«مايكروسوفت» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة لدى الشركات

«مايكروسوفت»: من المهم تطبيق الذكاء الاصطناعي في الواقع عبر تقديم الخدمة والقيمة المطلوبة (شاترستوك)
«مايكروسوفت»: من المهم تطبيق الذكاء الاصطناعي في الواقع عبر تقديم الخدمة والقيمة المطلوبة (شاترستوك)
TT

«مايكروسوفت» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي سيغير قواعد اللعبة لدى الشركات

«مايكروسوفت»: من المهم تطبيق الذكاء الاصطناعي في الواقع عبر تقديم الخدمة والقيمة المطلوبة (شاترستوك)
«مايكروسوفت»: من المهم تطبيق الذكاء الاصطناعي في الواقع عبر تقديم الخدمة والقيمة المطلوبة (شاترستوك)

عبر التاريخ، كانت هناك لحظات غيّرت مسار تعامل الإنسان مع ما يحيط به إلى الأبد؛ فمن اختراع العجلة وصولاً إلى المطبعة والإنترنت، أعادت هذه الإنجازات تعريف حدود الإمكانات، ودفعت البشر إلى عوالم جديدة من الإنجاز. والآن، نشهد قفزة هائلة أخرى، إنها ثورة الذكاء الاصطناعي التي تمس كل جانب من جوانب حياتنا بدءًا من الطريقة التي نتواصل بها، وندير بها أعمالنا، إلى الطريقة التي نتلقى بها الرعاية الصحية، ونتفاعل بها مع بيئتنا.

«مايكروسوفت»: على الشركات الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي الذي يقود التحول الرقمي الذي تشهده قطاعات عدة (شاترستوك)

«عام تخيّل الذكاء الاصطناعي في كل شيء»

هذا هو شعار معرض «جيتكس جلوبال 2023» الذي ينعقد في مدينة دبي الإماراتية انعكاساً للقوة التحويلية للذكاء الاصطناعي الذي لم يعد كلمة طنانة، بل قوة ملموسة تدفع عملاقة الشركات التقنية المشاركة في المعرض إلى استعراض قدراتها على تسخير الذكاء الاصطناعي في تقديم الحلول ومعالجة التحديات التي تواجهها.

في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» خلال معرض «جيتكس جلوبال 2023»، يشدد أحمد الدندشي رئيس شؤون الشركات التجارية في «مايكروسوفت الإمارات» على أهمية استفادة الحكومات والعملاء ومختلف الصناعات كتلك المختصة في الاتصالات والطيران والخدمات المصرفية والتجزئة من قدرات الذكاء الاصطناعي لتكون أكثر كفاءة وإنتاجية، ولدفع المزيد من تدفقات الأعمال والإيرادات.

لكن ما الذي يدفع مختلف الشركات إلى الاهتمام أكثر بالذكاء الاصطناعي؟

تشارك «مايكروسوفت» في نسخة هذا العام من المعرض إلى جانب 32 شريكاً من شركائها لترفع الستار عن أحدث حلول الذكاء الاصطناعي وخدماته المصممة بصورة خاصة؛ لإحداث نقلة نوعية في القطاعات الحيوية للمنطقة، وذلك انطلاقًا من الخدمات الحكومية، ومروراً بالرعاية الصحية، ووصولاً إلى قطاع التعليم والخدمات المالية، وتزويدها بمنصة حديثة تتيح لها فرصة تطوير كل ما تحتاج إليه من تقنيات مبتكرة لتلبي متطلباتها المتفردة. كما يشارك متحدثو «مايكروسوفت» في مجموعة متنوعة من ورش العمل والنقاشات التي ستدور حول الاستخدام المسؤول للتقنيات الجديدة.

لقد عمل الذكاء الاصطناعي على تكثيف المنافسة بين شركات التكنولوجيا الكبرى من خلال تعزيز الابتكار، وتحفيز الشركات الناشئة، وزيادة السباق على حصة السوق.

تواجه هذه الشركات ما يسمى «حروب المواهب» والتدقيق التنظيمي والمخاوف الأخلاقية، بينما تسعى جاهدة لتلبية توقعات العملاء الكبيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تزيد المنافسة العالمية والمخاطر الأمنية من الضغط على شركات التكنولوجيا الكبرى للحفاظ على قدرتها التنافسية في المشهد الديناميكي للذكاء الاصطناعي.

