لوائح أميركية للسيطرة على تدفقات رقائق الذكاء الاصطناعي حول العالم... ماذا نعرف عنها؟

ما هي الدول المستهدفة؟ وهل هناك استثناءات؟ وما موقف إدارة ترمب؟

تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
TT

لوائح أميركية للسيطرة على تدفقات رقائق الذكاء الاصطناعي حول العالم... ماذا نعرف عنها؟

تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)
تضع اللوائح حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن لواشنطن تصديرها (رويترز)

أعلنت واشنطن، اليوم (الاثنين)، أنها ستصدر لوائح جديدة تهدف إلى التحكم في وصول الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم إلى رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المصممة في الولايات المتحدة.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، ستنظم اللوائح تدفق رقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الأميركية اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً، فماذا نعرف عن هذه اللائحة؟

تقسيم العالم إلى 3 مستويات

قالت الحكومة الأميركية، الاثنين، إنها ستفرض المزيد من القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي وتقنياتها بغرض ضمان الحفاظ على الهيمنة في مجال الحوسبة للولايات المتحدة وحلفائها، مع إيجاد المزيد من السبل لحرمان الصين من الوصول إليها.

وتضع اللوائح الجديدة حداً أقصى لعدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن تصديرها إلى معظم البلدان، وتسمح بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية لأقرب حلفاء واشنطن، مع الإبقاء أيضاً على حظر الصادرات إلى دول أخرى.

وتتجاوز التدابير الجديدة المُسهبة التي تم الكشف عنها في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مجرد فرض قيود على الصين، وتهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة في الحفاظ على مكانتها المهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال التحكم فيه حول العالم.

وتقسم اللوائح العالم إلى 3 مستويات. وسيتم إعفاء 18 دولة من القواعد برمتها. وسوف يكون لنحو 120 دولة أخرى، من بينها إسرائيل، قيود خاصة بكل دولة. فيما سيتم منع الدول الخاضعة لحظر أسلحة مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية من تلقي التكنولوجيا تماماً.

وجاءت الدول التي تم إعفاؤها من هذه القيود كالتالي: أستراليا، وبلجيكا، وبريطانيا، وكندا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وآيرلندا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، ونيوزيلندا، والنرويج، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، والسويد، وتايوان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

ما هي الرقائق المحظورة؟

تقيّد اللوائح تصدير الرقائق المعروفة باسم «وحدات معالجة الرسومات» أو (GPUs)، وهي معالِجات متخصصة تم إنشاؤها في الأصل لتسريع عرض الرسومات. وعلى الرغم من أنها معروفة بدورها في الألعاب، فإن قدرة وحدات معالجة الرسومات، مثل تلك التي تصنعها شركة «إنفيديا» الرائدة في الصناعة ومقرها الولايات المتحدة، على معالجة أجزاء مختلفة من البيانات في وقت واحد، جعلتها ذات قيمة للتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، تم تدريب «تشات جي بي تي» الخاص بشركة «أوبن إيه آي» وتحسينه على عشرات الآلاف من وحدات معالجة الرسومات. ويعتمد عدد وحدات معالجة الرسومات اللازمة لنموذج الذكاء الاصطناعي على مدى تقدم وحدة معالجة الرسومات، وكم البيانات المستخدمة لتدريب النموذج، وحجم النموذج نفسه، والوقت الذي يريد المطور قضاءه في تدريبه.

هل هناك استثناءات؟

نعم. إذا طلب المشتري كميات صغيرة من وحدات معالجة الرسومات، فلن يتم احتسابها ضمن الحدود القصوى، وستتطلب فقط إخطاراً حكومياً، وليس ترخيصاً.

وقالت الولايات المتحدة إن معظم طلبات الرقائق تقل عن الحد المسموح به، خاصة تلك التي تقدمها الجامعات والمؤسسات الطبية والمنظمات البحثية. وهناك أيضاً استثناءات لوحدات معالجة الرسومات للألعاب.

إدارة ترمب

وسيكون بمقدور الشركات الكبرى المتخصصة في تقديم خدمات الحوسبة السحابية، مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«أمازون»، الحصول على تراخيص عالمية لبناء مراكز بيانات، وهو جزء مهم من القواعد الجديدة التي ستعفي مشاريعها من حصص رقائق الذكاء الاصطناعي المخصصة للدول. وللحصول على تصاريح الموافقة، يتعيّن على الشركات المصرح لها الالتزام بشروط وقيود صارمة، بما في ذلك متطلبات الأمان ومتطلبات تقديم التقارير، وأن يكون لديها خطة أو سجل حافل من احترام حقوق الإنسان.

