28 دولة توقّع على أول إعلان عالمي بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي

ضمن قمة تستضيفها بريطانيا لأول مرة

حددت القمة 3 نقاط رئيسة منها تحديد المخاطر وبناء سياسات قائمة على المخاطر ودعم بحث سلامة الذكاء الاصطناعي (رويترز)
حددت القمة 3 نقاط رئيسة منها تحديد المخاطر وبناء سياسات قائمة على المخاطر ودعم بحث سلامة الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

28 دولة توقّع على أول إعلان عالمي بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي

حددت القمة 3 نقاط رئيسة منها تحديد المخاطر وبناء سياسات قائمة على المخاطر ودعم بحث سلامة الذكاء الاصطناعي (رويترز)
حددت القمة 3 نقاط رئيسة منها تحديد المخاطر وبناء سياسات قائمة على المخاطر ودعم بحث سلامة الذكاء الاصطناعي (رويترز)

تُختتم، اليوم (الخميس)، أعمال قمة «سلامة الذكاء الاصطناعي» التي أقيمت على مدار يومين في «بلتشلي بارك» شمال غرب لندن، بحضور دولي كبير.

وشهدت القمة توقيع 28 دولة على «إعلان بلتشلي» لضمان التطوير والاستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي. واتفقت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين التي تحضر القمة، على التعاون من أجل ضمان الاستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة آمنة ومسؤولة؛ نظراً للمخاطر الكارثية المحتملة والعواقب غير المقصودة التي قد تشكلها هذه التكنولوجيا على البشرية. ويُعدّ هذا الإعلان خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية بتطوير واستخدام التقنيات الحديثة، ويدعو إلى مشاركة وتقديم الشفافية والمساءلة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أهمية العمل المشترك لتحقيق الصالح العام وتقليل المخاطر إلى الحد الأدنى.

رئيس الوزراء البريطاني ريتشي سوناك يرحب باتفاق القمة ويصفه «بالإنجاز التاريخي» (إ.ب.أ)

«إنجاز تاريخي»

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: إن «الدول قد أعربت عن مسؤولية مشتركة لعلاج مخاطر الذكاء الاصطناعي ودفع التعاون الدولي الحيوي للأمام في قطاع سلامة الذكاء الاصطناعي والأبحاث»، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء اليوم. ورحّب سوناك بالاتفاق بوصفه «إنجازاً تاريخياً»؛ ما يشير إلى استعداد القوى الكبرى العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي للتعاون بشأن تنظيم التكنولوجيا الناشئة. كما تعدّ مشاركة الصين مهمة بصفة خاصة مع الأخذ في الحسبان العلاقات المشحونة القائمة مع الدول الغربية في مجالات مثل التجارة والأمن وحقوق الإنسان.

المملكة المتحدة تعِد بتقديم 38 مليون جنيه إسترليني من الدعم البالغ قيمته 80 مليوناً لتمويل النمو ودعم التنمية طويلة المدى في أفريقيا (إ.ب.أ)

معهد أميركي لأمن الذكاء الاصطناعي

ومن المقرر أن تعلن نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في كلمة لها في لندن، عن إنشاء معهد لأمن الذكاء الاصطناعي في واشنطن. وسيجمع هذا المعهد المشابه لذلك الذي أعلنت المملكة المتحدة أيضاً عن إنشائه، الخبراء المسؤولين عن وضع «مبادئ توجيهية» وتقييم نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً من أجل «تحديد المخاطر وتخفيفها»، وفق البيت الأبيض. وحذّرت الحكومة البريطانية في تقرير نُشر الخميس من أن هذه التكنولوجيا التي تثير آمالاً كبيرة في الطب أو التعليم، قد تشكل أيضاً «تهديداً وجودياً» من خلال زعزعة استقرار مجتمعات، عبر إتاحتها تصنيع أسلحة أو الإفلات من السيطرة البشرية.

