​الأمازون البرازيلية شهدت خلال النصف الأول من 2024 أسوأ مستوى من الحرائق منذ عشرين عاماً

وصل معدّل حرائق الغابات إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي (أ.ف.ب)
وصل معدّل حرائق الغابات إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي (أ.ف.ب)
TT

​الأمازون البرازيلية شهدت خلال النصف الأول من 2024 أسوأ مستوى من الحرائق منذ عشرين عاماً

وصل معدّل حرائق الغابات إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي (أ.ف.ب)
وصل معدّل حرائق الغابات إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي (أ.ف.ب)

سجلت البرازيل 13489 حريقاً في غابة الأمازون خلال النصف الأول من العام الحالي، في أسوأ مستوى منذ عشرين عاماً، فيما يعزو الخبراء هذا الارتفاع الكبير في أعداد الحرائق إلى أسباب عدة، أبرزها الجفاف التاريخي الذي ضرب أكبر غابة استوائية في العالم.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، منذ أن بدأ المعهد البرازيلي للأبحاث الفضائي تسجيل هذه البيانات سنة 1998، شهد عامان فقط ارتفاعاً في معدّل الحرائق في الأمازون، النصف الأول من 2003 (17143 حريقاً) وسنة 2004 (17340 حريقاً).

ومجموع الحرائق التي رُصدت بين الأول من يناير (كانون الثاني) و30 يونيو (حزيران) أعلى بكثير مما سُجّل خلال الفترة نفسها من العام الماضي (8344 حريقاً)، على ما أظهرت بيانات من الأقمار الاصطناعية يوم الاثنين.

وتُعدّ هذه البيانات أنباء سيئة لحكومة الرئيس اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، في ظل استمرار تراجع إزالة الغابات في الأمازون، التي تؤدي دوراً رئيسياً في مكافحة الاحترار المناخي بفضل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.

وأشارت بيانات المعهد البرازيلي للأبحاث الفضائي إلى أنّ إزالة الغابات طالت 1525 كيلومتراً مربعاً بين الأول من يناير و21 يونيو، بينما أُزيلت الأشجار من 2649 كيلومتراً مربعاً في النصف الأول من عام 2023، مما يعني انخفاضاً بنسبة 42 في المائة.

وخلال العام الماضي، انخفضت المساحة التي أُزيلت منها أشجار في غابة الأمازون إلى النصف مقارنة بعام 2022.

أُزيلت الأشجار من 2649 كيلومتراً مربعاً في النصف الأول من عام 2023 مما يعني انخفاضاً بنسبة 42 % (أ.ف.ب)

ووعد لولا بإنهاء العمليات غير القانونية لإزالة الأشجار في الأمازون بحلول عام 2030، والتي تصاعدت في عهد سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو (2019 - 2022).

وقال الناطق باسم الفرع البرازيلي من منظمة «غرين بيس» رومولو باتيستا، إنّ «التغير المناخي يسهم» في زيادة حرائق الغابات، الناجمة خصوصاً عن جفاف استثنائي ضرب الأمازون في العام الماضي.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لسوء الحظ، تعاني معظم المناطق الحيوية الطبيعية (المناطق الجغرافية التي تتميز بأنظمة بيئية وظروف مناخية مماثلة) في البرازيل من إجهاد مائي بسبب قلة هطول الأمطار».

وأضاف: «باتت البيئة أكثر جفافاً، مع غطاء نباتي جاف بصورة أكبر وأكثر عرضة للحرائق».

وعدّ باتيستا أن «معظم الحرائق ليست فجائية أو ناجمة عن صواعق»، بل ناتجة من «أنشطة بشرية»، وخصوصاً استخدام تقنية الحرق بهدف توسيع الأراضي الزراعية.

رقم قياسي في بانتانال

وصل معدّل حرائق الغابات إلى مستويات قياسية خلال النصف الأول من العام الحالي في منطقتين أخريين من المناطق الحيوية الطبيعية جنوب الأمازون وهي بانتانال، أكبر الأراضي الرطبة في العالم، وسهل سافانا سيرادو.

وفي منطقة بانتانال التي شهدت حرائق كبيرة تحدّثت عنها وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة، سُجّل 3538 حريقاً منذ بداية العام، مما يشكل زيادة قدرها 2018 في المائة مقارنة بأرقام النصف الأول من عام 2023.

