تعرف على أبرز مميزات التحديث الجديد لآيفون «آي أو إس 18»

واحدة من أهم ميزات الأمان هي قفل التطبيقات

«iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب
«iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب
TT

تعرف على أبرز مميزات التحديث الجديد لآيفون «آي أو إس 18»

«iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب
«iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب

ستصدر «أبل» التحديثات الجديدة الخاصة بأجهزتها رسمياً، غداً (الاثنين)، ومن ضمنها تحديث «آي أو إس 18»، الذي يعدّ امتداداً لسلسلة التحسينات المستمرة على نظام التشغيل الذي بدأ في 2007 مع إطلاق أول هاتف آيفون. منذ ذلك الحين، أصبح «iOS» المحرك الأساسي لأجهزة آيفون، مقدماً تطورات ملحوظة في كل إصدار. مع الإعلان عن «آيفون 16» الجديد الذي يتميز بأداء أعلى وكاميرات محسنة، يأتي «آي أو إس 18» ليكمل هذه التطورات مع التركيز على تحسين تجربة المستخدم، وتعزيز الأمان، وزيادة التخصيص، ليقدم للمستخدمين تجربة أكثر مرونة وفاعلية.

1- تحسينات سيري (Siri)

في تحديث «آي أو إس 18»، شهد «سيري» عديداً من التحسينات التي تجعل من تجربة المساعد الشخصي أكثر ذكاءً وتفاعلية. أصبح «سيري» قادراً على فهم السياق بشكل أفضل، حيث يمكنه تتبع المحادثات السابقة وربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة التي تم تقديمها. يمكن لـ«سيري» الآن إجراء بحث شامل داخل الجهاز، مما يتيح لك الوصول إلى الملفات والمعلومات الشخصية بسرعة. تم تحديث شكله أيضاً، حيث يظهر الآن بوصفه حلقةً مضيئةً على الشاشة عند تفعيله، مما يجعل التفاعل معه أكثر وضوحاً وجاذبية. بالإضافة إلى ذلك، أضافت «أبل» خيار الاستعانة بـ«شات جي بي تي (ChatGPT)» لمساعدتك في مهام معينة في تحديث قادم برقم 18.1، مما يوسع من نطاق قدرات «سيري» ليشمل إنشاء المحتوى، والرد على أسئلة أكثر تعقيداً.

في «iOS 18» تم تحسين «Siri» ليصبح أكثر ذكاءً وتفاعلاً حيث يفهم السياق بشكل أفضل ويتيح الوصول السريع للمعلومات الشخصية مع تحديثات شكلية وخيارات تخصيص إضافية (أبل)

2- تخصيص الشاشة الرئيسية

يوفر «آي أو إس 18» خيارات تخصيص أوسع للشاشة الرئيسية، بما في ذلك إزالة زر الفلاش والكاميرا من شاشة قفل الهاتف أو أستبدالها، مما يمنح المستخدمين مرونة أكبر في تخصيص هذه الواجهة وفقاً لاحتياجاتهم الشخصية. هذه التحديثات تجعل من تجربة المستخدم أكثر تخصيصاً وسهولة. ولأول مرة، تتيح «أبل» تغيير لون الأيقونات لتتماشى مع الوضع المظلم، مما يوفر تناسقاً بصرياً أفضل للشاشة الرئيسية.

يوفر «iOS 18» خيارات تخصيص أوسع للشاشة الرئيسية بما في ذلك إمكانية إزالة أو استبدال زر الفلاش والكاميرا من شاشة القفل. كما تتيح «أبل» لأول مرة تغيير لون الأيقونات لتتناسب مع الوضع المظلم مما يوفر تجربة بصرية متناسقة ومخصصة أكثر (أبل)

3- قفل التطبيقات

واحدة من أهم ميزات الأمان في «آي أو إس 18» هي قفل التطبيقات، التي تمكنك من حماية التطبيقات الحساسة باستخدام «فيس آي دي (Face ID)» أو «تاتش آي دي (Touch ID)». حتى لو كان الهاتف غير مقفل، لا يمكن الوصول إلى هذه التطبيقات إلا بعد المصادقة. هذا يوفر حماية إضافية للبيانات الشخصية والتطبيقات المهمة مثل تطبيقات البريد الإلكتروني أو الرسائل أو الصور. هذه الميزة تجعل الجهاز أكثر أماناً من الوصول غير المصرح به، خصوصاً في حالة فقدان أو سرقة الهاتف.

