«مايكروسوفت» تطلق أدوات جديدة لتسريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتعلن عن تحديثات في «كوبايلوت»

«مايكروسوفت» تكشف عن مجموعة من أحدث الميزات في منصة أزور للذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات «كوبايلوت» (شاترستوك)
«مايكروسوفت» تكشف عن مجموعة من أحدث الميزات في منصة أزور للذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات «كوبايلوت» (شاترستوك)
TT

«مايكروسوفت» تطلق أدوات جديدة لتسريع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتعلن عن تحديثات في «كوبايلوت»

«مايكروسوفت» تكشف عن مجموعة من أحدث الميزات في منصة أزور للذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات «كوبايلوت» (شاترستوك)
«مايكروسوفت» تكشف عن مجموعة من أحدث الميزات في منصة أزور للذكاء الاصطناعي وتطوير قدرات «كوبايلوت» (شاترستوك)

أطلقت شركة «مايكروسوفت» منتجات وتحديثات جديدة ضمن حلولها القائمة على الذكاء الاصطناعي، منها منصة «أزور ستوديو للذكاء الاصطناعي»، باعتبارها جزءاً رئيسياً من منصة «مايكروسوفت كوبايلوت»، التي أصبحت متاحة الآن للجمهور.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح نموذج «GPT - 4o» الثوري الذي طورته شركة «OpenAI» متاحاً على منصة «أزور ستوديو للذكاء الاصطناعي»، وكواجهة لبرمجة التطبيقات. ويتميز هذا النموذج بالقدرة على معالجة النصوص والصور والصوت، مما يولّد تجارب جديدة متعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي والتفاعلي. وكذلك أطلقت «مايكروسوفت» نموذج «Phi - 3 - vision» متعدد الوسائط، وهو جزء من مجموعة نماذج اللغة الصغيرة «Phi - 3»، ويتوفر الآن نسخة تجريبية منه على منصة «أزور».

ميزة تدفق البيانات خلال الوقت الفعلي

تتضمن التحديثات التي أطلقتها «مايكروسوفت» ميزة تدفق البيانات خلال الوقت الفعلي، وتتوفر نسخة تجريبية منها حالياً، وتهدف إلى تمكين المحللين اليوميين من أداء مهامهم، من خلال تجارب بسيطة، دون كود أو ذات كود منخفض، وكذلك تمكين المطورين المحترفين بواجهات مستخدم ذات كود عالٍ للتعامل مع كميات هائلة من البيانات الحساسة للوقت والمفصلة بطريقة استباقية، وفي الوقت المناسب.

كما أطلقت «مايكروسوفت» نسخة تجريبية من «Microsoft Fabric Workload Development Kit»، وهي مجموعة من الأدوات المصممة لتوسيع وتعزيز التطبيقات ضمن منصة «فابريك».

هذا الإصدار يهدف إلى توفير تجربة متسقة ومتكاملة للمطورين وبائعي البرامج المستقلين، مما يعزز إمكاناتهم في تطوير وتنفيذ التطبيقات بكفاءة عالية.

«مايكروسوفت» تطلق العديد من الميزات والتحديثات خلال مؤتمر «بيلد 2024» (مايكروسوفت)

تحديثات وميزات منصة كوبايلوت

كشفت الشركة أيضاً عن مجموعة من التحديثات والميزات في منصة «كوبايلوت»، ومنها ميزة «تيم كوبايلوت». ويعمل هذا الحل الجديد على توسيع نطاق استخدام «كوبايلوت»، ضمن حزمة «مايكروسوفت 365»، وتحوله من كونه مساعد ذكاء اصطناعي شخصياً يعمل خلف الكواليس إلى أداة تعمل نيابة عن الفريق، مما يعزِّز بشكل كبير من التعاون وإدارة المشاريع.

إلى جانب ذلك، طوّرت شركة «مايكروسوفت» إمكانيات جديدة في منصة «كوبايلوت ستوديو»، من أجل تقديم المساعدة للمطورين على إنشاء أدوات مساعدة مخصصة تعمل برامج تستجيب بشكل استباقي للبيانات والأحداث المحددة.

وفي سياق متصل، أعلنت شركة «جيت هاب» عن إطلاق أول مجموعة من ملحقات أداة «جيت هاب كوبايلوت»، التي طوّرتها «مايكروسوفت» وشركاؤها، وتتوفر نسخة تجريبية خاصة منها. وتتيح هذه الملحقات للمطورين تخصيص تجربتهم في استخدام أداة «جيت هاب كوبايلوت»، وذلك باستخدام خدماتهم المفضلة، مثل «أزور» و«دوكر» و«سنتري» وغيرها من الخدمات، مباشرة في ميزة الدردشة في «جيت هاب كوبايلوت».

رقاقة حاسوبية جديدة تحمل اسم «كوبالت 100»

في إطار سعيها لتمكين المطوّرين من التعامل مع أعمال الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، كشفت «مايكروسوفت» النقاب عن رقاقة حاسوبية جديدة تحمل اسم «كوبالت 100».

