وحدات تخزين محمولة «آمنة»

خزنات محمية بلوحة أزرار وشاشات رقمية لمنع المتطفلين من الوصول إلى ملفاتك المهمة

وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج
وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج
TT

وحدات تخزين محمولة «آمنة»

وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج
وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج

تزداد سعات وحدات التخزين المحمولة بشكل مستمر، بهدف تسهيل نقل الكميات الكبيرة من البيانات أينما ذهب المستخدم. إلا أن هذا الأمر يجلب معه خطورة فقدان تلك الوحدات، وسهولة وصول أي شخص يعثر عليها إلى تلك البيانات، وخصوصاً أن تلك الوحدات تفتقر إلى سبل الحماية المدمجة. وأدى هذا الأمر إلى نشوء فئة خاصة من وحدات التخزين المحمولة المحمية، والمشفرة، والتي تقوم بتشفير البيانات داخل الوحدة، وليس من خلال نظام التشغيل، والتي اختبرت «الشرق الأوسط» مجموعة منها، ونذكر ملخص التجربة.

خزنة رقمية محمولة

أول وحدة تخزين آمنة جرى اختبارها هي «كينغستون آيرون كي كيباد 200» Kingston Iron key Keypad 200 التي تقدم لوحة أحرف وأرقام مدمجة في الوحدة نفسها، وظيفتها هي كتابة كلمة مرور لفك تشفير الملفات المخزنة داخلياً، وكأنها خزنة متنقلة. وحجم الأزرار مريح للاستخدام، ويمنع الضغط الخاطئ على أي منها. ويمكن استخدام لوحة الأزرار لإدخال كلمة مرور يتم اعتمادها لفك القفل في وحدة التخزين، والوصول إلى البيانات المخزنة داخلياً.

ولدى البدء باستخدام الوحدة للمرة الأولى، يجب إيجاد كلمة مرور خاصة بالمستخدم لإلغاء قفل الحماية، ومكونة من 8 إلى 15 رقماً أو حرفاً، ولا يمكن أن تكون أرقاماً أو أحرفاً متكررة، أو متتالية في صف واحد. ويمكن بعد ذلك استخدام كلمة المرور في كل مرة يرغب المستخدم فيها الوصول إلى الملفات المخزنة في الوحدة. وفي حال وصل الوحدة بالكومبيوتر وعدم إدخال كلمة المرور، فلن يتعرف نظام التشغيل على وجود الوحدة، نظراً لأن آلية التشفير تعمل على مستوى الدارات الإلكترونية داخل الوحدة، وليس من خلال برمجية في نظام التشغيل.

وتقدم الوحدة بطارية صغيرة مدمجة وظيفتها تسهيل عملية إلغاء قفل الوحدة قبل وصلها بالكومبيوتر (لمدة 30 ثانية قبل أن تقفل الوحدة نفسها تلقائياً)، أو في الأجهزة التي تحتوي على المنافذ في الجهة الخلفية، أو في مكان يصعب الوصول إليه، ومن ثم الضغط على الأزرار. وتتم معاودة شحن البطارية لدى وصل الوحدة بالجهاز. وبعد إدخال كلمة المرور، سيتحول الضوء الموجود أسفل أيقونة إلغاء القفل إلى اللون الأخضر، مع قفل الوحدة نفسها آلياً بعد إزالتها من الكومبيوتر.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن إعداد كلمة مرور لشخص مشرف يستطيع معاودة ضبط كلمة مرور المستخدم العادي في حال تم نسيان كلمة المرور، أو كتابتها بشكل خاطئ عشر مرات. ولكن في حال نسي المستخدم كلمة المرور الخاصة بالمشرف نفسه، فلا توجد أي طريقة لمعاودة ضبطها، ويجب إعادة ضبط الوحدة إلى إعدادات المصنع، وفقدان جميع البيانات المخزنة فيها، وذلك بهدف حماية بيانات المستخدم من السرقة. وفي حال تمت محاولة إدخال كلمة مرور المشرف بشكل خاطئ 10 مرات، فستقوم الوحدة بحذف جميع البيانات، وإعادة ضبط نفسها إلى إعدادات المصنع بشكل آلي.

