ونستعرض في هذا الموضوع أهم الابتكارات التي هيمنت على العام، بما في ذلك التحديات الاقتصادية لأسعار ذاكرة الوصول العشوائي للكمبيوترات نتيجة تحول المصانع نحو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، والتطورات المذهلة في قطاع الألعاب الإلكترونية، ودور المملكة العربية السعودية الرائد في تسخير الذكاء الاصطناعي لبناء مدن المستقبل.

العام 2025 شهد قفزات متسارعة للذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية: عصر الوكلاء الأذكياء

شهد عام 2025 تحولاً نوعياً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد التركيز مقتصراً على نماذج اللغة الكبيرة فحسب، بل اتجه نحو بناء الأنظمة الذكية المستقلة التي تعمل كوُكلاء رقميين. وانتقل الذكاء الاصطناعي من مرحلة المساعد الذي يُجيب على الأسئلة إلى مرحلة الوكيل القادر على التنسيق والتخطيط وتنفيذ مهام معقدة متعددة الخطوات بشكل ذاتي وتقديم توصيات تنفيذية دون تدخل بشري مستمر.

وتصدرت شركات مثل «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك» و«غوغل» و«مايكروسوفت» سباق تطوير هذه القدرات الوكيلية، حيث أتاحت منصاتها للمطورين إنشاء «وكلاء أعمال» مخصصين يتكاملون مع أنظمة المؤسسات لأتمتة العمليات الروبوتية وحل المشكلات المعقدة في مجالات مثل خدمة العملاء وإدارة المخاطر.

وتشمل أهم التطورات والخدمات المبتكرة في الذكاء الاصطناعي:

* الذكاء الاصطناعي الوكيلي. أنظمة ذكاء اصطناعي ذاتية التوجيه يمكنها التخطيط وتنفيذ سلاسل من الإجراءات لتحقيق هدف محدد، غالباً ما يتطلب التفاعل مع أدوات وبيئات خارجية متعددة.

ومثال ذلك: قدمت مايكروسوفت تحديثات قوية لأداتها «كوبايلوت» ليعمل كوكيل مكتمل في بيئات «مايكروسوفت 365»، حيث يمكنها التخطيط لاجتماع وتحليل وثائق سابقة وصياغة جداول الأعمال وإرسال الدعوات بشكل مستقل. كما ركزت شركات ناشئة متخصصة على توفير أطر عمل للوكلاء لمساعدة الشركات الكبرى في أتمتة مهام تقنية المعلومات المعقدة وإدارة الأمن السيبراني.

 

* الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الصغيرة. تزايدت دقة وقوة النماذج التوليدية متعددة الوسائط التي تعالج النصوص والصور والفيديو، بالإضافة إلى ظهور وانتشار نماذج اللغة الصغيرة. وتتميز هذه النماذج بكونها أصغر حجماً وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، ما يجعلها مثالية للتشغيل مباشرة على الهواتف الذكية والأجهزة الصغيرة، ما يضمن خصوصية أفضل واستجابة أسرع.

ومثال ذلك: أطلقت «غوغل» سلسلة جديدة من نماذج «جيما 2» Gemma 2 الأصغر حجماً والمحسنة للعمل على أجهزة المستخدمين، بينما استمرت «ميتا» بنموذجها «لاما 3.1 8 بي» Llama 3.1 8B في توفير خيار قوي ومفتوح المصدر للشركات التي تسعى للتطبيقات الطرفية (على جهاز المستخدم) Edge Applications.

الاتصال والتفاعل: شبكات الجيل الجديد والدمج الذكي

وكان محور التطور في هذا المجال هو تحقيق اتصال فائق السرعة وزمن استجابة يقترب من الصفر، وهو شرط أساسي لنجاح تطبيقات الذكاء الاصطناعي الوكيلي والحوسبة المكانية. وشهد هذا القطاع دمج الذكاء الاصطناعي بعمق داخل شبكات وأجهزة الاتصال نفسها، ما جعل الأجهزة أكثر استقلالية وقدرة على فهم سياق المستخدم والبيئة المحيطة.