يتوجب على الشركات إعطاء الأولوية للتشفير والتحكم في الوصول وواجهات برمجة التطبيقات الآمنة لحماية بياناتها في أثناء تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي. تساعد المراقبة والتدقيق المنتظمين، جنباً إلى جنب مع إدارة التصحيح، على اكتشاف التهديدات وتخفيفها. كما يعمل تدريب الموظفين وإخفاء هوية البيانات وخطط الاستجابة للحوادث على تعزيز الأمان؛ حيث يكمل الامتثال للوائح والتعاون مع الخبراء في مجال أمن الذكاء الاصطناعي استراتيجية شاملة لحماية البيانات.

وكانت شركة «مايكروسوفت» قد أعلنت خلال مؤتمر «ليب 2023 العالمي» الذي أقيم في مدينة الرياض في شهر فبراير (شباط) الماضي عزمها على الاستثمار في منطقة جديدة لمراكز البيانات السحابية في المملكة العربية السعودية، والذي يأتي ضمن إطار جهودها المتواصلة لتمكين مؤسسات القطاعين العام والخاص في جميع أنحاء العالم، من خلال خدمات سحابية ذكية وموثوق بها؛ ستُسهم في تحقيق طموحات تحولها الرقمي.

ومن المُقرر عند إطلاقها أن توفر منطقة مراكز البيانات السحابية الجديدة أداءً عالياً وموثوقاً به على مستوى المؤسسات، مع الحفاظ على خصوصية العملاء وموقع البيانات، فضلاً على معايير زمن الوصول عالي السرعة في المملكة العربية السعودية، وبشكل متوازٍ مع البنية التحتية السحابية العالمية لشركة «مايكروسوفت»، التي تُعد واحدة من أكبر البنى التحتية وأكثرها أماناً على مستوى العالم.


مقالات ذات صلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

أحدث نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة من مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024»

أدوات لأتمتة الأعمال اليومية دون الحاجة إلى أي معرفة برمجية مسبقة.

خلدون غسان سعيد (جدة)
المشرق العربي فلسطينيون يبحثون عن ناجين وضحايا بين الأنقاض بعد القصف الإسرائيلي في مدينة غزة - 26 أكتوبر (أ.ف.ب)

«مايكروسوفت» تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية على مقتل الفلسطينيين في غزة

قالت «أسوشييتد برس» إن موظفين من شركة «مايكروسوفت» الأميركية أبلغاها بأن الشركة فصلتهما من خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الخميس

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم ناخبون ينتظرون للإدلاء بأصواتهم خلال التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية بولاية نورث كارولينا (إ.ب.أ)

«مايكروسوفت»: قراصنة إيرانيون يستهدفون مواقع للانتخابات الأميركية

قالت شركة «مايكروسوفت» في مدونة، نشرت اليوم (الأربعاء)، إن مجموعة قرصنة إيرانية تعكف على تعقب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام أميركية مرتبطة بالانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار أدوات المساعدة الخاصة بـ«مايكروسوفت» التي تسمى «كوبايلوت» (رويترز)

أدوات ذكاء اصطناعي جديدة من «مايكروسوفت» لتنفيذ المهام نيابة عن البشر

أطلقت «مايكروسوفت» أدوات ذكاء اصطناعي جديدة تتيح لزبائنها إنشاء وسائل مساعدة خاصة بهم قادرة على التحادث مع البشر وتنفيذ المهام نيابة عنهم

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»
TT

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

وفي وثيقة قضائية، دعت وزارة العدل المحكمة إلى تفكيك أنشطة «غوغل»، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقيات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وقال مسؤولون عن شؤون مكافحة الاحتكار، وفقاً لوثائق الدعوى، إنّه ينبغي أيضاً إجبار غوغل على بيع نظام أندرويد إذا كانت الحلول المقترحة لا تحول دون أن تستخدم المجموعة لصالحها سيطرتها على نظام التشغيل.

وتشكّل هذه الدعوى تغييراً عميقاً في استراتيجية الهيئات التنظيمية التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلهم منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين من الزمن.

ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يقدّم الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل (نيسان).

وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، فمن المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، مما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الأخيرة للمحكمة العليا الأميركية.

بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا ًعلى عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير (كانون الثاني).

ومن المرجح أن تقوم إدارة ترمب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل.