قصة زوجين كلفا «غوغل» غرامة قيمتها 2.5 مليار دولار

شيفون راف وزوجها آدم (بي بي سي)
شيفون راف وزوجها آدم (بي بي سي)
TT

قصة زوجين كلفا «غوغل» غرامة قيمتها 2.5 مليار دولار

شيفون راف وزوجها آدم (بي بي سي)
شيفون راف وزوجها آدم (بي بي سي)

تُعد الأيام الأولى أو أيام الإطلاق أياماً «مثيرة ومرعبة» بالقدر نفسه بالنسبة لكثير من مؤسسي الشركات الناشئة، لكنها كانت أسوأ بكثير من المعتاد بالنسبة لشيفون راف وزوجها آدم.

كان ذلك في شهر يونيو (حزيران) من عام 2006، حين كان موقع الزوجين البريطانيين الرائد لمقارنة الأسعار «Foundem»، وهو الموقع الذي ضحيا من أجله بوظائف جيدة الأجر وتم بناؤه من الصفر، قد بدأ تشغيله بالكامل.

لكن الموقع تعرّض لضربة قاصمة فـ«قد أخفاه (غوغل) من شبكة الإنترنت» وفق الزوجين اللذين لم يعرفا ذلك حينها، لكن هذه الضربة والأيام التي تلتها كانت بمثابة بداية النهاية لشركتهما، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وتعرّض موقع «Foundem» لعقوبة من «غوغل» بسبب أحد «مرشحات البريد العشوائي التلقائية لمحرك البحث أو (spam filters)»، وهو ما دفع بالموقع الناشئ إلى أسفل قوائم نتائج البحث للاستعلامات ذات الصلة مثل «مقارنة الأسعار» و«التسوق بالمقارنة»؛ وبهذا أصبح الوصول إلى الموقع أصعب وأصبح يكافح من أجل جني أي أموال.

ويقول آدم: «كنا نراقب صفحاتنا وكيفية ترتيبها، ثم رأيناها جميعاً تنخفض على الفور تقريباً».

وعلى الرغم من أن يوم إطلاق «Foundem» لم يَسِر كما هو مخطط له، فإنه سيؤدي إلى بداية شيء آخر؛ معركة قانونية استمرت 15 عاماً وبلغت ذروتها بغرامة قياسية قيمتها 2.4 مليار يورو (نحو 2.6 مليار دولار) على «غوغل» لأنها «أساءت هيمنتها على السوق».

وقد تم الترحيب بالقضية بوصفها «لحظة تاريخية في التنظيم العالمي لشركات التكنولوجيا الكبرى».

وأمضت شركة «غوغل» 7 سنوات في مقاومة هذا الحكم، الصادر في يونيو 2017، ولكن في سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، رفضت المحكمة العليا في أوروبا (محكمة العدل الأوروبية) طعون محرك البحث الأشهر.

وفي أول مقابلة لهما منذ صدور الحكم النهائي، أوضحت شيفون وآدم أنهما اعتقدا في البداية أن تعثر موقعهما على الإنترنت «كان مجرد خطأ».

وأرسل الزوجان طلبات عديدة إلى «غوغل» لرفع القيود، ولكن بعد مرور أكثر من عامين، لم يتغير شيء، وقالا إنهما لم يتلقيا أي رد. وفي الوقت نفسه، كان موقع الويب الخاص بهما «يحتل مرتبة طبيعية تماماً» على محركات البحث الأخرى، لكن هذا لم يكن مهماً حقاً، وفقاً لشيفون؛ حيث إن «الجميع يستخدم (غوغل)».

واكتشف الزوجان لاحقاً أن موقعهما لم يكن الموقع الوحيد الذي فرضت عليه «غوغل» قيوداً في الوصول، وأن هناك نحو 20 موقعاً آخر يعانون الأمر ذاته.

وفي حكمها الصادر عام 2017، وجدت المفوضية الأوروبية أن «غوغل» روّجت بشكل غير قانوني لخدمة التسوق المقارن الخاصة بها في نتائج البحث، بينما خفّضت مرتبة المنافسين.


