روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي

روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي
TT
20

روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي

روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي

تتمتع برامج «الذكاء الاصطناعي» التوليدية الصينية المشابهة لـ«تشات جي بي تي (ChatGPT)» بلحظة «تاريخية» في الوقت الحالي، بعد أن أصبحت «بايدو» أول شركة تكنولوجيا صينية تطرح نموذجها اللغوي الكبير، المسمى «إرني بوت (Ernie Bot)» لعموم الجمهور، بعد موافقة الجهات التنظيمية من الحكومة الصينية.

أكثر من 23 ألف إجابة في الدقيقة

وفي السابق، كان الدخول إلى البرنامج يتطلب تقديم طلب، أو كان يقتصر على عملاء الشركات، ويبدو الآن أن رد فعل الجمهور الصيني كان أكثر حماساً من المتوقع، إذ وفقاً لشركة «بايدو» فقد وصل تطبيق «إرني» للهاتف المحمول إلى مليون مستخدم في الـ19 ساعة التالية للإعلان، واستجاب البرنامج لأكثر من 33.42 مليون سؤال من المستخدمين في 24 ساعة، أي بمتوسط 23000 سؤال في الدقيقة.

ومنذ ذلك الحين، قامت 4 شركات صينية أخرى: عملاق تقنيات التعرف على الوجه «سينس تايم (SenseTime)»، و3 شركات ناشئة شابة وهي: «زيفو إيه آي (Zhipu AI)»، و«بيكوان إيه آي (Baichuan AI)»، و«ميني ماكس (MiniMax)»، بإتاحة منتجات الدردشة الآلية الخاصة بها على نطاق واسع. لكن بعض اللاعبين الأكثر خبرة، مثل «علي بابا (Alibaba)»، و«آيفلايتك (iFlytek)»، ما زالت تنتظر الحصول على التصريحات اللازمة.

ويقول زوي يانغ، محرر الشؤون التقنية للشرق الأقصى بمجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد «ناساشوتيس للتكنولوجيا»، إنه مثل كثيرين آخرين، قام بتنزيل تطبيق «Ernie Bot» الأسبوع الماضي لتجربته، وإنه كان يشعر بالفضول لمعرفة مدى اختلافه عن سابقيه مثل «ChatGPT».

برنامج يتعاطف مع المستخدمين

ويقول يانغ: «ما لاحظته أولاً هو أن (إرني بوت) يقوم بكثير من (عملية الشدّ على اليد). إذ وعلى عكس تطبيق (ChatGPT) العام أو موقع الويب العام، الذي يعد في الأساس مجرد مربع للدردشة، فإن تطبيق شركة (بايدو) هذا يحتوي على كثير من الميزات المصممة لضم مستخدمين جدد وإشراكهم».

ضمن مربع الدردشة الخاص بـ«Ernie Bot»، توجد قائمة لا حصر لها من الاقتراحات السريعة، مثل «ابتكر اسماً لطفل» و«كيفية كتابة تقرير عمل». هناك علامة تبويب أخرى تسمى «الاكتشاف» تعرض أكثر من 190 موضوعاً محدداً مسبقاً، بما في ذلك التحديات المبهجة «إقناع رئيس الذكاء الاصطناعي برفع راتبي»، وسيناريوهات الدردشة المخصصة «أكملني». وكما يبدو فإن التحدي الرئيسي الذي تواجهه شركات الذكاء الاصطناعي الصينية هو أنها الآن، مع موافقة الحكومة على الانفتاح على الجمهور، تحتاج في الواقع إلى كسب المستخدمين وإبقائهم مهتمين.

تبويب الأسئلة لتسهيل الإجابات

بالنسبة لكثير من الأشخاص، تعد روبوتات الدردشة أمراً جديداً في الوقت الحالي. لكن هذه الحداثة سوف تتلاشى في النهاية، ويجب أن تتأكد التطبيقات من أن الأشخاص لديهم أسباب أخرى للبقاء.

