أكثر من مليون ومائتي ألف محاولة هجوم سيبراني عبر ألعاب الأطفال الأكثر شعبية

منها «ليغو» و«ديزني» و«ماينكرافت» وغيرها

كاسبرسكي... لإنشاء بيئة أكثر أماناً للأطفال يمكن البقاء على اطلاع بأحدث التهديدات والمراقبة النشطة لأنشطتهم عبر الإنترنت (شاترستوك)
كاسبرسكي... لإنشاء بيئة أكثر أماناً للأطفال يمكن البقاء على اطلاع بأحدث التهديدات والمراقبة النشطة لأنشطتهم عبر الإنترنت (شاترستوك)
TT

أكثر من مليون ومائتي ألف محاولة هجوم سيبراني عبر ألعاب الأطفال الأكثر شعبية

كاسبرسكي... لإنشاء بيئة أكثر أماناً للأطفال يمكن البقاء على اطلاع بأحدث التهديدات والمراقبة النشطة لأنشطتهم عبر الإنترنت (شاترستوك)
كاسبرسكي... لإنشاء بيئة أكثر أماناً للأطفال يمكن البقاء على اطلاع بأحدث التهديدات والمراقبة النشطة لأنشطتهم عبر الإنترنت (شاترستوك)

كشف خبراء «كاسبرسكي» عن إجمالي 1,264,866 محاولة لمهاجمة الأجهزة المحمولة والحواسيب المكتبية في الربع الأول من عام 2024، وكانت هذه المحاولات متخفية على هيئة مواضيع محبوبة لدى الأطفال. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 35 في المائة مقارنة بالربع الأول من عام 2023، عندما تم تسجيل 936,840 محاولة هجوم. وتظهر بيانات «كاسبرسكي» أن تهديدات الحواسيب المكتبية تهيمن بشكل كبير على عدد الهجمات المكتشفة خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وذلك بنسبة 98.7 في المائة تستهدف الحواسيب مقابل 1.3في المائة فقط تستهدف الأجهزة المحمولة.

مثال على صفحة منتجات الأطفال المصابة (كاسبرسكي)

واستناداً إلى البحث، شملت أهم العلامات التجارية التي استغلها مجرمو الإنترنت ألعاب الأطفال الأكثر شعبية مثل «Minecraft»، و«Roblox»، و«Brawl Stars». كما حاول المهاجمون أيضاً الاستفادة من أسماء منتجات مثل «ليغو» (LEGO)، وعدد من الرسوم المتحركة الشهيرة للأطفال بما في ذلك «Paw Patrol»، و«Bluey»، وشخصيات «ديزني» (Disney)، حيث يمكن استخدام أسماء هذه المنتجات للبحث عن الرسوم المتحركة، والأفلام، والمسلسلات التلفزيونية الشهيرة، والألعاب أو المنتجات الترويجية ذات الصلة. كما تم الكشف عن أكثر من 1.2 مليون إصابة ناتجة عن برامج التنزيل التي تم توزيعها في الربع الأول من عام 2024. وعلى الرغم من أن هذا النوع من البرمجيات ليس خبيثاً في حد ذاته، فإنه غالباً ما يتم استخدام أدوات التنزيل لتحميل تطبيقات أخرى قد تكون غير مرغوب فيها على الأجهزة.

برمجيات «حصان طروادة»

احتلت برمجيات «حصان طروادة» المرتبة الثانية بين التهديدات الأكثر انتشاراً والتي تتنكر في شكل المنتجات المفضلة للأطفال، وتعد برمجيات «حصان طروادة» برامج خبيثة يُمكنها السماح لمجرمي الإنترنت بجمع تفاصيل بطاقات الائتمان، أو بيانات تسجيل الدخول، أو تعديل البيانات، أو تعطيل أداء أجهزة الحواسيب. في الربع الأول من عام 2024، كانت هناك 27,576 محاولة لإطلاق برمجيات «حصان طروادة» على أجهزة المستخدمين، في حين أدت البرمجيات الإعلانية - وهي نوع من البرمجيات التي تعرض إعلانات منبثقة مزعجة غير مرغوب فيها على شاشة المستخدم - إلى 27,570 محاولة.

كما ترافق عدد الهجمات المتزايدة المكتشفة مع انخفاض في عدد المستخدمين المستهدفين الفريدين. وبالتحديد، تعرض 49,630 مستخدماً فريداً للهجوم في الربع الأول من عام 2024، فيما تعرض 57,873 مستخدماً للهجوم في الفترة نفسها من عام 2023، وذلك بانخفاض قدره 14 في المائة. قد يعني هذا أن الأطفال ربما استمروا في مواجهة تهديدات جديدة نتيجة لتنزيل الملفات الخبيثة بشكل متكرر من الإنترنت.

