2024... عام «النقلة النوعية» للذكاء الاصطناعي

روبوتات المحادثة تنتج الصور الفورية والروبوتات الميكانيكية تتعلّم

2024... عام «النقلة النوعية» للذكاء الاصطناعي
TT

2024... عام «النقلة النوعية» للذكاء الاصطناعي

2024... عام «النقلة النوعية» للذكاء الاصطناعي

خلال حدثٍ تقني استضافته سان فرانسيسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، سُئل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» عن المفاجآت التي سيشهدها المجال في عام 2024.

جاء ردّه سريعاً على الشكل التّالي: «روبوتات المحادثة كـ(تشات جي بي تي) ستحقّق قفزة نوعية لم يكن أحدٌ يتوقعها». وإلى جانبه، كان يجلس جايمس مانييكا المدير التنفيذي من شركة «غوغل»، الذي هزّ رأسه وقال: «وأنّا أؤيّد هذا الكلام».

تحسينات سريعة

ميزة واحدة تُعرّف صناعة الذكاء الاصطناعي هذا العام: تحسّنٌ سريعٌ ولافت في التقنية وتراكم في التطوّرات التي تسمح للذكاء الاصطناعي بتوليد أنواعٍ جديدة من الوسائط، وتقليد المنطق البشري بأشكالٍ جديدة، والتسرّب إلى العالم الحقيقي عبر فصيلٍ جديدٍ من الروبوتات.

وسنرى في الأشهر القليلة المقبلة مولّدات الصورة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، كـ«دال - إي» و«ميدجورني»، وهي تنتج فيديوهات وصوراً بشكلٍ آنيّ، وتندمج بشكلٍ تدريجي مع روبوتات المحادثة، مثل «تشات جي بي تي».

وهذا الأمر يعني أنّ روبوتات المحادثة ستذهب أبعد من النص الرقمي؛ إلى التعامل مع الصور، والفيديوهات، والرسوم البيانية وغيرها من الوسائط، وستُظهر سلوكاً أقرب إلى المنطق البشري، من خلال أداء المزيد من المهام المعقّدة في مجالات كالرياضيات والعلوم. ومع تحرّك التقنية أكثر باتجاه الروبوتات، ستصبح هذه الأخيرة قادرة على حلّ مشكلات خارج العالم الرقمي.

بدأ كثير من هذه التطورات بالتبلور داخل أهمّ مختبرات البحث وفي عالم المنتجات التقنية منذ العام الماضي، إلّا أنّ قوّة هذه المنتجات ستكبر أكثر، وسيستخدمها عددٌ أكبر من الناس في 2024.

يرى ديفيد لوان، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «أديبت» أنّ «التقدّم السريع للذكاء الاصطناعي مستمرّ ولا مفرّ منه».

تعكف شركاتٌ كثيرة كـ«أوبن إيه آي»، و«غوغل»، على تطوير الذكاء الاصطناعي أكثر من غيره من التقنيات بسبب الطريقة التي صُممت بها الأنظمة التي يقوم عليها.

يتولّى مهندسون تصميم معظم التطبيقات البرمجية التي تتطلّب ابتكار كلّ رمز كومبيوتر على حدة في عمليّة بطيئة ومملّة. في المقابل، تعمل الشركات اليوم على تحسين الذكاء الاصطناعي بمزيد من السرعة لأنّ تقنيته ترتكز على شبكات عصبية، وأنظمة حسابية قابلة لتعلّم مهارات من خلال تحليل البيانات الرقمية. تستطيع الشبكة العصبية تعلّم توليد نصّ بمفردها من خلال رصد الأنماط في بيانات متنوعة، كمقالات «ويكيبيديا»، والكتب، والنصوص الرقمية المسحوبة من شبكة الإنترنت.

تغيرات عام 2024

نستعرض لكم في الدليل التالي التغييرات التي سيشهدها الذكاء الاصطناعي هذا العام، بدءاً من التطورات المتوقَّعة في المدى القريب، التي ستدفع قدرات التقنية نحو المزيد من التقدّم.