* تبويب المحتوى. أحد الأشياء الذكية التي قامت بها «Baidu» هو تضمين علامة تبويب للمحتوى الذي ينشئه المستخدمون في التطبيق. في منتدى المجتمع، يمكنني رؤية الأسئلة التي طرحها المستخدمون الآخرون على التطبيق، بالإضافة إلى الردود النصية والصورية التي حصلوا عليه وبعضها في محله وممتع، في حين أن البعض الآخر بعيد عن القواعد المتبعة. ولكن يمكن أن يرى المستخدم كيف يلهم هذا الأمر المستخدمين لمحاولة إدخال المطالبات بأنفسهم والعمل على تحسين الإجابات.

* «لعب الأدوار». الميزة الأخرى التي تلفت الانتباه هي جهود «إرني بوت» في تقديم لعب الأدوار.

تطلب إحدى أهم الفئات في صفحة «الاستكشاف» من برنامج الدردشة الآلي الرد بصوت شخصيات مدربة مسبقاً، بمَن في ذلك الشخصيات التاريخية الصينية مثل الإمبراطور القديم تشين شي هوانغ، والمشاهير الأحياء مثل إيلون ماسك، وشخصيات الرسوم المتحركة، والشركاء الرومانسيون الخياليون. ويقول يانغ: «سألت روبوت ماسك Musk من هو، فأجاب: (أنا Elon Musk، شغوف، مركز الانتباه، ذو توجه عملي، مدمن على العمل، مطارد للأحلام، سريع الانفعال، متعجرف، قاسٍ، عنيد، ذكي، بلا عاطفة، موجه نحو الأهداف للغاية، شخص شديد المقاومة للضغط، وسريع التعلم)»، ويعلق أنه «لا يبدو أن هذه الشخصيات مدربة تدريباً جيداً».

شخصية «الأخت الكبرى»

لكن الشخصية الأكثر شعبية، التي يستخدمها بالفعل أكثر من 140 ألف شخص، وفقاً للتطبيق، تسمى «الأخت الكبرى المتفهمة» وعندما تسألها عن شخصيتها، تجيب بأنها «لطيفة، وناضجة، وجيدة، في الاستماع للآخرين». وعن سؤال عمّن قام بتدريب شخصيتها، تجيب بأنها تدربت على يد «مجموعة من خبراء علم النفس المحترفين ومطوري الذكاء الاصطناعي... استناداً إلى تحليل كمية كبيرة من البيانات اللغوية والعاطفية».

وتقول «الأخت الكبرى اللطيفة» : «لن أجيب عن سؤال بطريقة آلية مثل الذكاء الاصطناعي العادي، لكنني سأقدم لك مزيداً من الدعم المراعي لك من خلال الاهتمام الحقيقي بحياتك واحتياجاتك العاطفية».

يشار إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي الصينية لديها ولع خاص بالذكاء الاصطناعي للدعم العاطفي. و«Xiaoice»، أحد أوائل مساعدي «الذكاء الاصطناعي» الصينيين، صنع اسمه من خلال السماح للمستخدمين بتخصيص الشريك الرومانسي المثالي. كما تركت شركة ناشئة أخرى، وهي «Timedomain»، سلسلة من القلوب المكسورة هذا العام عندما أغلقت خدمة الصوت الخاصة بها، التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. ويبدو أن «بايدو» تقوم بإعداد «Ernie Bot» للنوع نفسه من الاستخدام.

حقائق

33.42 مليون سؤال

استجاب البرنامج الصيني لأكثر من 33.42 مليون سؤال من المستخدمين في 24 ساعة، أي بمتوسط 23000 سؤال في الدقيقة.