لتأمين الأطفال من تنزيل أي ملفات خبيثة أثناء أوقات لعبهم تنصح «كاسبرسكي» بتثبيت حل أمني موثوق على أجهزتهم (شاترستوك)

ومن خلال تحليل الحالات الفردية للهجمات على المستخدمين، وجد باحثو «كاسبرسكي» أن مجرمي الإنترنت ينشرون رسائل نصية قصيرة مزيفة وخبيثة على الأجهزة المحمولة تحت ستار لعبة «Brawl Stars» الشهيرة. وبالتحديد، قدموا الرسائل على أنها تتيح برمجية غش تمنح للاعبين أفضلية غير عادلة على اللاعبين الآخرين. لكن بمجرد تثبيته وتشغيله، يطلب التطبيق الإذن لكثير من الميزات (الكثير منها غير ضروري أو حتى خطر)، ثم تظهر النوافذ المنبثقة التي تتيح الوصول إلى المحتوى المطلوب، لكن دون تقديم المحتوى نفسه.

كذلك، عثر باحثو «كاسبرسكي» على صفحات ويب خبيثة تحتوي على ألعاب، ودمى، ومنتجات أخرى للأطفال. كانت هذه الصفحات موارد مشروعة في الأصل، لكنها تعرضت للاختراق من مجرمي الإنترنت لنشر البرمجيات الخبيثة لاحقاً. لذا وفي هذه الحالة، لا يقتصر الضحايا على الأطفال الذين يرغبون في اختيار لعبة جديدة، بل يتضمنون الآباء الذين يبحثون عن منتجات للأطفال كذلك.

يقول فاسيلي كولسنيكوف خبير برمجيات خبيثة في «كاسبرسكي» إن الهجمات على الأطفال أصبحت هجوما تقليديا لمجرمي الإنترنت، كما أنها ستُصبح أكثر نشاطاً. وأضاف أنه غالباً ما يفتقد الأطفال الدراية بأساسيات الأمن السيبراني، ويقعون بسهولة في فخاخ المهاجمين. ويوضح كولسنيكوف أن ذلك يمكن أن يحدث عند محاولة تنزيل نسخة مجانية من لعبة رائجة أو حلقة جديدة من الرسوم المتحركة المفضلة لديهم. ولهذا السبب، يعد التثقيف حول النظافة السيبرانية أمراً ضرورياً للآباء الذين يهتمون بسلامة أطفالهم في بيئة الإنترنت.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد جانب من معرض «آمن» للتوعية بالأمن السيبراني في السعودية (واس)

3.54 مليار دولار حجم سوق الأمن السيبراني بالسعودية في 2023

كشفت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في السعودية أن حجم سوق الأمن السيبراني في البلاد بلغ 13.3 مليار ريال (3.54 مليار دولار) في عام 2023.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا اليقظة وتدابير الأمان تمكّنان الأفراد من الدفاع عن بريدهم الإلكتروني ضد الجرائم الإلكترونية (شاترستوك)

​هل بريدك الإلكتروني بأمان؟ إليك بعض النصائح

تعد عناوين البريد الإلكتروني الشخصية والمهنية أهدافاً رئيسية لمجتمع متنامٍ من مجرمي الإنترنت المتطورين

نسيم رمضان (لندن)
خاص تزداد عمليات الاحتيال التي تستهدف المستهلكين عبر الرسائل والبريد الإلكتروني والقنوات الرقمية الأخرى (شاترستوك)

خاص تطبيقات الرسائل تشكل 62 % من عمليات الاحتيال الإلكتروني

غالباً ما يقوم المحتالون بإنشاء وتوزيع فرص عمل وهمية على منصات مثل «واتساب».

نسيم رمضان
تكنولوجيا برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجر «غوغل بلاي» كان يهدف إلى مكافأة الباحثين عن اكتشاف الثغرات في تطبيقات «أندرويد» (غوغل)

«غوغل» تعلن إيقاف برنامج مكافآت الثغرات الأمنية لمتجرها

البرنامج سيتوقف اعتباراً من 31 أغسطس (آب) 2024 بعد استمراره لمدة 7 سنوات!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

«تلغرام»... هل هو بوابة لـ«الإنترنت المظلم» في جيبك؟

شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)
شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)
TT

«تلغرام»... هل هو بوابة لـ«الإنترنت المظلم» في جيبك؟

شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)
شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

قبل نحو 9 أشهر، وخلال بحث جو تيدي، مراسل شؤون الأمن الإلكتروني في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، عن قصة صحافية جديدة، وجد نفسه مُضافاً إلى قناة كبيرة على تطبيق «تلغرام» تركز على بيع المخدرات، ثم تمّت إضافته إلى قناة تختص بالقرصنة، ثم أخرى تبيع كل الممنوعات من بطاقات الائتمان المسروقة حتى الأسلحة.