* الفيديوهات الفورية: ولّدت التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي حتّى اليوم نصوصاً وصوراً جامدة على شكل استجابات لأوامر الحثّ. يستطيع «دال - إي» مثلاً ابتكار صور أشبه بصورٍ فوتوغرافية حقيقية في غضون ثوانٍ بناء على طلبات، مثل: «وحيد قرن يغوص مقابل جسر غولدن غيت».

ولكنّ هذا العام سيشهد على الأرجح طرح العديد من الشركات، كـ«أوبن إيه آي»، و«غوغل» و«ميتا» و«رانوي»، لمولّدات صورة تتيح للمستخدمين فبركة فيديوهات أيضاً، حتّى إنّ بعض هذه الشركات أتمّ تطوير نماذج تجريبية لأدوات تبتكر فيديوهات فورية وفقاً لأوامر حثٍّ نصية قصيرة.

ومن المرجّح أيضاً أن تسعى هذه الشركات إلى دمج قوى مولّدات الصورة والفيديو في روبوتات المحادثة لتعزيز قدرات هذه الأخيرة.

* روبوتات محادثة «متعدّدة الأوضاع»: تشهد روبوتات المحادثة ومولّدات الصور، التي طُوّرت في الأساس بوصفها أدوات منفصلة، اندماجاً تدريجياً؛ فقد أطلقت «أوبن إيه آي»، العام الماضي، ولأوّل مرّة نسخة جديدة من «تشات جي بي تي» قادرة على توليد صورٍ ونصوص.

تعمل شركات الذكاء الاصطناعي على تصميم أنظمة «متعدّدة الأوضاع»؛ ما يعني أنّ ذكاءها الاصطناعي يستطيع التعامل مع عدّة أنواع من الوسائط. تتعلّم هذه الأنظمة مهاراتها من خلال تحليل الصور، والنصوص، وربّما أنواع أخرى من الوسائط كالرسوم البيانية، والأصوات، والفيديوهات، حتّى تستطيع إنتاج نصوصها وصورها وأصواتها الخاصّة. وهذا ليس كلّ شيء! لأنّ هذه الأنظمة تتعلّم أيضاً العلاقات بين مختلف أنواع الوسائط، ستصبح يوماً قادرة على فهم نوعٍ من الوسائط والردّ عليه بنوعٍ مختلف. بمعنى آخر، قد يغذّي أحدهم روبوت المحادثة بصورة ما، ليردّ عليه الأخير بنص.منطق أفضل ووكلاء الذكاء

* «منطق» أفضل. عندما يتحدّث ألتمان عن القفزة النوعية التي سيحققها الذكاء الاصطناعي، يقصد روبوتات المحادثة التي تتمتّع «بتفكير منطقي» أفضل يساعدها في القيام بمهام أكثر تعقيداً، كحلّ مسائل حسابية شائكة وتوليد برامج كومبيوتر مفصّلة.

الهدف هو بناء أنظمة تستطيع حلّ مسألة ما بعناية ومنطقية من خلال سلسلة من الخطوات السرية التي تعتمد كلّ واحدة منها على الأخرى، لأنّ هذه هي طريقة عمل المنطق البشري، في بعض الحالات على الأقلّ.

يختلف علماء بارزون فيما بينهم على ما إذا كانت روبوتات المحادثة قادرة فعلاً على التفكير بهذا القدر من المنطق. يحاجج بعضهم بأنّ هذه الأنظمة بالكاد تُظهر بعض المنطق، مع تكرارها للسلوك التي رصدته في بيانات الإنترنت. ولكنّ «أوبن إيه آي» وغيرها تبني أنظمة قادرة على الردّ على أسئلة صعبة حول مواضيع، كالرياضيات، وبرمجة الكومبيوتر، والفيزياء، وغيرها من العلوم.