كما تدعم الوحدة إمكانية وضعها في نمط القراءة فقط، وذلك لحماية الملفات الموجودة فيها لدى وضعها في كومبيوتر غير آمن قد يحتوي على برامج فدية، أو برمجيات خبيثة تقوم بنسخ نفسها إلى الوحدة.

حماية متقدمة لبياناتك المهمة في وحدة «آيرون كي كيباد 200» المحمولة

أحدث مستويات التشفير

وتمت إضافة طبقة خاصة على كل زر بهدف إخفاء البصمات الناجمة عن الضغط عليها، وبالتالي زيادة مستويات الحماية. ويوجد فوق لوحة الأزرار رمزان، الأول لقفل الوحدة، والثاني لفك القفل، حيث يشير الضوء المضاء أسفل أي من الرمزين إلى الحالة أو الوضع الحالي الذي يتم استخدامه. كما يوجد غطاء خاص لحماية وحدة التخزين من الغبار، والأوساخ أثناء التنقل.

وتستخدم الوحدة نظام حماية بتصنيف التشفير العسكري من الدرجة FIPS 140 - 3 من المستوى الثالث الأحدث الذي يلبي أحدث معايير الحكومة الأميركية والكندية لأجهزة التشفير. ويتم إقران ذلك أيضاً بتشفير XTS - AES بدقة 256 بت، والذي يعتمد على الدارات الإلكترونية لحماية البيانات، إلى جانب دعم التصدي للهجمات عبر أجهزة «يو إس بي» المخترقة BadUSB، وهجمات الاختراق بالتجربة المتكررة لكلمات السر Brute Force.

ولدى تجربة كتابة البيانات على الوحدة، استطاعت حفظ نحو 1 غيغابايت في أقل من 10 ثوانٍ. وتعمل الوحدة من خلال منفذ «يو إس بي تايب - إيه» القياسي بدعم لتقنية «3.2 الجيل الأول» من حيث سرعة نقل البيانات (145 ميغابايت في الثانية لقراءة البيانات و115 ميغابايت في الثانية لكتابتها). وتبلغ سماكتها 11 مليمتراً فقط، وهي مقاومة للمياه والغبار وفقاً لمعيار IP57، ومتوافرة بسعات 8 و16 و32 و64 و128 غيغابايت بأسعار 75 و100 و130 و165 و210 دولارات أميركية)، وهي متوافقة مع نظم التشغيل «ويندوز» و«لينوكس» و«ماك أو إس» و«كروم أو إس» و«آندرويد»، وأي نظام تشغيل يدعم استخدام وحدات التخزين المحمولة عبر منفذ «يو إس بي» مباشرة، أو باستخدام مهايئ Adaptor.

هذا، ويوجد إصدار من الوحدة يعمل بمنفذ «يو إس بي تايب - سي» من طراز Kingston Ironkey Keypad 200C بالسعات المذكورة، يضاف إليها سعة 256 غيغابايت بسعر 255 دولاراً أميركياً. ويقدم هذا الإصدار سرعات نقل للبيانات تبلغ 280 ميغابايت في الثانية للقراءة، و200 ميغابايت في الثانية للكتابة لسعات التخزين التي تتراوح بين 64 و256 غيغابايت (بسبب استخدام قناتين لنقل البيانات)، و145 ميغابايت في الثانية للقراءة، و115 ميغابايت في الثانية للكتابة لسعات التخزين التي تتراوح بين 8 و32 غيغابايت.