واحدة من أبرز ميزات الأمان في «iOS 18» هي قفل التطبيقات باستخدام «Face ID» أو «Touch ID». حتى لو كان الهاتف غير مقفل لن يمكن الوصول إلى التطبيقات المحمية إلا بعد المصادقة مما يوفر حماية إضافية للبيانات الشخصية (أبل)

4- الويدجت الديناميكية

أصبح بإمكان المستخدمين الآن تعديل حجم الويدجت مباشرة من الشاشة الرئيسية، مما يتيح لهم تحويلها من أيقونة صغيرة إلى ويدجت كبيرة توفر معلومات أكثر تفصيلاً. يمكنك ببساطة السحب لتغيير حجم الويدجت أو استخدام القائمة السياقية لتعديل حجمها بشكل أسرع. هذا التحديث يعزز من المرونة في تخصيص الشاشة الرئيسية وفقاً لاستخداماتك المختلفة، سواء أكان ذلك لعرض مزيد من التفاصيل من التطبيقات أم للحفاظ على واجهة بسيطة.

في «iOS 18» يمكن للمستخدمين تعديل حجم الويدجت مباشرة من الشاشة الرئيسية مما يتيح تحويلها من أيقونة صغيرة إلى ويدجت كبيرة تحتوي على مزيد من المعلومات بسرعة وسهولة (أبل)

5- ميزات تطبيق الرسائل

تحديث تطبيق الرسائل يأتي مع مجموعة من التحسينات التي تعزز من التفاعل والتخصيص. من أبرزها القدرة على جدولة الرسائل، مما يتيح للمستخدمين إرسال الرسائل في وقت محدد، وهو شيء طالما انتظره المستخدمون. كما تمت إضافة تأثيرات النصوص التي تتيح لك تخصيص الرسائل باستخدام تنسيقات مثل الخط العريض والخط المائل. إضافة إلى ذلك، يمكنك الآن إرسال رسائل عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام «آيفون 14 (iPhone 14)»، أو الأحدث في حال عدم توفر شبكة «واي فاي (Wi-Fi)» أو اتصال خلوي، مما يجعل التواصل ممكناً حتى في المناطق النائية.

في «iOS 18» يقدم تطبيق الرسائل ميزات جديدة مثل جدولة الرسائل وتخصيص النصوص بتنسيقات مميزة وإمكانية إرسال رسائل عبر الأقمار الاصطناعية باستخدام «iPhone 14» أو أحدث (أبل)

6- مركز التحكم المخصص

يأتي مركز التحكم في «آي أو إس 18» بتصميم جديد تماماً يسمح للمستخدمين بإعادة ترتيب الأدوات والاختصارات حسب احتياجاتهم. يمكنك تخصيص الأحجام ومجموعات الأدوات، بما في ذلك أدوات «هوم كيت (HomeKit)» والتحكم في تشغيل الوسائط والاتصال. إضافة إلى ذلك، يمكن تقسيم مركز التحكم إلى صفحات متعددة، بحيث يمكن لكل صفحة أن تحتوي على مجموعة مختلفة من الأدوات، مثل التحكم في الموسيقى أو الإعدادات الذكية للمنزل.

في «iOS 18» تم تحديث مركز التحكم بتصميم جديد يسمح بإعادة ترتيب الأدوات والاختصارات حسب احتياجات المستخدم مع إمكانية تقسيمه إلى صفحات متعددة لسهولة الوصول إلى الميزات المختلفة (أبل)

7- وضع الألعاب

تحديث «آي أو إس 18» يجلب وضع الألعاب الذي يقلل من نشاط التطبيقات في الخلفية، مما يوجه جميع موارد الجهاز نحو تشغيل الألعاب بشكل أكثر سلاسة. هذا الوضع يقلل من التأخير في التحكم، ويضمن أن أداء الألعاب يكون في أعلى مستوياته. كما أن تحسينات هذا الوضع تشمل أيضاً تقليل التأخير في استجابة أجهزة التحكم وأجهزة الصوت مثل «إيربودز (AirPods)».

