«غوغل» تعلن إيقاف برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجرها

برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر «غوغل بلاي» كان يهدف إلى مكافأة الباحثين عن اكتشاف الثغرات في تطبيقات «أندرويد» (غوغل)
برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر «غوغل بلاي» كان يهدف إلى مكافأة الباحثين عن اكتشاف الثغرات في تطبيقات «أندرويد» (غوغل)
TT

«غوغل» تعلن إيقاف برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجرها

برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر «غوغل بلاي» كان يهدف إلى مكافأة الباحثين عن اكتشاف الثغرات في تطبيقات «أندرويد» (غوغل)
برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر «غوغل بلاي» كان يهدف إلى مكافأة الباحثين عن اكتشاف الثغرات في تطبيقات «أندرويد» (غوغل)

أعلنت شركة «غوغل» عبر موقعها الإلكتروني، وأرسلت أيضاً بريداً موجهاً للمطورين المشاركين، عن قرارها بإيقاف برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر التطبيقات «غوغل بلاي»، المعروف باسم «Google Play Security Reward Program (GPSRP)»، اعتباراً من 31 أغسطس (آب) 2024. استمر هذا البرنامج لمدة 7 سنوات منذ انطلاقه في عام 2017، وكان يهدف إلى مكافأة الباحثين في مجال الأمن السيبراني على تحديد الثغرات الأمنية في التطبيقات الشائعة على نظام «أندرويد» والإبلاغ عنها بشكل مسؤول.

ماذا تغيّر؟

عندما أُطلق البرنامج لأول مرة، كان متاحاً لمجموعة محددة من المطورين الذين يمكنهم فقط تقديم الثغرات التي تؤثر على التطبيقات المؤهلة. ومع مرور الوقت، توسّع البرنامج ليشمل مجتمعاً أوسع يضم موظفين من شركات كبرى مثل «فيسبوك» و«أمازون» و«سنابشات» و«تيك توك» و«سبوتيفاي».

الصورة تعلن عن إغلاق برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر «Google Play» في 31 أغسطس 2024 (غوغل)

في البداية، كانت المكافآت تتراوح بين 1000 دولار و5000 دولار أميركي، حسب خطورة الثغرة المكتشفة. ولكن بمرور الوقت، زادت «غوغل» المكافآت إلى 3000 دولار لاكتشاف ثغرات تؤدي إلى سرقة بيانات خاصة غير آمنة (Insecure Private Data)، وحتى 20 ألف دولار لاكتشاف الثغرات المتعلقة بتنفيذ التعليمات البرمجية عن بُعد (Remote Code Execution).

الصورة توضح معايير المكافآت لبرنامج مكافآت الثغرات الأمنية لـ«متجر غوغل» (غوغل)

سبب إيقاف البرنامج

أعلنت «غوغل» أن سبب إيقاف البرنامج يعود إلى انخفاض في عدد الثغرات الأمنية القابلة للتنفيذ التي تم الإبلاغ عنها، نتيجة لزيادة عامة في مستوى أمان نظام «أندرويد» وتعزيز الميزات الأمنية. وبعبارة أخرى، تشير «غوغل» إلى أن النظام أصبح أكثر أماناً، مما قلل من الحاجة إلى برنامج مكافآت الثغرات.

تأثير الإيقاف

يشكل إيقاف برنامج «GPSRP» أخباراً جيدة وسيئة في الوقت نفسه. فمن جهة، يعني هذا أن التطبيقات الأكثر شعبية أصبحت أكثر صرامة في تعاملها مع الأمان، وهو أمر إيجابي للمستخدمين. ولكن من جهة أخرى، قد يؤدي عدم وجود حوافز مالية للباحثين الأمنيين للإبلاغ عن الثغرات التي يكتشفونها في المستقبل إلى احتمالية تسرب بعض الثغرات من دون اكتشافها أو معالجتها.