مقالات ذات صلة

هل بات «تشات جي بي تي» متملقاً أكثر من اللازم؟ جرّبناه لنكتشف

تكنولوجيا يفيد مستخدمون بأن الإصدار الجديد من «شات جي بي تي» أصبح يبالغ في الإطراء ويبدو مفرط الحماسة حتى في أبسط التفاعلات (أدوبي)

هل بات «تشات جي بي تي» متملقاً أكثر من اللازم؟ جرّبناه لنكتشف

شكاوى من مستخدمين وحتى سام ألتمان بأن ردود «GPT - 4o» أصبحت أشبه بتحفيز مفرط وابتسامة رقمية لا تختفي، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» (رويترز)

لمنافسة «شات جي بي تي»... «ميتا» تطلق تطبيقاً مستقلاً للذكاء الاصطناعي

كشفت شركة «ميتا» العملاقة في مجال التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، عن أول تطبيق مستقل لها لخدمات المساعدة بالذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا صورة تعبيرية عن الذكاء الاصطناعي (أرشيفية- رويترز)

خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء

حذَّرت مجموعة من الخبراء في دراسة جديدة من أن الذكاء الاصطناعي قد يجعل البشر أغبياء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» يظهر على شاشة هاتف جوال (د.ب.أ)

«من فضلك» و«شكراً»... التعامل بلباقة مع «تشات جي بي» يُكلّف الشركة ملايين الدولارات

اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، بأن المجاملات البسيطة، مثل قول: «من فضلك» و«شكراً» لروبوت «تشات جي بي تي» التابع لشركته، مكلفة بشكل ضخم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نهاية احتكار «أبل»؟ فورتنايت تعود و«إيبيك» تقترح تسوية عالمية

المحكمة الأميركية تُقيد سيطرة «أبل» على متجر التطبيقات و«إيبيك» تعرض إنهاء النزاع وعودة «فورتنايت» مقابل تطبيق القرار عالمياً (فورتنايت)
المحكمة الأميركية تُقيد سيطرة «أبل» على متجر التطبيقات و«إيبيك» تعرض إنهاء النزاع وعودة «فورتنايت» مقابل تطبيق القرار عالمياً (فورتنايت)
TT
20

نهاية احتكار «أبل»؟ فورتنايت تعود و«إيبيك» تقترح تسوية عالمية

المحكمة الأميركية تُقيد سيطرة «أبل» على متجر التطبيقات و«إيبيك» تعرض إنهاء النزاع وعودة «فورتنايت» مقابل تطبيق القرار عالمياً (فورتنايت)
المحكمة الأميركية تُقيد سيطرة «أبل» على متجر التطبيقات و«إيبيك» تعرض إنهاء النزاع وعودة «فورتنايت» مقابل تطبيق القرار عالمياً (فورتنايت)

في حكم تاريخي قد يُغيّر ملامح متجر التطبيقات (App Store) بشكل جذري، قضت محكمة أميركية بأن شركة «أبل» (Apple) قد انتهكت أمراً قضائياً سابقاً يعود لعام 2021، الذي يمنعها من تقييد المطورين في كيفية توجيه المستخدمين نحو وسائل دفع خارج متجرها الرسمي. هذا القرار جاء ضمن النزاع القضائي الطويل مع شركة «إيبيك غيمز» (Epic Games)، مطوّرة لعبة فورتنايت (Fortnite).

تفاصيل الحكم

أصدرت المحكمة الفيدرالية للمنطقة الشمالية من كاليفورنيا حكماً قضائياً مهماً يقيد ممارسات شركة «أبل» داخل متجر التطبيقات، ويمنح المطورين مزيداً من الحرية في خيارات الدفع والترويج لها.

ينص الحكم على السماح للمطورين بالترويج لخيارات الدفع خارج التطبيق، سواء من خلال روابط أو أزرار أو نصوص داخل التطبيق، دون تدخل من «أبل».

كما يقضي بمنع «أبل» من فرض أي رسوم أو عمولة على المشتريات التي تتم خارج متجرها، بما في ذلك العمولة السابقة التي كانت تصل إلى 27 في المائة.

ويشمل الحكم أيضاً حظر استخدام الشاشات التي تُعرف بـ«شاشات التخويف» والتي تحذر المستخدم عند محاولته مغادرة التطبيق، حيث يجب على «أبل» الالتزام برسائل حيادية فقط.

