هل يؤدي تحمّض المحيطات لاختفاء الطحالب ؟!

هل يؤدي تحمّض المحيطات لاختفاء الطحالب ؟!
TT

هل يؤدي تحمّض المحيطات لاختفاء الطحالب ؟!

هل يؤدي تحمّض المحيطات لاختفاء الطحالب ؟!

أوضحت مجموعة من الباحثين بشؤون البيئة بجامعة غوتنبرغ السويدية، أن تحمّض المحيطات يمكن أن يؤدي إلى اختفاء الطحالب. وأن اختفاءها قد يؤثر في المستقبل على حالة النظم البيئية الساحلية فيتغير محيط الكائنات البحرية، وذلك وفق ما أفادت مجلة «كارنت بايولوجي» العلمية.

فقد اكتشف العلماء أن الزيادة في حموضة المحيطات نتيجة لتغير المناخ ستؤدي إلى تسريع عملية إزالة الكالسيوم من سيقان الأعشاب البحرية المسماة «فوكس»، ما يجعلها أكثر هشاشة.

وأفاد الباحثون في دراستهم الجديدة «اكتشفنا أن عملية تحمض المحيط العالمي تؤثر على قوة وبنية سيقان الطحالب، ويمكن أن تؤثر بشكل جذري على حالة النظم البيئية الساحلية. إذ يمكن لهذه العمليات أن تقلل إلى حد بعيد من مساحة القعر المغطى بالنباتات، ما سيؤثر سلبا على الكائنات الحية الاخرى التي تستخدم الطحالب كمأوى ومصدر للغذاء».

وفي هذا الاطار، توقع فريق الدراسة الذي كان بقيادة البروفيسور هنريك بافيا الاستاذ بالجامعة، أثناء رصد كيفية استجابة الطحالب البنية من نوع Fucus vesiculosus لزيادة نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الماء «أن تنشأ مثل هذه الظروف مع بداية القرن المقبل». ومن أجل ذلك قاموا بزراعة الطحالب في بيئة مماثلة، ثم قاموا بدراسة بنيتها.

وقد أظهرت الدراسة أن الزيادة الثلاثية بنسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الماء أدت إلى تغيرات كبيرة في حياة كائنات الفوكس، وكان بعضها ملحوظا بالعين المجردة. وعلى وجه الخصوص، وجد العلماء أن زيادة نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون تزيد من كفاءة عملية التمثيل الضوئي وتسرّع نمو الكتلة الحيوية للفوكس، بالإضافة إلى زيادة مساحة سيقانها وتغيير بنيتها المجهرية بشكل خطير.

وقد أثرت هذه التغييرات المجهرية سلبا على بقاء النباتات، حيث أصبحت سيقان نبتات الفوكس أكثر هشاشة، ونتيجة لذلك بدأت تنخفض قدرتها على تحمل صدمات الموجات وغيرها من مظاهر الطبيعة. وكان ذلك ينطبق بشكل خاص على الطحالب التي تنمو في الأماكن المفتوحة، حيث انخفضت فرص بقائها على قيد الحياة إلى أكثر من النصف.

كما لاحظ العلماء أن مثل هذه التغييرات، مرتبطة بتحمض المحيط العالمي الذي يسرّع عملية إزالة الكالسيوم والمغنيسيوم من خلايا الفوكس.

جدير بالذكر، تلعب مركبات هذه العناصر الكيميائية دورا مهما في تكوين الألياف التي تشكل أساسا لسيقان الطحالب، لذا فإن نقصها يقلل من قوة سيقانها. وسيحدث شيء مماثل، حسب علماء البيئة، لطحالب أخرى، ما سيؤثر سلبا على بقائها في النظم البيئية الساحلية إذا لم يتم وقف تغير المناخ.


مقالات ذات صلة

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)
ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)
TT

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية يُهدد خطط المناخ

ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)
ارتفاع مستويات الميثان من الأراضي الرطبة الاستوائية (أرشيفية - رويترز)

أظهرت أوراق بحثية أن الأراضي الرطبة الاستوائية حول العالم بات ينبعث منها كميات من غاز الميثان أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يُثير القلق من أن أهداف المناخ العالمية أصبحت بعيدة المنال، وفق «رويترز».

وتحتوي الأراضي الرطبة على كميات هائلة من الكربون في صورة مواد نباتية ميتة، تتحلل ببطء من خلال الميكروبات الموجودة في التربة.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسريع هذه العملية، ما يزيد من التفاعلات الحيوية التي ينتج عنها غاز الميثان. كما تؤدي الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات، ما يتسبب في زيادة رقعة الأراضي الرطبة.

وكان العلماء يتوقعون منذ فترة طويلة زيادة انبعاثات غاز الميثان من الأراضي الرطبة، مع ارتفاع درجات الحرارة، ولكن من عام 2020 إلى 2022 أظهرت عينات مأخوذة من الهواء وجود تركيزات أعلى من غاز الميثان في الغلاف الجوي.

وتشير 4 دراسات نُشرت في الأشهر القليلة الماضية إلى أن الأراضي الرطبة الاستوائية هي السبب الأكثر ترجيحاً في ارتفاع مستويات الميثان، إذ أسهمت المناطق الاستوائية في ارتفاع مستويات ذلك الغاز بأكثر من 7 ملايين طن خلال السنوات القليلة الماضية.

وقال روب جاكسون، أستاذ البيئة بجامعة ستانفورد، الذي يرأس المجموعة التي تنشر الميزانية العالمية للميثان: «تركيزات الميثان لا ترتفع فحسب، بل ارتفعت في السنوات الخمس الماضية أسرع من أي وقت مضى».

وأعلنت بعض الدول عن خطط طموح لخفض غاز الميثان. وقالت الصين العام الماضي إنها ستسعى جاهدة للحد من حرق الانبعاثات من آبار النفط والغاز.

ووضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اللمسات الأخيرة على لائحة جديدة الأسبوع الماضي، سيلتزم بموجبها منتجو النفط والغاز في الولايات المتحدة بدفع رسوم على بعض انبعاثات الميثان، لكن من المرجح إلغاء هذه اللائحة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وقالت وزيرة البيئة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، إيف بازيبا لـ«رويترز»، على هامش قمة الأمم المتحدة المعنية بالمناخ (كوب 29)، إن بلادها تعمل على تقييم انبعاثات غاز الميثان من غابات المستنقعات والأراضي الرطبة في حوض الكونغو.

وجاء في تقرير ميزانية الميثان لعام 2024 أن الكونغو هي أكبر مصدر لانبعاثات الميثان في المناطق الاستوائية.