ماذا يعني هذا لمطوري التطبيقات؟

قرار «غوغل» بإيقاف برنامج «GPSRP» يضع المطورين أمام تحديات جديدة. يجب عليهم الآن الاعتماد بشكل أكبر على فرقهم الداخلية لاكتشاف ومعالجة الثغرات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، يتعيّن عليهم مواكبة التحديثات الأمنية المستمرة التي تجريها «غوغل» على نظام «أندرويد» لضمان عدم تعرض تطبيقاتهم للمخاطر الأمنية.

في ظل غياب برنامج مكافآت الثغرات، يتوقع أن تتحمل «غوغل» مسؤولية أكبر في تأمين متجرها الخاص بالتطبيقات «Google Play» من خلال تقنيات متطورة وأدوات فحص تلقائي. كما ينبغي للمطورين تعزيز استراتيجياتهم الأمنية الداخلية لضمان حماية المستخدمين من الثغرات الأمنية.

يعكس قرار «غوغل» بإيقاف برنامج «GPSRP» التقدم الكبير الذي حققه النظام في مجال الأمان، لكنه يفتح أيضاً الباب أمام تحديات جديدة تتطلب مزيداً من الاهتمام والتركيز من قبل المطورين.


مقالات ذات صلة

إذا كنت تعاني من كتابة بريد إلكتروني... «غوغل» تقدم لك الحل

تكنولوجيا بحد أدنى 12 كلمة يمكن لـ«جيمناي» تحويل ملاحظات المستخدمين إلى بريد إلكتروني مصقول وجاهز للإرسال (شاترستوك)

إذا كنت تعاني من كتابة بريد إلكتروني... «غوغل» تقدم لك الحل

«ساعدني في الكتابة» و«صقل مسودتي» لمساعدة المستخدمين في صقل رسائلهم دون عناء.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار «غوغل» أمام المقر الرئيسي للشركة خلال حدث «صنع من قبل غوغل» في ماونتن فيو كاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد اتهامها باحتكار السوق... تفكيك «غوغل» خيار تدرسه الولايات المتحدة

ذكرت «بلومبرغ» أن وزارة العدل الأميركية تدرس خيارات تشمل تفكيك «غوغل» التابعة لشركة «ألفابت» بعد اتهامها باحتكار السوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا صانع المحتوى أنطونيو كاهون من المكسيك يحمل هاتف «Pixel 9 Pro XL» وهاتف «Nexus 5» الذكي من عام 2013 في حدث Made by Google في ماونتن فيو كاليفورنيا (رويترز)

«بيكسل 9» من «غوغل» يؤدي دور سكرتير المستخدم

عرضت «غوغل»، أمس الثلاثاء مميزات النسخة الجديدة من هواتفها الذكية «بيكسل» Pixel المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مواصلة بذلك سعَيها إلى إنشاء أدوات…

«الشرق الأوسط» (ماونتن فيو)
تكنولوجيا بدأت سلسلة هواتف بيكسل من «غوغل» في عام 2016، مع التركيز على تقديم تجربة «آندرويد» نقية وكاميرات متفوقة (غوغل)

تعرف على جديد «غوغل» في مؤتمر «Made by Google 2024»

أثبتت شركة «غوغل» مرة أخرى في عام 2024 أنها واحدة من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا من خلال مجموعة من الإعلانات المثيرة خلال حدث «Made by Google 2024»…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

هل ستكون تقنيات أولمبياد باريس نموذجاً للمدن الذكية مستقبلاً؟

لعبت «إنتل» دوراً محورياً في دمج الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المشجعين والرياضيين والمنظمين (إنتل)
لعبت «إنتل» دوراً محورياً في دمج الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المشجعين والرياضيين والمنظمين (إنتل)
TT

هل ستكون تقنيات أولمبياد باريس نموذجاً للمدن الذكية مستقبلاً؟

لعبت «إنتل» دوراً محورياً في دمج الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المشجعين والرياضيين والمنظمين (إنتل)
لعبت «إنتل» دوراً محورياً في دمج الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المشجعين والرياضيين والمنظمين (إنتل)

