كيف يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي وشبكات القطاعات الحيوية؟

«الشرق الأوسط» تحاور المدير الإقليمي لشركة «إكستريم نتوركس»

يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)
يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)
TT

كيف يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي وشبكات القطاعات الحيوية؟

يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)
يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)

يرفع الاعتماد المتزايد على الحلول المستندة إلى البيانات الحاجة إلى اتصال قوي ومنخفض زمن الاستجابة وعالي الإنتاجية. ويمثل ظهور تقنية «واي فاي 7» خطوة كبيرة للأمام؛ ما يوفر نطاق تردد غير مسبوق، ويتيح تطبيقات فورية كانت غير ممكنة سابقاً. تلتقي «الشرق الأوسط» معن الشكرجي، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى شركة «إكستريم نتوركس»؛ لفهم كيفية تحول تقنية «واي فاي 7» للصناعات، وتعزيز تجارب المستخدمين، ودعم الممارسات المستدامة.

تحسين الاتصال مع «واي فاي 7»

يعدّ «واي فاي 7» أحدث تقدم في الاتصال اللاسلكي، ويشير إطلاقه إلى تحول كبير في كيفية قدرة الشبكات على التعامل مع الطلب المتزايد على البيانات عالية السرعة. يوضح الشكرجي أن التكنولوجيا توفر «نطاق تردد أوسع»؛ ما يعني من الناحية العملية، سرعة نقل البيانات أكبر وتقليل ملحوظ في زمن الاستجابة. هذا التحول مهم لتطبيقات تتطلب اتصالاً في الوقت الفعلي، مثل بث الفيديو، وإنترنت الأشياء، وعمليات الذكاء الاصطناعي.

ويرى الشكرجي أن التغيير الكبير حدث مع الانتقال من «واي فاي 6» إلى «واي فاي6E» والآن يبني «واي فاي 7» على ذلك من خلال فتح نطاق تردد الستة غيغاهرتز. يقارن الشكرجي ذلك «بتوسيع طريق ذات مسار واحد إلى طريق سريعة كثيرة المسارات»؛ مما يسمح بتدفق بيانات أكثر سلاسة وسرعة عبر الأجهزة. يدعم هذا التحسين الكثير من الاستخدامات ذات الطلب العالي، من بث الأحداث الحية في الملاعب المكتظة إلى توفير بيانات الرعاية الصحية الضرورية فوراً.

تحسين التجارب في الملاعب الرياضية

تظهر إمكانات «واي فاي 7» في البيئات ذات الكثافة العالية، مثل الملاعب الرياضية، حيث يتصل آلاف المستخدمين بالشبكة في وقت واحد. في ملعب أنفيلد ببريطانيا، موطن نادي ليفربول، طبّقت شركة «إكستريم نتوركس» «واي فاي 7» لتمكين اتصال سلس للمشجعين؛ مما يسمح لهم ببث الفيديو، ومشاركة التجارب على وسائل التواصل الاجتماعي، والحصول على معلومات في الوقت الفعلي دون انقطاع.

يسلط الشكرجي الضوء على أهمية الاتصال الموثوق به في تقديم تجربة متميزة للمشجعين. ويقول: «فكّر في خدمات مثل نقاط البيع الرقمية التي تتصل بالشبكة اللاسلكية». تسمح هذه الخدمات «بتقديم الطعام والمشروبات للمشجعين مباشرة في مقاعدهم بدلاً من إجبارهم على الذهاب إلى مكان البيع». ويضيف بأن التطبيقات المتنقلة للخدمات المختلفة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تجربة المشجع الحديثة، مدفوعة بقدرات شبكة «واي فاي 7» السريعة وذات زمن الاستجابة المنخفض.

يدعم «واي فاي 7» استخدامات كثيرة تتطلب اتصالاً فورياً كـ«إنترنت الأشياء» (أدوبي)

دعم الرعاية الصحية

بينما تعدّ الرياضة والترفيه أمثلة مشوقة، يمتد تأثير «واي فاي 7» إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية. يوضح معن الشكرجي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه في المستشفيات، حيث يكون الوصول إلى الملفات الرقمية الكبيرة مثل صور الأشعة أو الأشعة المقطعية أمراً ضرورياً، يمكن أن يُحدِث «واي فاي 7» ثورة في رعاية المرضى. تقليدياً، كانت هذه الملفات الكبيرة تتطلب اتصالات سلكية بسبب حجمها، لكن مع «واي فاي 7» يمكن لمقدمي الرعاية الصحية الآن الوصول إليها لاسلكياً.

