زوجة رئيس هايتي المغتال متهمة بقتله

لائحة الاتهام وجهت لـ51 شخصاً لدورهم في الاغتيال

مارتين مويز وزوجها جوفينيل في صورة تم التقاطها عام 2017 (د.ب.أ)
مارتين مويز وزوجها جوفينيل في صورة تم التقاطها عام 2017 (د.ب.أ)
TT

زوجة رئيس هايتي المغتال متهمة بقتله

مارتين مويز وزوجها جوفينيل في صورة تم التقاطها عام 2017 (د.ب.أ)
مارتين مويز وزوجها جوفينيل في صورة تم التقاطها عام 2017 (د.ب.أ)

وجه قاضٍ في هايتي لائحة اتهام إلى 51 شخصاً لدورهم في اغتيال الرئيس جوفينيل مويز عام 2021، بما في ذلك زوجته مارتين مويز المتهمة بالتواطؤ، على الرغم من إصابتها بجروح خطيرة في الهجوم، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وفي نسخة من 122 صفحة من لائحة الاتهام التي قدمها القاضي فالتر فولتير، واطلعت عليها «نيويورك تايمز»، لم يوجه اتهام لمويز بالتخطيط للقتل ولا يوجد أي دليل مباشر على تورطها.

إلا أن لائحة الاتهام أشارت إلى أن مويز وشركاءها أدلوا بأقوال تناقضت مع شهود آخرين، مما يشير إلى أنهم كانوا متواطئين في القتل. وتشير لائحة الاتهام أيضاً إلى أحد المتهمين الرئيسيين في القضية المحتجز في هايتي، والذي ادعى أن مويز كانت تتآمر مع آخرين لتولي الرئاسة.

وتكرر الاتهامات تلك الواردة في شكوى جنائية قدمها المدعي العام الهايتي وقدمها إلى فولتير، حيث إن التهمة الرسمية الموجهة لمويز هي التآمر على القتل.

ولم يستجب محامي مويز، بول تورنر، على الفور لطلب التعليق. لكن تورنر، المقيم في جنوب فلوريدا، كان قد نفى في وقت سابق الاتهامات الواردة في الشكوى الجنائية.

وقال لصحيفة «التايمز»: «لقد كانت ضحية، مثل أطفالها الذين كانوا هناك وزوجها». كما أشار إلى أن موكلته مختبئة وأن موقعها الحالي غير معروف للجميع باستثناء عدد قليل من الناس.

ولطالما انتقدت مويز التحقيق في هايتي، قائلة إن المسؤولين لم يبدوا اهتماماً كبيراً بالكشف عن العقول المدبرة للجريمة.

قُتل مويز (53 عاماً) في الساعات الأولى من يوم 7 يوليو 2021 (رويترز)

وقُتل مويز (53 عاماً)، في الساعات الأولى من يوم 7 يوليو (تموز) 2021، عندما اقتحم فريق من الكوماندوز الكولومبيين، استأجرته شركة أمنية في منطقة ميامي، منزل الرئيس في إحدى ضواحي العاصمة الهايتية الثرية، وفقاً لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وتم إطلاق النار على الرئيس وزوجته بعد أن دخل المسلحون غرفة نوم الزوجين ونهبوا المنزل، بحثاً على ما يبدو عن وثائق وأموال.

وفي تصريحات مباشرة بعد الاغتيال، قالت مويز إنها اختبأت تحت سرير الزوجين لحماية نفسها من المهاجمين، وفقاً للائحة الاتهام المؤرخة في 25 يناير (كانون الثاني). وقد حصل عليها موقع «AyiboPost»، وهو موقع إخباري هايتي على الإنترنت.

ومع ذلك، تقول لائحة الاتهام إن الفجوة بين السرير والأرضية كانت من 14 إلى 18 بوصة، ما أثار تساؤلات حول مصداقيتها.

وفي مقابلة مع صحيفة «التايمز» بعد أسابيع عدة من مقتل زوجها، تذكرت مويز أنها أصيبت برصاصة في يدها ومرفقها، وأنها سمعت المهاجمين يبحثون عن شيء ما في ملفات زوجها.

