خطة بريطانية لتخفيف العقوبات على سوريا بعد سقوط الأسد

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث خلال الجلسة الأسبوعية لأسئلة رئيس الوزراء في مجلس العموم بلندن 12 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث خلال الجلسة الأسبوعية لأسئلة رئيس الوزراء في مجلس العموم بلندن 12 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
TT

خطة بريطانية لتخفيف العقوبات على سوريا بعد سقوط الأسد

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث خلال الجلسة الأسبوعية لأسئلة رئيس الوزراء في مجلس العموم بلندن 12 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث خلال الجلسة الأسبوعية لأسئلة رئيس الوزراء في مجلس العموم بلندن 12 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

تسعى المملكة المتحدة (بريطانيا) لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا بعد فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك بموجب خطة جديدة أعلنتها الحكومة، الخميس، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحاول الإدارة السورية الجديدة، التي وجدت نفسها أمام بلدٍ يعاني اقتصاداً منهاراً، إقناع العواصم الغربية برفع العقوبات التي فُرضت على سوريا، خلال فترة الحرب الأهلية التي بدأت باحتجاجات عام 2011، وقُوبلت بحملة أمنية وحشية من نظام الأسد.

صورة للبنك المركزي السوري بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في دمشق 12 يناير 2025 (رويترز)

وقال وزير الخارجية البريطاني إن الخطة «ستشمل تخفيف القيود المطبقة على قطاعات الطاقة والنقل والمال»، مضيفاً أنه سيتعيّن أولاً على النواب مناقشة المقترح.

وفي بيان مكتوب موجَّه إلى البرلمان البريطاني، قال وزير الخارجية إن الحكومة «ستطرح إجراءات، في الأشهر المقبلة» تشمل تعديلات على قانون عام 2019 شكّل أساس العقوبات.

وتابع: «نقوم بهذه التعديلات لدعم الشعب السوري في إعادة بناء بلاده، ودعم الأمن والاستقرار».

وأضاف: «ما زالت الحكومة عازمة على محاسبة بشار الأسد ومُعاونيه على الأفعال التي قاموا بها ضد الشعب السوري. سنضمن أن تبقى إجراءات تجميد الأصول وحظر السفر مفروضة على شخصيات النظام السابق».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي ممثلون يحضرون مؤتمر بروكسل التاسع «الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح» بمبنى «أوروبا» في بروكسل 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يتعهد تقديم 2.5 مليار يورو لدعم سوريا في مؤتمر دولي

تعهد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، تقديم نحو 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) من المساعدات إلى سوريا، في سياق جهوده الرامية إلى إعادة إعمار البلد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي المظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أن أطاح تحالف المعارضة بالرئيس السوري (أ.ب)

وزير خارجية فرنسا: اقترحت فرض عقوبات على الضالعين في الهجمات على العلويين بسوريا

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، إنه اقترح خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الضالعين في شن هجمات على العلويين في سوريا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
خاص وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل آلباريس في مؤتمر بروكسل (رويترز)

خاص وزير الخارجية الإسباني لـ«الشرق الأوسط»: لا بد من وضع حد نهائي لأعمال العنف بسوريا

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل آلباريس، لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة النظام الجديد في سوريا، وإن بلاده ستعلن عن مساعدة إضافية.

شوقي الريّس (بروكسل)
المشرق العربي جنود سوريون على متن دبابة متّجهين نحو الحدود السورية - اللبنانية بعد اشتباكات شهدتها المنطقة (رويترز)

تجدد الاشتباكات على حدود لبنان الشرقية

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي عشائر البقاع على الحدود اللبنانية – السورية في شمال مدينة الهرمل.

يوسف دياب (بيروت)

طلب فرنسي لأميركا بإعادة تمثال الحرية... لماذا؟ وما علاقة ترمب؟

تمثال الحرية (أ.ب)
تمثال الحرية (أ.ب)
TT

طلب فرنسي لأميركا بإعادة تمثال الحرية... لماذا؟ وما علاقة ترمب؟

تمثال الحرية (أ.ب)
تمثال الحرية (أ.ب)

«يا أميركا: أعيدي تمثال الحرية إلى فرنسا» هذا هو الطلب الذي تقدم به سياسي فرنسي تصدر عناوين الصحف في بلاده، لإشارته إلى أن الولايات المتحدة لم تعد جديرة بهذا النصب التذكاري الذي كان هدية من فرنسا قبل ما يقرب من 140 عاماً.

