تسرّبان جديدان لغاز الهيليوم من مركبة «ستارلاينر» الموجودة في الفضاء

مركبة الفضاء «بوينغ CST-100 ستارلاينر» على متن صاروخ «أطلس V» من مجمع الإطلاق الفضائي 41 في مركز كينيدي للفضاء بالولايات المتحدة 5 يونيو 2024 (د.ب.أ)
مركبة الفضاء «بوينغ CST-100 ستارلاينر» على متن صاروخ «أطلس V» من مجمع الإطلاق الفضائي 41 في مركز كينيدي للفضاء بالولايات المتحدة 5 يونيو 2024 (د.ب.أ)
TT

تسرّبان جديدان لغاز الهيليوم من مركبة «ستارلاينر» الموجودة في الفضاء

مركبة الفضاء «بوينغ CST-100 ستارلاينر» على متن صاروخ «أطلس V» من مجمع الإطلاق الفضائي 41 في مركز كينيدي للفضاء بالولايات المتحدة 5 يونيو 2024 (د.ب.أ)
مركبة الفضاء «بوينغ CST-100 ستارلاينر» على متن صاروخ «أطلس V» من مجمع الإطلاق الفضائي 41 في مركز كينيدي للفضاء بالولايات المتحدة 5 يونيو 2024 (د.ب.أ)

رُصد تسرّبان جديدان لغاز الهيليوم، يُضافان إلى تسرّب معروف سابقاً، خلال رحلة تُجريها مركبة «ستارلاينر» الفضائية التي تحمل رائديْ فضاء من وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، ويُفترض أن تلتحم بمحطة الفضاء الدولية، الخميس.

وأشارت «ناسا» ليل الأربعاء - الخميس إلى أن المركبة الفضائية؛ وهي من تصنيع شركة «بوينغ»، «لا تزال مستقرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

في المجموع، سُجّلت ثلاثة تسرّبات للهيليوم في «ستارلاينر». وقد رُصد أحد هذه التسربات قبل إطلاق المهمة المنتظَرة منذ سنوات، الأربعاء، من فلوريدا.

وتقرَّر عدم إصلاح هذا التسرب الأول للهيليوم الموجود على أحد محركات المركبة، فبعد تحليله وصفته «ناسا» بأنه «صغير»، وعدَّته لا يمثل خطراً.

ولا يشكل الهيليوم غازاً قابلاً للاشتعال، لكنه يُستخدم في نظام دفع المركبة.

وقالت «ناسا»، في منشور عبر منصة «إكس»، إن التسرّبين الآخرين «جديدان منذ وصول المركبة الفضائية إلى المدار»، مضيفةً: «جرى إغلاق اثنين من صمامات الهيليوم المتضررة».

وأشارت «ناسا»، صباح الخميس، إلى أن المسؤولين عن المهمة اجتمعوا وأعطوا موافقتهم على عملية التحام المركبة الفضائية بمحطة الفضاء الدولية، والتي لا تزال متوقعة عند الساعة 16.15 بتوقيت غرينتش.

وأضافت: «لقد تأكدوا من حالة المركبة، ويواصلون مراقبة» نسبة التسريبات.

ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي، بعد التحام المركبة بمحطة الفضاء الدولية.

وبعد سنوات من التأجيلات المتتالية، وإلغاء محاولتيْ إقلاع في اللحظات الأخيرة خلال شهر واحد، يجب على «بوينغ» أن تثبت، خلال هذه الرحلة التجريبية، أن «ستارلاينر» آمنة لاستخدامها في عمليات منتظمة.

وقد نجحت المركبة في الوصول فارغةً إلى محطة الفضاء الدولية، في مايو (أيار) 2022، ومهمتها القائمة هي أول رحلة مأهولة لها.

وسبَق لرائدي الفضاء بوتش ويلمور (61 سنة)، وسوني وليامز (58 سنة)، أن زارا محطة الفضاء الدولية في السابق، وقد أجريا تدريبات لسنوات عدة قبل المهمة الفضائية الحالية.

وشابَ تصنيع «ستارلاينر» خيبات أمل متلاحقة، فتأخرت «بوينغ» أربع سنوات عن «سبيس إكس» التي توفر مركباتها خدمات نقل لرواد وكالة «ناسا» الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية منذ عام 2020.

