«أوبن أيه آي» تقدم «GPT-4o mini»... نموذج أصغر وأرخص للذكاء الاصطناعي

يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)
يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)
TT

«أوبن أيه آي» تقدم «GPT-4o mini»... نموذج أصغر وأرخص للذكاء الاصطناعي

يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)
يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)

أعلنت شركة «أوبن أيه آي» عن إطلاق «GPT-4o mini»، وهو نموذج صغير للذكاء الاصطناعي فعال من حيث التكلفة، مصمم لجعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أقل تكلفة واستهلاكاً للطاقة. وتهدف هذه المبادرة إلى توسيع إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، واستهداف مجموعة أوسع من العملاء والمطورين.

بدعم من «مايكروسوفت» تقود «أوبن أيه آي» سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي وتركز على خفض التكاليف وتعزيز كفاءة نماذجها. ويأتي هذا التطور في وقت حرج حيث يسعى المنافسون الرئيسيون مثل «ميتا» و«غوغل» للحصول على حصة أكبر في السوق. بسعر 15 سنتاً فقط لكل مليون رمز إدخال و60 سنتاً لكل مليون رمز إخراج، يعد «GPT-4o mini» أرخص بنسبة تزيد على 60 في المائة من سابقه «GPT-3.5 Turbo».

تأمل «أوبن أيه آي» في أن يمثل إطلاق «GPT-4o mini» علامة بارزة في تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

لا يتميز «GPT-4o mini» بالقدرة على تحمل التكاليف فحسب، بل يتميز أيضاً بأداء فائق. فهو يتفوق على نموذج «GPT-4» في تفضيلات الدردشة ويسجل نسبة مذهلة تبلغ 82 في المائة في المعيار الشامل لفهم لغة المهام المتعددة (MMLU). يقوم هذا المعيار بتقييم قدرات النماذج اللغوية في فهم اللغة واستخدامها عبر مختلف المجالات، مما يدل على قابلية التطبيق المعززة في العالم الحقيقي.

وللمقارنة، حصل برنامج «Gemini Flash» من «غوغل» على 77.9 في المائة، وسجل «كلود هايكو» من «أنثروبيك» 73.8 في المائة على نفس المعيار.

يعالج هذا النموذج الجديد تحدياً رئيسياً في تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو القوة الحسابية العالية المطلوبة لتشغيل النماذج الكبيرة. ومن خلال تقديم نموذج أصغر يتطلب قوة حسابية أقل، توفر «أوبن أيه آي» خياراً أقل تكلفة للشركات ذات الموارد المحدودة. وهذا يجعل من الممكن لمجموعة واسعة من الشركات نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها.

أداة أكثر قوة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة

حالياً، يدعم «GPT-4o mini» النص والرؤية في واجهة برمجة التطبيقات (API)، مع خطط مستقبلية لتشمل دعم المدخلات والمخرجات النصية والصورة والفيديو والصوت. سيؤدي هذا التوسع في القدرات إلى تعزيز تنوع النموذج وإمكانية تطبيقه عبر حالات الاستخدام المختلفة.

سيتمكن مستخدمو خطط «شات جي بي تي» المجانية و«بلس» و«وتيم» من الوصول إلى «GPT-4o mini» فوراً، ليحل محل «GPT-3.5 Turbo». أما مستخدمو المؤسسات فسيتمكنون من ذلك بدءاً من الأسبوع المقبل. تهدف إمكانية الوصول هذه إلى تزويد المستخدمين بأداة أكثر قوة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة.