من جهته، عدّ نيك فروست، باحثٌ سابقٌ في «غوغل» ومدير مساعد في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «كوهير»، أنّ «ارتفاع مستوى الثقة بهذه الأنظمة سيزيد من شعبيتها». وإذا أصبحت روبوتات المحادثة فعلاً أكثر منطقية، يمكنها أن تتحوّل بسهولة إلى «وكلاء ذكاء اصطناعي».

• «وكلاء الذكاء الاصطناعي». تُعلِّم شركات التقنية أنظمة الذكاء الاصطناعي كيفية التعامل مع المسائل الصعبة خطوة بخطوة، وبنفس الطريقة، يمكنها أيضاً تحسين قدرة روبوتات المحادثة على استخدام التطبيقات البرمجية والمواقع الإلكترونية نيابة عن المستخدم.

يعمل الباحثون بجدّ على تحويل روبوتات المحادثة إلى نوعٍ جديد من الأنظمة الآلية المستقلّة التي تُسمّى «وكلاء الذكاء الاصطناعي»، وهذا يعني أنّ روبوت المحادثة سيصبح قادراً على استخدام تطبيقات البرمجة، والمواقع الإلكترونية، وغيرها من الأدوات الإلكترونية، كالتقويم ومواقع السفر، ليتمكّن النّاس أخيراً من توكيله للقيام بأعمالهم. ولكنّ هذا الأمر قد يفضي أيضاً إلى سيطرة وكلاء الذكاء الاصطناعي على بعض الوظائف بشكلٍ كامل.

تعمل روبوتات المحادثة اليوم وكأنّها وكلاء في بعض الأمور البسيطة، حيث إنها تسجّل مواعيد الاجتماعات، وتعدّل الملفات، وتحلّل البيانات، وتضع الرسوم البيانية. ولكنّ أداء هذه الأدوات لا يرقى دائماً إلى الجودة المطلوبة، وهي قابلة للانهيار في لحظة عند التعامل مع مهام أكثر تعقيداً.

هذا العام، من المتوقع أن تكشف شركات الذكاء الاصطناعي النقاب عن وكلاء أكثر كفاءة؛ فقد رجّح لوان أنّ «المستخدمين سيتمكنون من توكيل أي مهام مملّة ومتعبة من أعمالهم اليومية على جهاز الكومبيوتر إلى وكيل من هذا النوع».

وتشمل هذه المهام متابعة النفقات باستخدام تطبيقٍ مثل «كويك بوكس»، أو تثبيت أيّام العطلة في تطبيق كـ «ووركداي». وعلى المدى الطويل، ستتوسع قدرات الوكلاء لتتجاوز خدمات البرمجيات والإنترنت إلى عالم الروبوتات.

• روبوتات أذكى. في الماضي، كانت الروبوتات تُبرمج لأداء المهمّة نفسها مرّة بعد مرّة، كحمل الصناديق التي تتشابه حجماً وشكلاً. أمّا اليوم، فيستخدم الباحثون نفس التقنية التي تشغّل روبوتات المحادثة لمنح الروبوتات التقليدية القوّة اللازمة للتعامل مع مهام أكثر تعقيداً وربّما غير مألوفة.

وكما يتعلّم روبوت المحادثة توقّع الكلمة التالية في جملة من خلال تحليل كميات كبيرة من النصوص الرقمية، يستطيع الروبوت تعلّم توقّع ما سيحصل في العالم الحقيقي من خلال تحليل عددٍ غير محدود من الفيديوهات التي تستعرض أشياء وأجساماً تُرفع وتُنقل.

سيكون هذا العام عام دمج قوى الذكاء الاصطناعي في الروبوتات التي تعمل غالباً خلف الكواليس، كالأذرع الميكانيكية التي تطوي القمصان في متاجر خدمات الغسيل، أو ترتّب البضائع في المخازن. ويعمل عمالقة التقنية أيضاً، ومنهم إيلون ماسك، على إيصال الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى بيوت المستخدمين.

