عام 2025: ثورة في عالم نماذج الذكاء الاصطناعي

كبرى شركات التقنية الأميركية القيادية تقدم نظماً بسرعات أعلى وتكلفة أقل

الذكاء الاصطناعي سيساهم في إيجاد حلول طبية وعلمية لمساعدة البشر
الذكاء الاصطناعي سيساهم في إيجاد حلول طبية وعلمية لمساعدة البشر
TT

عام 2025: ثورة في عالم نماذج الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي سيساهم في إيجاد حلول طبية وعلمية لمساعدة البشر
الذكاء الاصطناعي سيساهم في إيجاد حلول طبية وعلمية لمساعدة البشر

أعادت خدمة «ديب سيك» Deepseek نظر الشركات الأميركية القيادية حالياً في الخدمات التي تقدمها بأسعار مرتفعة، وقامت بتحديث تلك الخدمات بعد إطلاق «ديب سيك» بشكل فوري، لتحافظ على ماء وجهها أمام المستخدمين والمستثمرين على حد سواء. وكما هو متوقع، قامت كل من «أوبن إيه آي» و«غوغل» و«مايكروسوفت» بإطلاق نماذج جديدة من «تشات جي بي تي» و«جيميناي» و«كوبايلوت» مقدمة خدمات مجانية وقدرات إضافية للمستخدمين، وسنتعرف في هذا الموضوع على أبرز تلك المزايا.

يتفوق نموذج «أو3-ميني» على إصدارات «تشات جي بي تي» السابقة بشكل كبير

«تشات جي بي تي أو3-ميني»

طرحت «أوبن إيه آي» نموذج «تشات جي بي تي أو3-ميني» ChatGPT o3-mini لأصحاب الحسابات المجانية، الذي يقدم سرعة أداء ودقة أعلى مقارنة بالإصدارات السابقة، تصل إلى 24 في المائة أسرع في تقديم الإجابات، بجانب زيادة قدراته في حل مسائل الرياضيات والعلوم والبرمجة والمسائل المتعلقة بالاستنباط المنطقي. ويعرض هذا النموذج خطوات الوصول إلى الإجابة عوضاً عن تقديمها مباشرة، على غرار «ديب سيك».

ويُعد هذا النموذج نسخة مصغرة من نموذج «أو3»، الأمر الذي من شأنه خفض تكاليف التشغيل وزيادة سرعة الأداء من خلال اعتماد «أو3-ميني» على ما يُعرف بـ«تقطير المعرفة» Knowledge Distillation من نماذجها، والتي تعني نقل المعرفة من نموذج ذكاء اصطناعي متقدم إلى نموذج أصغر وأعلى كفاءة، بهدف رفع مستويات الأداء، عوضاً عن تدريب ذلك النموذج المصغر من الصفر على كميات ضخمة جداً من البيانات. وتوفر الشركة هذا النموذج في 3 مستويات هي الأساسية والمتوسطة والعالية.

تفوق مطلق في الاختبارات

وتمت مقارنة هذا النموذج مع نماذج سابقة شملت o1-preview وo1 إضافة إلى مقارنة مستوياته الثلاثة o3-mini Low وo3-mini Medium وo3-mini High؛ حيث تفوق نموذج o3-mini High على جميع المستويات والنماذج السابقة بشكل واضح في عدة اختبارات، منها اختبار SWE-bench لدقة البرمجيات (بنسبة 49.3 في المائة مقارنة بـ41.3 في المائة و48.9 في المائة و40.8 في المائة و42.9 في المائة لـo1-preview وo1 وo1-mini وo3-mini Low)، واختبار FrontierMath لحل المسائل الرياضية (بنسبة 20 في المائة مقارنة بـ12.8 في المائة لكل من o1 وo1-mini).

