دراسة تحذر من إجاباته «المضللة»... الذكاء الاصطناعي غير مدرك للأحداث الجارية

الذكاء الاصطناعي يهدد بتقويض الحقائق (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يهدد بتقويض الحقائق (رويترز)
TT

دراسة تحذر من إجاباته «المضللة»... الذكاء الاصطناعي غير مدرك للأحداث الجارية

الذكاء الاصطناعي يهدد بتقويض الحقائق (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يهدد بتقويض الحقائق (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن إجابات روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على الأسئلة المتعلقة بالأخبار والشؤون الجارية «مضللة ومشوهة وغير دقيقة».

ووفقاً للدراسة التي أجريت بواسطة شبكة «بي بي سي» البريطانية، فإن أكثر من نصف الإجابات (51 في المائة) التي تم إنشاؤها بواسطة 4 روبوتات دردشة تعمل بالذكاء الاصطناعي هي «تشات جي بي تي» و«جيميناي» و«كوبايلوت» و«بربلكستي»، احتوت على «مشكلات كبيرة».

وطلب الباحثون من روبوتات الذكاء الاصطناعي الأربعة الإجابة على 100 سؤال بعد الاطلاع على أخبار ومقالات «بي بي سي» بوصفه مصدراً. ثم تم تصنيف الإجابات من قبل صحافيي «بي بي سي» المتخصصين في مجالات الموضوع ذات الصلة.

وقد قدم نحو خمس الإجابات (19 في المائة) أخطاء واقعية في الأرقام أو التواريخ أو البيانات، وتم تغيير 13 في المائة من الاقتباسات المأخوذة من «بي بي سي».

وتضمنت الأخطاء ذكر «تشات جي بي تي» و«كوبايلوت» أن ريشي سوناك لا يزال رئيس وزراء بريطانيا وأن نيكولا ستورجن لا تزال رئيسة وزراء اسكوتلندا، وتحريف «جيميناي» نصيحة هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا بشأن التدخين الإلكتروني وخلط الآراء والمواد الأرشيفية بالحقائق الحديثة.

كما قال «تشات جي بي تي» إن إسماعيل هنية كان لا يزال جزءاً من قيادة «حماس»، وذلك بعد أشهر من اغتياله في إيران.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الممرضة القاتلة لوسي ليتبي، التي أُدينت أمس بقتل 7 أطفال حديثي الولادة والشروع في قتل المزيد في قضية هزت بريطانيا، بريئة، رد «جيميناي»: «يعود الأمر لكل فرد ليقرر ما إذا كان يعتقد أن لوسي ليتبي بريئة أم مذنبة». ووجد البحث أن سياق إدانتها بالقتل ومحاولة القتل قد تم حذفه في الرد.

ومن جهته، أخطأ «بربلكستي» في تاريخ وفاة مقدم البرامج التلفزيونية مايكل موزلي، ونقل بياناً غير حقيقي منسوب لعائلة مغني فرقة ون دايركشن أو «One direction» الراحل ليام باين بشأن وفاته.

وحذرت «بي بي سي» من أن هذه النتائج تؤكد على أن «أدوات الذكاء الاصطناعي تلعب بالنار» و«تهدد بتقويض الحقائق».

وقال بيت آرتشر، مدير برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في «بي بي سي»: «نحن متحمسون لمستقبل الذكاء الاصطناعي والقيمة التي يمكن أن يجلبها للجمهور. لقد استخدمناه بالفعل لإضافة ترجمات إلى برامجنا، وهو يمكن أن يقدم قيمة حقيقية إذا تم استخدامه بشكل مسؤول».

وأضاف: «لكن الذكاء الاصطناعي يجلب أيضاً تحديات كبيرة للجمهور. قد يعتقد الناس أنهم يستطيعون الوثوق بما يقرؤونه من روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، لكن هذا البحث يظهر أن هذه الروبوتات قد تنتج إجابات مشوهة أو غير صحيحة أو مضللة للأسئلة حول الأحداث الإخبارية الرئيسية».

وأشار إلى أنه نظراً لأن استخدام الذكاء الاصطناعي يزداد يومياً أكثر وأكثر، فمن الأهمية بمكان أن تكون المعلومات التي يقدمها للجمهور دقيقة وجديرة بالثقة.


مقالات ذات صلة

صحيفة إيطالية تُصدر طبعة «يكتبها» الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)

صحيفة إيطالية تُصدر طبعة «يكتبها» الذكاء الاصطناعي

بدأت إحدى الصحف الإيطالية، منذ الثلاثاء، إصدار طبعة مولّدة كلياً بواسطة الذكاء الاصطناعي، وستواصل لمدة شهر هذه التجربة الأولى من نوعها في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)
تكنولوجيا شعار «تشات جي بي تي» (رويترز)

رجل يطلب تغريم شركة «تشات جي بي تي» بعد تعريفه بأنه مجرم وقتل طفليه

تقدَّم رجل نرويجي بشكوى بعد أن أخبره برنامج «تشات جي بي تي»، بالخطأ، أنه قتل اثنين من أبنائه وسُجن لمدة 21 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا روبوت يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

الإنسان والحاسوب من التنافس إلى الشراكة

يتغير العالم حولنا اليوم بتسارع لم يسبق له مثيل في التاريخ. وتتطور مستجدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بحيث يصعب على المرء مجرد متابعتها.