وحدة تخزين بشاشة تعمل باللمس

وتقدم وحدة التخزين «آيرون كي فولت برايفسي 80 إي إس» Ironkey Vault Privacy 80es سهولة نقل البيانات الضخمة جداً بمستويات حماية وتشفير متقدمة، وطريقة للتفاعل معها من خلال شاشة تعمل باللمس موجودة على جهتها الخارجية تعرض الصورة بوضوح كبير. وفور وصل الوحدة المحمولة بأي جهاز، ستظهر لوحة المفاتيح والأرقام على الشاشة، لإدخال كلمة المرور، وفك تشفير الوحدة، والبدء باستخدام الملفات. وتعمل الوحدة بمعالج خاص يقوم بتشفير وفك تشفير البيانات، إلى جانب استخدام نظام التشغيل XTS - AES بدقة 256 بت للحصول على مستويات تشفير فائقة. هذا الأمر يعني أنك لن تحتاج لاستخدام برمجيات تشفير لمحتوى وحدة التخزين لحمايتها.

وحدة «آيرون كي فولت برايفسي 80 إي إس» المحمولة بشاشة تعمل باللمس

هيكل الوحدة مصنوع من الزنك بسبب قدرته العالية على تبديد الحرارة الناجمة عن الاستخدام المكثف، ومتانته العالية في الوقت نفسه، وتستجيب الشاشة الملونة التي تعمل باللمس للأوامر بسرعة. ومن الضروري أن تكون كلمة المرور مكونة من مجموعة مختلفة وفريدة من الأرقام والحروف لزيادة قوتها. وبمجرد إدخال كلمة المرور، ستكون لديك ثوانٍ معدودة للضغط على زر الإعدادات لتعديل كلمة المرور في حالة الرغبة بذلك، أو إنشاء كلمة مرور جديدة.

هذا، وتقوم الوحدة بتغيير ترتيب الأزرار الرقمية للوحة المفاتيح لزيادة صعوبة مراقبة الآخرين لكلمة المرور المدخلة، والتعرف عليها، وهي ميزة يمكن إيقافها من خلال الحساب الإداري. وتضيف الوحدة إمكانية وضعها في نمط القراءة فقط (عبر مستويي حماية) بهدف حماية الملفات الموجودة فيها لدى وضعها في كومبيوتر غير آمن قد يحتوي على برامج فدية، أو برمجيات خبيثة.

ومن الممكن أن يكون لكل مستخدم كلمة مرور خاصة به، الأمر الذي يعني سهولة تعدد المستخدمين على وحدة التخزين نفسها (من خلال قوائم الشاشة)، وبالتالي سهولة استخدامها في بيئة العمل المشتركة داخل المكاتب والشركات. وتدعم وحدة التخزين ميزة التشفير التلقائي بعد انتهاء المهلة الزمنية لكتابة كلمة المرور، أو حذف المحتوى عن طريق المستخدم المسؤول. وإذا حاول شخص إدخال كلمة مرور خاطئة أكثر من 15 مرة، فسيتم اعتبار ذلك محاولة لاختراق نظام الحماية، وسيتم حذف جميع البيانات من القرص بشكل آلي.

وتستخدم الوحدة منفذ «يو إس بي تايب - سي» لنقل البيانات بدعم لتقنية «3.2 الجيل الأول» من حيث سرعة نقل البيانات (250 ميغابايت في الثانية لقراءة البيانات، و250 ميغابايت في الثانية لكتابتها)، وهي تعمل بتقنية الحالة الصلبة Solid State Drive SSD وتبلغ سماكتها 18.5 مليمتر. الوحدة متوافرة بسعات 480 و960 و1920 غيغابايت بأسعار 230 و280 و370 دولاراً أميركياً، وهي متوافقة مع نظم التشغيل «ويندوز»، و«لينوكس»، و«ماك أو إس»، و«كروم أو إس»، وأي نظام تشغيل يدعم استخدام وحدات التخزين المحمولة عبر منفذ «يو إس بي»، أو «يو إس بي تايب - سي».


مقالات ذات صلة

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

تكنولوجيا تقدم «غوغل» التحديثات في الوقت الفعلي والخرائط التفاعلية وخدمات البث ومساعدي الذكاء الاصطناعي لمتابعي الأولمبياد (غوغل)

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة والمنصات الرقمية لـ«غوغل»، يمكن لمشجع أولمبياد باريس في جميع أنحاء العالم البقاء على اتصال واطلاع طوال المباريات.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «واتساب» سيطلق قريباً ميزتي الترجمة التلقائية وأسماء المستخدمين لتعزيز التواصل والخصوصية (أبل)

«واتساب» يختبر ميزة الترجمة التلقائية للمحادثات وأسماء المستخدمين

بهدف تعزيز التواصل والخصوصية...