ويستند الاتهام الموجه ضد أرملة مويز أيضاً إلى شهادة شاهد رئيسي، وهو جوزيف باديو، وهو مسؤول سابق في وزارة العدل متهم بأنه أحد مدبري عملية الاغتيال. وكان باديو قد اعتقل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد أن أمضى عامين مختبئاً.

وبحسب لائحة الاتهام، قال باديو إن مويز كانت تتآمر مع آخرين، بما في ذلك كلود جوزيف، الذي كان رئيس الوزراء وقت الاغتيال، للتخلص من زوجها «واحتكار السلطة».

ورغم التحقيق الذي دام عامين ونصف العام، فإن لائحة الاتهام تترك كثيراً من الأسئلة من دون إجابة. وبينما يخوض في بعض التفاصيل حول ليلة الاغتيال، إلا أنه لا يوضح دوافع الجريمة ولا كيفية تمويلها.

مارتين مويز متهمة بالتواطؤ رغم إصابتها بجروح خطيرة في الهجوم (رويترز)

وأدى تحقيق أميركي منفصل في ميامي إلى توجيه اتهامات فيدرالية ضد 11 رجلاً متهمين بالتآمر لقتل الرئيس السابق مويز. واعترف 6 رجال بالذنب، بينما من المقرر أن يمثل الخمسة الآخرون للمحاكمة في مايو (أيار). ومن المتوقع أن تكون زوجة مويز شاهدة.

وقال بعض النقاد إنهم يعتقدون أن لائحة الاتهام في هايتي ملوثة بالسياسة، واتهموا حكومة رئيس الوزراء أرييل هنري باستخدام التحقيق لمهاجمة منتقديها، بما في ذلك مويز وجوزيف.

وقال جوزيف: «إنهم يستخدمون نظام العدالة الهايتي لتعزيز أجندتهم المكيافيلية».

بالمقابل، أشار مكتب هنري إلى أنه لم يكن هناك أي تدخل في التحقيق، وقال جان جونيور جوزيف، المتحدث باسم هنري: «ليست لرئيس الوزراء علاقة مباشرة مع قاضي التحقيق، ولا يسيطر عليه. ويظل القاضي حراً في إصدار أمره وفقاً للقانون وضميره».

وبموجب النظام القانوني في هايتي، تم إعداد الشكوى الأولية من قبل المدعي العام، إدلر غيوم، المعين سياسياً في الحكومة الحالية.

ويمكن استئناف التهم التي ذكرها فولتير في غضون 10 أيام من تسلم المتهم نسخة من لائحة الاتهام.

ومنذ وفاة مويز، سيطرت العصابات على جزء كبير من العاصمة بورت أو برنس، ما أدى إلى مقتل واختطاف الآلاف من الأشخاص. وليس لدى هايتي رئيس، ولا أي مسؤول وطني منتخب آخر، بعد انتهاء فترة ولاية أعضاء المجلس التشريعي بالبلاد.

ووافقت الأمم المتحدة على نشر قوة أمنية بقيادة كينيا في هايتي للمساعدة بقمع العنف، لكن محكمة كينية منعت ذلك الشهر الماضي، على الرغم من أن الحكومة الكينية، التي تستأنف القرار، قالت إنها لا تزال تخطط لنشر قوة أمنية.


مقالات ذات صلة

ميلانيا ترمب: نجاة زوجي من محاولتي اغتيال «معجزة حقيقية»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)

ميلانيا ترمب: نجاة زوجي من محاولتي اغتيال «معجزة حقيقية»

وصفت ميلانيا ترمب نجاة زوجها، الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية، دونالد ترمب من محاولتَي اغتيال بأنها «معجزة حقيقية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي سيارة متضررة في موقع غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، 23 سبتمبر 2024 (رويترز)

ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت استهدفت قيادياً كبيراً في «حزب الله»

قال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه نفّذ ضربة محدّدة الأهداف في بيروت، وأوردت صحيفة «هآرتس» أن هدف الغارة هو علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية بـ«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ لقطة من مقطع فيديو للقبض على راين ويسلي روث المشتبه فيه بمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب (إ.ب.أ)

موقوف فلوريدا كتب «إيران حرّة في اغتيال ترمب»

بيّن التحقيق مع راين ويسلي روث، المشتبَه فيه بمحاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب، أنه ترصّد المرشح الرئاسي 12 ساعة، وكتب: «إيران حرة في اغتيال ترمب».

