كيف سيغير الذكاء الاصطناعي أجهزة «آيفون»؟

تعتزم العاصمة اليابانية طوكيو إطلاق تطبيق مواعدة خاص بها (رويترز)
تعتزم العاصمة اليابانية طوكيو إطلاق تطبيق مواعدة خاص بها (رويترز)
TT

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي أجهزة «آيفون»؟

تعتزم العاصمة اليابانية طوكيو إطلاق تطبيق مواعدة خاص بها (رويترز)
تعتزم العاصمة اليابانية طوكيو إطلاق تطبيق مواعدة خاص بها (رويترز)

كشفت «أبل»، أمس (الاثنين)، عن نظام «أبل إنتليجنس»، الذي يعتمد على تسخير التقدم في الذكاء الاصطناعي لتحسين البرامج التي تعمل على تشغيل أجهزة «آيفون» وغيره من منتجات الشركة.

ووفقاً لموقع «أكسيوس» الإخباري، فقد قالت «أبل» إن هذا النظام الجديد سيصل في وقت لاحق من هذا العام كجزء من تحديثات أنظمة التشغيل القادمة لأجهزة «آيفون» و«آيباد» و«ماك».

فكيف سيؤثر هذا النظام على أجهزة «آيفون»؟

فيما يتعلق بالميزات الجديدة، فقد كشفت الشركة عن تحديث بالمساعد الصوتي «سيري»، بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لمنحه القدرة على فهم المستخدم بشكل أفضل وتقديم نصائح له عند كتابة الرسائل وتعديل الصور.

علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لفرز الرسائل الواردة للمستخدمين وتلخيصها.

وهناك ميزة أخرى يتيحها الذكاء الاصطناعي لمستخدمي «آيفون» تتمثل في تحديد الإشعارات المهمة وإبرازها وإسكات إشعارات أخرى أقل أهمية، أو تلخيص الدردشات الجماعية الطويلة والمزدحمة في إشعار واحد.

وسيمكن النظام الجديد المستخدمين من جدولة بعض الرسائل (أي إرسالها تلقائياً في وقت محدد) أو الرد بسرعة على رسالة ما باستخدام أي رمز تعبيري، أو إضافة تأثيرات على النص (مثل تغيير لونه أو حجمه أو وضع علامات ترقيم به على سبيل المثال).

امرأة تستخدم جهاز «آيفون» حال مرورها بشعار «أبل» المضاء في متجر الشركة بمحطة «غراند سنترال» بنيويورك (رويترز)

وستسمح «أبل» للمستخدمين أيضاً بإرسال الرسائل عبر القمر الاصطناعي عندما لا يتوفر الاتصال الخلوي.

وفيما يتعلق بالصور، سيقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء صور ورموز تعبيرية مخصصة (emoji)، يطلق عليها اسم «genmoji»، وذلك فقط من خلال وصف المستخدم للصورة أو الرمز المطلوب للنظام.

ويمكن أيضاً إنشاء الرسوم المتحركة المخصصة لأمور منها على سبيل المثال: تمنى عيد ميلاد سعيد لصديق.

وستتيح ميزة أخرى للمستخدمين إزالة أي شخص أو شيء غير المرغوب فيه من الصور الملتقطة، كما يسمح الذكاء الاصطناعي أيضاً بإجراء بحث عميق داخل مكتبة الصور، فعلى سبيل المثال، يمكن للمرء أن يطلب من النظام البحث عن صور لشخص معين في ملابس معينة.

وأعلنت «أبل» عن شراكة مع «أوبن إيه آي» لدمج تطبيق «تشات جي بي تي» في أجهزتها، مضيفة أنه يمكن الوصول إلى روبوت الدردشة الذائع الصيت مجاناً، ولن يتم تسجيل معلومات المستخدمين. ويمكن لـ«سيري» الآن الاستفادة من خبرة «شات جي بي تي» لتقديم إجابات أكثر دقة وفاعلية. فإذا وجه المستخدم سؤالاً صعباً للمساعد الصوتي، فإنه سيسأله عما إذا كان يفضل الحصول على رد من «تشات جي بي تي».

تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» يتحدث خلال الإعلان عن المنتجات الجديدة في مؤتمر مطوري «أبل» (رويترز)

الحفاظ على الخصوصية

وتقول «أبل» إنها حرصت في نظامها الجديد على الحفاظ على خصوصية المستخدمين، باستخدام ما تسميه «الحوسبة السحابية الخاصة»، التي لا تسمح لشركة «أبل» أو غيرها بتخزين بيانات المستخدم.

وأكدت الشركة أنها ستخفي عناوين بروتوكول الإنترنت (IP addresses)، وهو رقم خاص يميز كل جهاز متصل بالإنترنت، كما لفتت إلى أن نظام «أوبن إيه آي» لن يخزن أنشطة المستخدمين واستفساراتهم عليه.

وفيما يتعلق بالخصوصية أيضاً، ستمنح «أبل» المستخدمين خيار «قفل lock» تطبيقات معينة، وعدم فتحها إلا ببصمة وجه أو يد المستخدم أو عن طريق إدخال رمز مرور.

وقد تكون الميزة مفيدة بشكل خاص لحماية بيانات المستخدم في التطبيقات المصرفية.


مقالات ذات صلة

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا يدعم الجهاز اتصال Wi-Fi 6E و5G للاتصال الأسرع بالإضافة إلى منفذ USB-C لنقل البيانات بسرعة 10 غيغابايت في الثانية (أبل)

«أبل» تكشف النقاب عن «آيباد ميني» الجديد بشريحة «A17 برو»

أعلنت «أبل» اليوم عن جهاز «آيباد ميني» الجديد، بنفس التصميم السابق ويأتي معززاً بشريحة «A17» برو القوية.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا التحديث «18.0.1» يحل مشكلات تتعلق باللمس وإصلاح تعطل الكاميرا في وضع «الماكرو» (أبل)

تحديث «iOS 18.0.1»... إصلاحات لمشكلات اللمس والكاميرا في هواتف «آيفون 16»

أصدرت «أبل» التحديث «iOS 18.0.1» لمعالجة مجموعة من المشكلات التي ظهرت بعد إطلاق نظام «iOS 18»، خصوصاً على هواتف «آيفون 16» و«آيفون 16 برو». التحديث الجديد يركز…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب

تعرف على أبرز مميزات التحديث الجديد لآيفون «آي أو إس 18»

ستصدر «أبل» التحديثات الجديدة الخاصة بأجهزتها رسمياً، غداً (الاثنين)، ومن ضمنها تحديث «آي أو إس 18».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».