نصائح لحماية خصوصيتك في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي

كثير من الخبراء لديهم مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
كثير من الخبراء لديهم مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

نصائح لحماية خصوصيتك في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي

كثير من الخبراء لديهم مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
كثير من الخبراء لديهم مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي (رويترز)

أصبح الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية يشغلان جانباً كبيراً من حياتنا بشكل زائد.

وعلى الرغم من اعتقاد كثير من الخبراء والمحللين أن هذا التطور التكنولوجي قد يسهم في نفع المجتمع، وتسهيل كثير من الأمور على الأشخاص والشركات، فإن البعض الآخر لديه عدة مخاوف بشأنه وبشأن انتهاكه لخصوصية الأفراد.

وأعلنت شركة «أبل» قبل أيام إضافة عدد كبير من ميزات الذكاء الاصطناعي في جوالاتها، والتي قال إيلون ماسك إنها يمكن أن تتسبب في «انتهاك أمني غير مقبول».

وفي الشهر الماضي، أثارت شركة «مايكروسوفت» مخاوف أمنية أيضاً عندما أعلنت عن ميزة من شأنها أخذ لقطات شاشة (screenshots) لأجهزة الكومبيوتر المحمولة الخاصة بالمستخدمين كل بضع ثوانٍ.

وفي هذا السياق، قالت فوني غاموت، المسؤولة عن منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة الأمن السيبراني «مكافي» لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «التكنولوجيا في حد ذاتها رائعة، ونحن بحاجة إليها بوصفها جزءاً من التطور الطبيعي بحياتنا. لكن كيفية استخدام التكنولوجيا هي الشيء الذي يجب أن يثير قلقنا».

وأضافت أن «الذكاء الاصطناعي هو مجرد أداة يستخدمها الأشخاص السيئون للقيام بعمليات احتيال أو جمع بيانات خاصة بالأشخاص».

وقدمت غاموت وعدد من الخبراء العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي الآخرين عدة نصائح يمكن اتخاذها لحماية بيانات الأشخاص وخصوصيتهم في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي والجوالات الذكية.

وهذه النصائح هي:

تحقق من إعدادات جوالك

تقول غاموت: «انتقل إلى إعدادات جوالك، وانقر على (الميكروفون)، وشاهد جميع التطبيقات التي تستخدم الميكروفون. لماذا يحتاج تطبيق الخرائط إلى ميكروفون؟ أنت لست بحاجة إلى ذلك».

وأضافت: «ثلاث ثوانٍ فقط من تسجيل صوتك بالميكروفون كافية لاستنساخ صوتك من قبل المحتالين».

وتابعت: «اذهب إلى كل التطبيقات التي لديها إذن لاستخدام الكاميرا والميكروفون والملفات الموجودة على جوالك وموقعك، وتأكد من أنك تشارك بياناتك فقط مع التطبيقات التي تحتاج لهذه البيانات».

قراءة الشروط والأحكام

أكد كونور ماكافري من شركة «سيكيوريتي ساينسيز ليميتد»، وهي شركة لأمن بيانات الذكاء الاصطناعي على ضرورة قراءة شروط وأحكام المواقع المختلفة أثناء تصفح الإنترنت.

وأضاف: «المثال الأكثر شيوعاً هو شروط وأحكام ملفات تعريف الارتباط، حيث يجب أن تقرأها جيداً لفهم ماهية البيانات التي سيجمعها الموقع عنك، وماذا سيفعل بها».

أصبح الذكاء الاصطناعي يشغل جانباً كبيراً من حياتنا (رويترز)

هل تحتاج إلى إعطاء هذه المعلومات عن نفسك؟

تقول غاموت: «تجمع الشركات البيانات لبيعها في الأغلب. هذا هو الشيء الوحيد الذي يهتمون به، لذلك ينبغي عليك التفكير في المعلومات التي تحتاج إلى جعلها متاحة لموقع أو شركة ما بالفعل. إذا كان الموقع خاصاً بالبيع والشراء، فمن المنطقي أن تسجل عنوانك به، ولكن في سيناريوهات أخرى، قد لا يكون ذلك ذا صلة».

وتابعت: «اسأل نفسك دائماً: هل من المنطقي أن أترك بريدي الإلكتروني وعنواني وعمري ورقم جواز سفري بهذا الموقع؟ عليك أن تكون حذراً للغاية مع مثل هذه الأمور».

هل الأمر يستحق الإفصاح عن بياناتك؟

الشيء الكبير الأخير الذي ينبغي عليك التفكير به هو ما إذا كان استخدامك لموقع أو تطبيق بعينه يستحق منح شخص ما إمكانية الوصول إلى بياناتك وجوالك.

وقال ماكافري: «كن واعياً بأن بياناتك هي شيء عالي القيمة جداً. وكثيراً ما تتاجر بها المنظمات».

وأشار ماكافري على وجه التحديد إلى التطبيقات المجانية مثل الألعاب. فعلى الرغم من أنك لا تدفع مقابل التطبيقات بالمال، فمن المحتمل أنك تدفع بمعلوماتك الشخصية.

وأكمل قائلاً: «لا أقوم بتنزيل تطبيقات الألعاب المجانية؛ لأنني أعلم أنها تقوم فقط بسحب جميع بياناتي من جوالي وإعادة بيعها».

