منظمة ألمانية: الترحيل إلى أفغانستان وسوريا ينتهك القانون الدولي

وسط خطر التعرض للتعذيب ولعقوبات لا إنسانية في كلا البلدين

صورة نشرها مركز تنسيق الإنقاذ المشترك التابع للحكومة القبرصية (JRCC) في 20 أغسطس 2023، توثق عملية إنقاذ المهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسط (أ.ف.ب)
صورة نشرها مركز تنسيق الإنقاذ المشترك التابع للحكومة القبرصية (JRCC) في 20 أغسطس 2023، توثق عملية إنقاذ المهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسط (أ.ف.ب)
TT

منظمة ألمانية: الترحيل إلى أفغانستان وسوريا ينتهك القانون الدولي

صورة نشرها مركز تنسيق الإنقاذ المشترك التابع للحكومة القبرصية (JRCC) في 20 أغسطس 2023، توثق عملية إنقاذ المهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسط (أ.ف.ب)
صورة نشرها مركز تنسيق الإنقاذ المشترك التابع للحكومة القبرصية (JRCC) في 20 أغسطس 2023، توثق عملية إنقاذ المهاجرين في مياه البحر الأبيض المتوسط (أ.ف.ب)

أعربت منظمة «برو أزول» الألمانية المعنية بإغاثة اللاجئين عن رفضها القاطع لمقترح المستشار الألماني أولاف شولتس إعادة تطبيق قواعد ترحيل المجرمين الخطرين من اللاجئين الأفغان والسوريين إلى موطنهم.

ووصف المدير التنفيذي للمنظمة، كارل كوب، الخطط، بأنها غير قانونية، وقال في تصريحات لصحيفة «أوجسبورجر ألجماينه» الألمانية الصادرة الجمعة: «القانون الدولي يحظر بوضوح أي عمليات ترحيل إلى أفغانستان وسوريا... وهناك خطر التعرض للتعذيب ولعقوبات لا إنسانية في كلا البلدين»، مضيفاً أن الأمم المتحدة أكدت على ذلك مراراً.

صورة من الأرشيف لعملية ترحيل طالب لجوء رفض طلبه

وقال كوب: «لقد صدمتنا جميعاً الجريمة التي وقعت في مانهايم، لكن لا ينبغي للحكومة الألمانية تقويض القانون الدولي، بل يجب أن تعتمد على وسائل الدولة الدستورية الألمانية... الحظر المفروض على التعذيب ينطبق بشكل مطلق على الجميع، بما فيهم المجرمون. يجب عدم تقويض هذا المبدأ المهم».

كان شولتس أعرب عن تأييده لترحيل المجرمين الخطيرين من الأفغان وسوريا إلى موطنهم في أعقاب مقتل شرطي على يد أفغاني في مانهايم. وقال شولتس في خطاب حكومي ألقاه أمام البرلمان الألماني (بوندستاج) أمس الخميس: «يجب ترحيل هؤلاء المجرمين، حتى لو جاءوا من سوريا وأفغانستان... لا يوجد هنا مكان للخطيرين من المجرمين العتاة والإرهابيين».

ولم يذكر المستشار بالضبط كيف يريد أن يجعل ذلك ممكناً، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية الألمانية تعمل على التنفيذ العملي، مضيفاً أنها تجري بالفعل مناقشات مع البلدان المجاورة لأفغانستان.

ضباط شرطة ألمان يخلعون قبعاتهم في مانهايم الألمانية الأحد 2 يونيو 2024 بعد أن علموا بوفاة ضابط شرطة تعرض للطعن قبل يومين هناك (أ.ب)

ولم يذكر المستشار بالضبط كيف يريد أن يجعل ذلك ممكناً، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية الألمانية تعمل على التنفيذ العملي، مضيفاً أنها تجري بالفعل مناقشات مع البلدان المجاورة لأفغانستان. وقال شولتس إنه لن يتم التسامح بعد الآن مع تمجيد الجرائم الإرهابية أو الاحتفاء بها، وأضاف: «لهذا السبب سنشدد لوائح الطرد لدينا بحيث يؤدي تشكيل جرائم إرهابية إلى اهتمام جدي بالترحيل... أي شخص يمجد الإرهاب يتعارض مع كل قيمنا ويجب ترحيله أيضاً».

إلا أن «حزب الخضر»، المنتمي للائتلاف الحاكم بزعامة شولتس، أعرب عن تشككه. وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك من «حزب الخضر» إنه من الممكن أن يخطط الإسلامويون الذين تم ترحيلهم لهجمات إرهابية من الخارج أيضاً، في حين أثارت رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب، بريتا هاسلمان، الشكوك، بشأن جعل الأمر «جذاباً» بالنسبة لدول ثالثة لاستقبال الإرهابيين أو المجرمين الخطرين.