كما تفوق هذا النموذج السريع في اختبار Graduate-level Good-proof Q&A GPQA لتقييم قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على الإجابة على الأسئلة المعقدة التي يصعب العثور على إجابتها في الإنترنت، بدقة وصلت نسبتها إلى 79.7 في المائة (مقارنة بـ78.3 في المائة و78 في المائة و60 في المائة و70.6 في المائة و76.8 في المائة لـo1-preview وo1 وo1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium)، واختبار الرياضيات الأميركي AIME بنسبة 87.3 في المائة (مقارنة بـ56.7 في المائة و83.3 في المائة و63.6 في المائة و60 في المائة و79.6 في المائة لـo1-preview وo1 وo1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium)، واختبار البرمجة Codeforces ELO Score لمهام البرمجة بقيمة 2130 نقطة (مقارنة بـ1258 و1891 و1650 و1831 و2036 نقطة لـo1-preview وo1 وo1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium).

أما بالنسبة لاختبار المعرفة العامة، فتفوق في امتحانين للمعرفة العامة بنسبة 86.9 في المائة (مقارنة بــ85.2 في المائة و84.9 في المائة و85.9 في المائة لنماذج o1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium) و97.9 في المائة (مقارنة بـ90 في المائة و95.8 في المائة و97.3 في المائة لنماذج o1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium). كما تفوق في اختبار المعرفة العامة للرياضيات بنسبة 92 في المائة مقارنة بـ89.9 في المائة و55.1 في المائة و90.8 في المائة لنماذج o1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium، و13.8 في المائة، مقارنة بـ7.6 في المائة و13 في المائة و13.4 في المائة لنماذج o1-mini وo3-mini Low وo3-mini Medium في اختبار المعرفة العامة للحقائق.

كيفية استخدام نموذج «أو3-ميني»

ويمكن لمستخدمي الإصدار المجاني من «تشات جي بي تي» تفعيل «أو3-ميني» باختيار «المنطق» Reason في الجهة السفلية من صندوق الرسائل. أما إن كنت من مستخدمي الإصدارات المدفوعة لـ«تشات جي بي تي» (مثل ChatGPT Plus وTeam وPro)، فيمكنك اختيار المستوى المرغوب من قائمة النماذج في الجهة العلوية لغاية 150 رسالة يومياً، مع توفير النموذج عبر واجهة برمجة التطبيقات API الخاصة بـ«أوبن إيه آي» لدمجه في التطبيقات والبرامج، أو من خلال خدمات «مايكروسوفت أزور» Microsoft Azure و«غيت هاب كوبايلوت» GitHub Copilot.

«البحث العميق»

وعلى صعيد ذي صلة، أضافت الشركة ميزة «البحث العميق» Deep Research التي تقوم بعمليات البحث والتحليل متعدد الخطوات، وإعادة التقييم، في حال عدم الوصول إلى النتيجة المرغوبة أو وفقاً لمعلومات جديدة، ولكن على حساب الوقت المستغرق في ذلك. ويمكن لهذه الميزة تحليل النصوص والصور والملفات (مثل وثائق PDF وجداول الحسابات) في خلال فترة تتراوح بين 5 و30 دقيقة، مع تقديم تحديثات لما يفكر به الذكاء الاصطناعي، والخطوات التي يتبعها للوصول إلى النتيجة على غرار أسلوب «ديب سيك».

وتعمل هذه الميزة بمستوى يعادل مستوى محترفي تحليل الأبحاث، ولكنها تواجه صعوبات تتمثل بعدم التمييز بين المعلومات الموثوقة والشائعات، وعدم القدرة على تحديد دقة بعض النتائج، ما يدل على أهمية التحليل البشري، وعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المجالات المهمة حالياً؛ بل ضرورة استخدامه كأداة للبحث والتلخيص، ومن ثم مراجعة كل ما يشاركه مع المستخدم للتأكد منه.

هذه الميزة متاحة لمشتركي فئة الخدمة Pro، وتقدم 100 عملية استعلام شهرياً، مع وعد الشركة بتقديم عدد أعلى لعمليات الاستخدام لدى تطوير إصدار أعلى كفاءة وسرعة.