لطالما كانت الألعاب الأولمبية مسرحاً لعرض قمة الإنجاز البشري الرياضي. لكن في السنوات الأخيرة، أصبحت أيضاً منصة لإظهار كيف يمكن للتكنولوجيا إحداث ثورة في الرياضة. لم تكن أولمبياد باريس 2024 التي انتهت في الحادي عشر من الشهر الحالي استثناءً، بل استفادت شركة «إنتل» من هذا الحدث العالمي لتسليط الضوء على استراتيجيتها «الذكاء الاصطناعي في كل مكان». وأكدت سارة فيكرز، رئيسة برنامج «إنتل» الأوليمبي والبارالمبي، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» من باريس، أن الأهداف الرئيسية لدمج الذكاء الاصطناعي في الألعاب الأولمبية كانت متعددة الأوجه، مع التركيز على تعزيز التجربة الشاملة لجميع أصحاب المصلحة.

سارة فيكرز رئيسة برنامج «إنتل» الأوليمبي والبارالمبي متحدثة إلى «الشرق الأوسط» (إنتل)

خلال أيام الأولمبياد، لم يكن تكامل الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي يتعلق بالكفاءة التشغيلية فحسب؛ بل كان يتعلق بإنشاء بيئة غامرة يمكن الوصول إليها. وأضافت فيكرز أنه من خلال العمل كنقطة انطلاق للابتكارات، أظهرت «إنتل» كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين الخدمات اللوجيستية وتحسين إمكانية الوصول وتعزيز مشاركة المشجعين خلال أحد أهم الأحداث الرياضية في العالم.

تعزيز إمكانية الوصول للجميع

كان أحد الإنجازات البارزة لحلول الذكاء الاصطناعي من «إنتل» في أولمبياد باريس 2024 تعزيز إمكانية الوصول للحاضرين من ذوي الإعاقة البصرية. وأشارت فيكرز إلى تطوير تطبيق هاتف ذكي قائم على الكاميرا يوفر الملاحة الداخلية والصوتية، والمصمم خصيصاً لمنشأة تدريب فريق الولايات المتحدة خارج باريس. وأوضحت أنه من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي المبني على معالجات «Intel Xeon» تم تسهيل تطوير تطبيق توجيه يساعد الحاضرين من ذوي الإعاقة البصرية على التنقل في المساحة، ودعم المزيد من السهولة والاستقلال.

معالجات «Intel Xeon» سهّلت تطوير تطبيق توجيه يساعد الحاضرين من ذوي الإعاقة البصرية على التنقل (إنتل)

استخدم هذا التطبيق أجهزة «ليدار» ( LiDAR) لإنشاء توأم رقمي للمساحة المادية، تمت معالجته باستخدام تقنية «Intel OpenVINO» لضمان زمن انتقال منخفض ودقة عالية. كانت النتيجة خطوة مهمة إلى الأمام في وضع معيار جديد لإمكانية الوصول في الأحداث واسعة النطاق. واقترحت فيكرز أنه يمكن تطبيق تقنيات مماثلة في الأماكن العامة، مثل المطارات ومحطات القطارات، وبالتالي تحسين التنقل للجميع.

تحسين الخدمات اللوجيستية وتعزيز الكفاءة

من خلال الاستفادة من التحليلات المعالجة على خوادم «Intel Xeon» و«Intel OpenVINO»، قدمت حلول الذكاء الاصطناعي مراقبة في الوقت الفعلي لمستويات الإشغال في أماكن مختلفة، مثل مراكز الوسائط والصالات. سمح هذا للمنظمين بتحسين التوظيف وخدمات الطعام والشراب والنقل؛ ما يضمن تخصيص الموارد بكفاءة وتقديم الخدمات على الفور. وأشارت فيكرز إلى أن «حلول الذكاء الاصطناعي رصدت طوابير الانتظار في مراكز النقل لتحديد الاختناقات وتنفيذ التدابير اللازمة للحد من أوقات الانتظار؛ ما عزز بشكل كبير التجربة الإجمالية للمشاركين المعتمدين».