هجوم طعن في مسيرة حركة «باكس أوروبا»

نفذ أفغاني يوم الجمعة الماضي هجوم طعن في مسيرة لحركة «باكس أوروبا» المعادية للإسلام في مانهايم، ما أسفر عن إصابة 5 مشاركين في المسيرة وإصابة شرطي بجروح بالغة أودت بحياته فيما بعد. وأثار الهجوم جدلاً حول تخفيف الحظر المفروض على عمليات الترحيل إلى أفغانستان.

لاجئون أفغان يصلون من باكستان إلى منطقة تاختا بول بمقاطعة قندهار 22 مايو 2024 (أ.ف.ب)

ومنذ وصول حركة «طالبان» الإسلامية إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، لم تعد ألمانيا تعيد أي شخص إلى أفغانستان. وقبل ذلك التوقيت كانت ألمانيا ترحل الرجال الأفغان فقط ممن تصنفهم السلطات على أنهم مجرمون أو يشكلون تهديداً إرهابياً. ومن بين العديد من السوريين والأفغان الذين قدموا إلى ألمانيا طالبي لجوء في السنوات العشر الماضية، هناك أفراد ارتكبوا جرائم خطيرة في ألمانيا، أو تعتقد الشرطة أنهم قادرون على تنفيذ هجوم إرهابي. وعلى الرغم من أن العقبات القانونية، التي تحول دون ترحيل أولئك الذين يشكلون تهديداً محتملاً، أقل من تلك التي يواجهها الأشخاص الآخرون المطلوب منهم مغادرة البلاد، فإن هناك صعوبات قانونية وعملية في التنفيذ.


مقالات ذات صلة

على هامش زيارة للفاتيكان... نقاط اختلاف واتفاق بين البابا ونائب ترمب

العالم الكاردينال بييترو بارولين يصافح جي دي فانس (أ.ف.ب)

على هامش زيارة للفاتيكان... نقاط اختلاف واتفاق بين البابا ونائب ترمب

يسعى البابا فرنسيس الزعيم الروحي لـ1.4 مليار كاثوليكي للدفاع عن كنيسة أكثر انفتاحاً تستقبل المهاجرين، في حين يريد نائب الرئيس الأميركي تحصين بلاده بقيم محافظة.

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
آسيا وزير الخارجية الأفغاني أمين خان متقي برفقة نظيره الباكستاني إسحق دار في كابل يوم 19 أبريل (أ.ف.ب)

كابل تُعبِّر لإسلام آباد عن استيائها لترحيل عشرات آلاف الأفغان

أعرب وزير الخارجية الأفغاني، أمين خان متقي، السبت، عن قلقه واستيائه إزاء عمليات الإعادة القسرية لعشرات آلاف الأفغان من باكستان.

«الشرق الأوسط» (كابل)
الولايات المتحدة​ مقر المحكمة العليا الأميركية في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

المحكمة العليا الأميركية تمنع ترحيل الفنزويليين مؤقتاً

أوقفت المحكمة العليا الأميركية اليوم السبت، وفي الوقت الحالي، ترحيل أي فنزويلي محتجز في شمال ولاية تكساس بموجب قانون يعود إلى زمن الحرب في القرن الثامن عشر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جيه دي فانس وزوجته أوشا فانس وابنتهما ميرابل يحضرون قداس الجمعة العظيمة الذي يقوده الكاردينال كلاوديو غوجيروتي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان (أ.ب)

فانس يزور الفاتيكان لتبرير حملة ترمب على المهاجرين

يعتزم نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس عقد اجتماع مع المسؤول الثاني في الفاتيكان، في أعقاب غضب بابوي لافت من حملة إدارة ترمب على المهاجرين.

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ مهاجرون فنزويليون مرحَّلون من أميركا يصلون إلى بلادهم (رويترز)

تقرير: إدارة ترمب تُعد خططاً لتنفيذ عمليات ترحيل عسكرية لمهاجرين

نقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» الإخبارية عن مسؤول أميركي القول، اليوم الجمعة، إن واشنطن تُعِد خططاً لتنفيذ عمليات ترحيل عسكرية، بموجب قانون «الأعداء الأجانب».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

على هامش زيارة للفاتيكان... نقاط اختلاف واتفاق بين البابا ونائب ترمب

الكاردينال بييترو بارولين يصافح جي دي فانس (أ.ف.ب)
الكاردينال بييترو بارولين يصافح جي دي فانس (أ.ف.ب)
TT

على هامش زيارة للفاتيكان... نقاط اختلاف واتفاق بين البابا ونائب ترمب

الكاردينال بييترو بارولين يصافح جي دي فانس (أ.ف.ب)
الكاردينال بييترو بارولين يصافح جي دي فانس (أ.ف.ب)

يسعى البابا فرنسيس الزعيم الروحي لأكثر من 1.4 مليار كاثوليكي للدفاع عن كنيسة أكثر انفتاحاً تستقبل المهاجرين، في حين يريد نائب رئيس الولايات المتحدة تحصين بلاده بقيم محافظة.