وتفوقت هذه الميزة بنسبة 26.6 في المائة لدى تفعيل أدوات التصفح ولغة البرمجة Python في اختبار الذكاء الاصطناعي Humanity’s Last Exam لقياس قدرة النماذج على الإجابة عن أسئلة عالية المستوى، مقارنة بـ3.3 في المائة و13 في المائة لنموذجي GPT-4o وo3-mini.

«جيميناي 2.0 فلاش»

من جهتها، أطلقت «غوغل» أسرع نموذج ذكاء اصطناعي خاص بها إلى الآن اسمه «جيميناي 2.0 فلاش» Gemini 2.0 Flash وبشكل مجاني. وتزداد سرعة الإجابة في هذا النموذج بشكل كبير، ولكن على حساب الدقة، إلا أنه يُعتبر تحسيناً شاملاً أفضل مقارنة بالإصدار السابق «جيميناي 1.5 فلاش».

ويمكن اختيار النموذج المرغوب من قائمة النماذج في الجهة العلوية، بين هذا النموذج ونموذجي «جيميناي 1.5 فلاش» و«جيميناي 1.5 فلاش برو» (سيبقى هذان النموذجان متاحين لبضعة أسابيع مقبلة دون تحديد تاريخ توقفهما عن العمل).

«غوغل» تطرح نموذج «جيميناي 2.0 فلاش» فائق السرعة مجاناً لجميع المستخدمين

ويقدم نموذج «فلاش» نسخة مصغرة من الذكاء الاصطناعي أعلى سرعة، وعادة ما تكون مجانية، بينما توجد نماذج أخرى أقل سرعة ولكنها أفضل في القدرة، مثل نموذج «جيميناي أدفانسد» المدفوع الذي يستطيع تحليل ملفات وثائق ضخمة يصل حجمها إلى 1500 صفحة، إضافة إلى تقديم النماذج المتخصصة Gems في مجالات محددة تناسب الشركات والمحترفين لقاء اشتراكات شهرية.

كما كشفت «غوغل» عن ترقية منصة توليد الصور بالذكاء الاصطناعي، لتعتمد على نموذج «إماجين3» Imagen3 المتقدم الذي يستطيع إيجاد صور واقعية بشكل كبير، بمجرد تقديم وصف نصي للصورة المرغوبة.

«مايكروسوفت كوبايلوت»

وأعلنت «مايكروسوفت» عن إتاحة نموذج «تشات جي بي تي أو1» ChatGPT o1، مجاناً لكافة مستخدمي مساعدها «كوبايلوت» Copilot على الكومبيوترات التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» أو عبر المتصفح، وذلك ضمن ميزة «التفكير الأعمق» Think Deeper للتعامل مع الأسئلة المعقدة وتحليلها من عدة جوانب، وهي عملية تستغرق نحو 30 ثانية لتقديم إجابة تحليلية عميقة. هذا، وسيعرض «كوبايلوت» خطوات التفكير خلال عملية التحليل وعرض النتيجة، على غرار أسلوب «ديب سيك».

ومن المتوقع أن يشهد عام 2025 نقلة نوعية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتصبح أكثر تطوراً في المهام المعقدة، مثل المعادلات الرياضية الصعبة، وتطوير الأدوية واللقاحات، والتعرف على الأمراض من الصور الإشعاعية بدقة عالية، وخصوصاً مع انطلاق عصر «وكلاء الذكاء الاصطناعي» AI Agents من «مايكروسوفت» و«غوغل» وغيرها من الشركات المتخصصة، وفي ظل المنافسة مع الشركات الصينية التي بدأت تكشف عن قدراتها المتقدمة والثورية في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

دمجت «مايكروسوفت» نموذج «تشات جي بي تي أو1» في مساعد «كوبايلوت» للذكاء الاصطناعي مجاناً للجميع


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».