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا يزود «Galaxy Z Flip6 Olympic» بشريحة «eSIM» مع 100 غيغابايت من بيانات 5G لدعم تواصل أفضل للرياضيين (سامسونغ)

«سامسونغ» تكشف عن إصدار خاص من «Galaxy Z Flip6» لرياضيي أولمبياد 2024

إنها المرة الأولى التي يتوفر فيها أحدث منتجات «سامسونغ» للرياضيين قبل إطلاقه رسمياً في السوق.

نسيم رمضان (لندن)
علوم «مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

«مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

ينمو مثل الغابة المحيطة به.

نيت بيرغ
تكنولوجيا مشروع نقل البيانات هو مبادرة مفتوحة المصدر تهدف إلى تمكين المستخدمين من نقل بياناتهم بسهولة بين الخدمات عبر الإنترنت (غوغل)

إليك الخطوات البسيطة لنقل الصور والفيديوهات من «غوغل» إلى «أبل آي كلاود»

أطلقت «غوغل» ميزة نقل الصور من (Google Photos) إلى «أبل آي كلاود (Apple iCloud)»، وأصبحت العملية أسهل وأسرع.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)
ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)
TT

4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)
ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

في ذروة منافسات بطولة أوروبا لكرة القدم، منتصف الشهر الماضي، فوجئ ملايين البولنديين بعطل حرمهم من مشاهدة الشوط الأول من مباراة بلادهم أمام هولندا. بعدها بأسبوع، تكرر الأمر، وإن لوقت أقصر، خلال المواجهة مع النمسا.

اتضح أن الواقعتين اللتين استهدفتا شبكة التلفزيون الوطنية «تي في بي»، عبارة عن هجمتين سيبرانيتين من نوع يعرف بـ«الهجوم الموزع لحجب الخدمة» DDoS، وهو استهداف يغرق المواقع والخوادم بزيارات مصطنعة لتعطيل الوصول إلى خدماتها.

عشية دورة الألعاب الأولمبية في باريس، يتوقع المسؤولون عن تأمين هذا الحدث الرياضي العالمي سيبرانياً، أكثر من 4 مليارات حادث، استعدوا لمواجهتها بأول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد وبفرق «استخبارات» ونماذج الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط»، يوضح إريك غريفيير، مدير الأعمال والتكنولوجيا في «سيسكو فرنسا» التي تتولى إدارة مركز الأمن السيبراني الموحد للأولمبياد، أن دورة ألعاب طوكيو عام 2021 شهدت حوالي 450 مليون حادث سيبراني. لكن «حجم الحوادث السيبرانية المتوقعة للألعاب الأولمبية الحالية أعلى بعشر مرات على الأقل، مما يستلزم نموذجًا أكثر كفاءة».

«قمرة قيادة» للكشف والاستجابة

حتى أولمبياد طوكيو، كان كل شريك تقني مسؤولاً عن تدابير الأمن السيبراني الخاصة به. إلا أن هذا العام يمثل المرة الأولى التي يشرف فيها شريك واحد للأمن السيبراني على الحدث بأكمله.

ويشير غريفيير إلى أن «وجود مركز تشغيلي واحد للأمن السيبراني يسمح بتنسيق أفضل واستجابة أكثر كفاءة للحوادث»، لافتاً إلى أن هذا القرار يعتمد على نماذج ناجحة في قطاعات أخرى، بما في ذلك القطاع المصرفي ودوري كرة القدم الأميركي حيث تتولى شركته أيضاً مسؤولية الأمن السيبراني.

مدير الأعمال والتكنولوجيا في «سيسكو فرنسا» إريك غريفيير متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (سيسكو)

يعد نظام الكشف والاستجابة الموسع XDRعنصراً محورياً في استراتيجية الشركة الأمنية. وينوه غريفيير إلى أن ذلك النظام يعمل بمثابة «قمرة قيادة شاملة» ويجمع البيانات من مختلف المصادر. كما يسهل التحقيقات من خلال ربط الأحداث، ويقوم بأتمتة الاستجابات للتهديدات المكتشفة. ويضمن هذا «رؤية شاملة لمشهد الأمن السيبراني ويتيح إدارة التهديدات بشكل استباقي»، حسب قوله. وتغطي مجموعة الأمن السيبراني الشاملة تلك جميع جوانب البنية التحتية الرقمية للألعاب الأولمبية، من أمان الشبكة والسحابة والتطبيقات إلى برامج حماية المستخدم النهائي.

ما دور الذكاء الاصطناعي؟

في مجال الأمن السيبراني، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في إدارة كميات هائلة من البيانات وتحديد التهديدات المحتملة. يقول غريفيير لـ«الشرق الأوسط» إنه «مع توقّع وقوع 4 مليارات حادث، فإن إزالة الضوضاء أمر بالغ الأهمية». ويضيف أن كل حل يستخدمه مركز الأمن السيبراني للأولمبياد يشتمل على شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي أو التعلم الآلي لأتمتة معالجة هذه الحوادث، مما يسمح للمحللين بالتركيز على التهديدات الحقيقية.

ومن أمثلة ذلك بيئة تحليلات الشبكة الآمنة التي تجمع وتحلل حركة المرور على الشبكة لتحديد الأنماط غير المتوقعة. ويشير غريفيير إلى أنه من خلال بناء نماذج للسلوك النموذجي، «يمكن اكتشاف الانحرافات التي قد تشير إلى هجوم محتمل». ويعتبر أنه بينما يمكن أن تولد نتائج إيجابية كاذبة، فإنها توفر طبقة أساسية من الأمان من خلال الإشارة إلى أي أنماط غريبة لمزيد من التحقيق.

يتعمق أليكسي لوكاسكي، المدير الإداري ومستشار أعمال الأمن السيبراني في شركة «بوزيتيف تكنولوجيز»، في الدور المعقد الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن المهاجمين صقلوا مهاراتهم ويمكنهم من خلال الذكاء الاصطناعي أن يكونوا أكثر فعالية.

يُستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإدارة كميات البيانات الهائلة وتحديد التهديدات المحتملة في مراقبة الأمن السيبراني (شاترستوك)

ويشير إلى انتشار مقطع فيديو مزيف يُزعم أنه من وكالة المخابرات المركزية الأميركية على الإنترنت قبل بدء الألعاب الأولمبية يحذر الأميركيين من استخدام مترو باريس بسبب خطر وقوع هجوم إرهابي. كما ظهر فيلم وثائقي مزيف منسوب إلى «نتفليكس» يظهر فيه الممثل الأميركي توم كروز يدين قيادة اللجنة الأولمبية الدولية.

ويعتبر لوكاسكي أن المعلومات المضللة هي التغيير الرئيسي في استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض ضارة خلال هذه الألعاب الأولمبية. ويحذر من أن ملايين الناس سيسافرون إلى باريس من دون معرفة المدينة أو المناطق المحيطة بها جيداً. وقد يواجهون محاولات التصيد الاحتيالي بجميع أشكاله، كالتطبيقات المزيفة، والمواقع المزيفة لبيع التذاكر، وحجز الفنادق، والمواصلات، إضافة إلى البث المزيف ونتائج الأحداث الرياضية المزيفة. هذه تهديدات تقليدية وستركز على أكبر حدث رياضي هذا العام لتجبر المستخدمين على التخلي عن بياناتهم الشخصية وأموالهم وخصوصيتهم.

«فريق استخبارات» التهديدات السيبرانية

عند السؤال عن أنواع التهديدات السيبرانية التي قد تواجهها الألعاب الأولمبية، يجيب غريفيير بأن المخاطر الأساسية قد تتمثل في انقطاع المسابقات والبث، ما يؤثر بشكل مباشر على نجاح الحدث وإيراداته. ويتابع أن التهديدات الأخرى قد تتراوح من سرقة البيانات ونشر برامج الفدية إلى التخريب. ويوضح أن «فريق استخبارات التهديدات (سيسكو تالوس) يراقب باستمرار الأنشطة التي قد تشير إلى تهديدات محتملة».

تلعب وحدة استخبارات التهديدات هذه دوراً محورياً في حماية الألعاب الأولمبية. وقد تم تكليف هذا الفريق بمراقبة التهديدات الإلكترونية العالمية وتوفير المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب لاستباق الهجمات المحتملة.

ويلفت غريفيير إلى أن شركته تراقب منذ أوائل عام 2022، «كل خطأ يمكن أن يحدث»، ومن خلال دراسة كيفية عمل مجرمي الإنترنت «يمكن توقع تحركاتهم بشكل أفضل وتنفيذ تدابير مضادة فعالة، لضمان بقاء الفريق متقدماً بخطوة على التهديدات المحتملة، وتحديد أي نشاط مشبوه ومعالجته بسرعة».

أبعاد سياسية

ويحذر باولو باسيري، أخصائي الاستخبارات الإلكترونية في شركة «نيت سكوب»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، من دور مجرمي الإنترنت خلال فترات الاهتمام الإعلامي العالمي بالأحداث الرياضية الدولية، ويؤكد على أهمية وجود أنظمة أمنية واسعة النطاق وشاملة.

انقطاع المسابقات والبث مخاطر أساسية تهدد الألعاب الأولمبية على الصعيد السيبراني (شاترستوك)

ويقول إن الأحداث الرياضية تشكل فرصة لمجرمي الإنترنت لتطبيق تقنياتهم على أكبر عدد ممكن من الناس وتعطيل المنظمات من أجل المطالبة بفدية أو إيصال رسالة. وبالتالي فإن قضية الأمن السيبراني تشكل مصدر قلق رئيسياً.

ويشير باسيري إلى برنامج Olympic Destroyer الضار الذي اتهمت الولايات المتحدة الاستخبارات الروسية بتطويره وكان مسؤولاً عن تعطيل أنظمة تكنولوجيا المعلومات في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 في كوريا الجنوبية. ويعتبر أن «خطر حدوث اضطرابات مماثلة أصبح اليوم أكثر أهمية بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي في أجزاء مختلفة من العالم».

دور الاستجابة للحوادث

في حالة وقوع حادث إلكتروني، يُعد وجود خطة قوية للاستجابة للحوادث أمرًا بالغ الأهمية. وقد نفذت «سيسكو» إطار عمل شامل للاستجابة للحوادث للتعامل مع التهديدات المحتملة. ويشرح غريفيير أن خطة الاستجابة للحوادث تتضمن طبقات متعددة من الدفاع، من الاكتشاف الأولي إلى العلاج، وأن فريقه يجري تدريبات ومحاكاة منتظمة لضمان استعداده للاستجابة لأي موقف.

تم تصميم هذه التدريبات لاختبار جاهزية فريق الأمن السيبراني والتأكد من اتباع جميع البروتوكولات بشكل صحيح بما في ذلك خروقات البيانات وهجمات برامج الفدية واختراقات الشبكة، لتقييم قدرات الاستجابة. ويساعد هذا في تحديد أي ثغرات في الدفاعات وتحسين استراتيجيات الاستجابة، بحسب وصفه.

لكن غريفيير يوضح أن التعاون الفعال بين اللجنة الأولمبية الدولية ومختلف شركاء التكنولوجيا «هو مفتاح نجاحنا» في مهمة التأمين، مشيراً إلى أنه «من خلال مشاركة المعلومات والعمل معًا، يمكننا حماية الحدث بشكل أفضل من التهديدات السيبرانية. إنه جهد جماعي، ويلعب الجميع دوراً حاسماً في ضمان أمن الألعاب الأولمبية».

مع إشعال الشعلة الأولمبية لروح المنافسة، سترسم الدروس المستفادة والابتكارات التي تم تطويرها للألعاب الأولمبية 2024، شكل ممارسات الأمن السيبراني للأحداث المستقبلية بهذا الحجم.