تحديث جديد لـ«تشات جي بي تي» ليتفاعل بالصوت والصورة مع المستخدمين

التحديث الجديد سيتم تطبيقه خلال الأسبوعين المقبلين (رويترز)
التحديث الجديد سيتم تطبيقه خلال الأسبوعين المقبلين (رويترز)
TT

تحديث جديد لـ«تشات جي بي تي» ليتفاعل بالصوت والصورة مع المستخدمين

التحديث الجديد سيتم تطبيقه خلال الأسبوعين المقبلين (رويترز)
التحديث الجديد سيتم تطبيقه خلال الأسبوعين المقبلين (رويترز)

أعلنت شركة «أوبن إيه آي» أمس (الاثنين)، أنّها أدخلت تحديثاً على برنامجها للذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» سيجعله قادراً على التفاعل بالصوت والصورة مع المستخدمين.

وقريباً، سيتمكّن البرنامج الذي اشتُهر بفضله الذكاء الاصطناعي التوليدي (قدرة البرنامج على إنتاج نصوص وصور ومحتويات أخرى بناءً على طلب بسيط بلغة يومية)، من الردّ على أي طلب مرتبط بصورة بالإضافة إلى الدردشة شفهياً مع مستخدميه، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وسيُتاح لهؤلاء مثلاً إمكانية التقاط صورة لنصب تذكاري و«إجراء محادثة مع تشات جي بي تي» عن تاريخ هذا المعلم، أو عرض المكوّنات الموجودة في ثلاجتهم عليه ليقترح عليهم وصفة ما، على ما أشارت «أوبن إيه آي» في بيان.

وعدّدت الشركة الناشئة استخدامات أخرى للبرنامج، منها مساعدة الأطفال على إنجاز فروضهم (من خلال التقاط صورة لمسألة رياضية مثلاً) أو الطلب منه إخبارهم قصة قبل النوم.

وستدخل هذه التحديثات على «تشات جي بي تي» خلال الأسبوعين المقبلين، فيما سيستفيد منها المشتركون في «تشات جي بي تي بلاس»، أي النسخة المدفوعة من البرنامج، والمؤسسات المستفيدة من الخدمة.

شعار «تشات جي بي تي» (رويترز)

وكانت الشركة أعلنت أنّها تعتزم إجراء هذه التحديثات على البرنامج، خلال عرضها في مارس (آذار) «تشات جي بي تي 4»، أحدث إصدار من البرنامج.

و«تشات جي بي تي 4» متعدد الوسائط، أي يمكنه معالجة بيانات أخرى غير النصوص والشيفرات.

ودفع النجاح الذي حققه «تشات جي بي تي» عام 2022، شركات التكنولوجيا الكبرى من أمثال «غوغل» و«مايكروسوفت» إلى التسابق على ابتكار برامج تعمل استناداً للذكاء الاصطناعي التوليدي.

لكنّ النشر السريع لهذه البرامج غير الخاضعة لقواعد واضحة بعد، يثير قلقاً كبيراً، خصوصاً أنها تبتكر إجابات لأي سؤال يُطرح عليها.

وأقرّت «أوبن إيه آي» في بيانها الاثنين، بأن «النماذج التي ستتمكّن من معالجة الصور تمثّل تحديات جديدة، لأنّ الأشخاص قد يستخدمون شرح الصور الذي سيقدّمه البرنامج في مجالات دقيقة وتنطوي على خطورة».

وأكدت الشركة الناشئة أنّها «اختبرت النموذج» في موضوعات منها التطرف والمعرفة العلمية، مبدية تطلعها إلى استخدامه في الحياة اليومية وتلقّي تعليقات من المستخدمين لتحسين أدائه.

من ناحية أخرى، حدّت الشركة من قدرات «تشات جي بي تي» على «تحليل الأشخاص»، لأنّ التفاعل «لا يكون دقيقاً دائماً»، مشددة على أنّ «هذه البرامج عليها احترام خصوصية الأفراد».

إلى ذلك، أعلنت منصة «سبوتيفاي» الاثنين عن شراكة مع «أوبن إيه آي» لترجمة البودكاست مباشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وأشارت في بيان إلى أنّ حلقات معروضة بالإنجليزية عبر المنصة ستكون متاحة بلغات أخرى «مع الإبقاء على الخصائص الصوتية المميزة للمتحدث».

وأكّدت الشركة السويدية أنّ تقنية توليد الصوت الجديدة من الشركة الناشئة «تستنسخ أسلوب المتحدث الأصلي، مما يتيح للمستخدم نسخة صوتية قريبة جداً من الأصلية، وواقعية أكثر من الدبلجة التقليدية».


مقالات ذات صلة

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم «جي بي تي» أم «غوغل»: أيهما أكثر فائدة للإبداع؟

«جي بي تي» أم «غوغل»: أيهما أكثر فائدة للإبداع؟

أصبح كثير من الناس أكثر ميلاً إلى استخدام «تشات جي بي تي (ChatGPT)»، أداة الذكاء الاصطناعي من شركة «أوبن إيه آي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا شعار شركة «أوبن إيه آي» يظهر خلف شعار روبوت «شات جي بي تي» الشهير (رويترز)

بعد انقطاع أثّر على آلاف المستخدمين... «شات جي بي تي» يعود للعمل

أعلنت شركة «أوبن إيه آي» المدعومة من «مايكروسوفت» أن روبوت «شات جي بي تي» الشهير التابع لها عاد إلى العمل بعد انقطاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا أوبن أي آي” تطلق ميزة البحث المباشر في “تشات جي بي تي”، لتمكين الوصول إلى معلومات محدثة (تشات جي بي تي)

«تشات جي بي تي» يدعم ميزة البحث المباشر لتعزيز دقة الإجابات

تهدف «أوبن إيه آي» من ذلك إلى تعزيز دقة الإجابات وتوفير تجارب أكثر تكاملاً.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».