* خدمة «نيويورك تايمز»



ما أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية؟

شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي قفزة هائلة في السنوات الأخيرة (رويترز)
شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي قفزة هائلة في السنوات الأخيرة (رويترز)
TT

ما أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية؟

شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي قفزة هائلة في السنوات الأخيرة (رويترز)
شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي قفزة هائلة في السنوات الأخيرة (رويترز)

شهدت تطبيقات الذكاء الاصطناعي قفزة هائلة في السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت مقتصرة على أجهزة الحاسوب المكتبي عام 2022، أصبحت اليوم جزءاً أساسياً من تجربة الهواتف الذكية.

على منصات مثل «آي أو إس» iOS - كالذي تعمل عليه هواتف آيفون - وأندرويد، توفر تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين أدوات متقدمة لزيادة الإنتاجية وتبسيط المهام وتحفيز الإبداع بمجرد الضغط على شاشة الهاتف.

يستعرض هذا التقرير أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية ومجالات استخدامها، بما في ذلك أفضل التطبيقات للآيفون، ولأجهزة أندرويد، وصولاً إلى التطبيقات التعليمية للطلاب، ومدى موثوقية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى.

أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي للآيفون

لم تتأخر هواتف آيفون في دخول سباق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتدمج شركة أبل قدرات الذكاء الاصطناعي مباشرة في نظامها عبر مبادرة تحمل اسم «Apple Intelligence»، ولدى مستخدمي آيفون في الوقت الراهن بين أيديهم باقة من التطبيقات الذكية المتقدمة، حسب موقع «تومسغايد» tomsguide الأميركي المتخصص في مراجعة الأجهزة الإلكترونية والبرمجيات.

هذه التطبيقات تجعل من هاتف الآيفون مساعدا شخصيا ذكيا في جيبك.

لم تتأخر هواتف آيفون في دخول سباق تطبيقات الذكاء الاصطناعي (رويترز)

«شات جي بي تي» ChatGPT

تطبيق «شات جي بي تي» ChatGPT الرسمي من شركة «أوبن إيه آي» OpenAI متاح على آيفون، ويُعد من أوائل وأشهر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي انتشرت على الهواتف.

يتيح هذا التطبيق للمستخدم محاورة نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يمكنه الإجابة عن الأسئلة والمساعدة في مهام مثل كتابة الرسائل أو تلخيص المقالات. وقد حظي «شات جي بي تي» بشعبية هائلة كونه مساعد متعدد المهام، وفق توصيف موقع «تك رادار» techradar التقني.

كما يتميز بتقديمه إجابات بصوت طبيعي أقرب للمحادثة البشرية، ما يجعل التفاعل معه أكثر سلاسة وواقعية ويمكن استخدامه باللغة العربية بفعالية عالية.

تطبيق «شات جي بي تي» ChatGPT الرسمي من شركة «أوبن إيه آي» OpenAI متاح على آيفون (أ.ب)

«كلود» Claude

وإلى جانب «شات جي بي تي» ظهر على منصة iOS أيضاً تطبيق «كلود» Claude من شركة «أنثروبيك» Anthropic، والذي انطلق على هواتف آيفون قبل أي منصة أخرى.

يقدّم «كلود» تجربة شبيهة بـ«شات جي بي تي» كمساعد ذكي يمكنه تحليل البيانات وإنتاج النصوص والإجابة عن الاستفسارات بمجموعة واسعة من المواضيع. يثني الخبراء على قدرة «كلود» على تذكّر سياق المحادثات السابقة بحيث لا يضطر المستخدم لإعادة الشرح في كل مرة، بحسب موقع «تومسغايد».