وأدرك تيدي وقتها أن إعدادات «تلغرام» الخاصة به جعلت من الممكن للأشخاص إضافته إلى قنواتهم دون أن يفعل أي شيء، وأبقى الإعدادات كما هي لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك، وفي غضون بضعة أشهر تمّت إضافته إلى 82 مجموعة مختلفة.

وبعد أن غيّر إعداداته لإيقاف ذلك، وجد أنه «في كل مرة يقوم فيها بتسجيل الدخول يتلقى آلاف الرسائل الجديدة من عشرات المجموعات غير القانونية النشطة للغاية» وفق قوله.

وأشعل اعتقال بافيل دوروف، مالك ومؤسس «تلغرام»، في فرنسا نقاشاً حول الإشراف على تطبيقه.

وتم توجيه الاتهام إلى دوروف بالتواطؤ «المشتبه به» في السماح للمعاملات غير المشروعة، والاتجار بالمخدرات والاحتيال ونشر صور الاعتداء الجنسي على الأطفال، بالانتشار على موقعه.

الإنترنت المظلم

وحسب تيدي، فلا شك أن الجريمة تحدث على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى أيضاً، لكن «تلغرام» يسهّل الأمر بصورة تجعل المشكلة «أوسع نطاقاً» وتسبب قلقاً متزايداً للعاملين في إنفاذ القانون.

ويصف مقدم البرامج المتخصصة في الأمن السيبراني، باتريك غراي، تطبيق «تلغرام» منذ أشهر بأنه «الويب أو الإنترنت المُظلم في جيبك». ويعدّ «الويب المظلم» جزءاً من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه إلا باستخدام برامج متخصصة، ويُستخدم في بيع السلع والخدمات غير القانونية.

وفي تعليقه على اعتقال دوروف، قال غراي إن «تلغرام كان ملاذاً للجريمة لفترة طويلة». وأضاف: «نحن نتحدث عن مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، ونتحدث عن بيع المخدرات، ونتحدث عن مستويات من الجريمة لا تحدث إلا على الويب المظلم ولا يفعل التطبيق شيئاً حيالها».

ويحب المجرمون شبكة الويب المظلمة؛ لأنها تسمح لهم بعدم الكشف عن هوياتهم، وهو ما يسمح به «تلغرام». ويقول الباحثون في شركة الأمن السيبراني «Intel471»: «قبل ظهور (تلغرام)، كان النشاط الإجرامي يتم بشكل أساسي باستخدام خدمات الويب المظلمة. لكن بالنسبة لمجرمي الإنترنت من المستوى الأدنى والأقل مهارة، أصبح (تلغرام) إحدى أكثر الوجهات شعبية عبر الإنترنت».

مواد إساءة معاملة الأطفال

تقول هيئة الإذاعة البريطانية: «في حين يستجيب (تلغرام) لبعض طلبات إزالة هذه المواد التي تقدم من الشرطة أو الجمعيات الخيرية، فإن التطبيق لا يشارك في البرامج التي تهدف إلى منع انتشار صور ومقاطع إساءة معاملة الأطفال جنسياً بشكل استباقي، ولا يبذل جهداً كافياً لمراقبة مواد إساءة معاملة الأطفال جنسياً»، وهو أحد الادعاءات الرئيسية من قبل المدعين العامين الفرنسيين.

بدوره، أخبر التطبيق هيئة الإذاعة البريطانية أنه يبحث «بشكل استباقي عن الأنشطة غير القانونية، بما في ذلك إساءة معاملة الأطفال جنسياً». وقال إن إجراءات «غير معلنة» تم اتخاذها ضد 45 ألف مجموعة في أغسطس (آب) وحده.

عدم التعاون مع الشرطة

ويعد الإشراف على المحتوى جزءاً من المشكلة التي يواجهها «تلغرام»، لكن نهجهه في التعامل مع طلبات الشرطة بإزالة المحتوى غير القانوني أو «تمرير الأدلة» يعد مشكلة أخرى.

ويمكن لـ«تلغرام» قراءة كل المحتوى المتداول عليه، وتمريره إلى الشرطة إذا أراد ذلك، لكنه ينص في شروطه وأحكامه على ألا يفعل ذلك.

وأشارت السلطات الفرنسية، فيما يخص الاتهامات بشأن دوروف، إلى أن الشرطة في فرنسا وفي بلجيكا أيضاً «كانت تعاني تاريخياً» من «انعدام شبه كامل للاستجابة من (تلغرام) للطلبات القانونية».