البحرية الهندية تنقذ مركب صيد إيرانياً خطفه قراصنة صوماليون

قوات الكوماندوز الهندية وهي تحرس مجموعة من القراصنة المحتجزين قبالة الساحل الصومالي (أ.ف.ب)
قوات الكوماندوز الهندية وهي تحرس مجموعة من القراصنة المحتجزين قبالة الساحل الصومالي (أ.ف.ب)
TT

البحرية الهندية تنقذ مركب صيد إيرانياً خطفه قراصنة صوماليون

قوات الكوماندوز الهندية وهي تحرس مجموعة من القراصنة المحتجزين قبالة الساحل الصومالي (أ.ف.ب)
قوات الكوماندوز الهندية وهي تحرس مجموعة من القراصنة المحتجزين قبالة الساحل الصومالي (أ.ف.ب)

أعلنت البحرية الهندية اليوم الثلاثاء تحرير مركب إيراني للصيد خطفه قراصنة صوماليون، في ثاني عملية من نوعها خلال يومين.

وأفاد ناطق باسم البحرية أن السفينة الحربية الهندية INS Sumitra «فرضت تحرير» 19 باكستانيا من أفراد الطاقم وسفينة الصيد «النعيمي» التي ترفع العلم الإيراني، وفقا لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وذكر المصدر أن «11 قرصانا صوماليا» احتجزوا أفراد طاقم المركب.

وأظهرت صور نشرتها البحرية عناصر من القوات الخاصة يصعدون على متن مركب الصيد ليلا فيما ظهروا لاحقا مسلحين بالبنادق وهم يقفون أمام مجموعة من القراصنة الصوماليين الذين بدوا جاثين أمامهم على المركب وأيديهم مقيّدة خلف ظهورهم.

تمّت عملية الإنقاذ ليل الاثنين قبالة السواحل الصومالية، على بعد نحو 850 ميلا بحريا (1574 كيلومترا) غرب مدينة كوتشي الهندية.

وجاءت بعد نحو 36 ساعة فقط على إعلان الهند أن قواتها حررت 17 شخصا هم أفراد طاقم مركب صيد يرفع العلم الإيراني وتعرّض للخطف أيضا من قراصنة صوماليين.

وفي حالة ثالثة مشابهة، حررت قوات خاصة من سيشل الاثنين مركب الصيد السريلانكي «لورينزو بوتا - 4» وأنقذت أفراد طاقمه البالغ عددهم ستة أشخاص.

خطف مسلحون صوماليون هذا القارب قبل ثلاثة أيام على بعد نحو 840 ميلا بحريا (1555 كلم) جنوب شرقي مقديشو.

أثارت عمليات الخطف قبالة الصومال مخاوف من عودة هذه العمليات في المحيط الهندي لتفاقم أزمة الملاحة التي أثارتها هجمات المتمرّدين الحوثيين في اليمن.

نفّذ الحوثيون عددا من الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن استهدفت مراكب قالوا إنها على صلة بإسرائيل ردا على الحرب التي تشنها الأخيرة ضد حماس في غزة.

وتم تحويل نشاط القوات البحرية الدولية من خليج عدن لتركز على البحر الأحمر، ما أثار مخاوف من إمكانية استغلال القراصنة الثغرة الأمنية، علما بأن أول عملية قرصنة صومالية ناجحة تسجّل منذ العام 2017 كانت في ديسمبر (كانون الأول).

وبلغت هجمات القراصنة قبالة السواحل الصومالية ذروتها عام 2011 إذ أطلق مسلحون هجمات في مناطق على مسافات وصلت أحيانا إلى 3655 كيلومترا عن السواحل الصومالية في المحيط الهندي، قبل أن تتراجع كثيرا بعدما أرسلت قوات بحرية دولية سفنا حربية ونشرت شركات الشحن البحري التجاري حراسا مسلحين.

استخدم القراصنة الصوماليون في الماضي زوارق سريعة لاحتجاز سفن صيد ليكون بإمكانهم لاحقا استخدامها لقطع مسافات أبعد في المحيط الهندي لمهاجمة السفن الأكبر.

وإلى جانب إنقاذ الطواقم وتحرير المراكب، تؤكد الهند أن عمليتها تمنع «سوء استخدام مراكب الصيد» لاستخدامها لتنفيذ عمليات قرصنة أخرى تستهدف السفن التجارية الأكبر.

وتنتشر قوات البحرية الصومالية بشكل دائم قبالة الصومال منذ العام 2008، لكنها أرسلت في ديسمبر (كانون الأول) قوة أكبر بكثير تشمل ثلاث مدمرات صواريخ موجّهة وطائرة استطلاع من طراز «بي - 8آي للمحافظة على حضور قائم على الردع» بعد سلسلة هجمات على حركة الملاحة.

ولم تنضم الهند التي تقيم علاقات تجارية وثيقة مع إيران إلى القوة البحرية التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر لحماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين.

وفي ديسمبر، هاجم قراصنة صوماليون السفينة «إم في روين» التي ترفع العلم المالطي.

وبعدما سلّموا بحارا مصابا إلى البحرية الهندية، اقتاد القراصنة «إم في روين» وباقي أفراد طاقمها البالغ عددهم 17 شخصا إلى ولاية بونتلاند الصومالية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.


مقالات ذات صلة

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
شؤون إقليمية ناقلة نفط في البحر الأحمر (رويترز)

أنقرة تدين هجوم الحوثيين على سفينة شحن تركية

أدانت وزارة الخارجية التركية، اليوم (الأربعاء)، الهجوم الصاروخي الذي شنّه الحوثيون المتحالفون مع إيران على سفينة الشحن ذات الملكية التركية «أناضولو إس».

«الشرق الأوسط» (أنقرة )

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».