يمثل تقديم «GPT-4o mini» خطوة كبيرة إلى الأمام في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة وعملياً للاستخدام اليومي. من خلال خفض التكاليف والحفاظ على الأداء العالي، تستعد «أوبن أيه آي» لتمكين مجموعة واسعة من التطبيقات المبنية على الذكاء الاصطناعي، بدءاً من روبوتات الدردشة لدعم العملاء في الوقت الفعلي وحتى مهام تحليل البيانات المعقدة.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

متسللون يخترقون «أوبن إيه آي»... ويكشفون محادثات داخلية

تمكّن متسللون من اختراق أنظمة شركة «أوبن إيه آي» التي طورت برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا أطلقت «أوبن إيه آي» تطبيق «ChatGPT» لسطح المكتب لأجهزة «Mac» لتوفير وصول سريع وسهل للذكاء الاصطناعي دون الحاجة لاستخدام المتصفح (أوبن إيه آي)

بماذا يتميز تطبيق «شات جي بي تي» للكومبيوتر المكتبي عن الويب؟

الفرق بين استخدام تطبيق «تشات جي بي تي» (ChatGPT) للكومبيوتر المكتبي، واستخدام الخدمة على واجهة الويب، مع التركيز على الفوائد والنصائح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق صورة من هاتف لـ«شات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» في 21 مارس (بوستون أسوشييتد برس)

كيف يكشف الأساتذة غش الطلاب باستعمال «شات جي بي تي»؟

مع ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي، يواجه الأساتذة تحدياً جديداً يتجلى في التأكد من أن الواجبات والتقارير المكتوبة لم تتم بواسطة هذه المحركات الذكية.

كوثر وكيل (لندن)
تكنولوجيا يختص «ChatGPT» بإنشاء تنسيقات نصية والإجابة عن الأسئلة في حين يركز «Copilot» على تعزيز الإنتاجية في البرمجة وتحليل البيانات (شاترستوك)

«شات جي بي تي» أو «كوبايلوت»... من تختار؟ ولماذا؟

يعتمد الاختيار بين «شات جي بي تي» و«كوبايلوت» على احتياجاتك وسياقك المحددين لذا من المهم فهم قدرات ومميزات كل منهما.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية
TT

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

على الرغم من ظهور أجهزة الكومبيوتر الشخصية، والإنترنت، وغير ذلك من الابتكارات التكنولوجية العالية، فإن الكثير من العالم الصناعي عالق في ركود النمو الاقتصادي، حيث من المتوقع أن تتوسع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الإجمال بنسبة 1.7 في المائة فقط هذا العام.

تحسين متواضع

يطلق خبراء الاقتصاد أحياناً على هذه الظاهرة مفارقة الإنتاجية productivity paradox. وكتب برنهارد وارنر (*) أن الأمل الجديد الكبير هو أن يكسر الذكاء الاصطناعي هذا الرتابة - لكن الشكوك تحوم حول ذلك.

وقد أثارت ورقة بحثية متشككة بشكل خاص كتبها دارون أسيموغلو Daron Acemoglu، خبير اقتصاد العمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نقاشاً ساخناً. وخلص أسيموغلو إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يساهم إلا في إحداث تحسين «متواضع» لإنتاجية العامل الفرد الواحد، وأنه لن يضيف أكثر من 1 في المائة إلى الناتج الاقتصادي الأميركي على مدى العقد المقبل.

وهذا الرقم يتضاءل، مقارنة بتقديرات خبراء اقتصاد بنك غولدمان ساكس، الذين توقعوا العام الماضي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7 في المائة خلال الفترة نفسها.

آمال المعسكر المتفائل

وقد علق المعسكر المتفائل آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي، إذ يرى سام ألتمان من شركة «أوبن إيه آي OpenAI» المصنعة لـ«تشات جي بي تي» ChatGPT أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الفقر.

وقال جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، المهيمنة على صناعة الرقائق المستخدمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، إن التكنولوجيا بشرت بـ«الثورة الصناعية القادمة».

ولكن إذا كانت المحركات الذكية مخطئة، فقد يسبب ذلك مشكلة للعالم المتقدم، الذي يحتاج بشدة إلى اختراق في الإنتاجية مع تقدم قوة العمل في السن، وانحدارها.

الذكاء الاصطناعي لن يعكس الركود

هذا ما قاله أسيموغلو لصحيفة «نيويورك تايمز». وأحد أسباب لك، هو أن التكنولوجيا الجديدة هذه يمكنها أتمتة نحو 5 في المائة فقط من مهام موظف المكتب. وأضاف «الذكاء الاصطناعي لديه الكثير ليقدمه للمساعدة في مشكلة الإنتاجية. لكنه لن يفعل ذلك على مساره الحالي؛ ولهذا السبب أنا منزعج للغاية من الضجيج المثار حوله».