بدء العمل على إطلاق شبكات "6 جي" فائقة السرعة بدعم للذكاء الاصطناعي

ومن أهم التطورات والخدمات المبتكرة في الاتصال والتفاعل:

* شبكات الجيل التالي والاتصال المعزز. تركزت الجهود على التوسع المستمر في نشر شبكات الجيل الخامس المعزز 5G Advanced الذي يوفر سرعات أعلى وموثوقية فائقة لدعم تطبيقات الواقع الممتد والسيارات الذاتية القيادة. وبالتوازي مع ذلك، بدأ العمل على وضع الأسس التقنية لشبكات الجيل السادس 6G مع التركيز على دمج أجهزة الاستشعار وقدرات تحديد المواقع الدقيقة مباشرة في تصميم الشبكة.

ومن الأمثلة: استثمرت شركات الاتصالات الكبرى بشكل كبير في تقنية «تقسيم الشبكة» Network Slicing لتقديم خدمات مخصصة للشركات، بهدف ضمان مستويات جودة خدمة محددة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الحرجة، بينما قادت شركات تصنيع المعدات مثل «إريكسون» و«هواوي» الأبحاث في دمج قدرات الاستشعار في شبكات الجيل التالي.

تكامل الذكاء الاصطناعي المحلي في تقنية إنترنت الأشياء

* إنترنت الأشياء الذكي. لم تعد أجهزة إنترنت الأشياء مجرد أجهزة استشعار بسيطة، بل أصبحت مزودة بنماذج ذكاء اصطناعي خفيفة تمكنها من معالجة البيانات واتخاذ القرارات محلياً دون الحاجة للرجوع المستمر إلى السحابة. وأدى هذا التطور إلى ظهور أنظمة مدن ذكية أكثر كفاءة، وأنظمة تصنيع مستقلة بالكامل.

ومن الأمثلة: أطلقت «سيمنز» و«جنرال إلكتريك» منصات إنترنت الأشياء مدعومة بالذكاء الاصطناعي تستهدف القطاع الصناعي، تجمع بين أجهزة الاستشعار والحوسبة الطرفية ونماذج تعلم الآلة للتنبؤ بأعطال المعدات في المصانع قبل حدوثها.

أجهزة المستخدمين: الذكاء الاصطناعي بين يديك

وخلال العام الحالي، لم تعد الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مجرد وسائط، بل تحولت إلى منصات ذكاء اصطناعي شخصية ومتكاملة. وتميزت الأجهزة الرائدة بالتركيز على ثلاثة محاور رئيسية: قوة معالجة الذكاء الاصطناعي المحلي والتصاميم الجديدة التي تدعم تجارب الحوسبة المكانية وكفاءة الطاقة القصوى.

* الهواتف الذكية: عصر الهاتف الوكيل. شهدت الهواتف الذكية تحولاً من مجرد مساعد شخصي إلى «هاتف وكيل» يستطيع التخطيط وتنفيذ المهام المعقدة بشكل استباقي، مستفيداً من قوة المعالجات العصبية لتشغيل نماذج اللغة الصغيرة محلياً.

ومن الأمثلة للأجهزة والابتكارات:

- هاتف «آيفون 17 برو» اذ تعزز تكامل الذكاء الاصطناعي التوليدي في نظام التشغيل «آي أو إس 19»، مع إطلاق شريحة جديدة ذات كفاءة عالية في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ«آبل» محلياً، مما عزز أكثر من خصوصية المستخدم.

 

- هواتف «أونر»: استمرت شركة «أونر» في تحدي الشركات الكبرى، مع إطلاق هاتف «ماجيك 7 برو» الذي ركز على دمج الذكاء الاصطناعي في وظائف الكاميرا والتصوير الحسابي المتقدم، وتحقيق أفضل عمر للبطارية ضمن فئة الهواتف الرائدة. والأهم من ذلك، كان إطلاق هاتفها القابل للطي «ماجيك في 5» الذي تميز بتصميم أنحف وأخف وزناً من الأجيال السابقة، وبقوة معالجة محسّنة تدعم تشغيل تطبيقات الحوسبة المكانية والمهام المتعددة عبر الشاشتين بكفاءة فائقة.

