«سناب» تحاول توحيد تجربة المستخدم عبر منصة «الأضواء» و«القصص»

توحيد تجربة المستخدم بين أقسام «سناب شات» جسر بين العوالم الرقمية وميزة تنافسية للتفوق على المنصات الأخرى (رويترز)
توحيد تجربة المستخدم بين أقسام «سناب شات» جسر بين العوالم الرقمية وميزة تنافسية للتفوق على المنصات الأخرى (رويترز)
TT

«سناب» تحاول توحيد تجربة المستخدم عبر منصة «الأضواء» و«القصص»

توحيد تجربة المستخدم بين أقسام «سناب شات» جسر بين العوالم الرقمية وميزة تنافسية للتفوق على المنصات الأخرى (رويترز)
توحيد تجربة المستخدم بين أقسام «سناب شات» جسر بين العوالم الرقمية وميزة تنافسية للتفوق على المنصات الأخرى (رويترز)

في خضم التحديات والتغيرات السريعة في عالم التكنولوجيا، تواجه شركة «سناب» (Snap Inc)، الشركة الأم لتطبيق «سناب شات»، مرحلة حرجة تتمثل في انخفاض سهمها بنسبة 30 في المائة، وذلك عقب إعلان نتائج الربع الرابع من عام 2023 التي لم ترتقِ إلى مستوى توقعات المحللين. وفي سياق معالجة هذه النكسة، أعلن «إيفان شبيغل»، الرئيس التنفيذي للشركة، عن مجموعة من الخطوات الاستراتيجية الموجهة نحو تحفيز النمو، التي تتضمن بشكل أساسي توحيد تجربة المستخدمين عبر منصتي «القصص» و«الأضواء»، بالإضافة إلى تحسين التفاعل مع الإعلانات وزيادة مشاركة ونمو المستخدمين في مناطق جغرافية رئيسية مثل أميركا الشمالية وأوروبا.

منذ إطلاق قسم «الأضواء»، الذي ينافس «تيك توك»، قبل ثلاث سنوات، شهدت «سناب» نتائج واعدة، حيث أفادت بزيادة إجمالي الوقت الذي يقضيه المستخدمون في مشاهدة المحتوى على «الأضواء» بنسبة 175 في المائة على أساس سنوي، ونمو المستخدمين النشطين شهرياً بنسبة 35 في المائة. هذه الإحصاءات المبشّرة دفعت الشركة إلى السعي لتكرار هذا النجاح في منصة «القصص»، مع التركيز على تحقيق تجربة مستخدم موحدة ومحسنة.

التحديات أمام «سناب»

تعترف الشركة بالتحديات التي تواجهها في هذا المسعى، لا سيما فيما يتعلق بالتغييرات على منتجاتها الأساسية التي قد تؤثر سلباً على تجربة المستخدم. يشير شبيغل إلى أن أي تغيير يتطلب من المستخدمين تعديل سلوكياتهم قد يكون صعباً، ولذلك تحرص الشركة على التعامل مع هذه العملية بعناية فائقة لتجنب أي تأثيرات سلبية محتملة.

لا تقتصر خطط «سناب» على تحسين تجربة المستخدم فحسب، بل تشمل أيضاً تعزيز جاذبية المنصة للمعلنين. وقد أكد شبيغل على البيئة الآمنة للعلامات التجارية التي يوفرها «الأضواء»، مشيراً إلى أن حوالي 99 في المائة من المحتوى يعتبر آمناً للعلامات التجارية، وهو ما يمثل نقطة جذب قوية للمعلنين الذين يبحثون عن تجربة خالية من المحتوى الضار دون دفع تكاليف إضافية.

بالإضافة إلى ذلك، تخطط «سناب» لاستخدام البيانات المستقاة من استخدام My AI لتقديم إعلانات أكثر صلة وجاذبية للمستخدمين، مما يعزز من فعالية الحملات الإعلانية على المنصة.

تحسينات لاستخدام نظام أندرويد

في سعيها لتحقيق نمو مستدام، تركز «سناب» أيضاً على تحسين تطبيقها لنظام «أندرويد»، مستهدفة الأسواق الناشئة بوصفها جزءاً من استراتيجيتها للتوسع العالمي. وفي الوقت ذاته، تخطط لتعزيز تطوير تطبيقها على نظام «آي أو إس»، مع التركيز على مناطق أكثر ربحية مثل أميركا الشمالية وأوروبا.

ورغم التحديات الحالية، تبقى شركة «سناب» ملتزمة بتحقيق رؤيتها لمستقبل أكثر إشراقاً، مع توجه نحو تعزيز التجربة الموحدة للمستخدمين وتقديم قيمة مضافة للمعلنين. ومع الخطوات الأولية لتحقيق هذا التوجه بالفعل في الأفق، تبدو «سناب» مستعدة لتجاوز التحديات الراهنة والارتقاء بمكانتها في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

تعرف على نظارات «سبيكتكلز - الجيل الخامس» من «سناب»

تكنولوجيا نظارات «سبيكتكلز - الجيل الخامس» مزودة بعدسات شفافة بتقنية «الكريستال السائل على السيليكون»... (سناب)

تعرف على نظارات «سبيكتكلز - الجيل الخامس» من «سناب»

أعلنت شركة «سناب» عن الجيل الخامس من نظارات «سبيكتكلز»، وهي نظارات مستقلة تستخدم تقنية الواقع المعزز لتمكين المستخدمين من استكشاف تجارب تفاعلية جديدة مع…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا من غير الواضح سبب انتظار «سناب شات» حتى الآن لإحضار تطبيقها إلى «آيباد» (شاترستوك)

بعد 13 عاماً من الانتظار... «سناب شات» تطلق تطبيقها على «آيباد»

يمكن الآن الاستفادة الكاملة من حجم شاشة الجهاز والاستمتاع بلوحة أكبر لالتقاط اللقطات وعرض المحتوى.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد الشروط الجديدة لـ«سناب شات» تحدّ من انتشار عدد من المحتويات (الشرق الأوسط)

«سناب شات» يحدّ انتشار إعلانات التسويق العقاري ومخاوف من تكدس المعروض

وضع موقع التواصل الاجتماعي «سناب شات» في تحديثاته الأخيرة شروطاً جديدة تحدّ من انتشار عدد من المحتويات، بما فيها التسويق العقاري.

بندر مسلم (الرياض)
تكنولوجيا عبر السنوات الأخيرة أطلقت شركة «سناب» مجموعة متنوعة من الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

«سناب شات» تطلق علامات مائية لتمييز الصور التي ينشئها الذكاء الاصطناعي

 «سناب شات» يعزز الشفافية باستخدام العلامات المائية بالصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي لضمان قدرة المستخدمين على تمييز المحتوى الأصلي

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد شعار شبكة التواصل الاجتماعي للمراهقين «سنابتشات» (أ.ف.ب)

«سناب» تصرف 10 % من موظفيها

يُتوقع أن تستغني شبكة التواصل الاجتماعي للمراهقين «سنابتشات» مجدداً عن خدمات المئات من موظفيها، على غرار ما فعلت شركات أخرى في قطاع التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».