«زووم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل الاجتماعات عن بُعد

«زووم»: التحول الرقمي المتسارع يتطلب تطبيقات سريعة وسهلة الاستخدام (شاترستوك)
«زووم»: التحول الرقمي المتسارع يتطلب تطبيقات سريعة وسهلة الاستخدام (شاترستوك)
TT

«زووم» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل الاجتماعات عن بُعد

«زووم»: التحول الرقمي المتسارع يتطلب تطبيقات سريعة وسهلة الاستخدام (شاترستوك)
«زووم»: التحول الرقمي المتسارع يتطلب تطبيقات سريعة وسهلة الاستخدام (شاترستوك)

كان عام 2020 لحظة محورية في تاريخ تكنولوجيا الاتصالات. مع انتشار جائحة «كوفيد–19» في جميع أنحاء العالم، كان على الشركات والمؤسسات التعليمية والأفراد التكيف بسرعة مع الواقع الجديد، أي العمل والدراسة عن بُعد. ومن بين الأدوات العديدة التي ظهرت، احتلت «زووم» (Zoom) منصة مؤتمرات الفيديو، مركز الصدارة.

صعود «زووم» السريع من منصة غامضة نسبياً إلى اسم مألوف لم يكن مدفوعاً بالوباء فحسب، بل أيضاً بالتكامل المبتكر للعديد من التقنيات التي تعمل عليها منذ نحو 10 سنوات.

لكن كيف سيعمل الذكاء الاصطناعي على تشكيل مستقبل «زووم»؟

«زووم»: الذكاء الاصطناعي يوفر التواصل السلس بين المشاركين الذين يتحدثون لغات مختلفة ويكسر الحواجز اللغوية (شاترستوك)

قبل الوباء، كانت منصة «زووم» معروفة بشكل رئيسي بأنها حل لعقد مؤتمرات الأعمال، لكن قاعدة هذه المنصة نمت شكل كبير، لتصبح رمزاً لـ«الوضع الطبيعي الجديد» حينها عندما اتجه إليها الملايين للعمل والتعليم واللقاءات الافتراضية الاجتماعية عن بُعد. إلا أنه مع انتهاء جائحة «كوفيد»، أدركت شركة «زووم» الحاجة إلى تطوير ميزاتها وتحسين تجربة مستخدميها، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي.

أدى التحول المفاجئ إلى العمل عن بُعد إلى اضطرار مستخدمي المنصات في كثير من الأحيان إلى التعامل مع الضوضاء في المنزل. استجابة لذلك طوّرت «زووم» تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتصفية الأصوات غير المرغوب فيها في الخلفية ويتم التركيز على صوت المتحدث. ولتعزيز التعاون والتواصل بين اللغات المختلفة، يقول سامر طيان، المدير الإقليمي لـ«زووم» بالشرق الأوسط وأفريقيا، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» من دبي، إن الشركة تقدم ميزات الترجمة اللغوية في الوقت الفعلي ما يعني قدرة الذكاء الاصطناعي على توفير التواصل السلس بين المشاركين الذين يتحدثون لغات مختلفة وكسر الحواجز اللغوية في الاجتماعات الدولية.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصرح سامر طيان، المدير الإقليمي لـ«زووم» بالشرق الأوسط وأفريقيا، أن شركة «زووم» تسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي «منصة إطار مفتوح» للشركات، أي أن يكون الذكاء الاصطناعي غير حصري ومقيد، بل يكون مناسباً لما تحتاج إليه كل شركة بشكل خاص وبحسب مجالها.

إن بساطة منصة «زووم» وسهولة استخدامها جعلتها في متناول الأشخاص من جميع الخلفيات والأعمار. وتشرح دينا الناصر، المديرة الإقليمية لـ«زووم» بالسعودية، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أهمية أن تكون الشركات مواكبة للتحول الرقمي المتسارع التي تشهدها دول عربية عدة؛ في مقدمتها المملكة العربية السعودية ضمن «رؤية 2030».

وجدت دراسة أجراها مركز المعلومات الوطني السعودي (NIC) عام 2023 أن «زووم» هو تطبيق مؤتمرات الفيديو الأكثر شعبية في المملكة العربية السعودية، مع أكثر من 50 في المائة من حصة السوق. ويعد «مايكروسوفت تييمز» (Microsoft Teams) ثاني أكثر التطبيقات شعبية، حيث تبلغ حصته 25 في المائة من السوق، يليه «غوغل ميت» (Google Meet) بنسبة 15 في المائة. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن مستخدمي «زووم» في المملكة تتراوح أعمارهم عادةً بين 25 و44 عاماً، ولديهم شهادة جامعية أو أعلى. ويُستخدم «زووم» لمجموعة متنوعة من الأغراض في المملكة بما في ذلك العمل والتعليم والصحة.

أدركت «زووم» أيضاً أهمية الأمان مع ازدياد شعبيتها. ولمعالجة مخاوف الخصوصية وحماية بيانات المستخدم، قامت المنصة بدمج ميزات الأمان المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل التشفير الشامل وتشفير البيانات والحماية المتقدمة من التهديدات. لا تعمل هذه التدابير على حماية المعلومات الحساسة فحسب، بل تعمل أيضاً على بناء الثقة بين المستخدمين، خصوصاً في مجال التعليم.