وتمثل هذه الأرقام أيضاً زيادة بنسبة 40 في المائة تقريباً عن عام 2020، السنة التي تم خلالها تحطيم كل الأرقام القياسية، وطالت الحرائق على مدار العام 30 في المائة من المناطق الحيوية الطبيعية.

وفي يونيو وحده، سُجّل 2639 حريقاً، في رقم أعلى بست مرات من الرقم القياسي السابق لهذا الشهر من السنة (435 حريقاً)، والذي يعود تاريخه إلى عام 2005. ومما يجعل الوضع مقلقاً بصورة أكبر هو أنّ ذروة الحرائق عادة ما تحصل في النصف الثاني من العام، وخصوصاً في سبتمبر (أيلول)، في خضم موسم الجفاف.

وأعلنت ولاية ماتو غروسو (وسط غرب) التي تضم قسماً كبيراً من بانتانال، حالة الطوارئ الأسبوع الماضي، وأفادت الحكومة بإرسال عناصر إطفاء إضافية من مناطق أخرى لمكافحة الحرائق.

وسجلت منطقة سيرادو من جانبها معدّل حرائق يعادل تقريباً الحرائق التي اندلعت في الأمازون خلال النصف الأول من العام الحالي (13229 حريقاً)، متجاوزاً الرقم القياسي السابق الذي يعود إلى عام 2007 (13214 حريقاً).


مقالات ذات صلة

مئات الحيوانات لم تَسلم من حرائق لوس أنجليس

الولايات المتحدة​ عملية إجلاء الحيوانات الكبيرة جراء حرائق الغابات بولاية كاليفورنيا (رويترز)

مئات الحيوانات لم تَسلم من حرائق لوس أنجليس

عندما اجتاحت النيران بلدة ألتادينا في شمال لوس أنجليس، حافظت جانيل غروس على هدوئها، نظمت عملية نقل 25 حصاناً وخنازير وأبقار كانت تتولى رعايتها.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ تُظهر صور التقطت بالأقمار الاصطناعية الخاصة بشركة «ماكسار» منازل ومباني بمنطقة ألتادينا بولاية كاليفورنيا... على اليمين التقطت في 8 يناير 2025 وعلى اليسار التقطت في 6 يناير 2025 قبل الحرائق (أ.ف.ب)

قبل وبعد... هكذا حوَّلت الحرائق أحياء لوس أنجليس إلى أنقاض ورماد (صور)

تلتقط صور الأقمار الاصطناعية الدمار من الأعلى لحرائق لوس أنجليس؛ حيث تظهر أحياء بأكملها وقد تحولت إلى أنقاض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ اتساع رقعة الحرائق في لوس أنجليس (أ.ف.ب) play-circle 01:43

ترمب ينتقد «عدم كفاءة» مسؤولي ولاية كاليفورنيا بعد حرائق لوس أنجليس

شنَّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، هجوماً جديداً على المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، في وقت يواصل فيه رجال الإطفاء مكافحة الحرائق في لوس أنجليس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق تشيستر غريفيث وابنه أثناء محاولات إخماد الحرائق التي اجتاحت شارعهما (التلغراف)

قصة جرّاح دماغ «محارب» أنقذ شارعه من الحرائق واللصوص في لوس أنجليس

أنهى طبيب إجراء عملية جراحية في الدماغ، ثم ركب سيارته وسافر إلى لوس أنجليس لإنقاذ منزله الواقع في ماليبو من حرائق الغابات المستعرة، بسيناريو يعدّه منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ عنصرا إطفاء يتابعان حريقاً في باليساديس بلوس أنجليس (رويترز)

اتّساع نطاق الحرائق في لوس أنجليس... وحصيلة القتلى ترتفع إلى 16

اتّسع نطاق الحرائق الكثيرة المستعرة في لوس أنجليس منذ 5 أيام، التي أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلاً، السبت، لتطول مناطق كانت بمنأى من النيران.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

السعودية تقود حماية الشعب المرجانية عالمياً

رئاسة المبادرة تعزز التزام السعودية بحماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية (الشرق الأوسط)
رئاسة المبادرة تعزز التزام السعودية بحماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تقود حماية الشعب المرجانية عالمياً

رئاسة المبادرة تعزز التزام السعودية بحماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية (الشرق الأوسط)
رئاسة المبادرة تعزز التزام السعودية بحماية البيئة البحرية والتنوع البيولوجي والأنظمة البيئية (الشرق الأوسط)

تولّت السعودية رسمياً رئاسة المبادرة العالمية للشعب المرجانية (ICRI) في دورتها الرابعة عشرة، لتقود جهود حمايتها على الصعيد العالمي لفترة تمتد لثلاث سنوات، وذلك خلفاً للحكومة الأميركية.