ظهر على منصة iOS أيضاً تطبيق «كلود» Claude من شركة «أنثروبيك» Anthropic والذي انطلق على هواتف آيفون قبل أي منصة أخرى (رويترز)

Lensa AI (لينسا)

وهناك أيضا تطبيقات موجهة للإبداع البصري، مثل Lensa AI (لينسا)، وهو تطبيق تحرير صور مدعوم بالذكاء الاصطناعي يُستخدم لتحسين الصور وإضافة تأثيرات فنية مذهلة. وقد صُنّف «لينسا» أفضل تطبيق iOS لتحرير الصور بالذكاء الاصطناعي لعام 2025 ضمن قائمة أحد المواقع التقنية، وفق ما نقلته منصة «سايبر نيوز«cybernews المعنية بالأمن السيبراني والتكنولوجيا الحديثة.

«بيكس آرت» PicsArt

كذلك برز تطبيق «بيكس آرت» PicsArt الذي يستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوليد رسوم وصور فنية بناءً على أوصاف المستخدم، وتطبيق «إن فيديو إيه آي» InVideo AI لتحرير الفيديوهات تلقائياً على آيفون.

هذه الأمثلة وغيرها تؤكد أن منصة آيفون تزخر بتطبيقات ذكاء اصطناعي متنوعة - من أدوات إنشاء المحتوى الفني إلى روبوتات المحادثة - جميعها تهدف لجعل تجربة المستخدم أكثر ذكاء وإنتاجية.

أفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي للأندرويد

مثلما هو الحال في نظام «آي أو إس» iOS، حظيت منصة أندرويد بنصيب وافر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتطورة. تتميز بيئة أندرويد بانفتاحها وقدرة غوغل على دمج خدمات الذكاء الاصطناعي مباشرة في النظام. على سبيل المثال، دفعت «غوغل» خلال عامي 2024 و2025 بالعديد من الميزات الذكية في هواتف أندرويد، مثل الخلفيات التوليدية (wallpapers) التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي، وميزة «ماجيك كومبوس» Magic Compose في تطبيق الرسائل التي تقترح للمستخدم ردودا كاملة بصيغ وأسلوب مختلفين اعتمادا على سياق المحادثة.

«شات جي بي تي»

وإلى جانب ميزات النظام، يتوفر على متجر «غوغل بلاي» Google Play العديد من التطبيقات الذكية الرائدة. يأتي في مقدمتها تطبيق «شات جي بي تي» الذي أصبح متاحا لمستخدمي أندرويد أيضا، مقدما نفس تجربة المساعد الذكي المتعدد الاستخدامات كما في نسخة الآيفون.

«مايكروسوفت كوبايلوت» Microsoft Copilot

كذلك أطلقت مايكروسوفت تطبيق «مايكروسوفت كوبايلوت» Microsoft Copilot للهواتف ليكون مساعدا شخصيا قائما على الذكاء الاصطناعي. ويمكن لمستخدمي أندرويد الاستفادة من «كوبايلوت» في التكامل مع خدمات «أوفيس» وإنشاء الصور وكتابة المحتوى مباشرة عبر الهاتف، حسب موقع «تومسغايد».

«غوغل بارد» Google Bard

كما دفعت غوغل بنسختها الخاصة من مساعد الذكاء الاصطناعي «غوغل بارد» Google Bard المدعوم حاليا بنموذج «جيميني» Gemini إلى تطبيق البحث وواجهة الدردشة على أجهزة أندرويد، مما جعل الوصول إلى تقنيات المحادثة الذكية أكثر سلاسة لملايين المستخدمين.

دفعت «غوغل» بنسختها الخاصة من مساعد الذكاء الاصطناعي «غوغل بارد» Google Bard المدعوم حالياً بنموذج «جيميني» Gemini (رويترز)

«بيربليكسيتي إيه آي» Perplexity AI

إلى جانب ذلك، نجد تطبيقات مساعدة معرفية مثل «بيربليكسيتي إيه آي» Perplexity AI الذي يجمع بين قدرات محرك البحث والروبوت الذكي للإجابة عن أسئلة المستخدم استنادا إلى المعلومات المتاحة على الإنترنت.

