«TacticAI» مساعد الذكاء الاصطناعي للركلات الركنية في نادي ليفربول لكرة القدم

تم تطويره بالتعاون مع «غوغل ديب مايند»

تزود تقنية «TacticAI» الخبراء برؤى تكتيكية خصوصاً في الركلات الركنية من خلال الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي (شاترستوك)
تزود تقنية «TacticAI» الخبراء برؤى تكتيكية خصوصاً في الركلات الركنية من خلال الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي (شاترستوك)
TT

«TacticAI» مساعد الذكاء الاصطناعي للركلات الركنية في نادي ليفربول لكرة القدم

تزود تقنية «TacticAI» الخبراء برؤى تكتيكية خصوصاً في الركلات الركنية من خلال الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي (شاترستوك)
تزود تقنية «TacticAI» الخبراء برؤى تكتيكية خصوصاً في الركلات الركنية من خلال الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي (شاترستوك)

في تعاون رائد، قام نادي ليفربول لكرة القدم و«غوغل ديب مايند» (Google DeepMind) بتطوير تقنية «TacticAI»، وهي نظام ذكاء اصطناعي متقدم مصمَّم لتغيير الطريقة التي يتعامل بها مدربو كرة القدم مع الركلات الركنية.

يعمل «نظام الذكاء الاصطناعي الكامل» هذا كمستشار تكتيكي، حيث يستفيد من الذكاء الاصطناعي التنبئي والتوليدي لتعزيز عملية صُنع القرار الاستراتيجي في مباريات كرة القدم. وتهدف الشراكة، التي دخلت الآن عامها الثالث من جهد متعدد التخصصات، بدأ في عام 2010، إلى تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي في مختلف الألعاب الرياضية والصناعات.

يسمح النظام للمدربين بتجربة إعدادات اللاعبين البديلة ثم تقييم النتائج المحتملة لهذه البدائل بشكل مباشر(شاترستوك)

تم تدريب «TacticAI» بدقة باستخدام بيانات من 7176 ركلة ركنية لـ«ليفربول». وقد قوبلت قدرته على تقديم رؤى استراتيجية حول تحسين إجراءات الركلات الركنية بموافقة ساحقة من خبراء كرة القدم، حيث فضل المقيّمون الخبراء من البشر في ليفربول اقتراحات الذكاء الاصطناعي بنسبة 90 في المائة من الوقت على الإعدادات التكتيكية التقليدية. يؤكد هذا البحث المفصل في ورقة بحثية منشورة بمجلة «Nature Communication» على قدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في تحليل واستراتيجيات كرة القدم.

صياغة إستراتيجيات هجومية أو دفاعية

وبمعدل دقة مثير للإعجاب، نجح نظام الذكاء الاصطناعي في تحديد اللاعب المتلقي كواحد من أفضل 3 اختيارات بنسبة 78 في المائة من الوقت في الاختبارات. تمكن هذه القوة التنبئية المدربين من صياغة استراتيجيات هجومية أو دفاعية تعمل على تعزيز أو تقليل احتمالية تسلم لاعبين محددين للكرة ثم تسديدها نحو المرمى. يحقق «TacticAI» ذلك من خلال فحص أنماط الركلات الركنية السابقة ثم اقتراح تعديلات تكتيكية لتحقيق النتائج المرجوة.

من خلال معالجة الأسئلة الحاسمة، مثل التنبؤ بالمتلقي المحتمل للكرة، وإمكانية محاولة التسديد، يقدم «TacticAI»، «نهج التعلم العميق الهندسي» لتحليل كرة القدم التكتيكية. يعمل هذا الابتكار على تبسيط عملية التخطيط التكتيكي التي تتطلب عمالة كثيفة، والتي تضمنت قيام محللي الأندية بإعادة مشاهدة العديد من مقاطع فيديو المباريات لدراسة الإجراءات الروتينية السابقة والفرق المتنافسة. كما تتيح قدرة «TacticAI» لحساب التمثيلات العددية للاعبين إجراء مراجعة أكثر كفاءة للإجراءات الروتينية السابقة ذات الصلة، مما يوفر ميزة كبيرة مقارنة بطرق التحليل التقليدية.

تمهد تقنية «TacticAI» الطريق لأساليب مبتكرة في مختلف الألعاب الرياضية وليس فقط كرة القدم (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي كمساعد وليس بديلاً

تمتد آثار «TacticAI» إلى ما هو أبعد من الركلات الركنية، مما يشير إلى تطبيقات محتملة في الجوانب التكتيكية الأخرى لكرة القدم وحتى الرياضات الأخرى. يؤكد بيتار فيليكوفيتش، وهو شخصية رئيسية وراء «TacticAI» وممثل «غوغل ديب مايند» (Google DeepMind) على دور الذكاء الاصطناعي كمساعد وليس بديلاً للمدربين البشر. ومن خلال التدقيق السريع في البيانات وتحديد أخطاء الفريق، يعمل «TacticAI» على إثراء عملية التخطيط التكتيكي، مما يسمح للمدربين بالتركيز على الجوانب الإبداعية لعملهم.

وبينما يواصل فريق ليفربول و«Google DeepMind» تعاونهما، وإنتاج أوراق بحثية تستكشف الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في كرة القدم، فإن تقنية «TacticAI» تقف بمثابة شهادة على القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي في الرياضة. ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في التخطيط والتحليل التكتيكي، لا تعمل هذه التقنية على تعزيز استراتيجيات كرة القدم فحسب، بل تمهد الطريق أيضاً لأساليب مبتكرة في مختلف الألعاب الرياضية والصناعات. يمثل هذا التعاون علامة بارزة في التطور المستمر للتحليلات الرياضية، ويعد بمستقبل يجمع فيه الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية لدفع حدود ما هو ممكن في كرة القدم وخارجها.


مقالات ذات صلة

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

رياضة عالمية أكانجي وستونز وغوندوغان ثلاثي سيتي وشعور بالخذي من السقوط المدو أمام توتنهام برباعية (رويترز)

هزيمة خامسة وانهيار غير مسبوق... ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟

غوارديولا يعترف بأن فريقه في وضع لا يسمح له بالتفكير في اللقب... وإصلاح المسيرة الهدف الأهم ما الذي يحدث في مانشستر سيتي؟ هل هو نهاية لجيل فرض سيطرته على…

رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  توخيل يستهل مشواره مع منتخب إنجلترا بداية العام الجديد بالتركيز على تصفيات «مونديال 2026»... (موقع الاتحاد الإنجليزي)

هل يستطيع توخيل تحقيق حلم الإنجليز والتتويج بـ«كأس العالم 2026»؟

بعد الفوز على منتخب جمهورية آيرلندا بخماسية نظيفة، يوم الأحد، على ملعب «ويمبلي»، ضَمن منتخب إنجلترا الصعود مرة أخرى إلى المستوى الأول لـ«دوري الأمم الأوروبية»

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية (من اليمين) كريس وود وبابي سار واندريه أونانا (غيتي)

من أونانا إلى ديلاب... لاعبون يقدمون مستويات مفاجئة هذا الموسم

لاعبو نوتنغهام فورست يستحقون الإشادة بعد انطلاقتهم غير المتوقعة... وأونانا يأمل كسب ثقة أموريم بعد مرور 11 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز

باري غليندينينغ (لندن)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».