كانت رحلة «زووم» أثناء جائحة «كورونا» شهادة على قدرتها على التكيف مع الاحتياجات المتطورة للمستخدمين. ومع انتقال العالم إلى حقبة ما بعد الوباء، تستعد «زووم» لمواصلة تطورها مع وضع الذكاء الاصطناعي في المقدمة.


مقالات ذات صلة

بعد علاقة متوترة... جيف بيزوس يتناول العشاء برفقة ترمب في فلوريدا

الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس (أ.ب)

بعد علاقة متوترة... جيف بيزوس يتناول العشاء برفقة ترمب في فلوريدا

شوهد مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس وهو يتجول في مقر إقامة الرئيس المنتخب دونالد ترمب بولاية فلوريدا، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء حيث تناول العشاء معه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تتميز سمكة «موبولا راي» بهيكلها العظمي الغضروفي وأجنحتها الضخمة ما يسمح لها بالانزلاق بسهولة في الماء (أدوبي)

سمكة تلهم باحثين لتطوير نموذج مرشّح مياه صناعي!

طريقة تغذية سمكة «موبولا راي» تدفع باحثي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لتطوير أنظمة ترشيح فعالة.

نسيم رمضان (لندن)
أوروبا طائرة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تصل إلى بيروت 23 أكتوبر 2024 (رويترز)

طائرات أعضاء الحكومة الألمانية تتجهّز بنظام حماية ضد الهجمات الصاروخية

تقوم وحدة الاستعداد الجوي التابعة لوزارة الدفاع الألمانية بتجهيز طائرات الركاب المخصصة لتنقلات أعضاء الحكومة بنظام حماية ضد الهجمات الصاروخية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا تعمل استراتيجيات مثل الأمن متعدد الطبقات واستخبارات التهديدات المتقدمة على تعزيز دفاعات الشركات السعودية (شاترستوك)

السعودية تسجل 44 % انخفاضاً في الهجمات الإلكترونية حتى نوفمبر مقارنة بـ2023

تواجه السعودية التحديات السيبرانية باستراتيجيات متقدمة مع معالجة حماية البيانات وأمن السحابة وفجوات مواهب الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)

محكمة أميركية تدين شركة برمجيات إسرائيلية بقضية اختراق «واتساب»

شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز»  (د.ب.أ)
شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز» (د.ب.أ)
TT

محكمة أميركية تدين شركة برمجيات إسرائيلية بقضية اختراق «واتساب»

شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز»  (د.ب.أ)
شعار تطبيق «واتساب» المملوك لشركة «ميتا بلاتفورمز» (د.ب.أ)

أصدرت قاضية أميركية حكماً أمس (الجمعة) لصالح شركة «واتساب» المملوكة لشركة «ميتا بلاتفورمز» في دعوى قضائية تتهم مجموعة «إن إس أو» الإسرائيلية باستغلال ثغرة في تطبيق «واتساب» لتثبيت برامج تجسس تتيح مراقبة 1400 شخص منهم صحافيون وناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان ومعارضون.

ووفقاً لوثائق المحكمة، خلصت القاضية فيليس هاميلتون إلى أن مجموعة «إن إس أو» مسؤولة عن الاختراق وانتهاك التعاقد.

وأشارت هاميلتون إلى أن القضية ستنتقل الآن إلى المحاكمة فقط بشأن قضية الأضرار.

وقال ويل كاثكارت، رئيس «واتساب»، إن الحكم هو فوز للخصوصية. وتابع في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «لقد أمضينا خمس سنوات في عرض قضيتنا لأننا نعتقد اعتقاداً راسخاً أن شركات برامج التجسس لا يمكنها الاختباء وراء الحصانة أو تجنب المساءلة عن أفعالها غير القانونية».

وأضاف «يجب أن تكون شركات المراقبة على علم بأن التجسس غير القانوني لن يتم التسامح معه».

ورحب خبراء الأمن السيبراني بالحكم.

وصف جون سكوت رايلتون، الباحث الكبير في مؤسسة Citizen Lab الكندية لمراقبة الإنترنت -والتي سلطت الضوء لأول مرة على برنامج التجسس Pegasus التابع لشركة «إن إس أو» في عام 2016- الحكم بأنه تاريخي وله «تداعيات ضخمة على صناعة برامج التجسس».

وقال في رسالة فورية: «لقد اختبأت الصناعة بأكملها وراء الادعاء بأن كل ما يفعله عملاؤها بأدوات القرصنة الخاصة بهم ليس مسؤوليتهم... يوضح حكم اليوم أن مجموعة (إن إس أو) مسؤولة في الواقع عن انتهاك العديد من القوانين».

في عام 2019، رفعت «واتساب» دعوى قضائية ضد «إن إس أو» سعياً للحصول على أمر قضائي وتعويضات، متهمة إياها بالوصول إلى خوادم المنصة دون إذن قبل ستة أشهر لتثبيت برنامج Pegasus على الأجهزة المحمولة للضحايا. وزعمت الدعوى أن الاختراق سمح بمراقبة 1400 شخص، بما في ذلك الصحافيون ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضون.

وزعمت «إن إس أو» أن Pegasus يساعد وكالات إنفاذ القانون والاستخبارات في مكافحة الجريمة وحماية الأمن القومي وأن تقنيتها تهدف إلى المساعدة في القبض على الإرهابيين والمتحرشين بالأطفال والمجرمين.