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع جماهيري في لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية... 13 سبتمبر 2024 (رويترز)

ترمب يستأنف حملته الانتخابية بعد محاولة اغتياله

يتوجّه دونالد ترمب إلى ميشيغان مستأنفا حملته الانتخابية الثلاثاء، بعد يومين على محاولة مفترضة لاغتياله تم إحباطها في ملعبه للغولف في فلوريدا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ راين ويسلي روث في العاصمة الأوكرانية كييف 17 مايو 2022 (رويترز)

انتقد ترمب وبايدن ورغب بقتل بوتين وكيم... السلطات الأميركية تلقت تحذيرات بشأن المشتبه به روث

مع مرور الوقت في أوكرانيا، حيث سافر بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي في عام 2022 على أمل الانضمام إلى القتال هناك، بدأت حياة روث تنحدر أكثر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أمين «كايسيد» يؤكد أهمية التعاون الدولي في نشر ثقافة السلام

الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
TT

أمين «كايسيد» يؤكد أهمية التعاون الدولي في نشر ثقافة السلام

الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)
الحارثي يتحدث خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)

شارك الدكتور زهير الحارثي، أمين عام المركز العالمي للحوار (كايسيد)، في الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات، الذي عُقد على هامش الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وركّز الحارثي خلال مداخلة له على الدور المحوري للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في بناء السلام العالمي، وتعزيز التفاهم المتبادل، كما تطرق إلى التحديات العالمية التي يمكن معالجتها من خلال الحوار البنّاء.

وأكد أهمية التعاون المشترك بين «كايسيد» والأمم المتحدة والمكاتب التابعة لها في نشر ثقافة السلام والحوار بمختلف دول العالم، لا سيما مع تغوّل خطابات التطرف والكراهية ببعض المجتمعات، التي تدفع دائماً نحو مزيد من الصراعات والحروب.

وأوضح الحارثي أن «كايسيد» يهتم بالشراكات الدولية والأممية التي من شأنها تعزيز ونشر السلام والحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهو ما يعد أولوية لدى المركز، ونقطة ارتكاز رئيسة في استراتيجياته حيال تحقيق أهدافه ورؤاه الآنية والمستقبلية.

جانب من مشاركة الحارثي في اجتماع مجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة للحضارات (كايسيد)

وشهد الاجتماع استعراضاً لجهود التحالف في تعزيز وتطوير برامجه ومؤسساته المتنوعة التي تسعى إلى معالجة قضايا التعايش والتفاهم بين الحضارات.

من جانب آخر، بحث الحارثي مع ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، جهود ترسيخ قيم التفاهم المتبادل، وتعزيز التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة، كذلك سبل تطوير التعاون المشترك بين «كايسيد» و«التحالف» في مجالات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

وناقش الجانبان التحضيرات المتعلقة بالمنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات المقرر عقده في البرتغال، حيث مقر «كايسيد»، الذي يهدف إلى تعزيز الجهود الدولية بمجال الحوار بين الثقافات ومواجهة التحديات العالمية المشتركة.

كما التقى الحارثي مارتن شونغونغ أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي، وسايت يوسف نائب أمين عام المنظمة الدولية للثقافة التركية، وأنطونيو بيدرو روكي دا فيسيتاكاو أوليفيرا نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، والسفير محمد باشاجي الممثل الخاص لأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، كلاً على حدة.

وبحث معهم سبل تعزيز التعاون في نشر ثقافة الحوار ومعالجة التحديات العالمية المشتركة، ومعالجة التحديات العالمية التي تواجه المجتمع الدولي، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار العالميين.