مئات سيارات الأجرة الطائرة في طريق التصنيع بولاية أوهايو الأميركية

سيارة أجرة طائرة من صنع شركة «جوبي» خارج بورصة نيويورك قبل إدراجها في مانهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة في 11 أغسطس 2021 (رويترز)
سيارة أجرة طائرة من صنع شركة «جوبي» خارج بورصة نيويورك قبل إدراجها في مانهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة في 11 أغسطس 2021 (رويترز)
TT

مئات سيارات الأجرة الطائرة في طريق التصنيع بولاية أوهايو الأميركية

سيارة أجرة طائرة من صنع شركة «جوبي» خارج بورصة نيويورك قبل إدراجها في مانهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة في 11 أغسطس 2021 (رويترز)
سيارة أجرة طائرة من صنع شركة «جوبي» خارج بورصة نيويورك قبل إدراجها في مانهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة في 11 أغسطس 2021 (رويترز)

سيحتضن وادي نهر أوهايو، حيث كان «الأخوان رايت» (Wright Brothers) الأميركيان رائدين في الطيران البشري، على أراضيه مركز تصنيع طائرات كهربائية متطورة تقلع وتهبط عمودياً، بموجب اتفاق تم الإعلان عنه الاثنين بين الولاية الأميركية وشركة «جوبي» (Joby) للطيران.

قال الحاكم الجمهوري لولاية أوهايو مايك ديواين لوكالة «أسوشيتد برس»: «عندما تتحدث عن سيارات الأجرة الجوية، فهذا هو المستقبل». وأضاف: «نجد هذا مثيراً للغاية - ليس فقط بالنسبة للوظائف المباشرة والوظائف غير المباشرة التي ستخلقها، ولكن مثل شركة (إنتل)، هي إشارة للناس بأن ولاية أوهايو تتطلع إلى المستقبل. هذه صفقة كبيرة بالنسبة لنا».

في جميع أنحاء العالم، تدخل «طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية»، أو ما يُعرف بطائرات «إفتول» (eVTOL)، ضمن التوجه السائد (في صناعة الطيران)، على الرغم من استمرار الأسئلة حول مستويات الضوضاء ومتطلبات الشحن (للبطاريات). ومع ذلك، يقول المطورون إن الطائرات تقترب من اليوم الذي ستوفر فيه بديلاً واسع النطاق لنقل الأفراد أو المجموعات الصغيرة من أسطح المنازل ومواقف السيارات إلى وجهاتهم، مع تجنب الطرق المزدحمة أدناها.

صورة قدمتها شركة «جوبي» تعود لعام 2022 تظهر نموذجاً تجريبياً للطائرة في منشأة اختبار الطيران التابعة للشركة في مارينا بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

وقال نائب حاكم أوهايو الجمهوري جون هوستد، إن قرار شركة «جوبي» بتحديد موقع أول منشأة تصنيع لها على مساحة 57 هكتاراً (570 ألف متر مربع) في مطار دايتون الدولي بأوهايو، يجسد عقدين من العمل الأساسي الذي وضعه قادة الولاية. والأهم من ذلك أن الموقع يقع بالقرب من قاعدة رايت باترسون الجوية ومقر مختبرات أبحاث القوات الجوية الأميركية.

وأضاف هوستد: «على مدى مائة عام، كانت منطقة دايتون رائدة في مجال ابتكار الطيران»، مضيفاً: «لكن الحصول على شركة تصنيع طائرات كبيرة الحجم كان دائماً بعيد المنال عن الاقتصاد المحلي هناك. وبهذا الإعلان، تحقق هذا الطموح».

عاش الأخوان رايت، أورفيل وويلبر، وعملا في دايتون. وفي عام 1910، افتتحا أول مصنع طائرات أميركي هناك. لإضفاء طابع تاريخي على الحدث، تم إعلان «جوبي» الرسمي يوم الاثنين في منزل أورفيل رايت، هوثورن هيل، واختتم باستعراض جوي احتفالي لنسخة طبق الأصل من طائرة «رايت موديل بي فلاير».