هذه الرقاقة، التي تستخدم معالجات «ARM» تجري حالياً تجاربها الأولية، وتعتمد على التقنيات التي كشفت عنها الشركة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تأتي هذه الخطوة تتويجاً لجهود «مايكروسوفت» في تطوير الأجهزة الذكية، مما يمهِّد الطريق لجيل جديد من الحوسبة.

تُطلق «مايكروسوفت» الآلة الافتراضية «Azure ND MI300X v5» لعامة الجمهور الآلة الافتراضية «Azure ND MI300X v5»، وهي عبارة عن منتج من «مايكروسوفت» يستخدم لتعزيز الحوسبة عالية الأداء، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي؛ إذ تعمل هذه الآلة الافتراضية على تمكين المستخدمين من تشغيل تطبيقات ونماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة بكفاءة عالية، مستفيدة من أحدث التقنيات في معالجة البيانات والحوسبة.

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب إطلاق «مايكروسوفت» أجهزة الحاسب الآلي «كوبايلوت بلس»، في وقت سابق، وهي فئة جديدة من أجهزة الحاسب الآلي الذكية التي تعمل بنظام «ويندوز»، ومصممة خصيصاً للذكاء الاصطناعي.

والجدير بالذكر أن هذه الأجهزة مزودة برقائق سيليكون قوية قادرة على تنفيذ أكثر من 40 تريليون عملية في الثانية، وتعمل بطاريتها طوال اليوم، إلى جانب إمكانية الوصول إلى نماذج اللغة الكبيرة التي تعمل في سحابة «مايكروسوفت أزور»، بالتوازي مع نماذج اللغة الصغيرة، مما يمكن هذه الأجهزة من تحقيق أداء متميز وغير مسبوق.

شعار «مايكروسوفت» في مكاتب الشركة بمدينة إيسي ليه مولينو بالقرب من باريس (رويترز)

سلسلة أجهزة «كوبايلوت بلس»

وعلى صعيد جهودها الرامية لإحداث ثورة في تجربة المستخدم، أطلقت شركة «مايكروسوفت» سلسلة أجهزة «كوبايلوت بلس»، التي تجمع بين أحدث التقنيات والابتكارات.

من ضمن هذه الميزات، يبرز «ريكول»، الذي يمكن المستخدمين من استرجاع أي نشاط سابق فوراً على الحاسب الآلي، وميزة «كوكريتور» التي تسمح بإنشاء الصور وتعديلها باستخدام الذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي تقريباً على الجهاز ذاته، إلى جانب ميزة «لايف كابشنز» التي تساعد على تخطي حواجز اللغة، من خلال توفير الترجمة الفورية للنصوص، وترجمة المقاطع الصوتية من أكثر من 40 لغة إلى اللغة الإنجليزية.

وتتوفر هذه الميزات على مجموعة من الأجهزة الخفيفة والرقيقة من «مايكروسوفت سرفيس»، ومن شركاء «مايكروسوفت» في هذا المجال مثل شركات «آيسر» و«أسوس» و«ديل» و«إتش بي» و«لينوفو» و«سامسونغ». علماً بأن هذه الأجهزة متاحة للطلب المسبق بأسعار تبدأ من 999 دولاراً ابتداءً من 18 يونيو (حزيران) 2024.

وبالتزامن مع إطلاق أحدث الميزات التي أُعلن عنها في مؤتمر «بيلد 2024»، ستكون هذه الأجهزة في طليعة الجهود لتحويل نظام التشغيل «ويندوز» إلى المنصة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والوجهة الأمثل للمطورين.


مقالات ذات صلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

أدوات لأتمتة الأعمال اليومية دون الحاجة إلى أي معرفة برمجية مسبقة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

«مايكروسوفت» تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين في غزة

قالت «أسوشييتد برس» إن موظفين من شركة «مايكروسوفت» الأميركية أبلغاها بأن الشركة فصلتهما من خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الخميس

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم ناخبون ينتظرون للإدلاء بأصواتهم خلال التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية بولاية نورث كارولينا (إ.ب.أ)

«مايكروسوفت»: قراصنة إيرانيون يستهدفون مواقع للانتخابات الأميركية

قالت شركة «مايكروسوفت» في مدونة، نشرت اليوم (الأربعاء)، إن مجموعة قرصنة إيرانية تعكف على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار أدوات المساعدة الخاصة بـ«مايكروسوفت» التي تسمى «كوبايلوت» (رويترز)

أدوات ذكاء اصطناعي جديدة من «مايكروسوفت» لتنفيذ المهام نيابة عن البشر

أطلقت «مايكروسوفت» أدوات ذكاء اصطناعي جديدة تتيح لزبائنها إنشاء وسائل مساعدة خاصة بهم قادرة على التحادث مع البشر وتنفيذ المهام نيابة عنهم

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».