مصاب بشلل رباعي يلعب الشطرنج بشريحة دماغية من «نيورالينك»

«نيورالينك» نجحت في جمع نحو 323 مليون دولار من المستثمرين من أجل هذا المشروع (رويترز)
«نيورالينك» نجحت في جمع نحو 323 مليون دولار من المستثمرين من أجل هذا المشروع (رويترز)
TT

مصاب بشلل رباعي يلعب الشطرنج بشريحة دماغية من «نيورالينك»

«نيورالينك» نجحت في جمع نحو 323 مليون دولار من المستثمرين من أجل هذا المشروع (رويترز)
«نيورالينك» نجحت في جمع نحو 323 مليون دولار من المستثمرين من أجل هذا المشروع (رويترز)

بعد مرور نحو شهر على نجاح أول إنسان خضع لزراعة شريحة دماغية من شركة «نيورالينك» الأميركية الناشئة لصناعة الرقائق، المملوكة من قبل إيلون ماسك، من التحكّم في فأرة كومبيوتر من خلال التفكير، يحقق الرجل المصاب بالشلل الرباعي إنجازاً جديداً بلعب الشطرنج بمجرد التفكير!

فقد نشرت شركة «نيورالينك»، (الأربعاء)، مقطع فيديو في بث حي على شبكتَي التواصل الاجتماعي «إكس» و«ريديت» يظهر فيه نولاند أربو يلعب الشطرنج على الكومبيوتر متحكّماً باللعبة بعقله بواسطة الغرسة نفسها في الدماغ. ويروي أرنو، الذي أُصيب بالشلل الرباعي جراء تعرضه لحادث سيارة، أن بإمكانه أن يلعب الشطرنج ولعبة الفيديو «سيفيلايزيشن (Civilization)» أو يتلقى دروساً في اللغتين اليابانية والفرنسية. ويقول الشاب مبتسماً كما ظهر في الفيديو: «هذا جنون... إنه أمر رائع للغاية».

لقطات من «يوتيوب» لتجربة لعب نولاند أربو الشطرنج على الكومبيوتر فقط عبر التفكير (يوتيوب/ نيورالينك)

التغلب على بعض التحديات

يضيف نولاند أرنو (29 عاماً) أنه لا يزال يتعين القيام بأمور إضافية كثيرة، لكن حياته تغيّرت منذ الآن. وخلال دردشة مع أحد مهندسي الشركة الناشئة، روى المريض كيف أعادت له هذه التكنولوجيا الجديدة القدرة على ممارسة هوايات عدة بشكل مبسّط. كما وصف الطريقة التي تَمكّن بها من تحريك المؤشر على الشاشة، حيث تترجم الغرسة نيته. ووعد المهندس في «نيورالينك» بإبقاء مستخدمي الإنترنت على علم بتقدم حالة المريض. ويرجع أربو سبب انضمامه إلى هذا المشروع إلى هدفه في «أن يكون جزءاً من شيء أعتقد بأنه سيغير العالم».

وقال عن لعبة الفيديو (سيفيلايزيشن 6): «كنت قد فقدت الأمل في لعب تلك اللعبة، لقد منحتموني جميعاً (في نيورالينك) القدرة على فعل ذلك مجدداً ولعبت لـ8 ساعات متواصلة». لكنه أردف أن تجربة هذه التكنولوجيا الجديدة «ليست مثالية»، وأنهم واجهوا «بعض المشكلات».

الغرسة التي زُرعت في دماغ الرجل المصاب بالشلل الرباعي بحجم عملة معدنية زُرعت في السابق في دماغ قرد مكاك (أ.ف.ب)

تمويل بـ323 مليون دولار

وكان إيلون ماسك، رئيس شركتَي «تيسلا» و«سبايس إكس» ومنصة «إكس»، قد أعلن في يناير (كانون الثاني) أن شركة «نيورالينك» أجرت أول عملية زرع لغرسة دماغية لدى مريض بوصفها جزءاً من تجارب سريرية. ثم أكد في نهاية فبراير (شباط) أن هذا المريض أصبح قادراً على التحكم في فأرة الكومبيوتر عن طريق التفكير. وقد حصلت شركة «نيورالينك»، التي يقع مقرها الرئيسي في فريمونت بولاية كاليفورنيا، على الإذن من وكالة «إف دي إيه» الناظمة لقطاع الأدوية والأجهزة الطبية الأميركية في مايو (أيار). ويهدف إيلون ماسك إلى إتاحة غرسته الدماغية للجميع، من أجل تمكين التواصل بشكل أفضل مع أجهزة الكومبيوتر واحتواء، حسب قوله، «الخطر على حضارتنا» الذي يمثله الذكاء الاصطناعي. ونجحت شركة «نيورالينك» في جمع نحو 323 مليون دولار من المستثمرين. وتقول إنها تريد جعل المرضى المصابين بالشلل يمشون من جديد، أو إعادة البصر للمكفوفين، أو حتى علاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية مثل الاكتئاب.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (رويترز)

ماسك يريد خفض دور السلطات الفيدرالية الأميركية

قال إيلون ماسك إنه يهدف إلى توفير مئات مليارات الدولارات في النفقات الحكومية، فضلاً عن التخلص من البيروقراطية التي تشكل «تهديداً وجودياً» للديمقراطية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جوشوا أوفنهارتز المحامي الفائز بمبلغ مليون دولار الذي قدمته لجنة العمل السياسي الأميركية (إكس)

أميركا: الفائز بجائزة المليون دولار من ماسك سيتبرع بأموال لقضايا إسرائيلية

كشف جوشوا أوفنهارتز، الذي فاز بمبلغ مليون دولار قدمته لجنة العمل السياسي الأميركية التابعة للملياردير إيلون ماسك، عن أنه سيتبرع ببعض الأموال لقضايا إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ انطلاق "ستارشيب" العملاق من ولاية تكساس تحت أنظار رئيس الشركة إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

بحضور ترمب... صاروخ «ستارشيب» يضل طريقه ويهبط في البحر (فيديو)

انطلق صاروخ "ستارشيب" العملاق التابع لشركة "سبايس إكس" الثلاثاء من ولاية تكساس تحت أنظار رئيس الشركة إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (تكساس)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».