صورة قدمتها شركة «جوبي» تعود لعام 2022 تظهر نموذجاً تجريبياً للطائرة تحلق فوق مرافق الشركة في مارينا بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

انطلاق الرحلات عام 2025

تم تصميم طائرة إنتاج «جوبي» لنقل طيار وأربعة ركاب بسرعات تصل إلى 200 ميل (321.87 كيلومتر) في الساعة، وبمدى أقصى يبلغ 100 ميل (160.93 كيلومتر). وقالت الشركة إن مستوى الضجيج الهادئ الخاص بها بالكاد يكون مسموعاً مقارنة بضجيج معظم المدن، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس».

وتتمثل الخطة في وضع هذه الطائرات ضمن شبكات الرحلات الجوية بدءاً من عام 2025.

يتم دعم جهود الشركة التي يقع مقرها في سانتا كروز بولاية كاليفورنيا من خلال شراكات مع «تويوتا» و«دلتا إيرلاينز» و«إنتل» و«أوبر». «جوبي» هي شركة عمرها 14 عاماً وتم طرحها للاكتتاب العام في عام 2021، وأصبحت أول شركة «إفتول» تحصل على شهادة صلاحية الطيران للقوات الجوية الأميركية.

صورة قدمتها شركة «جوبي» تعود لعام 2022 تظهر نموذجاً تجريبياً للطائرة في منشأة اختبار الطيران التابعة للشركة في مارينا بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

المشروع الذي تبلغ تكلفته 500 مليون دولار، مدعوم بما يصل إلى 325 مليون دولار من الحوافز من ولاية أوهايو ومكتب التنمية الاقتصادية «جوبز أوهايو» (JobsOhio) والحكومة المحلية. ومن خلال هذه الأموال، تخطط شركة «جوبي» لبناء منشأة في ولاية أوهايو قادرة على إنتاج ما يصل إلى 500 طائرة سنوياً وخلق 2000 فرصة عمل.

ودعت وزارة الطاقة الأميركية «جوبي» لتقديم طلب للحصول على قرض لدعم تطوير المنشأة كمشروع للطاقة النظيفة.

وأشار جو بن بيفيرت، الرئيس التنفيذي لشركة «جوبي»، إلى أن العمليات والتوظيف سيبدأن على الفور من المباني القائمة بالقرب من موقع التطوير، بشرط إزالة العقبات القانونية والتنظيمية. وأن الموقع كبير بما يكفي لاستيعاب 2 قدم مربع (18.58 هكتار) من مساحة التصنيع.

مؤسس شركة «جوبي للطيران» جو بن بيفيرت يقف بجوار سيارة أجرة «جوبي» للطيران قبل إدراجها في بورصة نيويورك في مانهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة في 11 أغسطس 2021 (رويترز)

وحسب وكالة «رويترز» للأنباء، قال بيفيرت إن شركة «جوبي» تعتزم البدء في التوظيف «على الفور» لدعم تصنيع مكونات الطائرات في المباني القائمة في موقع دايتون. وسيبدأ بناء منشأة الإنتاج الجديدة في عام 2024، على أن تبدأ الإنتاج في عام 2025.

وأضاف بيفيرت لـ«رويترز»، أن الشركة «تعمل على تكثيف فريق الاختبار بقوة» لإجراء آلاف الاختبارات والتقييمات اللازمة للحصول على شهادة إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) الأميركية.

ووفق وكالة «أسوشيتد برس»، عملت شركة «تويوتا»، المستثمرة بالمشروع، مع «جوبي» في عام 2019 لتصميم وإطلاق خط إنتاجها التجريبي بنجاح في مارينا بكاليفورنيا. وقالت «جوبي» إن شركة صناعة السيارات (تويوتا) ستواصل تقديم المشورة لها بينما تستعد لإنتاج واسع النطاق لطائرة الركاب الجوية التجارية.


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».