يتميز «بيربليكسيتي» بأنه يعرض أيضا مصادر المعلومات التي يستند إليها في إجاباته، مما يضفي موثوقية أعلى للمستخدمين الذين يبحثون عن إجابات موثقة. وبشكل عام، يمكن القول إن مستخدمي أندرويد لديهم تشكيلة واسعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، سواء تلك المطورة من شركات كبرى مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» أو من قبل شركات ناشئة مبتكرة، مما يحوّل هواتفهم إلى أدوات أكثر ذكاء وقدرة على تنفيذ المهام المعقدة.

هل هناك تطبيقات ذكاء اصطناعي مفيدة للطلاب؟

نعم، وبكل تأكيد. تعد شريحة الطلاب من بين الأكثر استفادة من موجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الهواتف. إذ ظهرت عدة تطبيقات مصممة خصيصا لمساعدة الطلاب في الدراسة وإنجاز الواجبات وفهم المواد العلمية بطريقة تفاعلية.

تطبيقات «المساعد الدراسي»

أصبحت تطبيقات «المساعد الدراسي» القائمة على الذكاء الاصطناعي شائعة جدا في متاجر التطبيقات. يذكر تقرير لموقع «تك كرانش» TechCrunch الذي يغطي أخبار الشركات الناشئة والتقنيات الحديثة، أن من بين أعلى 20 تطبيقا تعليميا في متجر تطبيقات iOS في الولايات المتحدة، هناك خمسة تطبيقات تعتمد على وكلاء الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلاب في واجباتهم المدرسية.

«أنسر إيه آي» Answer AI

وأحد هذه التطبيقات البارزة يدعى «أنسر إيه آي» Answer AI، حيث يتيح للطلاب تصوير مسألة رياضية أو سؤال صعب من الكتاب، ثم يقوم بتحليله وتوليد الإجابة مع شرح الخطوات والحلول خلال ثوانٍ.

وجد كثير من الطلاب في هذه الأدوات وسيلة فعالة لتجاوز عقبات الفهم؛ فبدلاً من قضاء ساعات في البحث أو الاستعانة بدروس خصوصية مكلفة، يمكن لتطبيق مثل «أنسر إيه آي» أن يقدّم حلولاً وإرشادات فورية. ويشير أحد الطلاب في التقرير إلى أنه أوقف دروسه الخصوصية التي تكلف 60 دولارا في الساعة بعدما وجد أن تطبيق الذكاء الاصطناعي يقدّم له المساعدة طوال العام بنفس تكلفة دراسة خصوصية لمدة ساعة تقريبا.

تعد شريحة الطلاب من بين الأكثر استفادة من موجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي (رويترز)

تطبيقات تعلم اللغات

أضف إلى ذلك، هناك تطبيقات مفيدة لتعلم اللغات مثل «بودي إيه آي» Buddy.ai المخصص للأطفال، والذي يجسّد شخصية كرتونية ناطقة تتفاعل مع الطفل وتعلمه اللغة الإنجليزية عبر محادثة وألعاب تفاعلية. هذا التطبيق حقق انتشارا عالميا مع أكثر من ملايين الطلاب يستخدمونه سنويا لتحسين مهاراتهم اللغوية بطريقة ممتعة.

مخاطر الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدراسة

رغم هذه الفوائد، من المهم الإشارة إلى التحديات. فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي التعليمي يجعل الدروس الخصوصية أكثر مساواة في متناول الجميع ويقدّم تعليماً مخصصاً وفقاً لوتيرة كل طالب، فإن الاعتماد المفرط عليه قد يحمل جانبا سلبيا إذا استخدمه بعض الطلاب كطريق مختصر لحل الواجبات دون فهم عميق. كما أن هذه التطبيقات ليست معصومة من الخطأ؛ إذ اعترفت تقارير بأن بعض تطبيقات حل الواجبات بالذكاء الاصطناعي قد تعطي أحيانا إجابات خاطئة أو ما يُعرف بـ«الهلوسة» التقنية (أي إنتاج معلومات غير صحيحة)، وفق موقع «تك كرانش».

