حرائق الغابات في كندا أطلقت مليار طن من ثاني أكسيد الكربون

دخان حريق ضخم في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية في 24 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)
دخان حريق ضخم في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية في 24 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)
TT

حرائق الغابات في كندا أطلقت مليار طن من ثاني أكسيد الكربون

دخان حريق ضخم في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية في 24 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)
دخان حريق ضخم في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية في 24 يوليو (تموز) الماضي (أ.ف.ب)

تسبّبت حرائق الغابات التاريخية في كندا هذا العام في انبعاث ما يعادل أكثر من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو مستوى غير مسبوق، وفق تقديرات السلطات الكندية.

وهذا يساوي تقريبا الانبعاثات السنوية لليابان (ما يعادل 1.12 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون عام 2021)، خامس أكبر ملوث في العالم.

وقال مايكل نورتن، المدير العام لهيئة إدارة الغابات الكندية، الجمعة، «تحوّل هذا الصيف إلى ماراتون حقيقي» فيما يتحضّر غرب البلاد لموجة حرّ جديدة. وأضاف «تشير تقديراتنا الأولية إلى أن انبعاثات الموسم الحالي تجاوزت مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وتوقع أن تبقى أخطار اندلاع حرائق «أعلى من المعتاد» حتى سبتمبر (أيلول).

حريق في إحدى غابات مقاطعة كيبيك الكندية في 21 يوليو (تموز) الماضي.

وبحسب بيانات نشرها المرصد الأوروبي «كوبرنيكوس»، وصلت انبعاثات الكربون الناتجة من الحرائق في كندا إلى مستويات غير مسبوقة وسجّلت في نهاية يوليو (تموز) أكثر من ضعف المستوى القياسي السنوي الأخير الذي سجّل عام 2014.

وهذا الموسم، انتشرت الحرائق الضخمة في كل أنحاء البلاد بكثافة هائلة محطمة أرقاما قياسية في العديد من المقاطعات. وما زالت كندا في حالة تاهب قصوى من الحرائق منذ 90 يوما، وهي فترة قياسية.

وأتت الحرائق حتى الآن على 13.5 مليون هكتار، أي ضعف المساحة المحترقة القياسية في العام 1989 والبالغة 7.3 مليون هكتار، وفقا لمركز حرائق الغابات الكندي المشترك.


مقالات ذات صلة

حريق كاليفورنيا قد يصبح الأضخم في تاريخ الولاية

الولايات المتحدة​ الحريق التهم ما يقرب من 142 ألف هكتار بحلول وقت متأخر من صباح السبت (أ.ف.ب)

حريق كاليفورنيا قد يصبح الأضخم في تاريخ الولاية

أعلنت السلطات الأميركية أنّ الحريق المستعر شمال كاليفورنيا منذ 3 أيام أصبح أحد أكبر الحرائق المسجّلة على الإطلاق في تاريخ الولاية.

«الشرق الأوسط» (تشيكو (كاليفورنيا))
الولايات المتحدة​ رجل في وسط حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

حريق غابات ضخم يضرب كاليفورنيا (صور)

اضطر نحو 4 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم في كاليفورنيا بسبب حريق ضخم وعنيف.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
العالم تصاعد الدخان جراء حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي (رويترز)

حرائق الغابات في كندا تصل إلى مدينة جاسبر... ومحاولات لحماية خط أنابيب

قالت السلطات الكندية إن حريق غابات وصل إلى مدينة جاسبر الكندية في إقليم ألبرتا، أمس، بينما يكافح رجال الإطفاء لإنقاذ منشآت رئيسية مثل خط أنابيب ترانس ماونتن.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
العالم اقتراب حرائق الغابات من متنزه جاسبر الوطني بكندا (رويترز)

إخلاء متنزه جاسبر الوطني في كندا بسبب حرائق غابات

أمرت السلطات في مقاطعة ألبرتا بغرب كندا بإخلاء متنزه جاسبر الوطني الشهير والبلدات المجاورة بسبب اقتراب حرائق الغابات.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
الولايات المتحدة​ النيران تلتهم مرأباً للسيارات بينما يشتعل حريق طومسون في أوروفيل بكاليفورنيا (أ.ب)

إجلاء الآلاف شمال كاليفورنيا بسبب حرائق الغابات (صور)

جرى وضع السلطات في ولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى، بعد اندلاع عدة حرائق غابات كبرى، مما أدى لإجلاء آلاف السكان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حقن قرون حيوانات وحيد القرن بمواد مشعّة للحدّ من صيدها في جنوب أفريقيا

تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)
تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)
TT

حقن قرون حيوانات وحيد القرن بمواد مشعّة للحدّ من صيدها في جنوب أفريقيا

تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)
تكافح جنوب أفريقيا وناميبيا وبوتسوانا منذ عشرات السنين للسيطرة على الصيد الجائر لوحيد القرن (أ.ب)

يحقن علماء من جنوب أفريقيا بمواد مشعّة قرون مجموعة حيّة من حيوانات وحيد القرن، لجعلها عديمة الفائدة وقابلة للرصد بصورة أكبر عند الحدود، وللحدّ من صيدها الذي يدمّر أعداد هذا النوع المحمي.