في «iOS 18» تمت إضافة «وضع الألعاب» الذي يقلل من نشاط التطبيقات في الخلفية ويوجه جميع موارد الجهاز نحو تحسين أداء الألعاب مما يقلل التأخير ويعزز تجربة اللعب (أبل)

8- التكامل مع هوم كيت (HomeKit)

تم تحسين «هوم كيت (HomeKit)» في «آي أو إس 18»، مما يتيح لك التحكم بشكل أسهل في جميع الأجهزة المنزلية الذكية المتصلة. يمكنك الآن إعداد مركز التحكم ليشمل أدوات «HomeKit»، مما يتيح لك الوصول السريع لأدوات التحكم في الإضاءة، والتكييف، والكاميرات الأمنية. هذه التحسينات توفر تكاملاً أوسع مع الأجهزة الذكية، مما يجعل إدارة المنزل الذكي أكثر سهولة وسرعة.

9- إخفاء التطبيقات

إضافة إلى ميزة قفل التطبيقات، يقدم «آي أو إس 18» إمكانية إخفاء التطبيقات من الشاشة الرئيسية، بحيث لا يمكن الوصول إليها إلا بعد المصادقة باستخدام «فيس آي دي (Face ID)» أو «تاتش آي دي (Touch ID)». يتم وضع التطبيقات التي تم إخفاؤها في مجلد سري لا يمكن الوصول إليه إلا عبر مصادقة خاصة، مما يضيف طبقة إضافية من الخصوصية وحماية البيانات الشخصية.

في «iOS 18» يمكنك إخفاء التطبيقات من الشاشة الرئيسية ووضعها في مجلد سري لا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام «Face ID» أو «Touch ID» مما يعزز الخصوصية وحماية البيانات (أبل)

10- تحسينات تطبيق الصور

تمت إعادة تصميم تطبيق الصور في «آي أو إس 18» ليشمل ميزات جديدة تتيح للمستخدمين تنظيم الصور بشكل أفضل. يمكن الآن تصنيف الصور في مجموعات منظمة حسب الأشخاص أو الرحلات أو الموضوعات، مما يجعل العثور على الصور أسهل وأكثر فاعلية. كما يمكن تخصيص علامات تبويب المكتبة؛ لعرض أفضل الصور والذكريات بسرعة وسهولة.

في «iOS 18» تم تحسين تطبيق الصور ليتيح تنظيم الصور في مجموعات حسب الأشخاص أو الرحلات أو الموضوعات مع إمكانية تخصيص علامات تبويب لعرض أفضل الصور والذكريات بسهولة (أبل)

11- وضع إخفاء العناصر المشتتة للانتباه

في «iOS 18»، قدمت «أبل» ميزة إخفاء العناصر المشتتة للانتباه في أثناء تصفح الإنترنت في متصفح سفاري. تعمل هذه الميزة على إزالة الإعلانات، والنوافذ المنبثقة، والمحتويات التي قد تعيق تركيز المستخدم عند قراءة المقالات أو تصفح المواقع. الهدف هو توفير تجربة تصفح أكثر نقاءً وتركيزاً، مما يسمح للمستخدمين بالتركيز على المحتوى الأساسي دون تشتت.

في «iOS 18» قدمت «أبل» ميزة «إخفاء العناصر المشتتة» في متصفح سفاري والتي تزيل الإعلانات والنوافذ المنبثقة مما يوفر تجربة تصفح أنقى وأكثر تركيزاً على المحتوى الأساسي (أبل)

12- إدارة كلمات المرور

يحتوي «آي أو إس 18» على تطبيق جديد مخصص لإدارة كلمات المرور، حيث يتم تخزين كلمات المرور ومفاتيح «آي كلاود كي تشين (iCloud Keychain)» في مكان واحد. هذا التطبيق يدعم أيضاً كلمات مرور «واي فاي (Wi-Fi)» وأكواد التحقق، مما يسهّل الوصول إلى المعلومات المهمة بسرعة وأمان على أجهزة «آيفون (iPhone)»، و«آيباد (iPad)»، و«ماك (Mac)»، و«ويندوز (Windows)».