 

- «غالاكسي إس 25 ألترا»: تميز بأداء متقدم لوحدة المعالجة العصبية بهدف دعم التصوير المتقدم وبوظائف جديدة قادرة على إدارة المواعيد والسفر والتسوق بشكل مستقل بالكامل.

 

الكمبيوترات المحمولة: محطات عمل للذكاء الاصطناعي

تحولت الكمبيوترات المحمولة إلى ما يسمى «كمبيوترات الذكاء الاصطناعي»، حيث أصبحت وحدة المعالجة المركزية ومعالج الرسومات ووحدة المعالجة العصبية تعمل كمنظومة متكاملة لتقديم تطبيقات ذكاء اصطناعي محلية ومستمرة.

وتشمل أمثلة الأجهزة والابتكارات:

- «ماكبوك برو» (إصدار «إم5»): واصلت «آبل» ريادتها في كفاءة الطاقة، حيث قدمت شريحة «إم5» التي حسنت من قدرات محركها العصبي لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الاحترافية، مثل تحرير الفيديو والتصميم ثلاثي الأبعاد بشكل أسرع.

- «إتش بي إيليلت بوك» (إصدار «سنابدراغون إكس إيليت): تميز بعمر بطارية فائق وإمكانية تشغيل نماذج لغوية كبيرة نسبياً بشكل محلي، ما يجعلها مثالية للمطورين الذين يعملون على أتمتة كتابة النصوص البرمجية دون الاعتماد على السحابة.

- سلسلة «لينوفو ثينكباد زيد»: ركزت على الأمن باستخدام وحدات معالجة عصبية لإجراء مراقبة مستمرة للعمليات للكشف عن التهديدات الأمنية وبرامج الفدية في الخلفية بكفاءة طاقة منخفضة.

- «أسوس زينبوك إيه آي»: كمبيوترات محمولة مزودة بشاشات متطورة وخدمات ذكاء اصطناعي موجهة للمبدعين تساعد في توليد الرسومات وتحويل المخططات اليدوية إلى تصميمات رقمية كاملة فورياً.

ارتفاع غير مسبوق لأسعار ذاكرة الكومبيوترات والأجهزة الشخصية

- تحديات ذاكرة الوصول العشوائي: شهد العام ارتفاعاً حاداً في أسعار ذاكرة الوصول العشوائي، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو تحول أولويات كبرى شركات تصنيع الرقائق. فمع الطفرة الهائلة في الاستثمار بمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، خاصة لتدريب وتشغيل نماذج اللغة الكبيرة والوكلاء، تحولت الشركات لتكريس غالبية طاقتها الإنتاجية لتصنيع وحدات الذاكرة عالية الهامش الربحي والمخصصة لمراكز البيانات. وأدى هذا التحول في التركيز إلى نقص في المعروض من شرائح الذاكرة للمستخدمين، مما دفع بأسعار الذاكرة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي إلى الارتفاع بشكل ملحوظ، وشكل ضغطاً مالياً إضافياً على المستخدمين الراغبين في ترقية أجهزتهم.

تطبيقات الهاتف الجوال: الذكاء الاصطناعي يُعيد تعريف التفاعل

شهد العام تحولاً جذرياً في عالم تطبيقات الهاتف الجوال، حيث لم تعد التطبيقات مجرد أدوات، بل أصبحت واجهات متقدمة لوكلاء الذكاء الاصطناعي. وتمحور الابتكار حول تسريع وتيرة الخدمات اللامركزية ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرة في صميم تجربة المستخدم. ومن أفضل التطبيقات الجديدة والمزايا المطورة:

- صعود تطبيقات «الوكلاء الشخصيين»: تصدرت تطبيقات جديدة المشهد، تركز على دور الوكيل الشخصي، ومن أبرزها تطبيق «فوكاس مايند» FocusMind الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتخطيط مهام العمل المعقدة وحجز الموارد اللازمة وتنفيذ الأجزاء الروتينية دون الحاجة لتوجيهات خطوة بخطوة. كما ظهرت تطبيقات جديدة تعتمد على تقنيات الحوسبة المكانية لتوفير أدلة سياحية غامرة فور دخول المستخدم إلى موقع تاريخي أو متحف.