مقالات ذات صلة

«تشات جي بي تي» يدعم ميزة البحث المباشر لتعزيز دقة الإجابات

تكنولوجيا أوبن أي آي” تطلق ميزة البحث المباشر في “تشات جي بي تي”، لتمكين الوصول إلى معلومات محدثة (تشات جي بي تي)

«تشات جي بي تي» يدعم ميزة البحث المباشر لتعزيز دقة الإجابات

تهدف «أوبن إيه آي» من ذلك إلى تعزيز دقة الإجابات وتوفير تجارب أكثر تكاملاً.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا مبادرة «فرص الذكاء الاصطناعي» هي الأكبر لـ«غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (غوغل)

«غوغل» تطلق مبادرة بـ15 مليون دولار لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

إنها المبادرة الأكبر لـ«غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نسيم رمضان (دبي)
العالم شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

«ليس سهلاً نطقه»... روسيا تغرّم «غوغل» رقماً أكبر من إجمالي الناتج المحلي العالمي

فرضت محكمة روسية غرامة قدرها 2 سيزليون روبل على شركة «غوغل»، بسبب رفضها دفع غرامات سابقة لحجبها قنوات الإعلام الحكومية الروسية على موقع «يوتيوب».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شخص ينظر إلى جواله أمام شعار «غوغل كلاود» في مؤتمر «موبايل وورلد كونغرس» 2024 ببرشلونة (رويترز)

«ألفابت» تعلن نمو إيرادات السحابة بنسبة 35 %

قالت «ألفابت» الشركة الأم لـ«غوغل» إن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي «تؤتي ثمارها» حيث أعلنت عن زيادة بنسبة 35 % بإيرادات أعمالها السحابية

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
تكنولوجيا ميزة ملخصات الذكاء الاصطناعي تصل إلى أكثر من 100 دولة جديدة لتسهيل البحث عبر تقديم ملخصات سريعة للمعلومات المطلوبة «غوغل»

«غوغل» توسع ميزة الذكاء الاصطناعي في البحث إلى أكثر من 100 دولة

أعلنت «غوغل» عن خطوة جديدة وذكية تجعل تجربة البحث أسهل وأدق من أي وقت مضى، وهي إطلاق ميزة AI Overviews (الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي) في أكثر من 100 دولة

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
TT

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)

قالت دراسة علمية جديدة، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة بشكل كبير.

ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد حذرت الدراسة من أن الطاقة المتزايدة المطلوبة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً، فضلاً عن الاهتمام الأوسع باستخدامها، تجلب عواقب بيئية خطيرة.

ولفت الباحثون إلى أنه مع تطور هذه الأنظمة، فإنها تتطلب مزيداً من قوة الحوسبة، وبالتالي تتطلب مزيداً من الطاقة للتشغيل. فعلى سبيل المثال، يستخدم «شات جي بي تي 4» الحالي التابع لشركة «أوبن إيه آي» ضعف الطاقة، مقارنة بالنسخ السابقة منه.

وأكد الفريق أيضاً أن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي ينبعث منه 5 أضعاف ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من تشغيل وتصنيع السيارات الأميركية، لافتين إلى أن تأثير هذه الانبعاثات على البيئة قد يكون هائلاً.

وقد لفتت الدراسة إلى أن الانبعاثات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد تتسبب في خسائر بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، ودعت الحكومات والهيئات التنظيمية إلى توحيد طرق قياس هذه الانبعاثات، بالإضافة إلى قواعد جديدة لضمان الحفاظ عليها عند حد معين.

وقال منغ تشانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، والتابع لجامعة تشجيانغ الصينية: «إن النمو الهائل في قدرات الذكاء الاصطناعي يثير كثيراً من القلق بشأن تأثيره البيئي».

وأضاف: «تؤكد هذه الدراسة على الحاجة الملحة لتبني المسؤولين عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ممارسات أكثر خضرة ومعايير مستدامة، تقلل من الانبعاثات المضرة بالبيئة. وهدفنا هو تزويد صناع السياسات بالبيانات اللازمة لمعالجة البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي من خلال اللوائح الاستباقية».

وعلى النقيض من ذلك، يرى بعض العلماء أن الذكاء الاصطناعي يساهم في دراسة الظواهر البيئية، وتطوير حلول لمشكلاتها المختلفة، لافتين إلى أن إحدى الطرق الواعدة التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية البيئة، هي من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، مثل صور الأقمار الاصطناعية وأنماط الطقس، لتحديد الاتجاهات والأنماط التي قد يكون من الصعب أو المستحيل اكتشافها بالعين المجردة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتطوير استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة الموارد والحدّ من التأثير البيئي السلبي.