وبصفته عضواً في البرلمان الأوروبي ورئيساً مشاركاً لحزب يساري صغير في فرنسا، لا يستطيع رافائيل غلوكسمان الادعاء بأنه يتحدث باسم جميع مواطنيه. لكن تأكيده في خطاب ألقاه هذا الأسبوع أن بعض الأميركيين «اختاروا الانضمام إلى الطغاة» يعكس موجات الصدمة الواسعة التي أحدثتها «التحولات الزلزالية» للرئيس الأميركي دونالد ترمب في السياسة الخارجية والداخلية في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال غلوكسمان، متحدثاً يوم الأحد إلى أنصار حزبه «بابليك بليس» أو «مكان عام» الذين رحبوا بحديثه: «أعيدوا لنا تمثال الحرية. لقد كان هديتنا لكم. ولكن يبدو أنكم تحتقرونه... سيكون سعيداً هنا معنا».

وأشار غلوكسمان أيضاً إلى أن فرنسا «تسعد» باستقبال أفضل الباحثين الأميركيين إذا قررت واشنطن التخلي عنهم وطردهم، في إشارة إلى سياسات إدارة ترمب التي أدت إلى فصل مئات الموظفين الحكوميين وخفض التمويل المخصص للأبحاث الصحية والمناخية.

لكن هل تستطيع فرنسا استعادته؟

الإجابة أنه لا يبدو أن ذلك ممكن، حيث تشير منظمة «اليونيسكو»، الذراع الثقافية للأمم المتحدة التي أدرجت التمثال على قائمتها لكنوز التراث العالمي، إلى أن هذا النصب التذكاري الشهير ملكٌ للحكومة الأميركية.

وكان من المتصور في البداية أن يكون التمثال بمثابة لفتة تذكارية للصداقة الفرنسية الأميركية للاحتفال بالذكرى المئوية لـ«إعلان استقلال أميركا في 4 يوليو (تموز) 1776».

لكن الحرب التي اندلعت عام 1870 بين فرنسا والولايات الألمانية شتّت جهود مصمم التمثال، النحات الفرنسي فريدريك أوغست بارتولدي. كما استغرق تمويل الهدية وقتاً، حيث اتُخذ قرار بأن يدفع الفرنسيون ثمن التمثال وأن يغطي الأميركيون تكاليف القاعدة التي سيثبت عليها.

وتم نقل التمثال مجزءاً لـ350 قطعة من فرنسا، وكُشف النقاب عنه رسمياً في 28 أكتوبر (تشرين الأول) 1886.

وتوترت العلاقات الأميركية الأوروبية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، خصوصاً على خلفية قضيتي حرب روسيا في أوكرانيا والرسوم الجمركية التي تفرضها الإدارة الأميركية.

وفي الوقت الحالي، يسير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «على خط دقيق»، فهو يحاول التعاون مع ترمب وتعديل بعض تحولاته السياسية من جهة، ولكنه أيضاً «يتصدى بقوة» لبعض قرارات البيت الأبيض، لا سيما رسوم ترمب الجمركية على البضائع الأوروبية.

وسمح ماكرون لرئيس وزرائه، فرانسوا بايرو، بأن يكون صوتاً أكثر انتقاداً، حيث انتقد بايرو «الوحشية» الأميركية التي وُجهت للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارته للبيت الأبيض، وأشار إلى أن إدارة ترمب خاطرت بتسليم النصر لروسيا عندما أوقفت المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وكان حزب غلوكسمان أكثر انتقاداً، حيث نشر اتهامات على موقعه الإلكتروني بأن ترمب يمارس السلطة بطريقة «استبدادية» و«يستعد لتسليم أوكرانيا على طبق من فضة» لروسيا.

وفي خطابه، أشار غلوكسمان إلى كلمات الشاعرة الأميركية إيما لازاروس عن تمثال الحرية حين قالت: «المرأة الجبارة التي تحمل شعلة»، التي وعدت بوطن «للجماهير المتعطشة للتنفس بحرية». وقال غلوكسمان: «اليوم، لم تعد هذه الأرض كما كانت».