روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي

روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي
TT

روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي

روبوتات الدردشة الصينية المدعمة بالذكاء الاصطناعي تقدم الدعم العاطفي

تتمتع برامج «الذكاء الاصطناعي» التوليدية الصينية المشابهة لـ«تشات جي بي تي (ChatGPT)» بلحظة «تاريخية» في الوقت الحالي، بعد أن أصبحت «بايدو» أول شركة تكنولوجيا صينية تطرح نموذجها اللغوي الكبير، المسمى «إرني بوت (Ernie Bot)» لعموم الجمهور، بعد موافقة الجهات التنظيمية من الحكومة الصينية.

أكثر من 23 ألف إجابة في الدقيقة

وفي السابق، كان الدخول إلى البرنامج يتطلب تقديم طلب، أو كان يقتصر على عملاء الشركات، ويبدو الآن أن رد فعل الجمهور الصيني كان أكثر حماساً من المتوقع، إذ وفقاً لشركة «بايدو» فقد وصل تطبيق «إرني» للهاتف المحمول إلى مليون مستخدم في الـ19 ساعة التالية للإعلان، واستجاب البرنامج لأكثر من 33.42 مليون سؤال من المستخدمين في 24 ساعة، أي بمتوسط 23000 سؤال في الدقيقة.

ومنذ ذلك الحين، قامت 4 شركات صينية أخرى: عملاق تقنيات التعرف على الوجه «سينس تايم (SenseTime)»، و3 شركات ناشئة شابة وهي: «زيفو إيه آي (Zhipu AI)»، و«بيكوان إيه آي (Baichuan AI)»، و«ميني ماكس (MiniMax)»، بإتاحة منتجات الدردشة الآلية الخاصة بها على نطاق واسع. لكن بعض اللاعبين الأكثر خبرة، مثل «علي بابا (Alibaba)»، و«آيفلايتك (iFlytek)»، ما زالت تنتظر الحصول على التصريحات اللازمة.

ويقول زوي يانغ، محرر الشؤون التقنية للشرق الأقصى بمجلة «تكنولوجي ريفيو» الصادرة عن معهد «ناساشوتيس للتكنولوجيا»، إنه مثل كثيرين آخرين، قام بتنزيل تطبيق «Ernie Bot» الأسبوع الماضي لتجربته، وإنه كان يشعر بالفضول لمعرفة مدى اختلافه عن سابقيه مثل «ChatGPT».

برنامج يتعاطف مع المستخدمين

ويقول يانغ: «ما لاحظته أولاً هو أن (إرني بوت) يقوم بكثير من (عملية الشدّ على اليد). إذ وعلى عكس تطبيق (ChatGPT) العام أو موقع الويب العام، الذي يعد في الأساس مجرد مربع للدردشة، فإن تطبيق شركة (بايدو) هذا يحتوي على كثير من الميزات المصممة لضم مستخدمين جدد وإشراكهم».

ضمن مربع الدردشة الخاص بـ«Ernie Bot»، توجد قائمة لا حصر لها من الاقتراحات السريعة، مثل «ابتكر اسماً لطفل» و«كيفية كتابة تقرير عمل». هناك علامة تبويب أخرى تسمى «الاكتشاف» تعرض أكثر من 190 موضوعاً محدداً مسبقاً، بما في ذلك التحديات المبهجة «إقناع رئيس الذكاء الاصطناعي برفع راتبي»، وسيناريوهات الدردشة المخصصة «أكملني». وكما يبدو فإن التحدي الرئيسي الذي تواجهه شركات الذكاء الاصطناعي الصينية هو أنها الآن، مع موافقة الحكومة على الانفتاح على الجمهور، تحتاج في الواقع إلى كسب المستخدمين وإبقائهم مهتمين.

تبويب الأسئلة لتسهيل الإجابات

بالنسبة لكثير من الأشخاص، تعد روبوتات الدردشة أمراً جديداً في الوقت الحالي. لكن هذه الحداثة سوف تتلاشى في النهاية، ويجب أن تتأكد التطبيقات من أن الأشخاص لديهم أسباب أخرى للبقاء.

* تبويب المحتوى. أحد الأشياء الذكية التي قامت بها «Baidu» هو تضمين علامة تبويب للمحتوى الذي ينشئه المستخدمون في التطبيق. في منتدى المجتمع، يمكنني رؤية الأسئلة التي طرحها المستخدمون الآخرون على التطبيق، بالإضافة إلى الردود النصية والصورية التي حصلوا عليه وبعضها في محله وممتع، في حين أن البعض الآخر بعيد عن القواعد المتبعة. ولكن يمكن أن يرى المستخدم كيف يلهم هذا الأمر المستخدمين لمحاولة إدخال المطالبات بأنفسهم والعمل على تحسين الإجابات.

