جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
TT

جزر المحيط الهادئ تعزز أمنها بعد اجتماع القادة... وترفض قطع العلاقة بتايوان

زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)
زعماء دول المحيط الهادئ خلال الاجتماع الثالث والخمسين لزعماء منتدى جزر المحيط الهادئ في نوكو ألوفا، تونغا 29 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

أقر منتدى جزر المحيط الهادئ خطة لتعزيز أعداد الشرطة بين أعضائه، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد على القوى الخارجية في الأزمات، حيث أيدت جزر سليمان حليفة الصين الأمنية المبادرة التي تمولها أستراليا، اليوم (الجمعة)، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال رئيس وزراء جزر كوك مارك براون، رئيس المنتدى، في اليوم الأخير من اجتماع سنوي لزعماء دول جزر المحيط الهادئ، إن الكتلة المكونة من 18 دولة لديها القدرة على الاضطلاع بدور قوي ونشط في الأمن الإقليمي.

وأضاف في مؤتمر صحافي في تونغا، إن جزر المحيط الهادئ «منطقة تعاون ودعم وعمل مشترك، وليس منطقة تنافس ومنطقة حيث تسعى الدول الأخرى إلى محاولة اكتساب ميزة علينا».

ورفض زعماء دول المحيط الهادئ دعوات تدعمها بكين إلى قطع العلاقات مع تايوان، قائلين إن التحالف الإقليمي سيبقي سياساته المستمرة منذ عقود. وفي البيان الختامي أعاد زعماء الكتلة تأكيد اتفاق وُقّع عام 1992 سمح بإجراء محادثات مع تايبيه.

وكانت جزر سليمان، الشريك الرئيسي للصين في جنوب المحيط الهادئ، مارست ضغوطا لتجريد تايوان من وضعها كشريك في منتدى جزر المحيط الهادئ، ما أثار غضب بعض حلفاء تايبيه.

وهذا المنتدى منقسم بين دول تقيم علاقات دبلوماسية مع بكين وأخرى، مثل جزر مارشال وبالاو وتوفالو، حليفة لتايوان التي أرسلت نائب وزير خارجيتها تيان تشونغ-كوانغ إلى تونغا سعيا لتعزيز العلاقات مع حلفائها في جزر المحيط الهادئ، الذين يتناقص عددهم.

وفي السنوات الخمس الماضية، قطعت جزر سليمان وكيريباتي وناورو علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان لصالح الصين.

ومن المقرر تنظيم الانتخابات في بالاو هذا العام، وستكون علاقاتها مع تايوان، وتحول محتمل لصالح الصين، من أبرز قضايا الحملة الانتخابية.

ويرى بعض المحللين أن الخطة لإنشاء وحدة شرطة إقليمية لجزر المحيط الهادئ، يتم نشرها للتعامل مع الحوادث الكبرى هي خطوة من جانب أستراليا لمنع الوجود الأمني المتزايد للصين في المنطقة، وسط تنافس استراتيجي بين بكين وواشنطن.

وقالت جزر سليمان خلال المنتدى الجمعة، وهي دولة تربطها علاقات أمنية بأستراليا، أكبر عضو في المنتدى، وكذلك الصين، التي ليست عضواً في المنتدى، إنها وافقت على مبادرة الشرطة في المحيط الهادئ.

وصرّح رئيس وزراء جزر سليمان جيريميا مانيلي: «نحن نؤيد أيضاً، كجزء من تطوير هذه المبادرة، أهمية التشاور الوطني... لذلك نحن نقدّر حقاً المبادرة».

وقال رئيس وزراء تونغا سياوسي سوفاليني، إن ذلك من شأنه أن يعزز بنية الأمن الإقليمي الحالية. وأضاف أن الزعماء وافقوا أيضاً على شروط مهمة تقصّي الحقائق إلى كاليدونيا الجديدة، التي مزقتها أشهر من أعمال الشغب، لإجراء محادثات مع الأطراف المعنية لمحاولة حل الأزمة.

وأظهر البيان الختامي أن المنتدى قَبِل الإقليمين الأميركيين غوام وساموا الأميركية كعضوين مشاركين.

وأكد سوفاليني رئيس وزراء تونغا، الحاجة إلى المزيد من الموارد لمنطقة المحيط الهادئ للتخفيف من آثار تغير المناخ، وحض الدول المانحة على المساهمة للوصول إلى هدف تمويل أعلى يبلغ 1.5 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

«أوبن إي آي» تتيح نماذجها الجديدة للحكومة الأميركية قبل إطلاقها

الولايات المتحدة​ يظهر شعار «أوبن إي آي» بهذه الصورة الملتقطة في 20 مايو 2024 (رويترز)

«أوبن إي آي» تتيح نماذجها الجديدة للحكومة الأميركية قبل إطلاقها

أبرمت شركة «أوبن إي آي»، مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» للذكاء الاصطناعي التوليدي، اتفاقاً مع الحكومة الأميركية تتيح لها الوصول إلى نماذجها اللغوية الجديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من بث "بلو أوريجن"، ينطلق صاروخ "بلو شيبارد" مع طاقم مهمة NS-26 في 29 أغسطس 2024، من موقع الإطلاق الأول شمال فان هورن، تكساس، الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

«بلو أوريجن» تنجح في إرسال ثامن رحلة سياحية فضائية

نقلت شركة «بلو أوريجن»، الخميس، 6 أشخاص إلى الفضاء في رحلة سياحية قصيرة ذهاباً وإياباً، من بينهم أصغر امرأة تصل إلى ارتفاع يتخطى 100 كيلومتر في الفضاء.