دعم الترجمة الفورية بين عدة لغات في "واتساب" من خلال الذكاء الاصطناعي

- الترجمة الفورية في «واتساب»: أضاف «واتساب» ميزة طال انتظارها، وهي خدمة الترجمة الفورية في المحادثات النصية والصوتية المباشرة. هذه الخدمة المدعومة بنماذج لغوية صغيرة تعمل جزئياً على الجهاز، وسمحت للمستخدمين بإجراء محادثات دولية سلسة وكسرت بشكل كبير حواجز اللغة في التواصل اليومي.

- أدوات الذكاء الاصطناعي في «يوتيوب»: عزز «يوتيوب» أدوات المبدعين بشكل كبير من خلال الذكاء الاصطناعي، وأهمها مزايا التوليد التلقائي لخلفيات الفيديو وأداة تلخيص الفيديو الطويل في نقاط رئيسية وخدمة «دبلجة الصوت المُخصصة» التي تسمح للمبدعين بإنشاء مسارات صوتية مدبلجة بلغات متعددة باستخدام نسخة صوتية مطابقة لصوتهم الأصلي.

- «إنستغرام» و«سناب»: ركزت المنصتان على دمج الواقع المعزز التوليدي، مما أتاح للمستخدمين إنشاء «فلاتر» وتأثيرات «واقع معزز» متقدمة ومخصصة فورياً عبر أوامر نصية بسيطة.

- «تلغرام»: وسَّع خدماته لتشمل أدوات مالية قائمة على «بلوكتشين»، مما عزز مكانته كمنصة للاتصال والتمويل اللامركزي في آن واحد.

- «تيكتوك»: ظلت قضية ملكية تطبيق «تيكتوك» المملوك لشركة «بايتدانس» الصينية نقطة خلاف رئيسية، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية. وتصاعدت الضغوط التنظيمية والأمنية المتعلقة بجمع البيانات والتأثير الأجنبي، مما أدى إلى نقاشات جادة حول ضرورة فصل الملكية عن الشركة الأم. وبينما استمرت المفاوضات والمهل القانونية، تم تنفيذ ترتيبات مؤقتة تضمنت مزيداً من الرقابة على خوارزمية التطبيق وطريقة تخزين بيانات المستخدمين الأميركيين في خوادم داخلية، ولكن مصير الملكية النهائية ظل معلقاً وينذر بتغييرات هيكلية محتملة في المستقبل القريب.

أجهزة الألعاب الإلكترونية

كما شهد العام طفرة في قطاع الألعاب الإلكترونية مدفوعة بالقفزات النوعية في قوة الأجهزة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم الألعاب. وكانت هذه السنة نقطة تحول بفضل إطلاق أجيال مطورة من أجهزة الألعاب، مما عزز من معايير الرسوميات والأداء.

* إصدارات أجهزة الألعاب:

- «نينتندو سويتش 2»: أطلقت نينتندو جهازها المنتظر الذي جمع بين مرونة الأجهزة المحمولة وقوة الأجهزة المنزلية. وتميز «سويتش 2» بشاشة أكبر وأكثر وضوحاً، ودعم لتقنية DLSS من «إنفيديا» لزيادة أداء الرسومات، مما سمح بتشغيل ألعاب بمستوى جودة متقدم ومبهر، مع الحفاظ على التصميم الهجين المحمول.