في «iOS 18» تم إطلاق تطبيق جديد لإدارة كلمات المرور يجمع كلمات المرور ومفاتيح «iCloud Keychain» في مكان واحد مع دعم لكلمات مرور «Wi-Fi» وأكواد التحقق (أبل)

مميزات الذكاء الاصطناعي في «iOS 18.1»:

رغم أن تحديث «آي أو إس 18» يقدم ميزات رائعة، فإن الميزات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي المتقدمة تحت اسم «Apple Intelligence» ستصل مع «iOS 18.1» في أكتوبر (تشرين الأول) 2024. من بين هذه الميزات:

- ميزة تسجيل المكالمات: تتيح تسجيل المكالمات الهاتفية مع إشعار للطرف الآخر، وتخزين التسجيلات بشكل آمن في تطبيق الملاحظات مع تحويل الصوت إلى نص مكتوب.

- الذكاء البصري: الذي يتيح التعرف على الكائنات والأماكن باستخدام الكاميرا.

- أدوات الكتابة الذكية: لإعادة صياغة النصوص واقتراح الردود.

- تكامل «شات جي بي تي (ChatGPT)»: مع «سيري» لتنفيذ الطلبات المعقدة وإنشاء محتوى.

قائمة الأجهزة الداعمة للتحديث الجديد:

تحديث «iOS 18» يدعم مجموعة واسعة من أجهزة آيفون التي تشمل جميع الأجهزة التي كانت متوافقة مع «iOS 17». إليك قائمة الأجهزة التي تدعم التحديث:

- iPhone SE (الجيل الثاني والثالث)

- iPhone XR

- iPhone XS و iPhone XS Max

- iPhone 11، iPhone 11 Pro، و iPhone 11 Pro Max

- iPhone 12، iPhone 12 mini، iPhone 12 Pro*، و iPhone 12 Pro Max

- iPhone 13، iPhone 13 mini، iPhone 13 Pro، وiPhone 13 Pro Max

- iPhone 14، iPhone 14 Plus، iPhone 14 Pro، و iPhone 14 Pro Max

- iPhone 15، iPhone 15 Plus، iPhone 15 Pro، و iPhone 15 Pro Max

- أجهزة iPhone 16 القادمة ستأتي مع iOS 18 مثبت مسبقاً.

يشار إلى أن بعض الميزات المتقدمة مثل ميزات الذكاء الاصطناعي «Apple Intelligence» ستكون متاحة فقط على الأجهزة المزودة بشريحة «A17 Pro»، أو ما هو أحدث، مثل «iPhone 15 Pro»، و«iPhone 15 Pro Max».

ويجلب «آي أو إس 18» تحسينات شاملة تهدف إلى تعزيز الأمان، والأداء، وتخصيص تجربة المستخدم. سواء كنت تستخدمه لتخصيص الشاشة الرئيسية، أو الاستفادة من ميزات «Siri» المحسنة، أو التفاعل مع الأجهزة الذكية عبر «HomeKit»، فإن هذا التحديث يقدم لك مجموعة متنوعة من الأدوات لتحسين حياتك اليومية مع جهازك «الآيفون».


مقالات ذات صلة

«هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

عالم الاعمال «هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

«هونر» تُطلق هاتف «ماجيك 7 برو» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أعلنت شركة «هونر» العالمية للتكنولوجيا عن إطلاق هاتفها الجديد «هونر ماجيك 7 برو» في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تكنولوجيا توجهات تقنية في العام 2025

توجهات تقنية في العام 2025

تقنيات لرصد العمر البيولوجي للبشرة ونظارات للرؤية والسمع

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تعتمد النوافذ الذكية على جسيمات نانوية دقيقة تتلاعب بالضوء والحرارة من خلال عمليات التبعثر والامتصاص (أدوبي)

نوافذ ذكية تنظّم نقل الضوء والحرارة

تُعدل جسيمات نانوية دقيقة من شفافية وخصائص النوافذ الحرارية في الوقت الفعلي.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يقول الباحثون إن هذه التكنولوجيا مفيدة للأفراد في المناطق النائية أو ذات التحديات الاقتصادية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Firefly Bulk Create» ليست مجرد أتمتة بل هي تمكين للإبداعيين للتركيز على ما يجيدونه أيضاً (أدوبي)

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

الأداة تعد بإعادة تعريف سير العمل للمصورين وصناع المحتوى والمسوقين!

