«تويتر» أمام تحديات مالية وقانونية بعد علامة «X»

سعر سهم «المنصة» ينخفض أكثر من 20 % منذ التغيير

الشعار الجديد لـ«تويتر» (أ.ف.ب)
الشعار الجديد لـ«تويتر» (أ.ف.ب)
TT

«تويتر» أمام تحديات مالية وقانونية بعد علامة «X»

الشعار الجديد لـ«تويتر» (أ.ف.ب)
الشعار الجديد لـ«تويتر» (أ.ف.ب)

بعد إعلان إيلون ماسك تغيير اسم العلامة التجارية «تويتر» إلى «X»، والتخلص من شعار «العصفور الأزرق» المميز، سارع عديد من المحللين ووكالات العلامات التجارية إلى التنبيه للتأثيرات السلبية الكبيرة لهذا الإجراء على قيمة العلامة التجارية لـ«تويتر».

ووفقاً لتقرير صادر عن «بلومبرغ»، يقدّر المحللون أن خطوة ماسك الأخيرة يمكن أن تمحو ما بين 4 مليارات دولار و20 مليار دولار من قيمة علامة «تويتر» التجارية، محذرين من التأثير الكبير على الأداء المالي للشركة في المستقبل.

عمال يزيلون الحروف من علامة «تويتر» الأيقونية في مقر الشركة بعد إعلان ماسك تغيير العلامة التجارية إلى «X» (إ.ب.أ)

مخاوف من تراجع القيمة التجارية لـ«تويتر»

تقدّر شركة الاستشارات القانونية «براندس فاينانس» قيمة علامة «تويتر التجارية» بنحو 4 مليارات دولار. كما تقدّر الشركة نفسها علامة «فيسبوك» التجارية بـ59 مليار دولار، و«إنستغرام» بـ47.4 مليار دولار.

في مقابل ذلك، تقدّر جامعة فاندربيلت قيمة علامة «تويتر» التجارية من 15 مليار دولار إلى 20 مليار دولار، وهو ما يمكن مقارنته بـ«سناب تشات».

يعدّ الخبراء أن شعبية «تويتر» جعلت أفعالاً مثل «تغريدة» و«إعادة التغريد» جزءاً من الثقافة الحديثة، وسيتطلب «X» إعادة بناء هذا الجذب الثقافي، والإجماع اللغوي من الصفر.

قرارات ماسك الكثيرة منذ توليه زمام الأمور في «تويتر» أثارت جدلاً كبيراً من قبل المستخدمين (أ.ب)

تأثيرات قرارات ماسك الأخيرة

منذ أن تولى إيلون ماسك زمام الأمور في «تويتر»، وإطلاقه سلسلة من التغييرات الجديدة كانت محل إثارة جدل كبير من قبل المستخدمين، اتفق عديد من المحللين والوكالات أن العلامة التجارية للشركة قد تعرضت بالفعل لضربة كبيرة. وتقدر شركة «براندس فاينانس» أن علامة «تويتر» التجارية فقدت 32 في المائة من قيمتها منذ العام الماضي، في حين قال ماسك إن عائدات الإعلانات على «تويتر» انخفضت بأكثر من 50 في المائة منذ أكتوبر (تشرين الأول).

«تويتر» لم تكن الشركة الوحيدة التي أعادت تغيير اسم علامتها التجارية، فشركات تقنية عدة أخرى سبقتها في السنوات الأخيرة. ففي حين تحولت «غوغل» إلى «Alphabet Inc» و«فيسبوك» إلى «Meta Platforms Inc»، فإن أسماء منتجاتهما ظلت كما هي، لكن «تويتر» سارت عكس التيار.

تحديات قانونية في المرصاد

التحديات المالية التي تواجه ماسك بعد تغيير اسم العلامة التجارية لـ«تويتر» إلى «إكس (X)» لا تقل أهمية عن أخرى قانونية، إذ تمتلك شركتا «ميتا» و«مايكروسوفت» حقوق ملكية فكرية للمسمى ذاته.

فالحرف «إكس (X)» يستخدم في العلامات التجارية على نطاق واسع، لدرجة أنه مرشح لطعون قانونية، والشركة التي كانت تعرف سابقاً باسم «تويتر» قد تواجه عقبات مستقبلاً في الدفاع عن هويتها الجديدة (X).

وتمتلك مايكروسوفت منذ 2003 علامة تجارية باسم «إكس (X)» متعلقة بمنصة ألعاب الفيديو «إكس-بوكس» التابعة لها. كما تمتلك «ميتا بلاتفورمز»، التي أُطلقت في الآونة الأخيرة منصة «ثريدز» المنافسة لـ«تويتر»، علامة تجارية اتحادية مسجلة في 2019 للحرف «إكس» باللونين الأزرق والأبيض، وتستخدمها في مجالات تشمل البرمجيات ووسائل التواصل الاجتماعي. ولم ترد الشركات الثلاث على طلبات للتعليق.

مخاوف من تحديات مالية وقانونية تواجهها «تويتر» بعد تغيير اسم العلامة التجارية إلى «إكس» (أ.ف.ب)

ترقب لأهداف ماسك المستقبلية

إضافة إلى ما تواجهه «تويتر» حالياً من مخاطر مالية وقانونية، هناك أيضاً تخوفات من خطط تحدّث عنها ماسك، وسيجعلها متاحة لمستخدميه في الأشهر المقبلة، وهي «إدارة» ما وصفه بـ«العالم المالي» الخاص بهم. وهو ما يؤكد نية ماسك التطرّق إلى تنويع النشاطات التي توفرها «تويتر»، مع إمكان تقديم خدمات مالية، على غرار منصة «وي تشات» في الصين.

ربما قد لا يزال من السابق لأوانه الجزم بمدى الضرر الذي ستلحقه خطوات ماسك بقيمة علامة «تويتر» التجارية، إلا أن البوادر المبكرة ليست جيدة، حيث انخفض سعر سهم الشركة بالفعل بشكل حاد منذ إعلان تغيير الاسم بأكثر من 20 في المائة من 54.20 دولار للسهم في 21 أبريل (نسيان) هذا العام إلى 40.12 دولار للسهم الواحد في 25 يوليو (حزيران).

ويرى محللون أن هناك عدداً من الأسباب المحتملة لهذا الانخفاض في سعر السهم، بما في ذلك مخاوف المستثمرين بشأن السمعة والتميّز والتصورات حول خطة إيلون ماسك الذي سيتعين عليه إثبات أن لديه رؤية واضحة لمستقبل «تويتر» إذا أراد عكس هذا الاتجاه.


مقالات ذات صلة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

علوم برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

تقنيات «لمنع الحرب العالمية الثالثة»

باتريك تاكر (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مهندس يعمل في إحدى المنشآت التابعة لـ«معادن» (الشركة) play-circle 02:41

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

تتعاون شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مع رواد العالم وتستفيد من أحدث التقنيات لتقديم أكبر برنامج تنقيب في منطقة واحدة على مستوى العالم.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard