أحدث روبوت يتوقع تعبيرات الوجه البشري ويتفاعل معها في الوقت الفعلي

بما يصل إلى 840 مللي ثانية

يوهانغ هو أحد أعضاء فريق تطوير الروبوت «إيمو» (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)
يوهانغ هو أحد أعضاء فريق تطوير الروبوت «إيمو» (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)
TT

أحدث روبوت يتوقع تعبيرات الوجه البشري ويتفاعل معها في الوقت الفعلي

يوهانغ هو أحد أعضاء فريق تطوير الروبوت «إيمو» (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)
يوهانغ هو أحد أعضاء فريق تطوير الروبوت «إيمو» (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)

في حين أننا أصبحنا نتعامل مع الروبوتات القادرة على التواصل اللفظي المعقد، بفضل التقدم في التقنيات مثل «تشات جي بي تي» (ChatGPT)، فإن قدراتها في التواصل غير اللفظي، مثل تعبيرات الوجه، لم تواكب وتيرة التقدم هذا بنفس الدرجة. التحدي لا يتمثل في تصميم روبوتات تستطيع تقليد مجموعة واسعة من تعبيرات الوجه البشرية، ولكن في فهم السياق المناسب لاستخدامها.

لذلك، كرّس مختبر الآلات الإبداعية في جامعة كولومبيا للهندسة أكثر من نصف عقد من الزمن للتغلب على هذه العقبة. أحدث أبحاثهم يقدم «إيمو» (Emo)، وهو روبوت قادر على توقع تعبيرات الوجه البشري والتفاعل معها في الوقت الفعلي. ومن الملفت أن «إيمو» يمكنه التنبؤ بالابتسامة قبل حدوثها، بما يصل إلى 840 مللي ثانية، ما يسمح بالتعبير المتزامن عن المشاعر وتعزيز الإحساس بالتفاعل الحقيقي.

يرى البعض أن هذه الروبوتات قد تسد الفجوة بين الإنسان والآلة وتعزز الروابط المرتكزة على التعاطف والتفاهم (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)

مواجهة التحديات

واجه فريق البحث الأميركي تحديين رئيسيين، يتمثل الأول في هندسة روبوت بوجه متعدد الاستخدامات ومعبّر، والثاني تحديد التعبيرات المناسبة التي يجب توليدها في اللحظات المناسبة. وللتغلب على ذلك، شرعوا في تدريب «إيمو» على التنبؤ بتعبيرات الوجه البشري، وتكرارها بالتزامن مع الشخص، مع التركيز بشكل خاص على التوقيت لضمان ظهور التعبيرات أصيلة وصادقة.

ظهور هذه الروبوتات يشير إلى المستقبل حيث يمكن أن تصبح التفاعلات مع الروبوتات طبيعية ومريحة (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)

مميزات «إيمو»

يتميز «إيمو» برأس يشبه الإنسان مزود بـ26 مشغلاً، ما يمكّنه من عرض مجموعة واسعة من التعبيرات الدقيقة. ويسمح جلده الناعم المصنوع من السيليكون، الذي يكمله نظام ربط مغناطيسي، بالتخصيص وسهولة الصيانة. ولإثراء التفاعلات بشكل أكبر، تحتوي عيون «إيمو» على كاميرات عالية الدقة، ما يجعل التواصل البصري ممكناً، وهو جانب أساسي من التواصل غير اللفظي.

طوّر الفريق نموذجين متطورين للذكاء الاصطناعي لـ«Emo»، أحدهما للتنبؤ بتعبيرات الوجه البشري من خلال تحليل تغييرات الوجه الدقيقة، والآخر لترجمة هذه التنبؤات إلى أوامر حركية للتعبيرات المقابلة. وتضمنت عملية التعلم لدى «إيمو» مراقبة تعبيرات الوجه البشري من خلال لقطات فيديو، ما مكّنه من تمييز بداية الابتسامات أو التعبيرات الأخرى بناءً على حركات الوجه الدقيقة.