وصول نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في اليوم الثاني من القمة (أ.ف.ب)

مساعدة الدول الفقيرة

وشهدت القمة أيضاً إعلان تعاون بين المملكة المتحدة وشركاء عالميين منهم كندا، ومؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، والولايات المتحدة الأميركية وشركاء في أفريقيا؛ من أجل تسريع التنمية في أفقر دول العالم باستخدام الذكاء الاصطناعي بتمويل تقدر قيمته بـ80 مليون جنيه إسترليني (100 مليون دولار). وأوضح وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في تصريحٍ له حول الشراكة، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير حياة الناس نحو الأفضل، وذلك من خلال المساعدة في تطوير علاجات جديدة للأمراض، ومعالجة قضايا انعدام الأمن الغذائي. وتعهدت المملكة المتحدة بتقديم 38 مليون جنيه إسترليني من الدعم البالغ قيمته 80 مليون جنيه إسترليني، لتمويل النمو ودعم التنمية طويلة المدى في أفريقيا، حيث تعكس هذه الخطوة التزام المملكة المتحدة نحو استخدام التكنولوجيا المتطورة لمواجهة التحديات العالمية.

إيلون ماسك يشدد خلال حضوره القمة على الحاجة إلى وجود «حَكَم» في مجال الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

محادثات متتالية

ويجري الملياردير إيلون ماسك، رئيس شبكة «إكس»، محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بعد القمة. وقد شدد ماسك خلال حضوره القمة الأربعاء على الحاجة إلى وجود «حَكَم» في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلاً: إن هذه التكنولوجيا تشكّل أحد «أكبر التهديدات» التي تواجه البشرية. وقال ماسك للصحافيين: إن «ما نهدف إليه هو إنشاء إطار لفهم أفضل، بحيث يكون هناك على الأقل حَكَم مستقل يمكنه مراقبة ما تفعله شركات الذكاء الاصطناعي ودق ناقوس الخطر إذا ما كانت لديه مخاوف».

وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أثناء وصوله إلى القمة اليوم (أ.ف.ب)

تفاؤل ألماني

أبدى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك تفاؤلاً بأن التقدم التي يشهده تطوير الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً للمستقبل في المقام الأول. وقال هابيك: «إنه يمكن أن تجعل هذه التكنولوجيا كثيراً من الأشياء أسهل وأكثر فاعلية (بدءاً من حماية المناخ وصولاً إلى بيانات الطقس وأنظمة التحذير المبكرة، وبدءاً من الكشف عن الأمراض وصولاً إلى أنظمة العلاج)». وأضاف الوزير الذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار الألماني أولاف شولتس، بأن إساءة الاستخدام تعدّ أمراً محتملاً بالطبع؛ «ولهذا السبب يعتزم الاتحاد الأوروبي ضبط الاستخدام من خلال لائحة، ولكنه أكد أن الأمر لا يتعلق بتحجيم التقنية نفسها».

القمة المقبلة في فرنسا

وستستضيف فرنسا الدورة المقبلة من القمة الدولية للذكاء الاصطناعي في باريس، على ما أعلنت وزارة الاقتصاد الفرنسية. وأكد وزير الشؤون الرقمية الفرنسي جان - نويل بارو، أن «فرنسا رائدة أوروبياً في ابتكار نماذج الذكاء الاصطناعي»، مضيفاً أن «الحكومة تقف بجانب الجهات الفاعلة في القطاعين الخاص والعام لتشجيع الابتكار وتنظيم القطاع استناداً إلى الأخطار التي تحملها هذه النماذج». وأشار بارو إلى أن فرنسا ستستضيف الدورة المقبلة من هذه القمة الدولية بنسخة حضورية في غضون عام. وكانت كوريا الجنوبية قد اقترحت عقد قمة افتراضية في شأن هذا الموضوع خلال الأشهر الستة المقبلة.