وزار جي دي فانس الفاتيكان، السبت، دون أن يجتمع -على الأقل علناً- بالبابا فرنسيس الذي لا يزال يتعافى، والتقى نائب الحبر الأعظم الكاردينال الإيطالي بييترو بارولين عشية «عيد الفصح».

فهل سيلتقي نائب الرئيس الأميركي البابا فرنسيس؟

قد يحصل ذلك، الأحد، على هامش قداس «عيد الفصح» في ساحة القديس بطرس حتى وإن لم يصدر أي إعلان بعد.

بالإضافة إلى فارق العمر الكبير بينهما (فانس يبلغ من العمر 40 عاماً والبابا 88 عاماً)، يمكن القول إن هناك شرخاً آيديولوجياً بين الأميركي الأبيض المتحدر من عائلة إنجيلية من الطبقة العاملة اعتنق الكاثوليكية في سن 35 عاماً، والأرجنتيني اليسوعي من أصول إيطالية.

البابا فرنسيس (أ.ب)

«فرصة»

ويؤكد مدير المرصد الجيوسياسي للبابا في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، فرنسوا مابي، أن «النقاط المشتركة بينهما كثيرة».

وذكر، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «هناك قضية التصدي لنظريات الجندر (النوع الاجتماعي)، وكل ما يتعلق بحرية العقيدة كما يراها فانس. والانتقادات التي وجّهها عند زيارته أوروبا ونجدها هي نفسها في إدارة البابا».

في ميونيخ خلال فبراير (شباط) أدان فانس «تراجع حرية التعبير» في القارة العجوز خصوصاً فيما يتصل بمعارضة الإجهاض.

وحول «أوجه حرب القيم» يتقاسم الرجلان «توجهاً مجتمعياً محافظاً ومعارضة الإجهاض وثقافة الووك (التي تعني حرفياً أن يكون الشخص يقظاً إزاء الظلم وانتهاك حقوق الأقليات)، والمثلية جزئياً»، وهو يرى أن فانس يمثّل «الكاثوليكية التي تسعى لأميركا ما بعد الليبرالية».

وعلى الرغم من قرب فانس من التيار المحافظ في الكنيسة المعارض للبابا فرنسيس، يرى البروفيسور مابي أرضية مشتركة محتملة في بعض الملفات مثل حل الصراع في أوكرانيا: «قد تكون هناك فرصة للكرسي الرسولي ليُسمع صوته مرة أخرى»، في حين لم تلق دعوات البابا حتى الآن آذاناً مصغية لتحقيق السلام.

لذلك سيكون من مصلحة الرجلَيْن تجاهل خلافاتهما خصوصاً فيما يتصل بقضية المهاجرين الشائكة التي تم التطرق إليها، السبت، في لقاء وصفه الكرسي الرسولي بأنه «ودي».

«أزمة كبرى»

في فبراير (شباط) أثار البابا استياء البيت الأبيض لإدانته عمليات الطرد الجماعي للمهاجرين بقرار من دونالد ترمب؛ مما شكّل «أزمة كبرى».

واستخدم فانس العسكري السابق والمؤلف المعروف، عند الحديث عن الهجرة، لهجة تذكرنا بأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا.

ولم يتردد البابا في انتقاد مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأميركيين علناً عندما استنكر نية إدارة ترمب المعلنة في اعتقال المهاجرين غير الشرعيين حتى في المدارس وأماكن العبادة.

في مقابلة لقناة «فوكس نيوز» في يناير (كانون الثاني) أكد فانس مفهوماً دينياً يفيد بأنه «عليك أن تحب عائلتك ثم جيرانك ثم مجتمعك ثم مواطنيك وأخيراً باقي العالم».

ورداً على ذلك، دعا البابا فرنسيس إلى «التأمل في المحبة التي تبني أخوة مفتوحة للجميع دون استثناء».

الموضوع الآخر الذي يثير الانقسامات هو الإسلام. يقول مابي: «هناك خط دفاع عن الحضارة المسيحية من جانب القوميين المسيحيين وفانس وترمب أيضاً. ولا نجد ذلك بالطبع لدى البابا الذي يتبنى سياسة الانفتاح والحوار».

وأخيراً فإن فانس ينتقد سياسات «التنوع والمساواة والدمج» التي تهدف إلى تعزيز تكافؤ الفرص من خلال أخذ الأصل العرقي والجنس والإعاقة أو التوجه الجنسي في الاعتبار.

ومنذ انتخابه عام 2013، سعى البابا لفتح الكنيسة أمام النساء حيث قام بترقيتهن إلى مناصب ذات مسؤولية في الفاتيكان وأمام المثليين الذين تبارك الكنيسة العلاقة بين الأزواج منهم.