لذلك ينصح الخبراء بأن يستخدم الطلاب هذه الأدوات كوسيلة للتعلم والفهم، لا كأدوات للغش أو للحصول على الإجابة الجاهزة فقط.

وفي المحصلة، تطبيقات الذكاء الاصطناعي التعليمية مفيدة جدا إذا ما أحسن الطلاب استثمارها بشكل أخلاقي وذكي، فهي تمنحهم مدرّسا خصوصيا افتراضيا متوفرا على مدار الساعة، يمكنه الشرح والإجابة والتوجيه متى احتاجوا إلى ذلك.

هل يمكن الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى؟

أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بكتابة المحتوى شائعة بين صناع المحتوى والكتّاب وحتى الشركات. فمنصات مثل «شات جي بي تي» و«جاسبر» Jasper و«غرامارلي» Grammarly توفر قدرات تتراوح بين صياغة مسودات المقالات وتصحيح القواعد اللغوية واقتراح الأفكار. هذه الأدوات بلا شك غيّرت مشهد الكتابة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بمثابة المساعد الرقمي للكاتب، ينجز المهام الرتيبة كالتحرير اللغوي أو يلخّص المعلومات ويوفر الوقت للتركيز على الأفكار والإبداع. لكن يبقى السؤال الأهم

هل يمكن الاعتماد كلياً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى دقيق وموثوق؟

الإجابة تتطلب بعض التحفظ. صحيح أن الذكاء الاصطناعي بارع في توليد نصوص تشبه أسلوب البشر، لكنه قد يقع في أخطاء جوهرية. على سبيل المثال، تُعرف نماذج اللغات الذكية بظاهرة «الهَلْوَسَة»؛ أي إنها أحيانا تخترع حقائق غير صحيحة أو مراجع وهمية دون قصد التضليل.

وفي تجربة أجرتها شبكة «بي بي سي» البريطانية على أبرز روبوتات المحادثة مثل «شات جي بي تي» و«غوغل جيميني» و«مايكروسوفت كوبايلوت»، وجد الباحثون أن أكثر من نصف الإجابات عن أسئلة إخبارية احتوت على أخطاء جوهرية أو معلومات مضللة، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية.

بعض الإجابات نسبت أحداثاً لشخصيات لم تعد في مناصبها، أو أخطأت في تواريخ وأرقام أساسية، وحتى قامت بتحريف تصريحات ونسبتها خطأً لمصادر إخبارية.

مخاطر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار

دفع ذلك أحد مسؤولي الأخبار في «بي بي سي» إلى التحذير من أن «أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلعب بالنار» عندما يتعلق الأمر بالأخبار والمعلومات الدقيقة.

فإذا كانت تلك الأدوات ترتكب هذا القدر من الأخطاء في المحتوى الإخباري، فإن الاعتماد الكامل عليها في مجالات مثل الصحافة أو المقالات المتخصصة دون تدقيق بشري سيكون مجازفة كبيرة.

تحذيرات من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار (أ.ف.ب)

لا غنى عن العقل البشري

الخلاصة أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الكتابة مفيدة جدا لتعزيز الكفاءة والإنتاجية، لكنها لا تغني عن دور العقل البشري في المراجعة والتحرير والتأكد من صحة المعلومات. ينصح خبراء المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساندة - لاقتراح مسودات وأفكار وهيكلية - ثم يقوم الإنسان بمهمة المراجعة والتصحيح والإضافة بما يضمن جودة المحتوى وموثوقيته، حسب موقع تسويق المحتوى «سيج ميديا» siege media.

بهذا الشكل نحصل في آن معاً على سرعة الآلة ودقتها في جوانب معينة، ولمسة الإنسان الإبداعية وقدرته على النقد والتقييم.