دارون أسيموغلو

يرى أسيموغلو الذكاء الاصطناعي كأداة يمكنها أتمتة المهام الروتينية - على سبيل المثال، تسريع كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو عروض المبيعات أو وضع رموز الكومبيوتر الأساسية. ولكن هل من الممكن أن يساعد ذلك العمال على مواجهة تحديات أكثر تعقيداً مثل تطوير استراتيجية عمل لإطلاق منتج جديد؟

وتساءل عما إذا كانت التكنولوجيا وحدها قادرة على مساعدة العمال «على أن يكونوا أفضل في حل المشكلات أو القيام بمهام أكثر تعقيداً». وأضاف أن تحقيق ذلك سيعني أن الشركات سوف تشهد ارتفاع إنتاجية العمال.

فقاعة مضاربات مالية

ربما لا تكون وجهة نظر أسيموغلو المتشائمة مفاجئة. فقد كان يكتب لعقود من الزمان عن التأثيرات الإيجابية والسلبية لتأثير التكنولوجيا على سوق العمل والاقتصاد. وحذر من أن سباق التسلح بين شركات التكنولوجيا الكبرى للهيمنة على الذكاء الاصطناعي قد يكون له تأثير مزعزع للاستقرار على المجتمع.

وهو ليس الوحيد الذي يشكك في ضجة الذكاء الاصطناعي. فقد حذر ديفيد كاهن، الشريك في شركة رأس المال الاستثماري العملاقة «سيكويا»، والمحللون في باركليز وغولدمان ساكس أخيراً من أن المليارات من الدولارات التي تصبها الشركات في الذكاء الاصطناعي قد تخلق فقاعة مضاربات. (ومع ذلك، قادت سيكويا للتو جولة تمويلية لشركة فايرووركس إيه آي الناشئة).

نظم ذكية لخفض التكاليف وعدم الكفاءة

ويقول المنتقدون إن أسيموغلو يقلل من أهمية إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحفيز التقدم العلمي وتأثيره على عالم الأعمال. ويقول تايلر كاون، الخبير الاقتصادي الذي قال إن النموذج وراء دراسة أسيموغلو خاطئ: «ستأتي الكثير من فوائد الذكاء الاصطناعي من التخلص من الشركات الأقل إنتاجية».

وتبدو ليندا غراتون، أستاذة ممارسات الإدارة في كلية لندن للأعمال التي تقدم المشورة للشركات بشأن تبني الذكاء الاصطناعي، متفائلة. لكنها تعتقد أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت التكنولوجيا ستكون تطبيقاً قوياً جداً لتعزيز الإنتاجية حتى يتم اختبارها في مكان العمل على مدى السنوات القليلة المقبلة.

تحفيز الابتكار

وقالت غراتون إن الشركات تجري بالفعل تجارب ذكاء اصطناعي نابضة بالحياة. وأضافت أن بعض الشركات ستنظر إلى الذكاء الاصطناعي «كأداة لخفض التكاليف وعدم الكفاءة. ولكن إذا كانت الشركة تريد البناء من أجل النمو، فستحتاج إلى أدوات للابتكار».

ويشير أسيموغلو أيضاً إلى أهمية تحفيز الابتكار لتعزيز كفاءة مكان العمل، وبالتالي جعل البلدان المتقدمة في السن أكثر قدرة على المنافسة.

ولكن هل الذكاء الاصطناعي هو الأداة اللازمة لتحقيق ذلك؟ أجاب على هذا السؤال برقم: 40 في المائة... أي أنه إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على أتمتة هذه النسبة تقريباً من عبء المهام الذي ينجزه العامل النموذجي، فإنه سيعيد النظر في موقفه من التكنولوجيا. وأضاف: «أنا لست متشائماً تماماً».

(*) خدمة «نيورك تايمز».

حقائق

نحو 5 %

من مهام موظف المكتب يمكن أتمتته