ورغم أنه من غير الواضح كيف ستنفذ إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب القواعد الجديدة، فإن الإدارتين تشتركان في وجهات النظر بشأن التهديد الذي تمثله المنافسة مع الصين. ومن المقرر أن تدخل اللوائح حيز التنفيذ بعد 120 يوماً من النشر، مما يمنح إدارة ترمب وقتاً لإعادة تقييمها.

ويمكن أن تتسع استخدامات الذكاء الاصطناعي لتصل بشكل أكبر إلى الرعاية الصحية والتعليم والغذاء وغير ذلك، لكنها يمكن أيضاً أن تُساعد في تطوير الأسلحة البيولوجية وغيرها والمساعدة في شن هجمات إلكترونية ودعم أنشطة التجسس، إلى غير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.


مقالات ذات صلة

«تنسنت» الصينية تعلن أنها تجرب نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي بجانب «ديب سيك»

تكنولوجيا شركة «تنسنت» تعلن أنها تجرب نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي بجانب «ديب سيك» (رويترز)

«تنسنت» الصينية تعلن أنها تجرب نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي بجانب «ديب سيك»

أعلنت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة «تنسنت»، اليوم (الاثنين)، أنها بدأت تجربة نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي بعد دمج «ديب سيك» في بعض منتجاتها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد توقيع مذكرة تفاهم لتطوير رقائق وأشباه موصلات متقدمة للذكاء الاصطناعي في سلطنة عُمان (العمانية)

لأول مرة في الخليج... مصنع لرقائق وأشباه موصلات متقدمة للذكاء الاصطناعي بسلطنة عمان

وقّعت سلطنة عُمان، اليوم، مذكرة تفاهم لتطوير مشروع رقائق وأشباه موصلات متقدمة للذكاء الاصطناعي مع شركة «إي أو إن إيتش برايفت هولدينجس».

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد جانب من الجلسة الحوارية في «مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة» (الشرق الأوسط)

وزير الاقتصاد السعودي: تبنّي الذكاء الاصطناعي يعزز استدامة النمو الاقتصادي

أكد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، أن البلاد تعمل على بناء سوق مفتوحة للمبتكرين المحليين والدوليين، مما يعزز فرص النمو المستدام.

«الشرق الأوسط» (العُلا)
آسيا العلامة التجارية لتطبيق «ديب سيك» (رويترز)

بسبب مخاوف الخصوصية... «ديب سيك» توقف تطبيقاتها في كوريا الجنوبية

أوقفت شركة «ديب سيك» (DeepSeek) مؤقتاً تنزيل تطبيقات «chatbot» الخاصة بها في كوريا الجنوبية، بينما تعمل مع السلطات المحلية لمعالجة مخاوف الخصوصية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
صحتك التكنولوجيا الجديدة لديها القدرة على تقليل عبء التوثيق وتحسين دقة التقارير (أرشيفية - رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على الجراحين في كتابة التقارير الطبية

أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكّن أجهزة الكمبيوتر من متابعة الجراحين وهم يجرون العمليات ثم كتابة ملحوظات ما بعد الجراحة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ممثل أميركا لدى الأمم المتحدة: العودة لأوكرانيا ما قبل 2014 هدف «غير واقعي»

المستشار السياسي الأميركي جون كيلي خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا في مقرّ المنظمة الدولية بمدينة نيويورك 17 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
المستشار السياسي الأميركي جون كيلي خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا في مقرّ المنظمة الدولية بمدينة نيويورك 17 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
TT

ممثل أميركا لدى الأمم المتحدة: العودة لأوكرانيا ما قبل 2014 هدف «غير واقعي»

المستشار السياسي الأميركي جون كيلي خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا في مقرّ المنظمة الدولية بمدينة نيويورك 17 فبراير 2025 (أ.ف.ب)
المستشار السياسي الأميركي جون كيلي خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا في مقرّ المنظمة الدولية بمدينة نيويورك 17 فبراير 2025 (أ.ف.ب)

قال ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، الاثنين، إن واشنطن تريد أوكرانيا ذات سيادة «لكن يجب أن نقرّ بأن العودة لأوكرانيا ما قبل 2014 هدف غير واقعي».

وأضاف في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا: «التمسك بأهداف غير واقعية بشأن أوكرانيا سيطيل أمد الحرب».

وتابع أن واشنطن ملتزمة بإنهاء حرب أوكرانيا واستعادة الاستقرار لأوروبا، مضيفاً أن السلام الدائم في أوكرانيا يجب أن يشمل «ضمانات أمنية رادعة» لضمان عدم تجدد الحرب.

وقال إن على روسيا إنهاء حربها على أوكرانيا «فوراً»، وحذّر موسكو من أنها إذا اختارت مواصلة الحرب فسوف تزيد التكلفة على اقتصادها.