حقن قرون حيوانات وحيد القرن بمواد مشعّة للحدّ من صيدها في جنوب أفريقيا

تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)
تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)
TT

حقن قرون حيوانات وحيد القرن بمواد مشعّة للحدّ من صيدها في جنوب أفريقيا

تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)
تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)

يحقن علماء من جنوب أفريقيا بمواد مشعّة قرون مجموعة حيّة من حيوانات وحيد القرن، لجعلها عديمة الفائدة وقابلة للرصد بصورة أكبر عند الحدود، وللحدّ من صيدها الذي يدمّر أعداد هذا النوع المحمي.

وتضمّ جنوب أفريقيا نحو 80 في المائة من أعداد وحيد القرن الأبيض في العالم، التي تُقدَّر بأقلّ من 13 ألف حيوان. لكنّ البلاد أصبحت نقطة ساخنة للصيد غير القانوني المدفوع بالطلب الآسيوي على القرون التي تُستخدم في الطبّ التقليدي بسبب خصائص علاجية.

وفي ملجأ سرّي لوحيد القرن، في مقاطعة ليمبوبو في شمال شرقي البلاد، يُؤوي بصورة رئيسية صغاراً حُرمت من أمّهاتها بعدما قُتلت الأخيرة في صيد غير قانوني، ترعى بعض الحيوانات العاشبة ذات الجلد السميك في سهل سافانا.

تزداد أعداد حيوانات وحيد القرن بالقارة الأفريقية في عام 2022 (أ.ف.ب)

ووضع جيمس لاركن، وهو باحث في جامعة «ويتواترسراند»، ومسؤول عن المبادرة، «شريحتين صغيرتين مشعّتين في قرن» صغير وحيد قرن يبلغ عاماً واحداً ويزن قرابة نصف طن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقول نيثايا تشيتي، عميدة كلية العلوم في الجامعة نفسها، إن المواد المشعة «تجعل القرن غير مفيد وساماً للاستهلاك البشري».

ويوضح لاركن أنّ وحيد القرن النائم والمثبّت في وضعية قرفصاء، لم يشعر بأي ألم، بالإضافة إلى أنّ جرعة المادة المشعة منخفضة جداً، لدرجة عدم تسببها بآثار في صحة الحيوان أو في البيئة.

وأعلنت الحكومة في فبراير (شباط) مقتل 499 وحيد قرن عام 2023، معظمها في متنزهات وطنية، على الرغم من الجهود التي بذلتها للحد من هذا النشاط غير القانوني. ويمثّل هذا الرقم زيادة قدرها 11 في المائة عن أعداد وحيد القرن التي قُتلت عام 2022.

ويشارك عشرون وحيد قرن في مشروع «ريسوتوب» التجريبي، وستتلقى هذه الحيوانات جرعة «قوية بما يكفي لترصدها الأجهزة المتخصصة في مختلف أنحاء العالم»، حسب لاركن.

الحلّ الجذري

ويشير العلماء إلى أنّ العناصر الأمنية على الحدود غالباً ما تكون مجهّزة بأدوات رصد إشعاع يدوية، بالإضافة إلى آلاف أجهزة الرصد المثبتة في الموانئ والمطارات.

وحيد القرن هدف الصيد الجائر (أ.ف.ب)

وفي السوق السوداء، ينافس سعر القرون من حيث الوزن سعر الذهب أو الكوكايين.

ويشير آري فان ديفينتر، وهو مؤسس الملجأ الذي يؤوي صغارَ وحيد القرن، إلى أنّ نزع قرون وحيد القرن -وهو نشاط يُمارَس على نطاق واسع في البلاد-، وتسميم هذه القرون؛ لم يردعا الصيادين.

ويقول المدافع عن الطبيعة بحماسة: «قد تضع هذه التقنية ربما حدّاً للصيد غير القانوني. إنها أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق».

وتتجوّل حيوانات نو وخنازير ثؤلولية وزرافات في المنطقة المحمية الشاسعة، في حين يُجري الفريق عملية بصفة دقيقة على وحيد قرن آخر.

ويُحدث لاركن ثقباً صغيراً في القرن بدقة، ثم يُدخل المواد المشعة ويُنهي العملية برشّ 11 ألف نقطة دقيقة على كامل القرن.

وتشير مديرة المشروع، جيسيكا بابيتش، إلى أنّ المرحلة الأخيرة من المشروع تتمثّل في معالجة الحيوان من خلال اتباع «بروتوكول علمي وأخلاقي مناسب».

وسيأخذ الفريق بعد ذلك عيّنات دم، للتأكّد من أنّ الحيوانات محمية. ويوضح لاركن أنّ المادة ستبقى على كل قرن معالج لخمس سنوات، وهو أقل تكلفة من إزالة القرون كل 18 شهراً.


مقالات ذات صلة

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

المشرق العربي ناشطون من جمعية Animals Lebanon ومعهم أقفاص فيها قطط أنقذوها من الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

يعتمد نازحون لبنانيون على جمعيات ومتطوعين لمساعدتهم على إنقاذ حيواناتهم الأليفة التي تركوها في أحيائهم المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق العناكب كابوسية هنا ولطيفة هناك (غيتي)

عشاق العناكب في كولورادو: كائنات أليفة وليست كابوسية

إنه موسم تزاوج العناكب، فتخرج الذكور من جحورها بحثاً عن شريكة، ويتوافد المئات من عشاقها إلى بلدة لا جونتا الزراعية الصغيرة لمشاهدتها بأعداد غفيرة.