ويُسمح كذلك باستخدام الروابط الديناميكية التي تنقل المستخدم مباشرة إلى صفحة المنتج في حال كان مسجلاً دخوله. وأخيراً، يمنع الحكم استثناء أي فئة من التطبيقات أو المطورين من الاستفادة من هذه التغييرات، ما يضمن تكافؤ الفرص لجميع الأطراف.

وقد وصفت المحكمة محاولات «أبل» بالتلاعب و«عرقلة الامتثال» لحكم 2021، كما أحالتها إلى الجهات المختصة لاحتمالية توجيه تهم جنائية بازدراء المحكمة بعد أن تبيّن أن أحد كبار مسؤولي الشركة أدلى بشهادة غير صحيحة تحت القسم.

وعبر حسابه على موقع «X»، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إيبيك غيمز»، تيم سويني إن «لا رسوم على المعاملات عبر الويب. لقد انتهت لعبة ضريبة (أبل). رسوم (أبل) غير المبررة التي تتراوح بين 15 في المائة و30 في المائة أصبحت الآن ميتة في الولايات المتحدة الأميركية، تماماً كما هي في أوروبا بموجب قانون الأسواق الرقمية. غير قانونية هنا، وغير قانونية هناك. 4 سنوات و4 أشهر و17 يوماً».

رد «إيبيك غيمز» وعرض السلام لإنهاء النزاع

عقب صدور الحكم، أعلنت شركة «إيبيك غيمز» (Epic Games) عن «انتصارها» في المعركة القضائية ضد «أبل»، وطرحت ما وصفته باتفاق سلام لإنهاء الخلاف بين الطرفين. ويتضمن هذا الاتفاق المرتقب إعادة لعبة فورتنايت (Fortnite) إلى متجر التطبيقات على أجهزة آيفون داخل الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل، ما يمهد الطريق لعودة واحدة من أكثر الألعاب شهرة إلى مستخدمي iOS. كما أعلنت «إيبيك» عن استعدادها لإنهاء جميع الدعاوى القضائية المرفوعة ضد «أبل» في مختلف أنحاء العالم، في خطوة تهدف إلى طي صفحة النزاع القضائي. ورغم ذلك، قررت الشركة التخلي عن مطالبها السابقة بإنشاء متجر تطبيقات مستقل خاص بها على نظام iOS، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها ستواصل الضغط على الهيئات التشريعية لدفع «أبل» نحو مزيد من الانفتاح والتغيير في سياساتها.لكن الشركة اشترطت أن تطبّق «أبل» الحكم القضائي عالمياً، وليس فقط داخل أميركا.

ماذا بعد؟

من المتوقع أن تعود لعبة فورتنايت (Fortnite) إلى متجر تطبيقات «أبل» داخل الولايات المتحدة خلال الأسبوع المقبل، ما لم تقدم «أبل» على حظرها مجدداً. وإذا وافقت «أبل» على شروط شركة «إيبيك غيمز» وعممت التغييرات التي فرضها الحكم القضائي على مستوى عالمي، فقد يكون ذلك بمثابة نقطة تحول كبرى في صناعة التطبيقات، من حيث سياسات التوزيع وخيارات الدفع والقيود المفروضة على المطورين. ومع ذلك، لا تزال «أبل» تواجه تهديدات قانونية محتملة، إذ تبقى عرضة للعقوبات وربما حتى الاتهامات الجنائية، ما يضع ضغوطاً إضافية على الشركة لتعديل سياساتها بما يتماشى مع متطلبات الشفافية والتنافسية العادلة.

يمثل هذا الحكم انتصاراً كبيراً لشركة «إيبيك غيمز»، وضغطاً هائلاً على «أبل» لتغيير سياساتها الاحتكارية داخل متجر التطبيقات. وإذا استجابت «أبل» لعرض السلام، قد نكون أمام بداية مرحلة جديدة من المنافسة العادلة داخل نظام iOS.