 

- أجهزة «إكس بوكس» المحمولة: في خطوة استراتيجية جريئة، دخلت «مايكروسوفت» سوق الأجهزة المحمولة القوية بالشراكة مع «أسوس»، وذلك بإطلاق جهازي «روغ إكس بوكس آلاي» و«آلاي إكس». ولا تشغل هذه الأجهزة فقط ألعاب «إكس بوكس» السحابية أو عن بعد، بل أجهزة محمولة تعمل بنظام «ويندوز 11» ومصممة خصيصاً لتشغيل ألعاب خدمة «غايم باس» وغيرها من مكتبات ألعاب الكمبيوتر محلياً. وتميز طراز «آلاي إكس» بمواصفات متقدمة (مثل استخدام 24 غيغابايت من الذاكرة) وبطارية أكبر، بالإضافة إلى واجهة مستخدم محسنة تمنح شعوراً مشابهاً لتجربة أجهزة الألعاب الكبيرة.

أبرز ألعاب العام

تنوعت الألعاب الكبرى التي صدرت في هذا العام لتغطي جميع الفئات، مع تركيز خاص على العوالم المفتوحة الغنية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعزز التفاعل. وشهد العام موجة ضخمة من الألعاب المنتظرة عبر جميع المنصات. وتصدرت القائمة ألعاب، منها:

لعبة "دونكي كونغ بانانزا" العائلية الممتعة

-Assassin's Creed Shadows

- Battlefield 6

- Borderlands 4

- Call of Duty: Black Ops 7

- Days Gone Remastered

- Death Stranding 2: On The Beach

- Donkey Kong Bananza

- Donkey Kong Country Returns HD

- DOOM: The Dark Ages

- Dune Awakening

- EA SPORTS FC 26

- Earthion

- Elden Ring Nightreign

- Fast & Furious: Arcade Edition

- FAST Fusion

- Gear of War: Reloaded

- Gradius Origins

- Ghost of Yotei

- Hollow Knight: Silksong

- Indiana Jones and the Great Circle

- Kirby Air Riders

- Lies of P: Overture

- Little Nightmares III

- Mario Kart World

- MARVEL Cosmic Invasion

- Metal Gear Solid Delta: Snake Eater

- Metroid Prime 4: Beyond

- Neon Inferno

- Ninja Gaiden 2 Black

- Ninja Gaiden 4

- Ninja Gaiden: Ragebound

- Onimusha 2: Samurai's Destiny Remaster

- R-Type Delta: HD Boosted

- Terminator 2D: Np Fate

- The Rogue Prince of Persia

- Shinobi: Art of Vengeance

- Sonic Racing: CrossWorlds

- Split Fiction

- Yooka Replaylee

أداء العملات الرقمية

وشهدت سوق العملات الرقمية مرحلة من النضج المؤسسي والتقلب المنخفض نسبياً، مما عزز مكانتها كفئة أصول راسخة، وإن لم تكن خالية من التقلبات العرضية. وبعد الإطلاق الناجح لمزيد من الصناديق المتداولة في البورصة التي تركز على العملات المشفرة والعملات المستقرة، شهدت عملة «بتكوين» نمواً متيناً وثابتاً، مدفوعاً بزيادة استثمارات المؤسسات والبنوك الكبرى التي أضافتها إلى مخصصاتها الاستراتيجية.

أما عملة «إيثريوم» والمنصات المنافسة لها، فسجلت أداءً قوياً بفضل النمو الهائل في حلول الطبقة الثانية والتمويل اللامركزي، بالإضافة إلى ازدهار المشاريع القائمة على الذكاء الاصطناعي على بنية «بلوكشين» التحتية. ومع ذلك، ظهر تحد] كبير مع انتشار العملات الرقمية للبنوك المركزية في العديد من الاقتصادات الكبرى، مما أثار جدلاً حول الدور المستقبلي للعملات المستقرة الخاصة واللامركزية، وأدى إلى إعادة توجيه الاستثمارات نحو الأصول التي لديها تطبيقات فعلية ومُدارة.