تحليل إخباري جنود أوكرانيون يقفون بالقرب من مركبة عسكرية، وسط هجوم روسي على أوكرانيا، بالقرب من الحدود الروسية في منطقة سومي، أوكرانيا، 16 أغسطس 2024 (رويترز)

تحليل إخباري ما أسباب ضعف استجابة الكرملين للتوغّل الأوكراني في كورسك الروسية؟

بعد 3 أسابيع من القتال في منطقة كورسك الروسية، لا تزال روسيا تعاني لطرد القوات الأوكرانية من هذه المنطقة، فما أسباب بطء الاستجابة الروسية للتوغّل الأوكراني؟

شادي عبد الساتر (بيروت)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث في فعالية انتخابية لـ«الحزب الاشتراكي الديمقراطي» الألماني في ثورينجيا بألمانيا في 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

المعارضة الألمانية: شولتس لم يعد قادراً على ضبط الوضع في البلاد

اتهم زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس المستشار الألماني أولاف شولتس بأنه لم يعد قادراً على السيطرة على الوضع في البلاد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يزور شاطئ هاتافو وهي منطقة تأثرت بالثوران البركاني والتسونامي في عام 2022 في تونغاتابو 27 أغسطس 2024 (أ.ف.ب)

غوتيريش يطلق «نداء استغاثة عالمياً» لمكافحة ارتفاع منسوب المياه بجزر المحيط الهادي

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة خلال «قمة منتدى جزر المحيط الهادي» في تونغا «نداء استغاثة عالمياً» للتصدّي لأزمة ارتفاع منسوب مياه البحار في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«الأمم المتحدة» تنتقد سياسات حقوق الإنسان «الإشكالية» في شينجيانغ

الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني (الأمم المتحدة)
الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني (الأمم المتحدة)
TT

«الأمم المتحدة» تنتقد سياسات حقوق الإنسان «الإشكالية» في شينجيانغ

الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني (الأمم المتحدة)
الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني (الأمم المتحدة)

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم (الثلاثاء)، أن السياسات «الإشكالية» لا تزال مستمرة في الصين بعد عامين من تقريرها الرئيسي الذي أشار إلى «جرائم ضد الإنسانية» محتملة في شينجيانغ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكشفت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنها عقدت سلسلة من المناقشات في جنيف مع مسؤولين صينيين منذ فبراير (شباط) 2023، ما مهّد الطريق أمام المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، لإرسال فريق إلى بكين من 26 مايو (أيار) إلى الأول من يونيو (حزيران) من هذا العام.

وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، لصحافيين إن الفريق أجرى محادثات مع السلطات الصينية، وتحديداً بشأن «سياسات مكافحة الإرهاب ونظام العدالة الجنائية».

وأضافت: «في ما يتعلق بشينجيانغ، نفهم أن كثيراً من القوانين والسياسات الإشكالية لا تزال قائمة».

وطالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان السلطات الصينية «بإجراء مراجعة كاملة» للمتطلبات القانونية المتعلقة بالأمن القومي ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن حماية الأقليات من التمييز.

ودعت إلى «تقدم ملموس في حماية حقوق الإنسان في الصين»، فضلاً عن تحقيقات في انتهاكات مزعومة، بما فيها التعذيب.

وقبل عامين، نشر تقرير في ولاية ميشيل باشليه، التي خلفها فولكر تورك في أغسطس (آب) 2022، يتحدّث عن احتمال وجود «جرائم ضد الإنسانية» في شينجيانغ.

وسرد التقرير الذي رفضته الصين بشكل قاطع، سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان بحق الأويغور وأقليات مسلمة أخرى في شينجيانغ، مطالباً «باهتمام عاجل» من العالم.

ونُشر التقرير قبل دقائق من انتهاء ولاية باشليه، وسلّط الضوء على ادعاءات «موثوقة» بشأن انتشار التعذيب والاعتقالات التعسفية وانتهاكات الحقوق الدينية والإنجابية.

وتقول بكين إن إجراءاتها هناك ضرورية للتصدي للإرهاب.

وتدافع عما تسميه شبكة «مراكز التدريب المهني» التي أقامتها لمواجهة التطرف وتحسين مستويات التعليم.

وأكدت شامداساني أن تورك ومكتبه أجريا محادثات تفصيلية مع بكين بشأن سياساتها التي تؤثر على حقوق الإنسان للأقليات العرقية والدينية، بما في ذلك في شينجيانغ والتيبت، فضلاً عن المخاوف في هونغ كونغ.

وأوضحت أن فريق المفوضية الذي أُرسل إلى بكين التقى ممثلين من شينجيانغ وهونغ كونغ، لكنه لم يسافر خارج العاصمة. ويجري البحث في إجراء مزيد من الزيارات.

ووصفت شمداساني التعاون بـ«الإيجابي»، لكنها أشارت إلى أنه «في ما يتعلق بالتنفيذ الفعلي (...) هناك كثير مما هو مرغوب فيه، ولذلك نحتاج إلى مواصلة العمل معهم، لمعرفة أين يمكننا تحقيق بعض التقدم».

وأضافت أن المفوضية تتابع الوضع في الصين رغم الصعوبات التي يفرضها الوصول المحدود إلى المعلومات، «والخوف من أعمال انتقامية ضد الأفراد الذين يتعاملون مع (الأمم المتحدة)».

من جهته، رحّب رافاييل فيانا دافيد من منظمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان غير الحكومية ببيان المفوضية.

وقال، في بيان، إن «الأمر متروك الآن للصين من أجل اتخاذ تدابير ذات مغزى، ولمجلس حقوق الإنسان من أجل متابعة الوضع من كثب حتى تقوم بذلك».