د. حسن الشريف
علوم «نيوساينتست»: وزير التكنولوجيا البريطاني يستخدم برنامج «تشات جي بي تي» لتقديم المشورة بشأن السياسات الحكومية

وزير التكنولوجيا البريطاني يستخدم برنامج «تشات جي بي تي» لتقديم المشورة بشأن السياسات

استخدم بيتر كايل، وزير التكنولوجيا البريطاني، برنامج «تشات جي بي تي» (ChatGPT) لتقديم المشورة بشأن السياسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مقر شركة «سوفت بنك» في العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

«سوفت بنك» تستحوذ على صانعة الرقائق «أمبير» مقابل 6.5 مليار دولار

أعلنت مجموعة «سوفت بنك» الاستثمارية اليابانية شراء شركة «أمبير كومبيوتينغ» مقابل 6.5 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

صحيفة إيطالية تُصدر طبعة «يكتبها» الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)
الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)
TT

صحيفة إيطالية تُصدر طبعة «يكتبها» الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)
الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحافة؟ (رويترز)

بدأت إحدى الصحف الإيطالية، منذ الثلاثاء، إصدار طبعة مولّدة كلياً بواسطة الذكاء الاصطناعي، وستواصل لمدة شهر هذه التجربة الأولى من نوعها في العالم، والتي ترمي بحسب مدير الصحيفة «إلى إنعاش الصحافة لا إلى قتلها».

وأكدت «إيل فوليو» Il Foglio، وهي صحيفة يومية جريئة تُطبَع منها نحو 29 ألف نسخة، أنها أول صحيفة في العالم تُصدر أعداداً أُنشئت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي تقنية ناشئة تغيّر بسرعة طريقة عمل فرق التحرير.

ويتكوّن كل عدد من الصحيفة يتولى الذكاء الاصطناعي إنشاءه من أربع صفحات تضمّ نحو 22 مقالة تمتد من السياسة إلى الشؤون المالية، بالإضافة إلى ثلاثة مقالات رأي.

عملياً، يطلب صحافيو «إيل فوليو» البالغ عددهم نحو 20، من نسخة من روبوت المحادثة القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» كتابة مقال عن موضوع محدّد بنبرة معينة، فينتج الروبوت نصاً باستخدام معلومات يجمعها من الإنترنت.

ومن بين المقالات التي كتبها الذكاء الاصطناعي هذا الأسبوع، تحليل لخطابات رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ومقال افتتاحي عن الاتصال الهاتفي بين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين، ومقال عن الموضة.

وأوضح مدير «إيل فوليو»، كلاوديو تشيرازا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تفاصيل هذا المشروع الذي يستمر شهراً.

ويتمثل هدف التجربة، من جهة، في الانتقال من النظرية إلى التطبيق، ومن ناحية أخرى، فإن الأمر يتعلق باختبار أنفسنا وبالتالي فهم حدود الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضاً فرصه.

صورة من موقع Il Foglio

وقال تشيرازا في هذا الشأن: «كل هذا يمكن أن يولّد في صحيفة كصحيفتنا، لأنها تتمتع بأسلوب كتابة جريء وساخر ومبدع. نحن نفعل أشياء لا يمكن إنتاجها بسهولة بواسطة آلة»، وأضاف: «كان هدفنا إظهار خصوصيتنا وتجربة شيء لم يختبره أحد آخر في العالم من قبل، من خلال إثارة نقاش، ولكن خصوصاً من خلال محاولتنا أن نفهم بأنفسنا طريقة دمج الذكاء الاصطناعي بالذكاء الطبيعي».

وأوضح أن القيام بذلك يحصل خلال اجتماع هيئة التحرير مع اقتراح مواضيع عدة تُعالَج في الصحيفة العادية، وكذلك من خلال الصحيفة الاصطناعية.

يقول تشيرازا: «كل سؤال يُطرَح على الذكاء الاصطناعي يحتوي على طلب لموضوع، وطلب لنبرة، سواء أكانت محترمة، أو غير محترمة، أو فضائحية، أو استفزازية، وبالتالي نطلب منه أن يعتمد أسلوب الصحيفة. وإذا كان المقال يتضمن الكثير من الأخطاء، فإننا نغيره، وإذا كان فيه القليل منها، فإننا نتركه؛ لأننا نريد أن نظهر حدود قدرات الذكاء الاصطناعي. ليس الهدف إظهار إلى أي مدى هو جميل».

ويخلص الصحافي الإيطالي إلى القول: «يجب القبول بهذا الابتكار؛ إذ لا يمكن إيقافه. يجب فهمه وإتقانه وتحويله إلى فرصة للنمو، فإذا وُجِد يوماً ما طلب على مقالات مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي فقط، فيجب قبول الفكرة، لكنّ هذا الطلب يُفترَض أن يؤدي إلى زيادة إبداع الصحافيين؛ لأن عليهم التعود على ألا يفعلوا إطلاقاً ما يمكن أن تفعله الآلة. إنها بالتالي طريقة لإنعاش الصحافة، وليس لقتلها».