ويؤكد يوهانغ هو، المؤلف الرئيسي للدراسة والحاصل على درجة الدكتوراه في جامعة كولومبيا للهندسة، على التأثير الثوري للتنبؤ الدقيق بالتعبيرات البشرية على التفاعل بين الإنسان والروبوت. ويوضح أنه «عندما يقوم الروبوت بتعبيرات مشتركة مع الناس في الوقت الفعلي، فإنه لا يحسن جودة التفاعل فحسب، بل يساعد أيضاً في بناء الثقة بين البشر والروبوتات».

«إيمو» (Emo) وهو روبوت قادر على توقع وعكس تعبيرات الوجه البشري في الوقت الفعلي (مختبر الآلات الإبداعية - هندسة كولومبيا)

التوقعات المستقبلية

وبالنظر إلى المستقبل، يهدف الباحثون إلى استكمال قدرات التواصل غير اللفظي لدى «إيمو» (Emo) بقدرات التفاعل اللفظي، ودمج نماذج لغوية كبيرة مشابهة لـ«تشات جي بي تي». ومع تطور الروبوتات لتصبح أكثر شبهاً بالسلوك البشري، يعترف الباحثون بالآثار الأخلاقية لمثل هذه التطورات ويدعون إلى التطوير والاستخدام المسؤول، مع تسليط الضوء على الفوائد المحتملة لهذه الروبوتات في أدوار تتراوح بين المساعدين الشخصيين والأدوات التعليمية.


مقالات ذات صلة

كيف يُسرّع الذكاء الاصطناعي مسار الاكتشافات العلمية؟

علوم باحثون بجامعة نورث كارولينا يعتمدون على روبوت لتنفيذ مهام بالمختبر (جامعة نورث كارولينا)

كيف يُسرّع الذكاء الاصطناعي مسار الاكتشافات العلمية؟

قد تشهد مختبرات العلوم في مجالات الكيمياء والكيمياء الحيوية وعلوم المواد، تحولاً جذرياً؛ بفضل التقدم في التشغيل الآلي للروبوتات والذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة في المختبرات؛ حيث تُمكّن الأتمتة، الروبوتات من إجراء التجارب بدقة وتناسق عالٍ دون تعب؛ ما يسرع من وتيرة البحث بشكل كبير ويقلل من المخاطر المرتبطة بالتعامل مع المواد الخطرة.

محمد السيد علي (القاهرة)
تكنولوجيا إيلون ماسك أثناء مشاركته الافتراضية بـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (رويترز)

إيلون ماسك: سيكون هناك 10 مليارات روبوت بهيئة بشرية بحلول 2040

قال الملياردير إيلون ماسك، خلال «مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار» الذي انطلق الثلاثاء في الرياض، إنه بحلول عام 2040 سيكون هناك ما لا يقل عن عشرة مليارات روبوت.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق البدلة الروبوتية «ووك أون» (المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة)

روبوت متطور لمساعدة مرضى الشلل التام على المشي

طوّر فريق من الباحثين من المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة (KAIST) روبوتاً قابلاً للارتداء؛ ليساعد الأشخاص المصابين بالشلل التام على المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا السيدة اتهمت روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار (رويترز)

سيدة تتهم روبوت دردشة بدفع ابنها إلى الانتحار

اتهمت سيدة أميركية روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار بعد أن أصبح «مهووساً به».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الروبوت يقطف الفراولة في 2.5 ثانية فقط (جامعة إسكس)

روبوت يحصد الفراولة ويغلّفها في 2.5 ثانية فقط

أعلنت جامعة بريطانية عن اختبار روبوت منخفض التكلفة قادر على قطف الفراولة وتغليفها في ثوانٍ، وذلك ضمن خطة طموحة لمعالجة نقص العمالة في قطاع الزراعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard