الولايات المتحدة تستثمر 1.2 مليار دولار لالتقاط ثاني أكسيد الكربون في الجو

وحدة عزل الكربون في مصنع ماونتينير التابع لشركة «أميريكان إليكتريك باور» بالقرب من نيو هايفن بولاية فيرجينيا الغربية (رويترز)
وحدة عزل الكربون في مصنع ماونتينير التابع لشركة «أميريكان إليكتريك باور» بالقرب من نيو هايفن بولاية فيرجينيا الغربية (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تستثمر 1.2 مليار دولار لالتقاط ثاني أكسيد الكربون في الجو

وحدة عزل الكربون في مصنع ماونتينير التابع لشركة «أميريكان إليكتريك باور» بالقرب من نيو هايفن بولاية فيرجينيا الغربية (رويترز)
وحدة عزل الكربون في مصنع ماونتينير التابع لشركة «أميريكان إليكتريك باور» بالقرب من نيو هايفن بولاية فيرجينيا الغربية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، استثمار 1.2 مليار دولار في مشروعين لالتقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي، وهو «أكبر استثمار» على الإطلاق في هذه التكنولوجيا التي تهدف إلى مكافحة الاحترار، لكن بعض الخبراء ما زالوا ينتقدونها.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر غرانهولم، في بيان: «إن خفض انبعاثاتنا وحده لن يعكس العواقب المتزايدة لتغير المناخ. نحتاج أيضاً إلى سحب ثاني أكسيد الكربون الذي أطلقناه في الجو».

يُعدّ المشروعان، الواقعان في ولايتي تكساس ولويزيانا، فريدين في الولايات المتحدة، ويهدف كل منهما إلى التخلص من مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً - أي ما يعادل إجمالي الانبعاثات السنوية لـ445 ألف سيارة.

وأكدت وزارة الطاقة الأميركية أن قدرة كل مشروع ستكون 250 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون من أكبر موقع التقاط قيد التشغيل حالياً.

تدير شركة «كلايمووركس» السويسرية، الرائدة في القطاع، حالياً مصنعاً في آيسلندا بقدرة سنوية لالتقاط 4000 طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

وستشارك «كلايمووركس» في مشروع لويزيانا الذي سيخزن تحت الأرض ثاني أكسيد الكربون الملتقط.

ووفقاً لـ«وكالة الطاقة الدولية»، يوجد حالياً في العالم 27 موقعاً لالتقاط الكربون في الغلاف الجوي، لكن نطاقها صغير، وأكثر من 130 مشروعاً هي قيد التطوير، وفقاً للوكالة.

يجري تنفيذ هذه الاستثمارات لحكومة جو بايدن، في إطار قانون حول البنى التحتية جرى إقراره في 2021. وكانت وزارة الطاقة قد أعلنت سابقاً أنها تريد الاستثمار في 4 مشروعات بقيمة 3.5 مليار دولار.

يُعدّ التقاط ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الغلاف الجوي أحد الأساليب التي باتت تعدّها «اللجنة الدولية لخبراء المناخ (IPCC)»، التابعة لـ«الأمم المتحدة»، ضرورية لمكافحة ارتفاع حرارة الأرض. لكن لهذه التكنولوجيا منتقدين يخشون أن تكون ذريعة للاستمرار في إصدار انبعاثات غازات الدفيئة، بدلاً من التحول إلى الطاقة النظيفة بسرعة أكبر.

تركز تقنيات الالتقاط المباشر في الهواء - وتسمى أيضاً إزالة ثاني أكسيد الكربون - على ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الغلاف الجوي. وتختلف عن أنظمة احتجاز الكربون وتخزينه من المصدر في مداخن المصانع، على سبيل المثال، والتي تمنع الانبعاثات الإضافية من الوصول إلى الغلاف الجوي.

أعلنت حكومة جو بايدن، في مايو (أيار)، خطة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز والفحم، مع التركيز بشكل خاص على التقنية الثانية.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

ذكرت مجموعة من العلماء أن البشر في جميع أنحاء العالم عانوا من متوسط 41 يوماً إضافياً من الحرارة الخطيرة، هذا العام؛ بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا أشخاص يسيرون في أحد الشوارع خلال موجة حر في العاصمة التونسية تونس 11 أغسطس 2021 (رويترز)

صيف تونس الماضي سجّل رابع أشد حرارة في البلاد منذ عام 1950

سجّل صيف 2024 في تونس رابع أشد حرارة صيف عرفته البلاد منذ عام 1950. وبلغ متوسط الحرارة في صيف هذا العام 29.5 درجة بفارق 1.5 درجة عن المتوسط العادي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق أملٌ ببطاطا صامدة (أدوب ستوك)

بطاطا ضدَّ ارتفاع الحرارة

يُطوِّر العلماء بطاطا من شأنها تحمُّل موجات الحرّ، وذلك لمساعدة المحاصيل على النمو في مستقبل يتأثّر بالتغيُّر المناخي.

«الشرق الأوسط» (إلينوي (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق أشجار متجمدة في أوبر رايفنبرج بالقرب من فرنكفورت بألمانيا (أ.ب)

أوروبا تشهد عدداً أقل من الأيام شديدة البرد... ماذا يعني ذلك؟

دراسة أشارت إلى أن التغير المناخي تسبب بتسجيل فصول شتاء أكثر حرّاً في أوروبا تحديداً، مع ارتفاع عدد الأيام التي تكون فيها الحرارة أعلى من صفر درجة مئوية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)
تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)
TT

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)
تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)

ذكرت مجموعة من العلماء أن البشر في جميع أنحاء العالم عانوا من متوسط 41 يوماً إضافياً من الحرارة الخطيرة، هذا العام؛ بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان. وأضاف العلماء أيضاً أن تغير المناخ أدى إلى تفاقم الطقس المدمر في العالم طوال عام 2024.

يأتي التحليل الصادر عن باحثين من «المركز العالمي للتنبؤ بالطقس والمناخ»، في نهاية عام حطَّم رقماً قياسياً للمناخ تلا الآخر، حيث من المرجح أن تكون الحرارة المسجّلة بمختلف أنحاء العالم، قد جعلت عام 2024 الأكثر سخونةً على الإطلاق، حسب وكالة «أسوشييتد برس».

امرأتان تغطيان نفسيهما من الشمس في يوم ربيعي حار في فيراكروز بالمكسيك... 21 مايو 2024 (رويترز)

وقالت فريدريك أوتو، رئيسة المركز وعالمة المناخ في إمبريال كوليدج، خلال إحاطة إعلامية حول نتاج العلماء: «النتيجة مدمرة، لكنها غير مفاجئة، على الإطلاق. تغير المناخ لعب، دورياً وغالباً، دوراً رئيسياً في معظم الأحداث التي درسناها؛ مما جعل الحرارة والجفاف والأعاصير الاستوائية وهطول أمطار غزيرة أكثر ترجيحاً وكثافة بمختلف أنحاء العالم؛ مما تسبب في تدمير حياة وسبل عيش الملايين وأعداد لا تُحصى من الأشخاص».