وتسعى وكالة الفضاء الأميركية إلى أن تكون لديها مركبة ثانية، بالإضافة إلى تلك المصنوعة من شركة «سبيس إكس»؛ حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع المشكلات المحتملة في أي من الكبسولات، أو مع حالات الطوارئ.


مقالات ذات صلة

علماء يتوقعون ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام

يوميات الشرق سيبقى القمر الجديد في الفضاء من يوم 29 سبتمبر ولمدة شهرين تقريباً (إ.ب.أ)

علماء يتوقعون ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام

توقّعت مجموعة من العلماء ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام، مشيرة إلى أنه سيبقى لفترة وجيزة فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كويكب (رويترز)

دراسة: الانفجار النووي يمكن أن ينقذ الأرض من الاصطدام بكويكب كبير

قال علماء أميركيون، في دراسة، إن القنابل النووية يمكن أن تنقذ كوكب الأرض في حالة ظهور كويكب هائل دون سابق إنذار قد يصطدم بالأرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا منظر يظهر مركبة الفضاء «سويوز» التي تحمل رواد فضاء (رويترز)

عودة رائدَي فضاء روسيين وثالثة أميركية بعد إقامة قياسية في محطة الفضاء الدولية

هبط رائدا فضاء روسيان ورائدة فضاء أميركية من وكالة «ناسا» في كازاخستان الاثنين بعد إقامتهم فترة قياسية في محطة الفضاء الدولية.

«الشرق الأوسط» (الماتي)
الولايات المتحدة​ مقر لشركة «سبايس إكس» في براونزفيل بولاية تكساس (رويترز)

مالكو أرض في تكساس يدّعون على «سبايس إكس» بتهمة التعدي على ممتلكات خاصة

أقام مبتكرو لعبة «كاردز أغينست هيومانيتي» دعوى على شركة «سبايس إكس» التي يملكها إيلون ماسك، بتهمة الاستغلال غير القانوني لأرض يملكونها.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق قمر الحصاد العملاق في لوس أنجليس بكاليفورنيا (رويترز)

«قمر» ثانٍ سيدور حول الأرض قريباً لـ«فترة محدودة»

ستتسبب جاذبية الأرض في جعل كويكب صغير يدور حولها لمدة شهرين تقريباً هذا الخريف، ليصبح «قمراً صغيراً»، بحسب ما ذكرت دراسة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

وكالة استخبارات أوروبية: برنامج سري روسي لتصنيع مسيّرات عسكرية بالصين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال تفقده مصنعاً للمسيّرات في مدينة سانت بطرسبرغ الأسبوع الماضي (رويترز)

أفاد مصدران من وكالة استخبارات أوروبية، ووثائق راجعتها وكالة «رويترز»، بأن روسيا وضعت برنامجاً للأسلحة في الصين لتطوير وإنتاج طائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتطور شركة «آي إي إم زد كوبول» التابعة لشركة صناعة الأسلحة الروسية المملوكة للدولة «ألماز-أنتي»، وتجري اختبارات الطيران لنموذج جديد لطائرة مسيّرة تسمى «جاربيا-3» (جي3) في الصين بمساعدة متخصصين محليين، وفقاً لإحدى الوثائق، وهي تقرير أرسلته «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية في وقت سابق من العام يحدد عملها.

وأبلغت «كوبول» وزارة الدفاع في تحديث لاحق أنها قادرة على إنتاج طائرات مسيّرة، بما في ذلك طائرات «جي 3»، على نطاق واسع في مصنع بالصين ليتسنى نشر الأسلحة في «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو المصطلح الذي تستخدمه موسكو للحرب.

ولم ترد «كوبول» و«ألماز-أنتي» ووزارة الدفاع الروسية على طلبات للتعليق.

وقالت وزارة الخارجية الصينية للوكالة إنها ليست على دراية بمثل هذا المشروع، مضيفة أن البلاد لديها إجراءات رقابة صارمة على تصدير الطائرات المسيّرة.

وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية دفاعية مقرها في لندن، إن تسليم طائرات مسيّرة من الصين إلى روسيا، إذا تأكد، سيكون تطوراً مهماً. وأضاف: «إذا نظرت إلى ما يُعرف أن الصين سلمته حتى الآن، فقد كان في الغالب سلعاً مزدوجة الاستخدام، مكونات ومكونات فرعية يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة. هذا ما وردت تقارير عنه حتى الآن. لكن ما لم نره حقاً، على الأقل بشكل علني، هو عمليات نقل موثقة لأنظمة أسلحة كاملة».

ومع ذلك، قال سامويل بينديت، الزميل البارز المساعد في مركز الأمن الأميركي الجديد، وهو مؤسسة فكرية مقرها واشنطن، إن بكين ستتردد في الانكشاف على العقوبات الدولية بمساعدة آلة الحرب في موسكو، وإن هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإثبات أن الصين تستضيف إنتاج طائرات مسيّرة عسكرية روسية.

وعبَّر مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عن قلقه البالغ إزاء تقرير «رويترز» عن برنامج الطائرات المسيّرة، الذي قال إنه يبدو حالة عن شركة صينية تقدم مساعدات فتاكة لشركة روسية تخضع لعقوبات أميركية.

وقال متحدث إن البيت الأبيض لم ير أي شيء يشير إلى علم الحكومة الصينية بمثل هذه الصفقة، لكن بكين تتحمل مسؤولية ضمان عدم تقديم الشركات مساعدات فتاكة لروسيا لتستخدمها قواتها.

وأوضحت تقارير شركة «كوبول» لوزارة الدفاع الروسية أنه يمكن للطائرة «جي 3» أن تقطع مسافة تقدر بنحو ألفي كيلومتر بحمولة 50 كيلوغراماً. وفُرضت عقوبات أميركية على شركة «كوبول» في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وأفادت التقارير بأنه تم تسليم عينات من الطائرة وبعض نماذج طائرات أخرى مصنوعة في الصين إلى «كوبول» في روسيا لإجراء مزيد من الاختبارات عليها، بمشاركة خبراء صينيين مجدداً.

ولم تكشف الوثائق هويات المتخصصين الصينيين في الطائرات المسيّرة المشاركين في المشروع الذي أوردته، ولم يتسن للوكالة تحديد هوياتهم.

وكشفت وثيقتان منفصلتان راجعتهما «رويترز»، وهما فاتورتان أرسلتهما إلى «كوبول» في الصيف شركة روسية، قال مصدرا المخابرات الأوروبيان إنها تعمل وسيطاً مع الموردين الصينيين، عن أن «كوبول» تسلمت 7 طائرات عسكرية مسيّرة مصنوعة في الصين، بما في ذلك طائرتان «جي 3»، في مقرها الرئيسي بمدينة إيجيفسك الروسية.

ولم تحدد الفاتورتان، التي تطلب إحداهما الدفع باليوان الصيني، تواريخ تسليم، كما لم تحدد الموردين في الصين.

وقال مصدرا الاستخبارات إن تسليم عينة من الطائرات المسيّرة إلى «كوبول» لهو أول دليل ملموس عثرت عليه وكالتهما على تسليم طائرات مسيّرة كاملة مصنعة في الصين إلى روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وطلبا عدم كشف هويتيهما، ولا وكالتهما؛ بسبب حساسية المعلومات. كما طلبا حجب بعض التفاصيل المتعلقة بالوثائق، بما في ذلك تواريخها الدقيقة.

وعرض المصدران على الوكالة 5 وثائق في المجمل، بينها تقريران من شركة «كوبول» لوزارة الدفاع في النصف الأول من العام والفاتورتان، لدعم ما ذكراه عن وجود مشروع روسي في الصين لتصنيع طائرات مسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. ولم ترد أنباء من قبل عن هذا البرنامج.

ولم تقدم تقارير «كوبول» للوزارة مواقع أكثر دقة للأماكن المتصلة بالمشروع. كما لم يتسن للوكالة تحديد ما إذا كانت وزارة الدفاع قد أعطت الشركة الضوء الأخضر للمضي قدماً في الإنتاج المتسلسل المقترح.

ودأبت بكين على نفي تزويد الصين أو الشركات الصينية لروسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، قائلة إن البلاد لا تزال محايدة.