الذكاء الاصطناعي... تهديد للقطاع المالي لأول مرة

يُصنف بوصفه خطراً على الاستقرار المالي

الذكاء الاصطناعي... تهديد للقطاع المالي لأول مرة
TT

الذكاء الاصطناعي... تهديد للقطاع المالي لأول مرة

الذكاء الاصطناعي... تهديد للقطاع المالي لأول مرة

هل تفكر في استخدام الذكاء الاصطناعي؟ يقول الخبراء: افعل ذلك بحذر.

خطر على الاستقرار المالي

قد يُشكل التطور السريع للذكاء الاصطناعي خطراً على الاستقرار المالي للبلاد (في الولايات المتحدة)، ويؤدي إلى تفاقم التحديات القائمة فيما يتعلق بالوصول إلى رؤوس الأموال.

وقد عد مجلس مراقبة الاستقرار المالي «The Financial Stability Oversight Council» - وهو فريق من كبار الخبراء المشرفين على تنظيم ومراقبة المخاطر في القطاع المالي الأميركي - أن الذكاء الاصطناعي يمثل خطراً لأول مرة في التقرير السنوي للمجموعة، الذي نُشر يوم الخميس الماضي، وفقاً لميليسا أنجيل.

ومن بين أبرز أعضاء مجلس مراقبة الاستقرار المالي (FSOC) الخمسة عشر، عضو مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول، ووزيرة الخزانة جانيت يلين، ورئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات غاري جينسلر.

إشراف مدروس قبل الاستخدام

وفي حين يحمل الذكاء الاصطناعي الكثير من الأمل في تعزيز الإبداع والكفاءة، فإن مجلس مراقبة الاستقرار المالي يحذر من أن استخدامه من قبل القطاع المالي «يتطلب تنفيذا وإشرافا مدروسين لإدارة المخاطر المحتملة».

يستخدم القطاع المالي بالفعل الذكاء الاصطناعي للمساعدة في جهود الكشف عن الاحتيال، وتحسين خدمة الزبائن، والمساعدة في الاكتتاب. ولا يقتصر الأمر على البنوك الكبرى؛ مثل «جيه بي مورغان» و«بنك أوف أميركا» التي تفعل ذلك، بل وتستخدم البنوك الصغيرة، مثل بنك «FVCBank» الذي تبلغ قيمته 2.34 مليار دولار، الذكاء الاصطناعي لتشغيل منصة إقراض الشركات الصغيرة «Lightning Lending».

لكنّ المنظمين في «FSOC» يعترضون على بعض الغموض الذي يظهر في خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل عام. وأحد المجالات المثيرة للقلق المستمر هو ما يسمى «تحديات قابلية نظام الذكاء الاصطناعي للتفسير»، أو لماذا يصل نظام الذكاء الاصطناعي إلى الإجابة التي يقدمها في المقام الأول؟

قلق من إجابات الذكاء الاصطناعي

القلق هنا هو أنه إذا كان خبراء التكنولوجيا لم يفهموا لماذا يقدم الذكاء الاصطناعي إجابة معينة، فكيف يمكن الوثوق به على المدى الطويل؟ يقول التقرير: «هناك مصدر قلق خاص هو احتمال أن تنتج أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تواجه تحديات في قابلية التفسير بعض الإجابات التي ربما تخفي نتائج متحيزة أو غير دقيقة... قد يؤثر هذا، على سبيل المثال لا الحصر، على اعتبارات حماية المستهلك مثل الإقراض العادل».

ويؤكد التقرير أن الأمر متروك للبنوك والاتحادات الائتمانية والمؤسسات المالية الأخرى لفهم التحديات المتعلقة بقابلية التفسير لمنع أي تمييز. هذا ومن المفترض أن يبدأ الكونغرس الأميركي في طرح تشريعات جديدة في عام 2024 للبدء في تنظيم الذكاء الاصطناعي.

«مانويستو فنتشرز»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

يقول خبراء إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم حلولاً مبتكرة لتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الهدر وتعزيز النمو المستدام.

نسيم رمضان (دبي)
علوم مركبة المشاة القتالية «إم 2 برادلي» الحالية ستحل محلها دبابات «إكس إم-30» عند إنتاجها قريباً

تطوير أول مركبة مشاة قتالية أميركية مصممة رقمياً بالكامل

يراهن الجيش الأميركي على الهندسة الرقمية لتوفير الوقت والمال في عمليات تطويره لمركبات مشاة قتالية جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تشير دراسة حديثة إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى فهم حقيقي للعالم، إذ تتفوق في مهام ثابتة، لكنها تتعثر مع تغييرات بسيطة، ما يثير تساؤلات حول جدواها.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا غلاف «ساتيشي» التقني لجواز السفر

غلاف عالي التقنية... لجواز السفر

بمساحة إضافية لبطاقات الائتمان وتذكرة السفر

غريغ إيلمان (واشنطن)

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)
باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)
TT

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)
باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)

أصبح الذكاء الاصطناعي قوة محورية في تعزيز الاستدامة عبر مختلف الصناعات. عالمياً، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل كيفية إدارة الطاقة والموارد والبنية التحتية، مما يعد بمساهمات كبيرة في تحقيق الأهداف البيئية. وفي الشرق الأوسط، حيث تكثر المشاريع التنموية الطموحة وتبرز تحديات بيئية فريدة، يسعى كثيرون إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة لتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الهدر وتعزيز النمو المستدام.