مقالات ذات صلة

تطبيق ذكي لاكتشاف مواهب كرة القدم

يوميات الشرق يسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل مقاطع فيديو تعتمد على إبراز قدراتهم الرياضية (جامعة كينغستون)

تطبيق ذكي لاكتشاف مواهب كرة القدم

يساعد تطبيق جديد، طوّرته جامعة «كينغستون» البريطانية، في تحديد الرياضيين الموهوبين بمساعدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا  «ميتا إيه آي» القادرة على الإجابة على أسئلة المستخدمين بلغة بسيطة باتت تضم 400 مليون مستخدم شهرياً (رويترز)

منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي... تنافس ونمو متسارع

يستمر استخدام منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي من جانب عامة الناس في النمو بوتيرة متسارعة، على ما تظهر أحدث الأرقام لجهات فاعلة رئيسية في القطاع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا هذه الإضافات متاحة باللغة الإنجليزية فقط وعلى عدد محدود من الأجهزة (شاترستوك)

«غوغل» تقدم ملحقين جديدين لـ«جيميناي» مصممين لهواتف «بيكسل 9»

هذه الميزات حصرية حالياً لأجهزة «بيكسل» الأحدث.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعد «GPT-4o mini» نموذج ذكاء اصطناعي صغيراً فعالاً من حيث تكلفة العملاء (شاترستوك)

200 مليون مستخدم نشط في «تشات جي بي تي» أسبوعياً

صرحت شركة «أوبن إيه آي (OpenAI)»،الناشئة للذكاء الاصطناعي، بأن روبوت الدردشة الخاص بها «تشات جي بي تي (ChatGPT)» لديه الآن أكثر من 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا.

نسيم رمضان (لندن)
الولايات المتحدة​ يظهر شعار «أوبن إي آي» بهذه الصورة الملتقطة في 20 مايو 2024 (رويترز)

«أوبن إي آي» تتيح نماذجها الجديدة للحكومة الأميركية قبل إطلاقها

أبرمت شركة «أوبن إي آي»، مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» للذكاء الاصطناعي التوليدي، اتفاقاً مع الحكومة الأميركية تتيح لها الوصول إلى نماذجها اللغوية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بعد 13 عاماً من الانتظار... «سناب شات» تطلق تطبيقها على «آيباد»

من غير الواضح سبب انتظار «سناب شات» حتى الآن لإحضار تطبيقها إلى «آيباد» (شاترستوك)
من غير الواضح سبب انتظار «سناب شات» حتى الآن لإحضار تطبيقها إلى «آيباد» (شاترستوك)
TT

بعد 13 عاماً من الانتظار... «سناب شات» تطلق تطبيقها على «آيباد»

من غير الواضح سبب انتظار «سناب شات» حتى الآن لإحضار تطبيقها إلى «آيباد» (شاترستوك)
من غير الواضح سبب انتظار «سناب شات» حتى الآن لإحضار تطبيقها إلى «آيباد» (شاترستوك)

وأخيراً بعد أكثر من عقد منذ إصدارها الأوليّ على نظام التشغيل «iOS»، قدمت «سناب شات» (Snapchat) دعماً أصلياً لجهاز «آيباد» (iPad). ويمثل هذا التحديث إنجازاً مهماً لتطبيق الشبكات الاجتماعية الشهير، الذي كان لفترة طويلة عنصراً أساسياً على أجهزة «آيفون»، لكنه تأخر في توفير تجربة محسَّنة بالكامل لمستخدمي «آيباد».

تحديث طال انتظاره

منذ إطلاقه في عام 2011، نما «سناب شات» ليصبح من أكثر منصات الوسائط الاجتماعية شعبية، خصوصاً بين الجماهير الأصغر سناً. وعلى الرغم من استخدامه على نطاق واسع، لم يكن التطبيق متاحاً بشكل أصلي لجهاز «آيباد» حتى الآن. في السابق، كان على مستخدمي «آيباد» اللجوء إلى تشغيل إصدار «آيفون» من «سناب شات»، الذي لم يكن مصمماً للشاشة الأكبر. أدى هذا إلى تجربة غير مثالية، مع وجود حدود سوداء تحيط بواجهة «آيفون» الأصغر، وشاشة ذات دقة أقل لا تستفيد بشكل كامل من قدرات «آيباد».

ما أهمية التحديث؟

يعالج التحديث الأخير هذه المشكلة من خلال السماح لـ«سناب شات» بالعمل بشكل أصلي على «آيباد»، والاستفادة الكاملة من حجم شاشة الجهاز. يمكن للمستخدمين الآن الاستمتاع بلوحة أكبر لالتقاط اللقطات وعرض المحتوى؛ مما يجعل التطبيق أكثر سهولة في الوصول إليه وجذاباً بصرياً على «آيباد». على الرغم من هذا التحسن، يدعم التطبيق حالياً وضع الصورة فقط؛ مما يعني أنه لا يمكن للمستخدمين تدوير أجهزتهم لاستخدام «سناب شات» في الوضع الأفقي. في حين أن هذا القيد قد يكون إزعاجاً بسيطاً، فإن التحديث لا يزال خطوة كبيرة إلى الأمام في تحسين تجربة المستخدم على «آيباد».

يمكّن التطبيق الجديد على «آيباد» من اختبار الميزات الجديدة وتجارب الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي على شاشة أكبر (شاترستوك)

خطوة تنافسية

يأتي قرار «سناب شات» بطرح دعم «آيباد» الأصلي أخيراً، في وقت أصبحت فيه المنافسة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي أكثر شراسة من أي وقت مضى. لقد قامت منصات مثل «تيك توك» بالفعل بتحسين تطبيقاتها للشاشات الأكبر، بما في ذلك القدرة على استخدام التطبيق في الوضع الأفقي. من خلال إطلاق تطبيق «آيباد» الأصلي، يضع «سناب شات» نفسه في وضع أكثر تنافسية؛ مما قد يجذب المزيد من المستخدمين الذين يفضلون الأجهزة الأكبر حجماً لإنشاء المحتوى واستهلاكه.

كما يتماشى هذا التحديث مع استراتيجية «سناب شات» الأوسع نطاقاً لدمج الميزات المتقدمة في منصتها. في وقت سابق من هذا العام، قدمت «سناب شات» أدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل مساعد «My AI»، الذي يسمح للمستخدمين بإنشاء تذكيرات وبدء العد التنازلي مباشرة داخل التطبيق. يمكن أن تعمل الشاشة الأكبر لجهاز «آيباد» على تعزيز قابلية استخدام هذه الميزات؛ مما يوفر للمستخدمين واجهة أكثر راحة واتساعاً للتفاعل مع الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتجارب الواقع المعزز (AR).

ما المطلوب أيضاً من «سناب شات»؟

في حين أن تقديم دعم «آيباد» الأصلي هو تحديث مرحب به، لا تزال هناك مجالات يمكن أن تعمل «سناب شات» فيها على تحسين تجربة المستخدم بشكل أكبر. يشير القيد الحالي على وضع الصورة إلى أن التطبيق لم يتم تحسينه بالكامل للأجهزة اللوحية بعد. قد يؤدي توسيع الوظائف لتشمل وضعاً أفقياً، وربما تقديم ميزات خاصة بجهاز «آيباد» إلى تمييز «سناب شات» عن منافسيها بشكل أكبر، وتقديم المزيد من الأسباب للمستخدمين للتفاعل مع المنصة على الأجهزة الأكبر حجماً.

كما يؤكد إطلاق تطبيق «آيباد» على الفجوة المستمرة في السوق التي خلفتها منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية الأخرى. من الجدير بالذكر أن «إنستغرام»، المنافس المباشر، لم يصدر بعد تطبيقاً أصلياً لجهاز «آيباد»؛ مما قد يمنح «سناب شات» ميزة تنافسية في جذب الفئة السكانية التي تستخدم الأجهزة اللوحية. ومع سعي المستخدمين بشكل متزايد إلى تجارب متعددة الاستخدامات ومُحسَّنة للأجهزة، فقد تدفع خطوة «سناب شات» الآخرين في الصناعة إلى اتباعها.