أبرز الإنجازات التقنية في العالم العربي

* ريادة سعودية في التحول الرقمي: شهد هذا العام تحقيق قفزات نوعية في البنية التحتية والتحول الرقمي في المنطقة العربية، حيث برزت المملكة العربية السعودية كقوة دافعة للابتكار مدعومة بمبادرات رؤية السعودية 2030. وركزت الإنجازات على تسخير الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية وبناء مدن المستقبل، بالإضافة إلى تعزيز قطاع الكفاءات الرقمية.

* مشاريع ريادة الذكاء الاصطناعي في السعودية: استمرت المملكة في ترسيخ مكانتها كمركز للبيانات والذكاء الاصطناعي عبر مبادرات الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي SDAIA. وتمثلت الإنجازات الرئيسية في تفعيل تطبيقات واسعة النطاق للذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي والخدمات الأمنية، حيث شهدت فعاليات مثل مؤتمر «أبشر 2025» إطلاق مسارات تقنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي الأمني وتطبيقات الهوية الرقمية. كما واصلت مبادرة «مليون سعودي للذكاء الاصطناعي» (سماي) تقديم برامج مكثفة لبناء القدرات الوطنية. وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت المملكة مؤتمرات عالمية مثل «ليب 2025» التي كانت منصة للإعلان عن شراكات كبرى في مجالات التقنيات الناشئة والحوسبة السحابية.

* إطلاق شركة «هيوماين» Humain وكمبيوترها الوطني للذكاء الاصطناعي: وفي خطوة لافتة على المستوى الإقليمي، شهد العام إطلاق شركة «هيوماين» السعودية لجهازها المحمول الرائد، كأول كمبيوتر شخصي مصمم بالكامل محلياً يركز على قدرات الذكاء الاصطناعي. ويتميز الجهاز بدمج وحدات المعالجة العصبية المتقدمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي محلياً وبواجهة مستخدم عربية غنية، وذلك بهدف دعم الكوادر الوطنية وتعزيز المحتوى والابتكار المحلي ضمن رؤية السعودية 2030 لتعميق الاقتصاد الرقمي وتقديم حلول تقنية تُعزز المحتوى الرقمي العربي وتُمكّن الكوادر المحلية من الاستفادة القصوى من عصر الذكاء الاصطناعي الوكيلي. ولا تقتصر طبيعة عمل الشركة على تجميع الأجهزة، بل تركز على تطوير نظام بيئي متكامل من الأجهزة والبرمجيات المُحسّنة للذكاء الاصطناعي.

* التحول الحكومي والمدن الذكية: وفي مجال الحكومة الرقمية، وصلت المملكة إلى مستويات متقدمة في تكامل الخدمات الحكومية عبر منصات موحدة مثل «نفاذ» والمنصات البلدية، مما عزز مبدأ «الرقمية أولاً» وحسّن من جودة الخدمات. وعلى صعيد المدن الذكية، استمرت المشاريع الكبرى في تحقيق تقدم ملحوظ في دمج تقنيات إنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة لإدارة البنية التحتية والخدمات البلدية بكفاءة عالية، تمهيداً لإطلاق نماذج المدن المستقبلية التي تتبلور في مشاريع «نيوم».

* الإنجازات الإقليمية الأخرى: وعلى المستوى الإقليمي، واصلت الإمارات العربية المتحدة ريادتها في بناء المدن الذكية المستدامة، حيث تقدمت مدن مثل أبوظبي ودبي في التصنيف العالمي لمؤشر المدن الذكية لعام 2025، مدعومة بإطلاق منصات متطورة مثل «منصة المباني الرقمية» التي أطلقتها بلدية دبي. كما برزت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمركز نمو عالمي في ألعاب «بلوكتشين»، مع زيادة واضحة في المواهب والتبني العملي لتقنيات هذه البنية التحتية في المعاملات المالية، مدعومة بوضوح تنظيمي متزايد في دول مثل الإمارات والبحرين.