على سبيل المثال، يمكن للأطباء والممرضات حمل أجهزتهم اللوحية إلى جانب سرير المريض والوصول إلى جميع المعلومات الضرورية على الفور، حسبما يقول الشكرجي. هذه القدرة ليست مجرد راحة؛ ففي حالات مثل الجراحة عن بُعد، يعدّ نقل البيانات في الوقت الفعلي أمراً بالغ الأهمية لسلامة المرضى. يُمكّن «واي فاي 7» من تقديم خدمات في الوقت الفعلي منخفضة زمن الاستجابة والتي تكون ضرورية في حالات الحياة أو الموت.

«رؤية السعودية» للتحول الرقمي

يتماشى اندفاع المملكة العربية السعودية نحو التحول الرقمي مع إمكانات «واي فاي 7» بحسب وصف الشكرجي. كجزء من «رؤية 2030»، تستثمر المملكة في التقنيات المتقدمة لبناء مجتمع رقمي مُمكّن. ويعترف الشكرجي بهذه الطموحات، مشيراً إلى أن المملكة «بدأت بالفعل» في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم التطبيقات الرقمية عبر مختلف القطاعات.

وقد تعاونت شركة «إكستريم نتوركس» مع مؤسسات رئيسية عدة في السعودية، مثل «مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية»، حيث طبّقوا «واي فاي 7» لتوفير تجربة رقمية متكاملة للمرضى. يتضمن ذلك الدخول من دون لمس، والسجلات الطبية الرقمية، والوصول الآمن والسريع إلى المعلومات الصحية. يقول الشكرجي: «نحن فخورون بالعمل مع مؤسسات رائدة في المملكة العربية السعودية لدعم رحلتهم الرقمية.»

يساهم في استدامة الطاقة من خلال إدارة ذكية لاستهلاكها حسب الحاجة (أدوبي)

تحديات توسيع البنية التحتية

بينما تعدّ فوائد «واي فاي 7» كبيرة، فإن ترقية البنية التحتية تمثل تحديات. يجب استبدال نقاط الوصول (APs) مع كل جيل جديد من «واي فاي» بسبب الحاجة إلى تقنيات راديو محدثة تدعم زيادة عرض النطاق الترددي. بالإضافة إلى ذلك، مع نقل نقاط الوصول لمزيد من البيانات، يجب ترقية محولات الشبكة وإمدادات الطاقة لدعم زيادة حجم حركة المرور.

ويشير الشكرجي إلى أن «كل واحدة من نقاط الوصول هذه تنقل الآن أضعافاً عدة من حركة المرور مقارنة بالنماذج القديمة». لذلك؛ فإن الأجهزة الخلفية، مثل المحولات وتصميمات الطاقة الفعالة، تعدّ ضرورية لدعم القدرات المعززة لـ«Wi-Fi 7». مع البنية التحتية الأساسية المناسبة، يمكن للمؤسسات الاستعداد للمستقبل وضمان قدرتها على التعامل مع متطلبات التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وما بعده.

تعزيز الأمان في الشبكات اللاسلكية

يعدّ الأمان جانباً مهماً آخر يتفوق فيه «Wi-Fi 7». ومع تحول الشبكات اللاسلكية الوسيلة الأساسية للاتصال بين الأجهزة، يوضح الشكرجي أن أمان الشبكة أصبح أقوى من أي وقت مضى. وعلى عكس الشبكات السلكية، التي قد تسمح لجهاز بالوصول إلى الأنظمة بمجرد توصيله، تتطلب الشبكات اللاسلكية تحكماً صارماً في الوصول. يقول الشكرجي: «الناس مدركون تماماً لأمن الشبكات اللاسلكية»، مع بروتوكولات مثل «WPA2» و«WPA3» إلى جانب المفاتيح المشتركة المسبقة؛ مما يعزز الأمن لمستوى يتجاوز في كثير من الأحيان الشبكات السلكية.

يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي بكفاءة مع تخفيض استهلاك الطاقة وزيادة الأمان (أدوبي)

الاستدامة من خلال إدارة الطاقة الذكية

إضافة إلى الأداء والأمان، يعالج «Wi-Fi 7» مخاوف الاستدامة من خلال استخدام الطاقة الذكي. وقد قدمت شركة «إكستريم نتوركس» ميزات إدارة الطاقة في نقاط الوصول الخاصة بـ«Wi-Fi 7»؛ مما يتيح للمؤسسات تحسين استهلاك الطاقة بناءً على طلب الشبكة. على سبيل المثال، خلال فترات انخفاض حركة المرور، مثل الساعات غير الرسمية في المتاجر، يمكن للنظام تقليل الطاقة مع الحفاظ على الأجهزة الأساسية مثل كاميرات الأمان عبر الإنترنت.

يشرح معن الشكرجي أنه «عندما لا تحتاج إلى الطاقة الكاملة، يمكنك تقليلها، تماماً مثل تعتيم الأضواء». هذه الميزة، التي تمكنت من خلالها الأتمتة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، تعمل على ضبط استهلاك الطاقة ديناميكياً؛ مما يساهم في تقليل تكاليف الطاقة ودعم أهداف الاستدامة. ويضيف: «نرى المزيد من العملاء يشملون الاستدامة معياراً عند اختيار شركاء التكنولوجيا».

يمثل «واي فاي 7» تطوراً كبيراً في تكنولوجيا الشبكات اللاسلكية، حيث يقدم اتصالاً محسّناً ويدعم التحول الرقمي ويساهم في الممارسات المستدامة. في البيئات ذات الكثافة العالية، مثل الملاعب والمستشفيات والمؤسسات الرقمية الأولى، تعمل تلك التقنية على تغيير طريقة الاتصال والتواصل والابتكار. تقوم شركة «إكستريم نتوركس» ومزودو التكنولوجيا الآخرون بإعداد الساحة لمستقبل يتسم بالاتصال السريع والموثوق والفعال من حيث الطاقة، لتلبية متطلبات العالم الرقمي المتزايدة.


مقالات ذات صلة

«آي بي إم» تستثمر 150 مليار دولار في أميركا خلال 5 سنوات

الاقتصاد شعار شركة «آي بي إم» (رويترز)

«آي بي إم» تستثمر 150 مليار دولار في أميركا خلال 5 سنوات

أعلنت شركة «آي بي إم» أنها ستستثمر 150 مليار دولار بالولايات المتحدة بما في ذلك منشآت إنتاج الحوسبة الكمية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا صورة تعبيرية عن الذكاء الاصطناعي (أرشيفية- رويترز)

خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء

حذَّرت مجموعة من الخبراء في دراسة جديدة من أن الذكاء الاصطناعي قد يجعل البشر أغبياء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا شعار شركة هواوي الصينية (رويترز)

«هواوي» تطور شريحة ذكاء اصطناعي جديدة لمنافسة «إنفيديا»

يبدو أن الصين قررت أن تنافس الولايات المتحدة بقوة في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي الذي تتفوق فيه الشركات الأميركية حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا تُمثّل كلمات المرور القوية خط دفاعك الأول ضد المخترقين (أرشيفية - رويترز)

ما مدى أمان كلمة المرور التي تستخدمها؟ إليك هذا الاختبار

ينصح خبراء المعلومات باستخدام كلمات المرور القوية وتغييرها من فترة لأخرى، من أجل ضمان الأمان وعدم الاختراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وسائل التواصل الاجتماعي تُهدد الصحة النفسية للمراهقين (رويترز)

طرق لمساعدة ابنك المراهق على الابتعاد عن الشاشات

ذكر موقع «سايكولوجي توداي» أن هناك عدة طرق، لمساعدة ابنك المراهق على الابتعاد عن الشاشات والأجهزة الذكية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تتفوق مجدداً: معيار «GPMI» الجديد للهيمنة على قطاع التلفزيونات والكمبيوترات وأجهزة الألعاب

أكثر من 50 شركة مصنعة للأجهزة تدعم هذا المعيار حالياً
أكثر من 50 شركة مصنعة للأجهزة تدعم هذا المعيار حالياً
TT