نسيم رمضان (لندن)

ماذا يعني حظر «تيك توك» لـ170 مليون مستخدم أميركي؟

يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)
يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)
TT

ماذا يعني حظر «تيك توك» لـ170 مليون مستخدم أميركي؟

يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)
يتخوف مراقبون من أن حظر «تيك توك» بالولايات المتحدة قد يدفع دولاً أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة (أدوبي)

يثير تأييد المحكمة العليا الأميركية بالإجماع، الجمعة، قانوناً فيدرالياً من شأنه حظر تطبيق «تيك توك» ابتداء من الأحد، في الولايات المتحدة نقاشات واسعة حول خصوصية البيانات والأمن القومي ومستقبل وسائل التواصل الاجتماعي. والسؤال الأبرز، ما التداعيات التي ستلحق بملايين المستخدمين والمبدعين والشركات التي تعتمد على المنصة؟

لماذا «تيك توك» تحت المجهر؟

واجه «تيك توك»، لسنوات، تدقيقاً متزايداً من الحكومة الأميركية، حيث تركزت المخاوف بشكل رئيسي على شركته الأم «بايت دانس»، التي تتخذ من الصين مقراً لها. يخشى المشرِّعون من أن «تيك توك» قد يُستخدم بوصفه أداة للمراقبة وجمع البيانات، وحتى لنشر الدعاية من قِبل الحكومة الصينية.

يقود لجنة الاستثمار الأجنبي بالولايات المتحدة (CFIUS) التحقيق في ممارسات «تيك توك» المتعلقة بالبيانات. بينما تنفي «بايت دانس» أي استخدام ضار للبيانات، فإن المخاوف بشأن إمكانية وصول السلطات الصينية إلى البيانات الحساسة للمستخدمين الأميركيين لا تزال قائمة، مما دفع إلى اقتراحات تشريعية تهدف إلى بيع التطبيق أو حظره.

يخشى المبدعون والمؤثرون بالولايات المتحدة من خسائر مالية وصعوبة إعادة بناء جمهورهم نتيجة الحظر (أدوبي)

تأثيرات الحظر على الأفراد والشركات

بالنسبة لأكثر من 160 مليون مستخدم أميركي لـ«تيك توك»، فإن الحظر سيغير الطريقة التي يتفاعلون بها مع المحتوى الرقمي على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح كيف سيعمل ذلك الحظر عملياً؛ لأنه لم يسبق لحكومة أميركية أن حظرت منصة رئيسية للتواصل الاجتماعي. المنصة المعروفة بمقاطع الفيديو القصيرة وخوارزمياتها الفريدة، أصبحت مصدراً رئيسياً للتسلية والتعلم والتواصل الاجتماعي والرزق أيضاً. ويُعدّ فقدان الوصول أول ما سيواجهه المستخدمون إذا حصل الحظر، وقد تجري إزالة التطبيق من متاجر التطبيقات، وحظر خدماته من قِبل مزوِّدي الإنترنت، مما يجعل الحسابات والمحتوى غير متاحين.

بلا شك أن «تيك توك» أضحى منصة لا غنى عنها لعدد لا يُحصى من مستخدمي جيل «الألفية» وجيل «زد»، ما قد يدفعهم إلى الانتقال إلى منصات بديلة مثل «إنستغرام ريلز»، و«يوتيوب شورتس».

كما قد يواجه المبدعون، الذين يكسبون من صندوق المبدعين في «تيك توك» وحملات الرعاية والعقود مع العلامات التجارية، خسائر كبيرة، وسيتطلب الانتقال إلى المنصات الأخرى وقتاً وجهداً، مع تحديات كبيرة في الوصول إلى الجمهور نفسه. ويُخشى من الفراغ الذي يمكن أن تتركه خوارزمية «تيك توك» لكثير من المستخدمين غير المعروفين للوصول إلى جمهور كبير.

«تيك توك» أصبح أيضاً أداة تسويق رئيسية للعلامات التجارية، خاصة التي تستهدف جماهير الشباب بفضل خوارزمياته الفريدة وعناصره الترويجية العضوية التي توفر وصولاً لا مثيل له.

والشركات التي تعتمد على «تيك توك» للإعلانات، ستضطر لتحويل جهودها إلى منصات أخرى قد تكون أكثر تكلفة وأقل فعالية. كما أن عدداً من الشركات الصغيرة التي تعتمد على أدوات «تيك توك» للانتشار السريع، قد يواجه تحديات في العثور على بدائل تسويقية مناسبة.