* «لعب الأدوار». الميزة الأخرى التي تلفت الانتباه هي جهود «إرني بوت» في تقديم لعب الأدوار.

تطلب إحدى أهم الفئات في صفحة «الاستكشاف» من برنامج الدردشة الآلي الرد بصوت شخصيات مدربة مسبقاً، بمَن في ذلك الشخصيات التاريخية الصينية مثل الإمبراطور القديم تشين شي هوانغ، والمشاهير الأحياء مثل إيلون ماسك، وشخصيات الرسوم المتحركة، والشركاء الرومانسيون الخياليون. ويقول يانغ: «سألت روبوت ماسك Musk من هو، فأجاب: (أنا Elon Musk، شغوف، مركز الانتباه، ذو توجه عملي، مدمن على العمل، مطارد للأحلام، سريع الانفعال، متعجرف، قاسٍ، عنيد، ذكي، بلا عاطفة، موجه نحو الأهداف للغاية، شخص شديد المقاومة للضغط، وسريع التعلم)»، ويعلق أنه «لا يبدو أن هذه الشخصيات مدربة تدريباً جيداً».

شخصية «الأخت الكبرى»

لكن الشخصية الأكثر شعبية، التي يستخدمها بالفعل أكثر من 140 ألف شخص، وفقاً للتطبيق، تسمى «الأخت الكبرى المتفهمة» وعندما تسألها عن شخصيتها، تجيب بأنها «لطيفة، وناضجة، وجيدة، في الاستماع للآخرين». وعن سؤال عمّن قام بتدريب شخصيتها، تجيب بأنها تدربت على يد «مجموعة من خبراء علم النفس المحترفين ومطوري الذكاء الاصطناعي... استناداً إلى تحليل كمية كبيرة من البيانات اللغوية والعاطفية».

وتقول «الأخت الكبرى اللطيفة» : «لن أجيب عن سؤال بطريقة آلية مثل الذكاء الاصطناعي العادي، لكنني سأقدم لك مزيداً من الدعم المراعي لك من خلال الاهتمام الحقيقي بحياتك واحتياجاتك العاطفية».

يشار إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي الصينية لديها ولع خاص بالذكاء الاصطناعي للدعم العاطفي. و«Xiaoice»، أحد أوائل مساعدي «الذكاء الاصطناعي» الصينيين، صنع اسمه من خلال السماح للمستخدمين بتخصيص الشريك الرومانسي المثالي. كما تركت شركة ناشئة أخرى، وهي «Timedomain»، سلسلة من القلوب المكسورة هذا العام عندما أغلقت خدمة الصوت الخاصة بها، التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي. ويبدو أن «بايدو» تقوم بإعداد «Ernie Bot» للنوع نفسه من الاستخدام.

حقائق

33.42 مليون سؤال

استجاب البرنامج الصيني لأكثر من 33.42 مليون سؤال من المستخدمين في 24 ساعة، أي بمتوسط 23000 سؤال في الدقيقة.


مقالات ذات صلة

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» (رويترز)

شركة «أوبن إيه آي» تعلن حالة طوارئ في «تشات جي بي تي» بسبب المنافسة الشديدة

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان عن حالة طوارئ شاملة في الشركة، في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها تقنيات برنامجها «تشات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا شعار تطبيق «تشات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: الشِعر قد يخدع نماذج الذكاء الاصطناعي للكشف عن أسرار الأسلحة النووية

كشفت دراسة جديدة عن أن الرسائل الشعرية يمكنها تجاوز ميزات الأمان في نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي»، للحصول على تعليمات لإنشاء برامج ضارة.

«الشرق الأوسط» (روما)
تكنولوجيا شعار «تشات جي بي تي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تُلقي باللوم في انتحار مراهق على إساءة استخدام «تشات جي بي تي»

صرحت شركة «أوبن إيه آي» المُصنّعة لتطبيق «تشات جي بي تي» بأن انتحار مراهق يبلغ من العمر 16 عاماً بعد محادثات مطولة مع الروبوت كان بسبب «سوء استخدامه لتقنيتها».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)

بحفل حضره والداها... يابانية تتزوج من شخصية ذكاء اصطناعي

تزوجت امرأة يابانية من شخصية ذكاء اصطناعي ابتكرتها على روبوت الدردشة «تشات جي بي تي».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».