الصين تتفوق مجدداً: معيار «GPMI» الجديد للهيمنة على قطاع التلفزيونات والكمبيوترات وأجهزة الألعاب

أكثر من 50 شركة مصنعة للأجهزة تدعم هذا المعيار حالياً
أكثر من 50 شركة مصنعة للأجهزة تدعم هذا المعيار حالياً

في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل مستقبل الفيديو والصوتيات في التلفزيونات والكمبيوترات وأجهزة الألعاب المقبلة، تم الكشف عن معيار جديد اسمه «واجهة الوسائط متعددة الأغراض» (General Purpose Media Interface GMPI) من «تحالف شنزن للتعاون في صناعة الفيديوهات فائقة الدقة» (Shenzhen 8K Ultra HD Video Industry Collaboration Alliance)، وهو تجمع يضم أكثر من 50 شركة صينية رائدة في مجال التقنية، تشمل: «هواوي» (Huawei)، و«سكاي وورث» (Skyworth)، و«تي سي إل» (TCL)، و«هاي سينس» (Hisense)، وغيرها.

ويمثل هذا المعيار الجديد محاولة طموحاً لتقديم بديل متقدم وموحد لمعايير «HDMI» و«DisplayPort» الحالية، مع التركيز بشكل خاص على تلبية المتطلبات المزدادة لنقل البيانات بسرعات عالية من الأجهزة المختلفة نحو الشاشة، وتقديم الطاقة الكهربائية بكفاءة للأجهزة من خلال المنفذ ذاته.

تفوق على المعايير الحالية

ويكمن جوهر ابتكار «GPMI» في قدرته على دمج وظيفتي نقل البيانات بسرعات فائقة النطاق الترددي، وتوصيل الطاقة الكهربائية من خلال كابل واحد. ويأتي هذا المعيار بنوعين رئيسيين من المنافذ؛ الأول هو «يو إس بي تايب-سي» (Type-C) المنتشر، والثاني «تايب-بي» (Type-B) الأكثر قوة، ولكن بتصميم جديد خاص به. ويوفر منفذ «تايب-سي» سرعة نقل بيانات تصل إلى 96 غيغابت في الثانية (12 غيغابايت في الثانية، ذلك أن الغيغابايت الواحد يساوي 8 غيغابت)، وقدرة على توصيل الطاقة بقدرة تصل إلى 240 واط، وهو ما يمثل قفزة نوعية مقارنة بقدرات معايير «يو إس بي4» و«ثاندربولت 4» الحالية اللذين يقدمان سرعات تصل إلى 40 غيغابت في الثانية (5 غيغابايت في الثانية).

أما منفذ «تايب-بي»، فيقدم أداء استثنائياً بسرعات نقل تصل إلى 192 غيغابت في الثانية (24 غيغابايت في الثانية) وقدرة توصيل للطاقة تصل إلى 480 واط، ما يجعله خياراً واعداً لتشغيل حتى أكثر الأجهزة تطلباً للطاقة الكهربائية. هذه القدرة على توصيل الطاقة بكفاءة تعني إمكانية تشغيل مجموعة واسعة من الأجهزة مباشرة عبر كابل «GPMI»، ما يقلل من الحاجة إلى كابلات طاقة منفصلة، ويسهم في تبسيط الاستخدام. وتجدر الإشارة إلى أن منافذ «HDMI» و«DisplayPort» تفتقر إلى ميزة نقل الطاقة الكهربائية عبر الكابل نفسه.

ولدى مقارنة معيار «GPMI» الجديد بالمعايير الأخرى الحالية، فنرى أنه يتفوق بوضوح في جوانب مهمة، حيث يتجاوز منفذ «تايب-بي» بشكل كبير، الحد الأقصى لسرعات HDMI 2.1 التي تبلغ 48 غيغابت في الثانية (6 غيغابايت في الثانية)، وDisplayPort 2.1 UHBR20 الذي تبلغ سرعته 80 غيغابت في الثانية (10 غيغابايت في الثانية). وتفتح هذه الزيادة الكبيرة في السرعة آفاقاً جديدة لنقل بيانات الفيديو والصوت غير المضغوطة بدقة فائقة جداً، ودعم معدلات تحديث للصورة مرتفعة، وهو أمر بالغ الأهمية لتجارب المشاهدة الغامرة والواقع الافتراضي المتقدم.