لم يعمل هذا التطبيق الناجح للذكاء الاصطناعي على تحسين الكفاءة التشغيلية في الحدث فحسب، بل قدم أيضاً رؤى قيّمة لمشاريع المدن الذكية المستقبلية. أظهرت التكنولوجيا التي تم عرضها في باريس 2024 كيف يمكن توسيع نطاق الذكاء الاصطناعي لتعزيز البنية التحتية الحضرية؛ مما يمهد الطريق لبيئات حضرية أكثر ذكاءً وكفاءة.

نموذج للمدن الذكية المستقبلية

إن التقنيات التي تم تطويرها ونشرها في «باريس 2024» لها آثار بعيدة المدى تتجاوز الألعاب الأولمبية. وأكدت فيكرز أن الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تم عرضها خلال الحدث يمكن أن تكون بمثابة نموذج لمشاريع المدن الذكية المستقبلية. وأوضحت أنه من خلال تحليل البيانات التي تم جمعها من مجموعة سكانية معينة، يمكن لمخططي المدن تحديد أفضل الممارسات لإدارة المرور وتخصيص الموارد وإمكانية الوصول العام. يمكن أن يؤدي هذا النهج إلى تطوير المناطق الحضرية التي ليست أكثر كفاءة فحسب، بل وأيضاً أكثر شمولاً.

إن حلول إمكانية الوصول التي تم تنفيذها في الألعاب الأولمبية مهمة بشكل خاص للبنية التحتية الحضرية المستقبلية. وأشارت فيكرز إلى أن هذه الابتكارات تعزز التصميم الشامل والتنقل؛ مما قد يعزز إمكانية الوصول إلى الأماكن العامة في جميع المدن. ومع تبني المزيد من المدن هذه التقنيات، يمكنها إنشاء بيئات تستوعب الأفراد ذوي الإعاقة؛ مما يؤدي إلى بيئات حضرية أكثر عدالة، حيث يمكن للجميع التنقل بحرية وثقة.

خبراء: دور الذكاء الاصطناعي في الرياضة والبيئات الحضرية سيستمر في النمو (إنتل)

التغلب على التحديات

على الرغم من النجاحات التي تحققت في «باريس 2024»، فإن توسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي من الألعاب الأولمبية إلى البيئات الحضرية الدائمة يطرح الكثير من التحديات. أقرّت فيكرز بأن دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي مع البنية التحتية الحالية للمدينة، وضمان خصوصية البيانات وأمنها، والحفاظ على نماذج الذكاء الاصطناعي مع تطور المدن هي اعتبارات بالغة الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تأمين الموارد المالية والبشرية لمشاريع الذكاء الاصطناعي واسعة النطاق واكتساب ثقة الجمهور في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الحضرية الحرجة أمر ضروري للتبني الأوسع.

ومع ذلك، فإن الخبرة المكتسبة من تنفيذ الذكاء الاصطناعي في أولمبياد باريس 2024 توفر خريطة طريق قيّمة للتغلب على هذه التحديات. من خلال معالجة هذه القضايا بشكل استباقي، يمكن للمدن أن تضع نفسها بشكل أفضل لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعزز الحياة الحضرية؛ مما يجعلها أكثر استدامة وكفاءة.

الذكاء الاصطناعي في الأحداث الكبيرة

بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن ينمو دور الذكاء الاصطناعي في الألعاب الأولمبية المستقبلية وغيرها من الأحداث الكبرى بشكل أكثر أهمية. وتتوقع فيكرز أن يكون الذكاء الاصطناعي محورياً لتعزيز مشاركة المشجعين وتحسين الكفاءة التشغيلية وضمان إمكانية الوصول لجميع الحاضرين. وتضيف: «إن التنفيذ الناجح لتقنيات الذكاء الاصطناعي في (باريس 2024) يشكّل سابقة للأحداث المستقبلية، ويبرز الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في الرياضة وخارجها».

مع استمرار تطور تقنية الذكاء الاصطناعي، ستتوسع تطبيقاتها في الأحداث واسعة النطاق؛ مما يؤدي إلى حلول أكثر ابتكاراً تعزز التجربة الشاملة للمشاركين والمتفرجين على حد سواء. لن يفيد هذا التطور الألعاب الأولمبية فحسب، بل سيحفز أيضاً تبنياً أوسع للذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات والقطاعات.