ويعكس هذا الإنجاز خطواتها الملموسة التي اتخذتها في جهود المحافظة على الشعب المرجانية محلياً وإقليمياً ودولياً، حيث جرى اختيارها بعد تصويت أعضاء المبادرة بالإجماع خلال الاجتماع العام الثامن والثلاثين الذي استضافته جدة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي.

وشهدت مراسم التسليم الافتراضية مشاركة شخصيات دولية بارزة، بينهم المبعوث الأممي لشؤون المحيطات السفير بيتر تومسون، وممثلين عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ووزارة الخارجية الأميركية، ومنظمات دولية ذات الصلة.

وتجسّد رئاسة السعودية هذه المبادرة الثقة الدولية الممنوحة لها في قيادة جهود المحافظة على الشعب المرجانية والأنظمة البيئية المرتبطة بها، كما تؤكد على سعيها للريادة في الأنشطة البيئية بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وخططها الطموحة لتنويع الاقتصاد.

ويتماشى هذا الإنجاز مع بدء تنفيذ السعودية للاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر التي أعلن عنها مؤخراً الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث تركز على حماية النظم البيئية الفريدة، وإنشاء اقتصاد أزرق مستدام.

وتُعد الشعب المرجانية موطناً لنحو 25 في المائة من التنوع البيولوجي البحري عالمياً، وتسهم اقتصادياً بما يقدر بـ9.9 تريليون دولار سنوياً من السلع والخدمات البيئية، مما يعكس أهميتها البيئية والاقتصادية.

وتضم المبادرة 102 عضو، بما في ذلك 45 دولة تحتضن 75 في المائة من الشعب المرجانية على مستوى العالم. وستتولى «مؤسسة المحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر» تمثيل السعودية في هذا الدور القيادي والتاريخي.

وتحت قيادة السعودية، سيعمل الأعضاء على تطوير خطة عمل للفترة 2025 - 2027؛ التي تهدف لتوسيع العضوية لتغطي 90 في المائة من الشعب المرجانية عالمياً، ودمج إدارتها في السياسات العالمية، وتعزيز الاستراتيجيات الوطنية للتنوع البيولوجي.

وتشمل الأولويات الرئيسية تعزيز الاقتصاد الأزرق، وتحسين مراقبة الشعب المرجانية باستخدام تقنيات مبتكرة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من نتائج التقرير المرتقب «حالة الشعب المرجانية في العالم: 2025».

كما تتضمن المبادرات الأخرى إطلاق استراتيجية «الجيل الناشئ»، وتعزيز التعاون في مناطق البحر الأحمر، وجنوب آسيا، وشرق أفريقيا، وزيادة الوعي العالمي من خلال فعاليات رئيسية، مثل مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.

من جانبه، أكد الدكتور خالد الأصفهاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة رئيس المبادرة، أن القيادة السعودية أولت الشعب المرجانية في البحر الأحمر اهتماماً خاصاً، الذي تجسّد في رؤيتها بإنشاء أول مؤسسة حكومية عالمية متخصصة في المحافظة عليها، والتي ترجمت هذا الاهتمام إلى واقع ملموس بما تحتويه من كفاءات وخبرات استثنائية، ودعم القيادة لها.

وأوضح أن تولّي السعودية الرئاسة يجسّد ثقة المجتمع الدولي بما تقوم به من خطوات فعالة في المحافظة على البيئة، والتزامها الراسخ بمستقبل مستدام للشعاب المرجانية عالمياً.

وأضاف: «من خلال هذا الدور القيادي، ستسعى المملكة إلى تطوير ممارسات إدارة أنظمة المحافظة على الشعب المرجانية، بناءً على السياسات والعلوم والابتكار والتعاون لدعم المبادرات الوطنية والدولية».

وتابع الأصفهاني: «هدفنا ضمان استدامة هذه النظم البيئية الحيوية للأجيال القادمة، مع الحفاظ على إسهاماتها القيمة في دعم الاقتصاد العالمي».

بدوره، أشاد السفير بيتر تومسون، بكلمة الرئاسة السعودية، وقال في مقطع فيديو نشرته المؤسسة، إن «المملكة تسعى لتعزيز وتفعيل التعاون الدولي، وتسريع الجهود للحفاظ على هذه النظم البيئية الحيوية».