وسيعتمد مستقبل هذا المعيار على عدة عوامل، بما في ذلك اعتماد الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الإلكترونية وصناع المحتوى، إضافة إلى المنافسة من التحديثات للمعايير الحالية، أو إطلاق معايير أخرى جديدة. يضاف إلى ذلك أن جهود 50 شركة مصنعة للأجهزة والكابلات، من شأنه تقديم نظام بيئي متقدم بنهج تعاوني يهدف إلى تسريع تبني المعيار الجديد، وضمان توافقه مع مجموعة واسعة من الأجهزة والمنتجات المقبلة.

إمكانات ثورية

ولا يقتصر طموح هذا المعيار الجديد على التفوق في الأداء التقني فحسب؛ بل يمتد ليشمل توفير تجربة أكثر سلاسة وتوحيداً، حيث يدعم بروتوكولات التحكم الشائعة مثل «HDMI-CEC»، ما يتيح للمستخدم التحكم بجميع الأجهزة المتصلة عبر بـ«GPMI» باستخدام جهاز تحكم عن بُعد (ريموت كونترول) واحد. وتعزز هذه الميزة من سهولة الاستخدام، وتخفض من تعقيد أنظمة الترفيه المنزلي وبيئة العمل.

وعلى الرغم من أن هذا المعيار لا يزال في مراحله الأولية، فإن الإمكانات الكامنة فيه هائلة؛ فمع التطور المستمر لتقنيات العرض بالدقة الفائقة جداً (8K)، والنمو المتسارع في مجالات الواقع الافتراضي والمعزز، سيزداد الطلب على تقنيات نقل بيانات فائقة السرعة وقادرة على توفير الطاقة بكفاءة.

يضاف إلى ذلك أن تضمين منفذ «يو إس بي تايب-سي» أحد الخيارات الرئيسية في هذا المعيار الجديد، يضمن توافقاً مع الأجهزة الحالية، وتلك المقبلة التي تعتمد على هذا النوع من المنافذ. ويمكن لهذا التوجه العملي أن يسهل عملية الانتقال الجماعي إلى المعيار الجديد، ويشجع جميع الشركات المصنعة حول العالم على تبني هذا المعيار الجديد في أجهزتها.

يقدم المعيار الجديد سرعات نقل للصوت والصورة غير مسبوقة والقدرة على نقل الطاقة الكهربائية

تطوير مباشر لأجهزة الترفيه والنظم الطبية

من المتوقع أن يجد هذا المعيار تطبيقات كبيرة في مجموعة واسعة من الأجهزة والقطاعات، ذلك أن السرعات الكبيرة لنقل البيانات التي يقدمها، وتوصيل الطاقة الكهربائية، تجعله حلاً مثالياً لتوصيل الشاشات فائقة الدقة بمصدر الصورة (مثل أجهزة البث التلفزيوني، وأجهزة الألعاب المتقدمة، والكمبيوترات المتطورة). وهذا الأمر بالغ الأهمية في عالم الترفيه المنزلي، حيث يمكن لـ«GPMI» تقديم تجربة مشاهدة غامرة مع محتوى فائق الدقة.

وبالإضافة إلى الترفيه المنزلي، يحمل هذا المعيار وعوداً كبيرة للتطبيقات المهنية في مجالات؛ مثل تحرير الفيديو والتصميم الهندسي الرقمي والتمثيل العلمي للجزيئات، لنقل مجموعات البيانات الضخمة باستمرار. كما يمكن أن يكون لهذا المعيار دور حاسم في تطوير نظم الواقع الافتراضي (VR) والمعزز (AR) المتقدمة، والتي تتطلب معدلات نقل بيانات عالية وزمن نقل منخفضاً، لتقديم تجارب واقعية وجذابة أكثر من السابق.

وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام «GPMI» في الأجهزة الطبية المتقدمة، لنقل الصور والفيديو عالي الدقة في العمليات الجراحية عن بُعد، أو في قطاع السيارات الذكية، لتوصيل الكاميرات فائقة الدقة لتطوير عملية القيادة الذاتية. كما يمكن استخدامه في أتمتة العمليات، ونقل البيانات بين الآلات والأجهزة المختلفة، لتشغيل الروبوتات والأجهزة الصناعية المختلفة.