وتابع: «يمكن أن تكون هذه الألعاب ممتعة. لكن الأمر يتعلق بما إذا كانت خمس دقائق من المتعة تستحق بيع تاريخ ميلادي أو أي معلومات أخرى عني».


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى
TT

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى

ساكرامنتو تستضيف بطولة الرياضات الإلكترونية الكبرى

احتضن الفائزون بعضهم، وهز الخاسرون رؤوسهم، وانفجر المشجعون في الهتافات.

معارك رياضية إلكترونية

احتدمت المشاعر في معرض «كال أكسبو» Cal Expo هذا الأسبوع، حيث اشتبك الطلاب من جميع أنحاء البلاد في معارك رياضية إلكترونية متوترة وعالية المخاطر، كما كتب ماثيو ميراندا (*).

في المسابقات التي تضم لوحات المفاتيح ونقرات الماوس المحمومة، تنافس لاعبو ألعاب الفيديو في ألعاب مثل Super Smash Bros Ultimate and Street Fighter 6.

وقالت أنجيلا برنهارد توماس، كبيرة مسؤولي الرياضات الإلكترونية في بطولة Collegiate Esports Commissioners Cup West الإقليمية: «إنها مثل بطولة (مارتش مادنيس) March Madness، لكنها ألعاب فيديو».

لاعبو مدرسة سنتر الثانوية أثناء المنافسة في أول بطولة ألعاب إلكترونية كبرى في ساكرامنتو

فرق مدرسية إلكترونية تنافسية

استضافت ساكرامنتو البطولة في وقت تنمو فيه شعبية الرياضات الإلكترونية، مع تشكيل المزيد من المدارس لفرق تنافسية، واستقطب الحدث الذي استمر ثلاثة أيام، 22 فريقاً جامعياً من 18 ولاية وأكثر، من 150 طالباً في المدرسة الثانوية المحلية.

وقالت أنجيلا برنهارد توماس: «معظم لاعبي الكلية الذين يلعبون هنا هذا الأسبوع مواظبون على الدراسة، ويحصلون على منح دراسية للعب ألعاب الفيديو»، وأضافت: «هذا شيء لم نفكر أبداً أنه سيحدث حقاً».

على المسرح الرئيسي، واجهت ولاية سان خوسيه فريق «يو سي ريفرسايد» في نهائي مكثف من Super Smash Bros. Ultimate - لعبة قتال ومنصة تضم شخصيات العديد من إبداعات نينتندو.

بطولة الرياضات الإلكترونية الوطنية

خرج فريق «يو سي ريفرسايد» المكون من أربعة أفراد منتصراً للعام الثاني على التوالي، وسيتقدم الفريق، جنباً إلى جنب مع أبطال عطلة نهاية الأسبوع الآخرين، إلى بطولة الرياضات الإلكترونية الوطنية في تكساس، في مايو (أيار) المقبل.

وقال كين هوانغ، طالب يدرس الرياضيات التطبيقية في «يو سي ريفرسايد»، إنه يأمل في أن يعزز الفوز الاعتراف بالرياضات الإلكترونية داخل الجامعة.

في السنوات الأخيرة، صنفت بعض الكليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة فرق الرياضات الإلكترونية الخاصة بها على أنها رياضات مدرسية رسمية.

وأضاف هوانغ الذي مارس اللعبة لمدة 8 سنوات: «هذه الحالات توفر المزيد من الفرص للتمويل والسفر. ويعد فريق Super Smash Bros التابع لجامعة كاليفورنيا ريفرسايد نادياً ترفيهياً».

وتابع: «نأمل في أن يدفعنا أداؤنا الجيد والحصول على نتائج إلى القول إننا لسنا مجرد نادي ترفيهي».

رياضة للصغار والكبار

في مكان قريب، هتفت إيلينا فيريل، البالغة من العمر 15 عاماً، بينما كانت صديقتها تتنافس في لعبة Valorant، وهي لعبة إطلاق نار شهيرة من منظور الشخص الأول. وصاح الجميع معاً بحماس، ورفعوا أيديهم أحياناً احتفالاً.

حافظت فيريل، قائدة فريق اللعب المكون من 12 لاعباً في مدرسة «سنتر» الثانوية في أنتيلوب، على نشاط زملائها في الفريق من خلال إطعامهم وتقديم المشروبات لهم.

وبالقرب منها جلس والدا فيريل على بُعد أقدام قليلة، يراقبان ابنتهما الصغرى بابتسامات فخورة. وحضر آباء ثلاثة لاعبين آخرين، اعتادوا على شغف أطفالهم بالمنافسة عبر الإنترنت. وقالت والدتها لأنيل فيريل باربي: «أستمتع بمشاهدتهم وهم منخرطون في شيء ما. نريد أن نراهم يفعلون شيئاً إيجابياً، حتى لو كان ذلك ألعاباً». وتابعت: «أشعر بالضياع لأن لديهم لغتهم الخاصة... نطرح الكثير من الأسئلة، وأحياناً يجيبون عنها. لكننا ما زلنا ضائعين».

* «ذا ساكرمنتو بي»، خدمات «تريبيون ميديا».