وتضمّ جنوب أفريقيا نحو 80 في المائة من أعداد وحيد القرن الأبيض في العالم، التي تُقدَّر بأقلّ من 13 ألف حيوان. لكنّ البلاد أصبحت نقطة ساخنة للصيد غير القانوني المدفوع بالطلب الآسيوي على القرون التي تُستخدم في الطبّ التقليدي بسبب خصائص علاجية.

وفي ملجأ سرّي لوحيد القرن، في مقاطعة ليمبوبو في شمال شرقي البلاد، يُؤوي بصورة رئيسية صغاراً حُرمت من أمّهاتها بعدما قُتلت الأخيرة في صيد غير قانوني، ترعى بعض الحيوانات العاشبة ذات الجلد السميك في سهل سافانا.

تزداد أعداد حيوانات وحيد القرن بالقارة الأفريقية في عام 2022 (أ.ف.ب)

ووضع جيمس لاركن، وهو باحث في جامعة «ويتواترسراند»، ومسؤول عن المبادرة، «شريحتين صغيرتين مشعّتين في قرن» صغير وحيد قرن يبلغ عاماً واحداً ويزن قرابة نصف طن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقول نيثايا تشيتي، عميدة كلية العلوم في الجامعة نفسها، إن المواد المشعة «تجعل القرن غير مفيد وساماً للاستهلاك البشري».

ويوضح لاركن أنّ وحيد القرن النائم والمثبّت في وضعية قرفصاء، لم يشعر بأي ألم، بالإضافة إلى أنّ جرعة المادة المشعة منخفضة جداً، لدرجة عدم تسببها بآثار في صحة الحيوان أو في البيئة.

وأعلنت الحكومة في فبراير (شباط) مقتل 499 وحيد قرن عام 2023، معظمها في متنزهات وطنية، على الرغم من الجهود التي بذلتها للحد من هذا النشاط غير القانوني. ويمثّل هذا الرقم زيادة قدرها 11 في المائة عن أعداد وحيد القرن التي قُتلت عام 2022.

ويشارك عشرون وحيد قرن في مشروع «ريسوتوب» التجريبي، وستتلقى هذه الحيوانات جرعة «قوية بما يكفي لترصدها الأجهزة المتخصصة في مختلف أنحاء العالم»، حسب لاركن.

الحلّ الجذري

ويشير العلماء إلى أنّ العناصر الأمنية على الحدود غالباً ما تكون مجهّزة بأدوات رصد إشعاع يدوية، بالإضافة إلى آلاف أجهزة الرصد المثبتة في الموانئ والمطارات.

وحيد القرن هدف الصيد الجائر (أ.ف.ب)

وفي السوق السوداء، ينافس سعر القرون من حيث الوزن سعر الذهب أو الكوكايين.

ويشير آري فان ديفينتر، وهو مؤسس الملجأ الذي يؤوي صغارَ وحيد القرن، إلى أنّ نزع قرون وحيد القرن -وهو نشاط يُمارَس على نطاق واسع في البلاد-، وتسميم هذه القرون؛ لم يردعا الصيادين.

ويقول المدافع عن الطبيعة بحماسة: «قد تضع هذه التقنية ربما حدّاً للصيد غير القانوني. إنها أفضل فكرة سمعتها على الإطلاق».

وتتجوّل حيوانات نو وخنازير ثؤلولية وزرافات في المنطقة المحمية الشاسعة، في حين يُجري الفريق عملية بصفة دقيقة على وحيد قرن آخر.

ويُحدث لاركن ثقباً صغيراً في القرن بدقة، ثم يُدخل المواد المشعة ويُنهي العملية برشّ 11 ألف نقطة دقيقة على كامل القرن.

وتشير مديرة المشروع، جيسيكا بابيتش، إلى أنّ المرحلة الأخيرة من المشروع تتمثّل في معالجة الحيوان من خلال اتباع «بروتوكول علمي وأخلاقي مناسب».

وسيأخذ الفريق بعد ذلك عيّنات دم، للتأكّد من أنّ الحيوانات محمية. ويوضح لاركن أنّ المادة ستبقى على كل قرن معالج لخمس سنوات، وهو أقل تكلفة من إزالة القرون كل 18 شهراً.