«الشرق الأوسط» (لا جونتا (كولورادو الأميركية))
يوميات الشرق البشر والكلاب لديهم أنظمة معالجة صوتية مختلفة (جامعة إيوتفوس لوراند)

طريقة جديدة لمساعدة الكلاب على فهم كلام البشر

أظهرت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة جنيف في سويسرا، أن البشر يتحدثون بمعدل أسرع بكثير من الكلاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق للصدمة أشكال عدّة (مواقع التواصل)

ثعبان عملاق يُنغّص على بريطانية استمتاعها باحتساء القهوة

أُصيبت بريطانية بصدمة كبيرة بعد اكتشافها ثعباناً من فصيلة الأصلة العاصرة، طوله 5.5 قدم (1.6 متر) مختبئاً في حديقة منزلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شعور الفقد قاسٍ جداً (أ.ب)

رحلة غامضة لقطّ تائه قطع 900 ميل ليعود إلى بيته في كاليفورنيا

خرج قطّ رمادي يمضي أيامه ما بين الزيارات إلى الشاطئ والرحلات إلى البحيرة، في أكبر مغامرة له بمفرده قطع فيها مئات الأميال من ولاية وايومنغ الأميركية إلى منزله.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)
قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)
TT

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)
قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة عن أنه من الممكن إضافة ما يقرب من عامين إلى متوسط ​​عمر الفرد المتوقَّع إذا خفض العالم بشكل دائم التلوث المرتبط بالجسيمات الدقيقة لتلبية معايير السلامة.

يشمل التلوث الناجم عن الجسيمات الدقيقة، المعروفة باسم PM2.5، مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية التي يمكن أن تتوغل في الرئتين وحتى في مجرى الدم، وفق صحيفة «التليغراف».

يظل ذلك «أكبر خطر خارجي على صحة الإنسان في العالم»، وفقاً لمؤلفي الدراسة التابعة لمؤشر جودة الهواء (AQLI)، والتي أجراها معهد سياسات الطاقة (EPIC) في جامعة شيكاغو، ونُشرت يوم الأربعاء.

وتوضح الدراسة أن PM2.5، الذي يَنتج عادةً عن عوادم المركبات والعمليات الصناعية، له تأثير على متوسط ​​العمر المتوقع مماثل لتأثير التدخين، و4.4 ضعف تعاطي الكحول، و5.8 ضعف إصابات النقل مثل حوادث السيارات والمياه غير الآمنة.

وخلص باحثو «EPIC» الذين حللوا البيانات من عام 2022، إلى أن تلبية إرشادات منظمة الصحة العالمية بشأن الجسيمات الدقيقة من شأنه أن ينقذ 14.9 مليار سنة حياة مجتمعة على مستوى العالم، أو يضيف نحو سنتين لكل شخص.

ومع ذلك، يسلط التقرير الضوء أيضاً على التفاوتات الهائلة في جودة الهواء بين البلدان الأكثر تضرراً والأقل تأثراً في العالم.

مبانٍ مغطاة بالدخان الناجم عن حرائق الغابات شرق بوليفيا (رويترز)

تظل منطقة جنوب آسيا الأكثر تلوثاً في العالم، حيث يتنفس السكان هواءً ملوثاً بما يقرب من 8.5 مرة أكثر مما عدّته منظمة الصحة العالمية آمناً. ومع السياسات البيئية الصحيحة، يمكن للأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة أن يروا 3.6 عام مضاف إلى حياتهم.

قال البروفسور مايكل غرينستون، مدير معهد جودة الهواء: «في حين يظل تلوث الهواء مشكلة عالمية، فإن أكبر تأثيراته يتركز في عدد صغير نسبياً من البلدان -مما يؤدي إلى تقصير العمر عدة سنوات في بعض الأماكن وحتى أكثر من 6 سنوات في مناطق معينة».

وأضاف: «في كثير من الأحيان، تعكس تركيزات التلوث العالية طموحاً منخفضاً في وضع السياسات أو الفشل في فرض السياسات القائمة بنجاح».

وتابع «مع موازنة البلدان لأهدافها الاقتصادية والصحية والبيئية، سيستمر مؤشر جودة الهواء في تسليط الضوء على طول العمر الذي توفره تخفيضات تلوث الهواء».

وأحرزت الولايات المتحدة تقدماً كبيراً في خفض التلوث بالجسيمات، ولكن 94 في المائة من أراضي البلاد لا تلبي إرشادات منظمة الصحة العالمية، وكانت حرائق الغابات في كاليفورنيا عاملاً مساهماً في ذلك.

وفي أوروبا، يتعرض السكان لمستويات تلوث أقل بنحو 30.2 في المائة مقارنةً بعام 1998، ولكن 96.8 في المائة من أراضي القارة لا تزال غير قادرة على الوصول إلى المعايير المقبولة.