تلتقي «الشرق الأوسط» مع أليكس يانغ، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للعمليات والمدير المالي لشركة «تويا» إحدى الشركات المزودة للحلول السحابية بهدف فهم إمكانية تحويل الذكاء الاصطناعي، المنازل والشركات والبنية التحتية العامة إلى أنظمة أكثر ذكاءً واستدامة.

أليكس يانغ الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للعمليات والمدير المالي لشركة «تويا» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تويا)

دور الذكاء الاصطناعي في جهود الاستدامة

تُبرز التأثيرات الاقتصادية العالمية للذكاء الاصطناعي إمكاناته التحويلية. من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بـ15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، منها 320 مليار دولار من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و135.2 مليار دولار من السعودية تحديداً بحسب شركة «ماكنزي». يعكس هذا النمو الاقتصادي قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين إدارة الموارد، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وفتح فرص جديدة في مختلف القطاعات.

وفي مجال إدارة الطاقة، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى خفض استهلاك الطاقة العالمي بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2030، مما يحقق وفورات كبيرة في التكاليف ويقلل من انبعاثات الكربون، بحسب «ماكنزي» أيضاً.

الشرق الأوسط يشهد تحولاً حضرياً سريعاً، مع مشاريع تنموية واسعة النطاق في دول مثل السعودية والإمارات وقطر. وعلى عكس المدن القديمة ذات البنية التحتية التقليدية، تتمتع هذه المراكز الحضرية الناشئة بميزة تضمين أحدث التقنيات منذ البداية. يوفر ذلك فرصاً للذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستدامة بطرق غير مسبوقة.

يوضح أليكس يانغ أن المباني الحديثة في الشرق الأوسط مؤهلة بشكل فريد لتضمين أحدث التقنيات، مما يحسن الكفاءة ونوعية الحياة. ويقول إن شركته تستفيد من هذه الفرصة من خلال نشر حلول الذكاء الاصطناعي في المنازل الذكية والفنادق والأماكن العامة. ويشدد على كيفية الاستفادة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي في أنظمة التحكم المتقدمة في الإضاءة وأنظمة مواقف السيارات الذكية وحلول توفير الطاقة. ويشرح أن هذه الأنظمة قادرة على تحليل سلوك المستخدمين وضبط أنماط الاستهلاك في الوقت الفعلي، مما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد.

ويذكر يانغ مثالاً من مشروع فندقي في الرياض، حيث نفذت شركة «تويا» مستشعرات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لاكتشاف إشغال الغرف. ويقول إن هذه المستشعرات تمكنت من ضبط أنظمة التكييف تلقائياً، وتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 50 في المائة.

رغم الفوائد الهائلة يثير اعتماد الذكاء الاصطناعي قضايا بيئية مثل استهلاك الطاقة (أدوبي)

دعم الطاقة المتجددة بالذكاء الاصطناعي

تُظهر التقنيات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إمكانية تحسين إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، مثل الشمس والرياح، بنسبة تصل إلى 20 في المائة بحسب دراسات شركة «ماكنزي». يعزز ذلك الدمج السلس للطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء، مما يجعلها أكثر موثوقية وفعالية من حيث التكلفة.

ويعد يانغ أن حلول إدارة تخزين الطاقة من «تويا» تعكس كيفية إطلاق الذكاء الاصطناعي لإمكانات الطاقة المتجددة. تقوم هذه الأنظمة بتحليل أنماط استخدام الطاقة والتنبؤ بالطلب، مما يضمن الاستفادة القصوى من الموارد وتقليل الفاقد.

كما تقدم الشبكات الذكية مجالاً آخر يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يُحدث فرقاً. تشير دراسات «ماكنزي» كذلك إلى أنه من خلال تطبيق تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للشبكات الذكية تحسين كفاءة توزيع الطاقة بنسبة تتراوح بين 5-10 في المائة، مما يقلل من الفاقد ويعزز إدارة الموارد.

«ماكنزي»: أنظمة إدارة المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تقليل الازدحام الحضري بنسبة تتراوح بين 10- 15% (أدوبي)

ولكن رغم إمكاناته، فإن توسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي للاستدامة في الشرق الأوسط يواجه بعض التحديات. إذ يتطلب التنفيذ الناجح فهماً أساسياً للتقنيات الناشئة وتعاوناً بين الحكومات والمطورين والشركات. ويؤكد يانغ أن شركة «تويا» تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتبسيط تطوير ونشر التقنيات المستدامة. هذا الابتكار يتيح للشركات تسريع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي بسهولة أكبر، مما يساعدها على تحقيق أهداف الاستدامة بكفاءة.

مع استمرار الشرق الأوسط في تبني الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة، تتأهب المنطقة لتصبح رائدة عالمياً في تطوير المدن الذكية المستدامة. يُبرز التزام «تويا» بالابتكار والتعاون، أهمية الشراكات في تحقيق التغيير. ويعد يانغ أن الفهم المحلي المتزايد لكيفية استخدام التقنيات بشكل فعال أمر بالغ الأهمية لتسريع تطوير الحلول الذكية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.