خصوصية البيانات والأمن القومي

يكمن جوهر النقاش حول حظر «تيك توك» في مسألة خصوصية البيانات والأمن القومي. يجمع «تيك توك» كميات هائلة من البيانات، مثل تفضيلات المستخدمين ومعلومات الأجهزة، ما يثير القلق حول إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى هذه المعلومات. من جهتها، أكدت «بايت دانس» أن بيانات المستخدمين الأميركيين مخزَّنة على خوادم في الولايات المتحدة وسنغافورة، مع خطط للانتقال بالكامل إلى خوادم «أوراكل»، ضمن مبادرة أُطلق عليها اسم «مشروع تكساس». ومع ذلك، لا يزال بعض المسؤولين يشككون في قدرة هذه الإجراءات على القضاء على المخاطر تماماً.

تنفيذ حظر «تيك توك» ليس بالأمر البسيط؛ فمحاولات حظر التطبيق في عام 2020 تحت إدارة ترمب واجهت عراقيل قانونية، حيث قضت المحاكم بأن الحكومة تجاوزت سلطتها.

ولتنفيذ الحظر الآن، قد يتطلب الأمر تشريعاً جديداً، مثل «قانون التقييد» (RESTRICT Act)، الذي يمنح الحكومة مزيداً من السيطرة على التكنولوجيا التي تُعد تهديداً أمنياً. ومع ذلك فإن تنفيذ الحظر قد يثير تساؤلات حول حرية التعبير والوصول إلى المعلومات، مما قد يؤدي إلى صراع بين الأمن القومي والحريات المدنية.

لتجاوز القيود قد يضطر بعض المستخدمين للبحث عن بدائل مثل «إنستغرام» و«يوتيوب شورتس» أو اللجوء للشبكات الافتراضية الخاصة «VPN» (أدوبي)

هل هناك بدائل لتجاوز الحظر؟

إذا جرى حظر «تيك توك»، فقد يبحث المستخدمون عن طرق لتجاوز القيود؛ منها استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة «VPNs». يمكن لهذه الشبكات تمكين المستخدمين من الوصول إلى التطبيق عن طريق إخفاء مواقعهم، على الرغم من أن ذلك قد ينتهك قوانين الولايات المتحدة. كما أنه يمكن للمبدعين والمستخدمين الانتقال إلى منصات؛ مثل «إنستغرام ريلز»، و«يوتيوب شورتس»، رغم أن هذه المنصات تفتقر إلى خوارزمية الاكتشاف الفريدة لـ«تيك توك». أيضاً اكتسب تطبيق صيني آخر يُدعى «ريد نوت» إقبالاً مفاجئاً في الولايات المتحدة بعد أن سجل 700 ألف مستخدم جديد حسابات فيه خلال اليومين الماضيين؛ ما يجعله التطبيق المجاني الأكثر تنزيلاً في متجر تطبيقات «أبل»، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

تأثير عالمي محتمل

يمكن أن يشجع حظر «تيك توك» في الولايات المتحدة دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة. على سبيل المثال، حظرت الهند «تيك توك» في عام 2020، لأسباب مشابهة، مما أدى إلى صعود منصات بديلة محلية.

ويتخوف كثيرون من أن الحظر الأميركي قد يشكل سابقة لفرض لوائح صارمة على التطبيقات المرتبطة بحكومات أجنبية.

تُسلط قضية «تيك توك» الضوء على تحول أوسع في كيفية تعامل الحكومات مع منصات التواصل الاجتماعي.

ومع تصاعد المخاوف بشأن خصوصية البيانات، قد تواجه منصات مثل «إنستغرام»، و«يوتيوب»، وحتى التطبيقات الأميركية، مزيداً من التدقيق. كما يمكن أن يشكل مصير «تيك توك» في الولايات المتحدة المسار المستقبلي لكيفية تنظيم المنصات الرقمية، مع موازنة الابتكار والاتصال مع الأمن والأخلاقيات.

فبينما يواجه المستخدمون والمبدعون والشركات حالة من عدم اليقين، يبدو أن الحوار الأكبر حول تنظيم المنصات الرقمية سيتوسع بشكل أكبر قريباً.